التائية الكبرى نظم السلوك
(( عمر بن الفارض سلطان العاشقين ))
توفي سنة 632 هـ الموافق 1235م في مصر
ودفن بجوار جبــل المقطم بالقاهرة
****ء********************ء****
سقتـنـي حُـمـيَّـا الـحــبِّ راحـــةَ مقـلـتـي، وكـأسـي محـيَّـا مَــن عــنِ الحُـسـنِ جـلـتِ
فـأوهـمـتُ صـحـبـي أنَّ شـــربَ شـرابـهـم، بــهِ ســرَّ ســـرِّي فـــي انتـشـائـي بـنـظـرةِ
وبالـحـدقِ استغنـيـتُ عــنْ قـدحـي ، ومِــنْ شمائـلـهـا، لا مـــنْ شـمـولـيَ ، نـشـوتــي
ففـي حـانِ سكـري ، حـانَ شكـري لفتيـةٍ، بهـمْ تــمَّ لــي كـتـمُ الـهـوى مــع شهـرتـي
ولـمَّـا انقـضـى صـحـوي ، تقاضـيـتُ وصلـهـاولمْ يغشنى ، في بسطها ، قبضُ خشيتي
وأبثثـتـهـا مـــا بـــي ، ولـــمْ يـــكُ حـاضــريرقــيــبٌ لــهــا ، حــــاظٍ بـخـلــوةِ جـلــوتــي
وقــلــتُ ، وحــالـــي بـالـصَّـبـابـةِ شــاهـــدٌ،ووجــدي بـهــا مـاحــيَّ ، والـفـقـدُ مثـبـتـي
هَـبـي ، قـبـلَ يفـنـى الـحـبُّ مـنِّــي بـقـيَّـةًأراكِ بـــهـــا ، لــــــي نـــظـــرةَ الـمـتـلـفِّــتِ
ومنِّـي علـى سمعـي بـلـنْ ، إنْ منـعـتِ أنْأراكِ ، فــمِــنْ قـبــلــي ، لـغــيــريَ لـــــذَّتِ
فـعـنــدي ، لِـسُـكــري ، فــاقـــةُ لإفــاقـــةٍ،لـهـا كـبـدي ، لـــولا الـهــوى ، لـــمْ تـفـتّـتِ
ولـــوْ أنَّ مـــا بـــي بالـجـبـال ، وكـــانَ طـــورُ سـيـنـا بـهــا ، قـبــلَ التَّـجـلِّـي ، لــدكَّــتِ
هَــوًى ، عـبـرةٌ نـمَّـتْ بــهِ ، وجَـــوًى نـمــتْبــــــه حُــــــرَقٌ ، أدْوَاؤهـــــــا بـــــــي أوْدَتِ
فطـوفـانُ نــوحٍ ، عـنـدَ نـوْحـي ، كـأدمـعـي،وإيـــقـــادُ نـــيـــرانِ الـخـلــيــلِ كـلــوْعَــتــي
ولـــــولا زفــيـــري أغـرقـتــنــي أدمـــعـــي،ولـــــولا دُمــوعـــي أحـرقـتــنــي زفـــرتـــي
وحُــزنــي ، مـــــا يـعــقــوبُ بـــــثَّ أقــلَّـــهُ،وكـــــلُّ بــلـــى أيُّـــــوبَ بـــعـــضُ بـلـيَّــتــي
وآخـرُ مـا لاقـى الألـى عشـقِـوا ، إلــي الــرَّدى ، بــعــضُ مــــا لاقــيــتُ أولَ مـحْـنـتــي
فــلــوْ سـمــعــتْ أذنُ الـدَّلــيــل تــأوُّهـــي،لآلامِ أســـقــــامٍ ، بـجــســمــي أضـــــــرَّتِ
لأذكَـــــرَهُ كـــربـــي أذى عـــيـــش أزمــــــةٍبمنـقـطـعـي ركــــبٍ ، إذا الـعـيــسُ زمَّــــتِ
وقــــدْ بــــرَّحَ الـتَّـبـريـحُ بــــي ، وأبــادنـــي،وأبــدى الـضَّـنـى مِـنــي خـفــيَّ حقيـقـتـي
فنادمـتُ ، فـي سُكـري ، النحـولَ مراقبـي،بجـمـلـةِ أســــراري ، وتـفـصـيـلِ سـيـرتــي
ظـهَــرتُ لـــهُ وصـفــاً ، وذاتـــي ، بـحـيـثُ لايراهـا ، لبلـوى ، مـنْ جـوى الـحـبِّ ، أبـلـتِ
فـأبـدتْ ، ولــمْ ينـطـقْ لـسـانـي لسـمـعـهِ،هـواجـسُ نفـسـي سِــرَّ مــا عـنــهُ أخـفــتِ
وظــلَّــتْ ، لِـفِـكــري ، أذنــــهُ خــلــداً بــهــايـــدورُ بـــهِ ، عـــنْ رؤيــــةِ الـعـيــنِ أغــنــتِ
فأخـبـرَ مَــنْ فــي الـحـيِّ عـنِّـي ، ظـاهــراً،ببـاطـنِ أمــري ، وهــوَ مــنْ أهــلِ خـبـرتـي
كــــــأنَّ الـــكــــرامَ الـكـاتـبــيــنَ تــنــزَّلـــوا،عـلـى قلـبـهِ وَحْـيـاً ، بـمـا فــي صحيـفـتـي
ومــا كــانَ يــدري مــا أجــنُّ ، ومــا الَّـــذي،حـشــايَ مـــنَ الـسِّــرِ الـمـصـونِ ، أكــنَّــتِ
وكـشـفُ حـجـابِ الجـسـمِ أبـــرزَ ســـرَّ مـــابــهِ كـــانَ مـسـتـوراً لـــهُ ، مـــنْ سـريـرتـي
فكـنـتُ بـسـرِّي عـنـهُ فــي خـفـيـةٍ ، وقـــدْخـفـتـهُ ، لِـوَهْــنٍ ، مِــــنْ نـحـولــيَ أنَّــتــي
فأظـهَـرَنـي سُــقــمٌ بــــهِ ، كــنــتُ خـافـيــاًلــــه ، والــهـــوى يــأتـــي بــكـــلِّ غـريــبــةِ
وأفــــرَطََ بــــي ضُــــرٌّ ، تــلاشَــتْ لِـمَــسِّــهِأحــاديـــثُ نــفـــسٍ ، بـالـمــدامــعِ نـــمَّـــتِ
فـلـوْ هَــمَّ مـكـروهُ الـــرَّدى بـــي لـمــا دَرىمـكـانـي ، ومِـــنْ إخـفــاءِ حُـبِّــكِ خـفـيـتـي
ومــا بـيـنَ شــوقٍ واشتـيـاقٍ فـنـيـتُ فـــيتـــــــوَلٍّ بــحَــظـــرٍ ، أوْ تـــجَــــلٍّ بــحَــضـــرةِ
فــلــوْ ، لِـفـنـائـي مــــنْ فِـنــائــكِ رُدَّ لـــــيفــــؤاديَ ، لــــمْ يــرغــبْ إلــــى دارِ غــرْبَــةِ
وعــنــوانُ شــأنــي مـــــا أبــثُّـــكِ بـعــضَــهُ،ومــــا تـحـتــهُ ، إظــهــارهُ فــــوقَ قــدرَتـــي
وأمـسِــكُ ، عَـجْــزاً ، عـــنْ أمــــورٍ كـثـيــرةٍ،بنطـقِـيَ لــنْ تحْـصـى ، ولـــوْ قـلــتُ قـلَّــتِ
شفائيَ أشفى بلْ قضـى الوَجـدُ أنْ قضـى،وبَـــــرْدُ غـلـيـلــي واجـــــدٌ حَـــــرَّ غــلَّــتــي
وبــالــيَ أبْــلــى مِـــــنْ ثــيـــابِ تـجــلُّــدي،بــهِ الــذَّاتُ ، فــي الأعــدامِ ، نيـطـتْ بـلــذةِ
فـلــوْ كــشــفَ الــعُــوَّادُ بــــي ، وتـحـقَّـقـوا،مِــنَ الـلــوحِ ، مـــا مِـنِّــي الصَّـبـابـةُ أبـقــتِ
لـمــا شـاهَــدَتْ مِـنِّــي بصـائِـرُهُـمْ سِـــوىتــخــلُّــلِ روحٍ ، بـــيــــنَ أثـــــــوابِ مَـــيِّــــتِ
ومُنـذ عفـا رَسمـى وهِمْـتُ ، وَهَـمْـتُ فــيوُجـــودي ، فـلــمْ تـظـفـرْ بـكـوْنـي فـكـرَتــي
وبـعـدُ ، فـحـالـي فـيــكِ قـامــتْ بنفـسِـهـا،وبيِّـنـتـي فــــي سَــبْــقِ روحــــي بـنـيَّـتـي
ولــمْ أحــكِ فـــي حُـبَّـيـكِ ، حـالــي تـبـرُّمـاًبـهــا لاضـطِــرَابٍ ، بـــلْ لتنـفـيـس كُـرْبَـتـي
ويَـحــسُــنُ إظــهـــارُ الـتـجــلُّــدِ لــلــعِــدى،ويـقــبُــحُ غــيـــرُ الـعَــجــزِ عــنـــدَ الأحِــبَّـــةِ
ويمـنـعُـنـي شــكــوَايَ حُــسْــنُ تـصـبُّــري،ولـــوْ أشـــكُ لـلأعــداءِ مـــا بـــي لأشـكَــتِ
وعُقبـى اصطِبـاري ، فـي هَــواكِ ، حمـيـدةٌعـلـيــكِ ، ولــكــنْ عَــنــكِ غــيــرُ حـمــيــدَةِ
ومــا حَــلَّ بــي مِــنْ مِحْـنـةٍ ، فـهـوَ مِنـحَـةٌ،وقـدْ سَلِمَـتْ ، مِــنْ حَــلِّ عَـقـدٍ ، عزيمـتـي
وكـــلُّ أذىً فـــي الـحــبِّ مِـنــكِ ، إذا بَـــدا،جَـعَـلـتُ لـــهُ شُــكــري مــكــانَ شـكـيَّـتـي
نَــعَـــمْ وتـبــاريــحُ الـصَّـبــابــةِ ، إنْ عَــــــدَتْعلـىَّ ، مِــنَ النعـمـاءِ ، فــي الـحُـبِّ عُــدَّتِ
ومِــنــكِ شـقـائــي بَـــــلْ بَــلائـــي مِــنَّـــةٌ،وفــيــكِ لِــبَــاسُ الــبــؤسِ أســبَــغُ نِـعـمَــةِ
أرانِـــــيَ مــــــا أولِــيــتــهُ خـــيـــرَ قِــنــيــةٍ،قـديــمُ وَلائـــي فــيــكِ مــــنْ شــــرِّ فِـتـيَــةِ
فـــــــلاحٍ ووَاشٍ : ذاكَ يُــــهــــدي لــــعــــزَّةٍضــــلالاً ، وذا بــــي ظــــلَّ يَــهــذي لــغـــرَّةِ
أخالـفُ ذا ، فـي لـومـهِ ، عــنْ تـقـىً ، كـمـاأخــالــفُ ذا ، فــــي لــؤمــهِ ، عــــنْ تـقـيَّــةِ
ومــا ردَّ وجـهـي عــنْ سبـيـلـكِ هَـــوْلُ مـــالـقـيـتُ ، ولا ضـــرّاءُ ، فـــي ذاكَ ، مــسَّــتِ
ولا حِلـمَ لـي فـي حَـمْـلِ مــا فـيـكِ نالـنـييُــــؤدِّي لِـحَــمــدي ، أوْ لــمَـــدحِ مَــوَدَّتـــي
قضـى حُسنـكِ الدَّاعـي إلـيـكِ احتـمـالَ مــاقصَـصْـتُ ، وأقـصـى بَـعـدَ مـــا بـعــدَ قـصَّــى
ومــــــا هــــــوَ إلاَّ أنْ ظـــهَـــرْتِ لــنــاظــرِيبأكـمـلِ أوصـــافٍ ، عـلــى الـحُـسْـنِ أرْبـــتِ
فحـلَّـيْـتِ لـــي الـبَـلـوَى ، فخـلَّـيـتِ بـيـنـهـاوبـيـنـي ، فـكـانـتْ مــنــكِ أجْــمَــلَ حِـلـيَــةِ
ومَـــنْ يـتـحَـرَّشْ بالـجَـمَـالِ إلـــى الــــرَّدى،رأى نفـسَـهُ ، مِــنْ أنـفــس الـعـيـش ، ردَّتِ
ونفـسٌ تــرَى فــي الـحـبِّ أنْ لا تــرَى عَـنـاً،مــتــى مـــــا تــصَـــدّتْ لـلـصّـبـابَـةِ صُـــــدّتِ
ومـــــا ظــفِـــرَتْ ، بــالـــوُدّ ، روحٌ مُــرَاحَـــةٌ،ولا بـالــوَلا نـفــسٌ ، صـفــا الـعـيــشِ ، وَدَّتِ
وأيـن الصَّفـا ؟ هيهـات مـنْ عيـشِ عـاشـقٍ،وجـــنَّـــةُ عَــــــدْنٍ بـالــمَــكــارِهِ ، حُـــفَّــــتِ
ولِـي نـفـسُ حُــرٍّ ، لــوْ بَـذلـتِ لـهـا ، عـلـىتسَلِّـيـكِ ، مــا فــوقَ المُـنـى مـــا تـسـلَّـتِ
ولـــو أبْــعِــدَتْ بـالـصــدِّ والـهـجــرِ والـقِـلــىوقـطـعِ الـرَّجَـا ، عــنْ خلّـتـي ، مـــا تـخـلّـتِ
وعنْ مَذهَبي ، في الحـبِّ ، مالـيَ مذهَـبٌ،وإنْ مِـلْــتُ يــومــاً عــنــهُ فــارَقــتُ مِـلَّـتــي
ولــوْ خـطــرَتْ لـــي ، فـــي سِـــواكِ ، إرادةٌعـلـى خـاطـري ، سَـهـواً ، قضـيـتُ بـرِدَّتـي
لكِ الحُكمُ في أمْرِي ، فما شئتِ فاصْنعِـي،فـلــمْ تـــكُ ، إلاّ فـيــكِ لا عـنــكِ ، رغـبـتــي
ومُـحْـكــمِ عَــهــدٍ ، لــــمْ يُـخــامِــرْهُ بـيـنـنــاتـخــيُّــلُ نــسْـــخٍ ، وهـــــوَ خـــيـــرُ ألـــيَّـــةِ
وأخـــذكِ مـيـثـاقَ الـــوَلا حـيــثُ لـــمْ أبــــنْبمَظهَـرِ لَبْـسِ النَّفـسِ ، فـي فـيء طينـتـي
وسـابــقِ عـهــدٍ لـــمْ يَـحُــلْ مُـــذ عَـهـدتـهُ،ولاحِـــقِ عـقــدٍ ، جَـــلَّ عـــنْ حَـــلِّ فــتــرَةِ
ومَــطــلــعِ أنــــــوَارٍ بـطـلـعــتــكِ ، الَّـــتــــيلِبَـهـجَـتِـهـا ، كـــــلُّ الــبُـــدورِ اسـتــسَــرَّتِ
ووَصْـــفِ كـمَــالٍ فـيــكِ ، أحـســنُ صُــــورةٍ،وأقوَمُـهـا ، فــي الخـلـقِ ، مـنـهُ اسـتـمـدَّتِ
ونـعــتِ جــــلالٍ مــنــكِ ، يــعــذبُ ، دونــــهُ،عـذابـي ، وتحـلـو ، عِـنــدهُ ، لـــيَ قتـلـتـي
وسِــــرُّ جَــمَــالٍ ، عــنـــكِ كـــــلُّ مَــلاحَـــةٍبـــهِ ظـهَــرَتْ ، فـــي العـالـمـيـنَ ، وتــمَّــتِ
وحُسْـن بــهِ تسـبـى النُّـهـى دَلَّـنـي عـلـىهَــوىً ، حَـسُـنـتْ فـيــهِ ، لِـعِــزِّك ، ذِلَّـتــي
ومـعـنـىً وَرَاءَ الـحُـسـنِ ، فـيــكِ شـهـدتـهُ،بـــــهِ دَقَّ عـــــنْ إدْرَاكِ عَـــيـــنِ بَـصـيــرَتــي
لأنـــتِ مُـنــي قـلـبــي ، وغــايــةُ بُـغـيـتـي،وأقـصـى مُـــرادي ، واخـتـيـاري ، وخِـيـرَتـي
خـلـعـتُ عـــذاري ، واعــتــذاريَ لابــــسَ الخــلاعــةِ ، مــســروراً بـخـلـعـي وخِـلـعـتـي
وخلـعُ عـذاري فيـكِ فـرْضـي ، وإنْ أبــى اقتِــرابــيَ قــوْمـــي ، والـخــلاعــةُ سُـنَّــتــي
وليـسـوا بقـوْمـي مـــا استـعَـابـوا تهـتُّـكـي،فأبْـدَوا قِلـىً ، واستحسـنـوا فـيـكِ جفـوتـي
وأهلـيَ ، فـي ديـنِ الـهـوى ، أهـلـهُ ، وقــدْرَضُــوا لــيَ عــاري ، واستطـابـوا فضيحـتـي
فـمـن شــاء فليغـضـب ، سِــواكِ ، ولا أذىً،إذا رَضِــيَـــتْ عــنَّـــي كِـــــرَامُ عـشـيــرَتــي
وإنْ فــتــنَ الـنُّــســاكِ بــعـــضُ مـحــاســنٍلــديــكِ ، فــكــلٌّ مــنــكِ مــوضــعُ فِـتـنـتــي
ومـا احتـرتُ ، حتَّـى اختـرتُ حُبِّيـكِ مَذهبـاً،فواحيـرتـي ، إنْ لــمْ تـكــنْ فـيــكِ خـيـرتـي
فقالـتْ : هـوَى غيـري قـصـدتَ ، ودونــهُ اقْتـصــدتَ ، عـمـيّـاً ، عـــنْ ســـواءِ مَحـجّـتـي
وغــرّكَ ، حـتـى قـلـتَ مــا قُـلــتَ ، لابـســاًبــهِ شَـيْــنَ مَـيْــنٍ ، لَـبْــسُ نـفــسٍ تـمـنَّـتِ
وفـــي أنـفــسِ الأوطـــارِ أمْـسَـيْـتَ طـامـعـاًبــنــفــسٍ تـــعـــدَّت طَـــورَهَـــا ، فــتــعــدّتِ
وكـيــفَ بـحُـبّـى ، وهــــوَ أحــســنُ خــلــةٍ،تــفــوزُ بــدعــوى ، وهــــيَ أقــبَـــحُ خــلَّـــةِ
وأيــنَ الـسُّـهَـى مِـــنْ أكْـمَــهٍ عـــن مُـــرَادِهِسَـهَــا ، عَـمَـهــاً ، لــكــنْ أمـانـيــكَ غــــرَّتِ
فـقـمــتَ مـقـامــاً حُـــــطَّ قـــــدرُكَ دونَـــــهُ،عـلـى قــدمٍ ، عـــن حـظِّـهـا ، مـــا تـخـطَّـتِ
ورُمــــتَ مَــرامــاً ، دونــــهُ كــــم تـطـاوَلــتْ،بِـأعـنـاقِـهــا ، قــــــومٌ إلـــيــــهِ ، فـــجُــــذَّت
أتـيــتَ بُـيـوتـاً لـــم تــنــلْ مــــن ظـهُـورهَــا،وأبـوابُـهـا ، عــــن قــــرْعِ مـثـلِــكَ ، سُــــدَّتِ
وبــيــنَ يَــــدَِي نــجْــوَاكَ قــدَّمــتَ زخــرُفــاً،تـــــرومُ بــــــهِ عِــــــزاً ، مَــرَامِــيــهِ عَــــــزَّتِ
وجـئــتَ بــوَجْــهٍ أبــيــضٍ ، غــيــرَ مُـسـقِــطٍلِجـاهِـكَ فـــي دارَيْـــكَ ، خـاطِــبَ صَـفـوَتـي
ولــو كـنـتَ بــي مــن نقـطـةِ الـبـاءِ خفـضـةً،رُفِــعَــتَ إلــــى مــــا لَــــمْ تـنـلــهُ بـحـيـلــةِ
بـحـيــثُ تــــرى أن لا تــــرى مــــا عَــدَدتــهُ،وأنَّ الّـــــــذي أعْـــدَدتَــــهُ غـــيــــرُ عُـــــــدَّةِ
ونـهــجُ سبـيـلـي وَاضِـــحٌ لَِـمَــنِ اهــتــدَى،ولـكـنَّـهــا الأهـــــواءُ عَـــمَّـــتْ ، فــأعْــمَــتِ
وقـــدْ آنَ أنْ أُبْــــدِي هــــواكَ ، ومَــــنْ بــــهِضَـنــاكَ ، بـمــا يَـنـفــي إدِّعــــاكَ مَـحـبَّـتـي
حـلـيــفُ غــــرامٍ أنــــتَ ، لــكــنْ بـنـفـسِـهِ،وإبْـقــاكَ ، وَصْـفــاً مـنــكَ ، بــعــضُ أدلَّــتــي
فـلـمْ تهْـوَنـي ، مــا لــمْ تـكـنْ فــيَّ فـانـيـاً،ولــم تـفـنَ مـــا لا تُجْـتـلَـى فـيــكَ صـورتِــي
فــدَعْ عـنـكَ دعـــوى الـحُــبِّ ، وادعُ لـغـيـرهِفــــؤادَكَ ، وادفــــعْ عــنــكَ غــيَّــكَ بـالَّــتــي