الاثنين، 9 يوليو 2018

هل الأشاعرة يقولون بالحرف والصوت وأن الله يتكلم متى شاء؟..


يروج التيمية أن الأشاعرة لا يقولون بالحرف والصوت 
وأن الله لا يتكلم متى شاء...وهذا بهتان عظيم...
بل الذي ينكره الأشاعرة والماتريدية أن يكون الحرف والصوت كلام الله الذي هو صفة أزلية له...
وإنما يقولون بالحرف والصوت على أنه كلام الله اللفظي المحدث..

فكلام الله عند الأشاعرة نوعان:
١-كلام الله القديم الذي صفة له قائمة بالذات..وليست حرفا وصوتا..بل كلاما نفسيا..
٢-وكلام الله اللفظي المحدث الذي يحدثه الله لا في ذاته ليعبر به عن كلامه القديم..والذي هو الحرف والصوت..

واعلم أن كل ما يقوله ابن تيمية في الحرف والصوت يقوله الأشاعرة في الكلام اللفظي..
ولكن بفارق أن الله يحدثه لا في ذاته عند الأشاعرة...
وعند ابن تيمية يحدثه الله في ذاته فالله عنده محل للحوادث والعياذ بالله....

وكذلك عند الأشاعرة الله عز وجل يتكلم كما شاء بما شاء متى شاء بكلامه اللفظي المحدث...فكلام الله يترتب على الإرادة..بمعنى أن الله منذ الأزل أراد مثلا أن يكلم موسى بكلام معين في زمن معين..فلما حان ذلك الزمن أحدث الله كلاما لفظيا خاطب به موسى عبر به عن كلامه القديم الذي أراده منذ الأزل..وهذا هو ترتب صفة الكلام على صفة الإرادة..
وأما عند ابن تيمية فكلام الله الذي هو حرف وصوت يتعلق بالإرادة..بمعنى أن الله يتكلم متى شاء بما شاء بأن يحدث الله في ذاته كلاما يدل به على ما يريده وقت إحداث الكلام..أي أن الكلام المعين والإرادة لهذا الكلام المعين يحدثهما الله في ذاته عند إنشاء الكلام....وهذا ما يسمى بتعلق الكلام بالإرادة..
وعليه فاعلم أن كل ما جاء في نصوص الوحيين وقاله السلف يجري على كلام الأشاعرة وعلى كلام ابن تيمية..من الحرف والصوت والتكلم متى شاء..
فعندنا الله يتكلم بحرف وصوت متى شاء بكلام محدث لفظي..
وعند ابن تيمية الله يتكلم بحرف وصوت متى شاء بكلام محدث لفظي..
وعند الأشاعرة كلام قديم..وعند ابن تيمية كلام قديم..

ولكن الفرق بينهما:
-أن الكلام اللفظي المحدث عند الأشاعرة يحدثه الله لا في ذاته...
وعند ابن تيمية يحدثه الله في ذاته فالله عنده محل للحوادث..
-وعند الأشاعرة القديم هو صفة الكلام..
وعند ابن تيمية القديم هو النوع..

وقد خالف ابن تيمية الأمة بقوله بقيام الحوادث بالذات والقدم النوعي..
ونحن نفينا القيام بالذات والقدم النوعي اللذين لا حاجة لهما ليصح ما ورد في نصوص الوحيين...واللذين لم ينقلا عن السلف..بل نقل خلافهما..ولا يخفى ما يترتب عليهما من مفاسد في الاعتقاد..

هذا ما بدا للعبد الفقير..
والله تعالى أعلى وأعلم..