رؤية الله في الدنيا من حيث الإمكان وعدمه:
وبعد ما تقرر من أن الله لا يرى في الدنيا يقظةً فإن هذا لا يعني أن رؤية الله في الدنيا ممتنعة، بل هي جائزة عقلاً، لكنها غير واقعة شرعاً، جائزة يعني: غير مستحيلة، والدليل على أنها جائزة عقلاً يعني: لا يحيلها العقل أن موسى سأل ربه: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [(143) سورة الأعراف] وموسى لا يسأل شيئاً مستحيلاً، ولكنها غير كائنة في الدنيا، ولو كانت ممتنعة لأنكر الله على موسى كما أنكر على نوح حين سأله نجاة ابنه قائلاً: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} فقال الله: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [(46) سورة هود].
ولأن الله لم يقل: لا أُرى ولا تمكن رؤيتي، أو رؤيتي مستحيلة، بل قال: {لَنْ تَرَانِي} يعني: لن تراني في الدنيا ببشريتك الضعيفة.
ولهذا قال في شرح الطحاوية: "وهذا القول الذي قاله القاضي عياض -رحمه الله- هو الحق، فإن الرؤية في الدنيا ممكنة إذ لو لم تكن ممكنة لما سألها موسى -عليه السلام-"
وقال النووي -رحمه الله- مبيناً هذا المعنى: "أما رؤية الله في الدنيا فقد قدمنا أنها ممكنة، ولكن الجمهور من السلف والخلف من المتكلمين وغيرهم أنها لا تقع في الدنيا، وحكم الإمام أبو القاسم القشيري في رسالته المعروفة عن الإمام أبي بكر بن فورك أنه حكى فيها قولين للإمام أبي الحسن الأشعري أحدهما: وقوعها، والثاني: لا تقع
وأما في الآخرة فهي جائزة عقلاً وواقعة شرعاً، ولا يرد على هذا قوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} [(103) سورة الأنعام] لأنه ليس المراد بها نفي الرؤية، وإنما المراد نفي الإدراك؛ لأنها سيقت مساق المدح، ولو كان المراد نفي الرؤية لما كان في ذلك مدح؛ لأن المعدوم هو الذي لا يُرَى، والكمال في إثبات الرؤية هو نفي الإدراك؛ لأن النفي المحض لا يأتي في صفات الله، وإنما الذي يأتي هو النفي الذي يستلزم إثبات ضده من الكمال.
فالمعنى أنه يُرى ولا يحاط به رؤيةً {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} لكمال عظمته، كما أنه يُعلم ولا يُحاط به علماً لكمال عظمته، و{لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} لكمال قوته واقتداره، و{وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} لكمال عدله، و{مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} [(3) سورة الجن] لكمال ربوبيته وهكذا، فالنفي الذي يأتي في صفات الله ليس نفيًا محضاً، وإنما هو يستلزم إثبات ضده من الكمال؛ لأن النفي المحض ذم؛ كما قال الشاعر:
قُبَيلَة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل |
رؤية الرسول ربه ليلة المعراج:
وبعد اتفاق أهل السنة والجماعة على أن الله تعالى لا يراه أحد في الدنيا يقظة اختلفوا في رؤية نبينا - صلى الله عليه وسلم -ربه ليلة المعراج خاصة في السماء لا في الأرض، هل رأى ربه بعيني رأسه؟ على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -رأى ربه بعيني رأسه، واحتجوا لذلك بما جاء عن ابن عباس وبعض الصحابة.
وهذا القول هو اختيار ابن خزيمة في كتاب التوحيد حيث قال -رحمه الله-: "باب ذكر الأخبار المأثورة في إثبات رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - خالقه العزيز العليم المحتجب عن أبصار بريته قبل اليوم الذي تجزى فيه كل نفس بما كسبت يوم الحسرة والندامة" ثم سرد الأدلة على ذلك، وهو أيضاً ما فُهم من كلام الإمام أحمد في كتاب السنة.
قال الحافظ: "وجنح ابن خزيمة في كتاب (التوحيد) إلى ترجيح الإثبات، وأطنب في الاستدلال له بما يطول ذكره، وحمل ما ورد عن ابن عباس على أن الرؤيا وقعت مرتين، مرة بعينه، ومرة بقلبه، وفيما أوردته من ذلك مقنع" وقال الحافظ أيضاً: "وممن أثبت الرؤية لنبينا - صلى الله عليه وسلم - الإمام أحمد، فروى الخلاف في كتاب (السنة) عن المروزي قلت لأحمد: إنهم يقولون: إن عائشة قالت: من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، فبأي شيء يُدفع قولها؟ قال: بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((رأيت ربي))، قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أكبر من قولها"
إلا أن ابن القيم أنكر في (الهدي) على من زعم أن أحمد يقول: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه بعيني رأسه، حيث قال -رحمه الله-: "ولكن لم يقل أحمد -رحمه الله-: إنه رآه بعيني رأسه يقظةً، ومن حكى عنه ذلك فقد وهم عليه، ولكن قال مرة: رآه، ومرة قال: رآه بفؤاده، فحكيت عنه روايتان، وحكيت عنه الثالثة من تصرف بعض أصحابه أنه رآه بعيني رأسه، وهذه نصوص أحمد موجودة ليس فيها ذلك"، ومعنى كلام ابن القيم: أن بعض المتأخرين غلطوا عن أحمد حيث حكوا عنه أنه قال: رآه بعيني رأسه، فإنه لم يقل ذلك، وإنما قال: رأى ربه، والرؤيا عامة تشمل رؤية البصر والفؤاد، وإنما هذا من تصرف الحاكي؛ لأن نصوصه موجودة، وليس فيها التصريح بأنه رآه بعيني رأسه.
والقول الثاني: أنه رآه بعين قلبه لا بعين رأسه، فهي على هذا رؤية بالروح والبصيرة لا بالبصر، رؤية قلب وفؤاد، وليست رؤية عين، والمراد بالرؤية بعين القلب: العلم الزائد عن العلم العادي لا مجرد حصول العلم، فإن العلم بالله عنده - صلى الله عليه وسلم - موجود باستمرار، كما قال ابن حجر: " ثم المراد برؤية الفؤاد رؤية القلب لا مجرد حصول العلم؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان عالماً بالله على الدوام"
القسم الثاني: رؤية الله -عز وجل- في المنام:
اختلف أهل العلم في رؤية الله في النوم، فذهب الجمهور منهم إلى جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها، وإن كان القاضي عياض -رحمه الله- قد نفى اختلاف العلماء في هذه المسألة، حيث قال في إكمال المعلم: "ولم يختلف العلماء في جواز صحة رؤية الله في المنام". ونقل العلامة محمد بن العربي التباني اتفاق العلماء على جواز رؤية الله في المنام، حيث قال -رحمه الله-: "رؤية الله تعالى في المنام جائزة باتفاق العلماء
ذكر النووي في شرح مسلم عن القاضي عياض أنه قال: اتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها
وذكر البغوي في كتابه شرح السنة عن شيخه الإمام أنه قال: رؤية الله في المنام جائزة، فإن رآه فوعد له جنة أو مغفرة أو نجاة من النار فقوله حق ووعده صدق. وإن رآه ينظر إليه فهو رحمته، وإن رآه معرضًا عنه فهو تحذير من الذنوب لقوله سبحانه وتعالى: أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وإن أعطاه شيئًا من متاع الدنيا فأخذه فهو بلاء ومحن وأسقام تصيب بدنه يعظم بها أجره لا يزال يضطرب فيها حتى يؤديه إلى الرحمة وحسن العاقبة. انتهى.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام، وقد رواه معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه، وجاء في عدة طرق: أنه رأى ربه وأنه سبحانه وتعالى وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه، أو بين كتفيه حتى برد، وجد بردها بين كتفيه، هذا ورد في الحديث وألف فيه الحافظ بن رجب رسالة سماها: (اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى)، وهذا يدل على أن الأنبياء قد يرون ربهم في النوم،
احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته فلما سلم دعا بصوته فقال لنا على مصافكم كما أنتم ثم انفتل إلينا فقال أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة أني قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي فاستثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال يا محمد قلت رب لبيك قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أدري رب قالها ثلاثا قال فرأيته وضع كفه بين كتفي وجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد قلت لبيك رب قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت في الكفارات قال ما هن قلت مشي الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المساجد بعد الصلاة وإسباغ الوضوء في المكروهات قال ثم فيم قلت إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة بالليل والناس نيام قال سل قل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها حق فادرسوها ثم تعلموها ....
الراوي: معاذ بن جبل - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3235
ويحكى عن الامام أحمد انه رأى الله تعالى مرات كثيرة
.
قال رحمه الله :
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقول الله أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا ).
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى "
"
فمن ظن وتوهم به أنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير كان هذا الظن والتوهم حقا وإن كان الواجب تيقن ذلك
بل لفظ الرؤية وإن كان في الأصل مطابقا فقد لا يكون مطابقا كما في
قوله : ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)
وقال:( يرونهم مثليهم رأي العين)
وقد يكون التوهم والتخيل مطابقا من وجه دون وجه فهو حق في مرتبته وإن لم يكن مماثلا للحقيقة الخارجة مثل ما يراه الناس في منامهم
كما رأى يوسف سجود الكواكب والشمس والقمر له فلا ريب أن هذا تمثله وتصوره في نفسه وكانت حقيقته سجود أبويه وأخوته كما قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا
وكذلك رؤيا الملك التي عبرها يوسف حيث رأى السنابل بل والبقر فتلك رآها متخيلة متمثلة في نفسه وكانت حقيقتها وتأويلها من الخصب والجدب.
فهذا التمثل والتخيل حق وصدق في مرتبته بمعنى أن له تأويلا صحيحا يكون مناسبا له ومشابها له من بعض الوجوه .
فإن تأويل الرؤيا مبناها على القياس والاعتبار والمشابهة والمناسبة .
ولكن من اعتقد أن ما تمثل في نفسه وتخيل من الرؤيا هو مماثل لنفس الموجود في الخارج وأن تلك الأمور هي بعينها
رآها فهو باطل
وإذا كان كذلك فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في الرؤيا ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام .
أقول :
وقد حدث مثل هذا معي فرأيت وكأني رأيت الله عز وجل في المنام وأنا في عرصات يوم القيامة ، وقدمت للحساب والجزاء، ووقفت أمام الله عز وجل ، وفرائصي ترتعد خوفا من الله ، وأدعو الله ، وأقول له : مغفرتك، مغفرتك، .. أكررها كثيرا وبخوف شديد وكأني بالله جل في علاه ينظر إليّ . وسمعته يقول لي قد غفرت لك .
فأسأله جل في علاه أن تكون رؤيا حق ، وحاولت حينئذ أن أفهم معنى هذه الرؤيا حتى وفقني الله للإطلاع على كلام شيخ الإسلام رحمه الله
ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله :
فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس .
قال بعض المشايخ إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام .
قال شيخ الإسلام رحمه الله بحسب صلاحهم وتقواهم، وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم، كما يروى أنه تخيل إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني على عرشٍ فوق الماء، وقال له: "أنا ربك، فقال اخسأ عدو الله لست ربي"، لأنه أمره بأوامر لا تليق، فالمقصود أن رؤية الله عز وجل ممكنة في الدنيا لكن على وجه لا يشبه فيها الخلق سبحانه وتعالى، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه ما رأى ربه، وإنما رأى شيطاناً،
1- الإمام سعيد بن عثمان الدارمي
قال في نقضه على المريسي( تحقيق الدكتور رشيد الألمعي) ج2 ص738-739:" وإنما هذه الرؤية كانت في المنام ، وفي المنام يمكن رؤية الله تعالى على كل حال وفي كل صورة
روى معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" صليت ما شاء الله من الليل ثم وضعت جنبي، فأتاني ربي في أحسن صورة"، فحين وجد هذا لمعاذ كذلك صرفت الروايات التي فيها إلى ما قال نعاذ، فهذا تأويل هذا الحديث عند أهل العلم..."
2- الإمام البغوي
قال في شرح السنة 12/227-228 : "رؤية الله في المنام جائزة ، فال معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إني نعست فرأيت ربي" وتكون رؤيته - جلت قدرته - ظهور العدل والفرج والخصب والخير لأهل ذلك الموضع، فإن رآه فوعد له جنة أو مغفرة أو نجاة من النار فقوله حق ووعده صدق. وإن رآه ينظر إليه فهو رحمته وإن رآه معرضا عنه فهو تحذير من الذنوب لقوله سبحانه وتعالى{ أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم} ( آل عمران 77) وإن أعطاه شيئا من متاع الدنيا فأخذه فهو بلاء ومحن، وأسقام تصيب بدنه، يعظم بها أجره، لا يزال يضطرب فيها حتى يؤديه إلى الرحمة وحسن العاقبة".
3- الإمام البيهقي
: قال في الأسماء والصفات( ج2 ص 368-369 ) تعقيبا على حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس في الرؤية: "ثم حمله بعض أهل النظر على أنه رآه في المنام واستدل عليه بحديث أم الطفيلي رضي الله عنهما.... إلى أن قال: وهذا شبيه بما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو حكاية رؤيا رآها في المنام، قال أهل النظر: رؤيا النوم قد يكون وهما يجعله الله تعالى دلالة للرائي على أمر سالف أو آنف على طريق التعبير".
4- شيخ الإسلام ابن تيمية
قال في مجموع الفتاوى :"وليس فى شىء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه وقوله ( أتانى البارحة ربى فى أحسن صورة ( الحديث الذى رواه الترمذى وغيره انما كان بالمدينة فى المنام هكذا جاء مفسرا وكذلك حديث أم الطفيل وحديث ابن عباس وغيرهما مما فيه رؤية ربه انما كان بالمدينة كما جاء مفسرا فى الأحاديث والمعراج كان بمكة كما قال تعالى ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ) وقد بسط الكلام على هذا فى غير هذا الموضع وقد ثبت بنص القرآن أن موسى قيل له ( لن ترانى ) وأن رؤية الله أعظم من إنزال كتاب من السماء كما قال تعالى ( يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ) فمن قال ان أحدا من الناس يراه فقد زعم أنه أعظم من موسى بن عمران ودعواه أعظم من دعوى من ادعى أن الله أنزل عليه كتابا من السماء "
مجموع الفتاوى ج2ص 336.
وفال أيضا:
"وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه قال رأيت ربي في صورة كذا وكذا يروي من طريق ابن عباس ومن طريق أم الطفيل وغيرهما وفيه أنه وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري هذا الحديث لم يكن ليلة المعراج فإن هذا الحديث كان بالمدينة وفي الحديث أن النبي نام عن صلاة الصبح ثم خرج إليهم وقال رأيت كذا وكذا وهو من رواية من لم يصل خلفه إلا بالمدينة كأم الطفيل وغيرها والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم وبنص القرآن والسنة المتواترة كما قال الله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة كما جاء مفسرا في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منام مع أن رؤيا الأنبياء وحي لم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج وقد اتفق المسلمون على أن النبي لم ير ربه بعينيه في الأرض "
كتاب مجموع الفتاوى ج3 ص 387.
وقال ابن تيمية أيضا في موضع آخر:
"ومن رأى الله عز وجل فى المنام فانه يراه فى صورة من الصور بحسب حال الرائى ان كان صالحا رآه فى صورة حسنة ولهذا رآه النبى ( صلى الله عليه وسلم ( فى أحسن صورة "
مجموع الفتاوى ج5 ص 251
وقال في موضع آخر أيضا:
"وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه فإذا كان إيمانه صحيحا لم يره إلا في صورة حسنة وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق "
مجموع الفتاوى،3، ص 390.
5- الإمام ابن كثير
قال في :تفسير القرآن العظيم عند تفسيره لقوله تعالى { مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ }(صـ : 69 ):" وقوله تعالى " ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون " أي لولا الوحي من أين كنت أدري باختلاف الملإ الأعلى ؟ يعني . . شأن آدم عليه الصلاة والسلام وامتناع إبليس من السجود له ومحاجته ربه في تفضيله عليه ، فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا جهضم اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أبي سلام عن أبي سلام عن عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن يخامر عن معاذ رضي الله عنه قال احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى قرن الشمس فخرج صلى الله عليه وسلم سريعا فثوب بالصلاة فصلى وتجوز في صلاته فلما سلم قال عليه الصلاة والسلام " كما أنتم " ثم أقبل إلينا فقال " إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استيقظت فإذا أنا بربي عز وجل في أحسن صورة فقال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت لا أدري يا رب - أعادها ثلاثا فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت في الكفارات قال وما الكفارات ؟ قلت نقل الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المساجد بعد الصلوات وإسباغ الوضوء عند الكريهات ؟ قال وما الدرجات ؟ قلت إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام قال سل قلت اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة بقوم فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها حق فادرسوها وتعلموها" فهو حديث المنام المشهور ومن جعله يقظة فقد غلط وهو في السنن من طرق وهذا الحديث بعينه قد رواه الترمذي من حديث جهضم بن عبد الله اليمامي به وقال حسن صحيح وليس هذا الاختصام هو الاختصام المذكور في القرآن فإن هذا قد فسر وأما الاختصام الذي في القرآن فقد فسر بعد هذا وهو قوله تعالى ."
6- الحافظ ابن حجر
قال في فتح الباري كتاب التعبير باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم": جوز أهل التعبير رؤية الباري عز وجل في المنام مطلقا ولم يجروا فيها الخلاف في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم , وأجاب بعضهم عن ذلك بأمور قابلة للتأويل في جميع وجوهها فتارة يعبر بالسلطان وتارة بالوالد وتارة بالسيد وتارة بالرئيس في أي فن كان , فلما كان الوقوف على حقيقة ذاته ممتنعا وجميع من يعبر به يجوز عليهم الصدق والكذب كانت رؤياه تحتاج إلى تعبير دائما , بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رئي على صفته المتفق عليها وهو لا يجوز عليه الكذب كانت في هذه الحالة حقا محضا لا يحتاج إلى تعبير .
وقال الغزالي : ليس معنى قوله " رآني " أنه رأى جسمي وبدني وإنما المراد أنه رأى مثالا صار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسي إليه , وكذلك قوله " فسيراني في اليقظة " ليس المراد أنه يرى جسمي وبدني , قال : والآلة تارة تكون حقيقة وتارة تكون خيالية , والنفس غير المثال المتخيل , فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى ولا شخصه بل هو مثال له على التحقيق , قال ومثل ذلك من يرى الله سبحانه وتعالى في المنام فإن ذاته منزهة عن الشكل والصورة ولكن تنتهي تعريفاته إلى العبد بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره , ويكون ذلك المثال حقا في كونه واسطة في التعريف فيقول الرائي رأيت الله تعالى في المنام لا يعني أني رأيت ذات الله تعالى كما يقول في حق غيره .
وقال أبو قاسم القشيري ما حاصله : إن رؤياه على غير صفته لا تستلزم إلا أن يكون هو , فإنه لو رأى الله على وصف يتعالى عنه وهو يعتقد أنه منزه عن ذلك لا يقدح في رؤيته بل يكون لتلك الرؤيا ضرب من التأويل
كما قال الواسطي : من رأى ربه على صورة شيخ كان إشارة إلى وقار الرائي وغير ذلك ."
7- العلامة الملا القاري
قال في المرقاة :" إذا كان هذا في المنام فلا إشكال فيه إذ الرائي قد يرى غير المتشكل متشكلا والمتشكل بغير شكله ثم لم يعد ذلك بخلل في الرؤيا ولا في خلد الرائي بل له أسباب أخر تذكر في علم المنام أي التعبير , ولولا تلك الأسباب لما افتقرت رؤيا الأنبياء عليهم السلام إلى تعبير "
8- العلامة الآلوسي رحمه الله
قال في روح المعاني ج9 ص52 :" فأنا ولله تعالى الحمد قد رأيت ربي مناما ثلاث مرات ، وكانت المرة الثالثة في السنة 1246 بعد الهجرة ، رأيته جل شأنه وله من النور ما له ، متوجها جهة المشرق فكلمني بكلمات أنسيتها حتى استيقظت
9- الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
فقد سئل : ما حكم من يدعي أنه قد رأى رب العزة في المنام ؟ وهل كما يزعم البعض أن الإمام أحمد بن حنبل قد رأى رب العزة والجلال في المنام أكثر من مائة مرة ؟ .
ج : ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أنه يرى الإنسان ربه في المنام ، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، قال تعالى ( : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) فليس يشبهه شيء من مخلوقاته ، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه ، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، فلا شبيه له ولا كفو له . وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي ، وكل ما كان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة ، لكن على غير الكيفية التي يراها ، أو الصفة التي يراها؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى . ويمكن أن يسمع صوتا ويقال له كذا وافعل كذا ، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام ، من حديث معاذ رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه ، وجاء في عدة طرق أنه رأى ربه ، وأنه سبحانه وتعالى وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه ، وقد ألف في ذلك الحافظ ابن رجب رسالة سماها : " اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى " وهذا يدل على أن الأنبياء قد يرون ربهم في النوم ، فأما رؤية الرب في الدنيا بالعيان فلا . وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت ، أخرجه مسلم في صحيحه . ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال : رأيت نورا وفي لفظ نور أنى أراه رواهما مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فأخبرت أنه لا يراه أحد في الدنيا؛ لأن رؤية الله في الجنة هي أعلى نعيم المؤمنين ، فهي لا تحصل إلا لأهل الجنة ولأهل الإيمان في الدار الآخرة ، وهكذا المؤمنون في موقف يوم القيامة ، والدنيا دار الابتلاء والامتحان ودار الخبيثين والطيبين ، فهي مشتركة فليست محلا للرؤية؛ لأن الرؤية أعظم نعيم للرائي فادخرها الله لعباده المؤمنين في دار الكرامة وفي يوم القيامة ، وأما الرؤيا في النوم التي يدعيها الكثير من الناس فهي تختلف بحسب الرائي - كما قال شيخ الإسلام رحمه الله - بحسب صلاحهم وتقواهم؛ وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك ، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم ، كما روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء ، وقال أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف ، فقال الشيخ عبد القادر : اخسأ يا عدو الله لست بربي؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين ، أو كما قال رحمه الله ، والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديث أبي ذر ، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية . قال له : لَنْ تَرَانِي الآية ، لكن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق ، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه ، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا ، فلو رآه وقال له : لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف ، أو قال ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان أو ما عليك بر والديك أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا . . . فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه . أما عن رؤية الإمام أحمد لربه لا أعرف صحتها ، وقد قيل : إنه رأى ربه ، ولكني لا أعلم صحة ذلك .( مجموع فتاى ابن باز 6/367).
10- الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين رحمة الله
فقد سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله في اللقاء المفتوح :
بالنسبة لرؤية الله عزوجل هل يصح القول بأنها يمكن أن تقع لأي مؤمن من المؤمنين ؟
الجواب : رؤية الله تعالى في المنام ـ في الدنيا ـ طبعا لأن الآخرة ليس فيها نوم ، هذه جاءت في حديث اختصام الملأ الأعلى الذي أخرجه أهل السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المنام . ورؤية الله لغير النبي لاأعلم أنها ثابتة ولاأدري تقع أم لا ؟ لكنه قد ذكر أن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ رأى ربه في المنام . وذكر شيخ الإسلام أن الإنسان قد يرى ربه في المنام وذلك بأن الله سبحان وتعالى يضرب له مثلا بحسب تمسكه بالدين ، يعني يراه رؤية حسنة يكون في ذلك مساعدة له على التمسك بالدين فالله تعالى أعلم .( اللقاء المفتوح 30/17 ).
11- المحدث مقبل الوادعي رحمه الله
فقد سئل رحمه الله كما في تحفة المجيب س68 :
السؤال1: هل يرى المؤمن ربه في المنام مع الدليل، وهل ثبت عن بعض السلف أنّهم رأوا ربّهم في المنام أم لا؟
الجواب: ليس هناك ما يمنع، وقد جاء في حديث معاذ وحديث عبدالرحمن ابن عائش وابن عباس، وبعضهم يقول: إنّها ترتقي إلى الحجية، جاء فيها أنّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى ربه. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" عند تفسير قول الله عز وجل: {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون } لأنه ذكر الحديث عنده، قال: هذه رؤيا منامية. فلا أعلم مانعًا من هذا، أي: أنّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى ربه في المنام. وهكذا نقل عن الإمام أحمد وعن غيره من علماء السلف أنّهم يرون الله في المنام. لكن لو رأى الإنسان ربه وأتى بشيء يخالف التشريع الإسلامي الموجود، فلا يقبل لأن الذي رآه يحتمل أن يكون رآه حقيقةً، وأن تكون وساوس نفس، كما جاء أن الرؤيا تنقسم إلى ثلاثة أقسام: رؤيا من الله، وحلم من الشيطان، وحديث نفس. وزيادة على هذا أن النائم ليس بوعيه حتى يقبل ما رآه في منامه.
لابن أبي عاصم ( ص 188) عند تعليقه على حديث حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" رأيت ربي عز وجل "
قال الشيخ : "حديث صحيح ، ولكنه مختصر من حديث الرؤيا...إلى أن قال :" قلت ويأتي في الكتاب بعض الطرق لهذا الحديث عن ابن عباس من غير طريق حماد فهي تشهد لحديثه وتقويه. لكن قد روى معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن عبد الله بن عباس مرفوعا بلفظ: " رأيت ربي عز وجل، فقال : يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى ..." الحديث
أخرجه الآجري ( ص496) وأحمد كما تقدم ( 388) ، فالظاهر أن حديث حماد بن سلمة مختصر من هذا، وهي رؤيا منامية كما يشعر به بعض ألفاظه المذكورة فيما تقدم."
14- الإمام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي
فقد بوب في" سننه": في كتاب الرؤيا - باب في رؤية الرب تبارك وتعالى في النوم
ثم ذكر حديث عبد الرحمن بن عائش عن الرسول صلى الله ليه وسلم " رأيت ربي في أحسن صورة"
وأورد أثر إمم التابعين ابن سيرين " من رأى ربه في المنامدخل الجنة"
وهذا يدل على أنه فهم من الحديث عدم الخصوصية بالنبي بدليل إيراده لأثر ابن سيرين
15- القاضي أبو يعلى الفراء
قال في " إبطال التأويلات"( 1/127) :" في الحديث جواز رؤيته سبحانه في المنام ، وذا غير ممتنع في حقه صلى الله عليه وسلم أو في حق غيره من المؤمنين"
16- القاضي عياض
قال في "إكمال المعلم" ( 7/220 ط دار الوفاء) :" ولم يختلف العلماء في جواز صحة رؤية الله في المنام ، وإذا رئي على صفة لا تليق بجلاله من صفات الأجسام للتحقيق أن ذات المرئي غير ذات الله، إذ لا يجوز عليه التجسيم ولا اختلاف في الحالات بخلاف رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ، فكانت رؤيته تعالى في النوم من أنواع الرؤيا من التمثيل والتخيل".
17- العلامة محمد بن العربي التباني
قال في " تحذير العبقري من محاضرات الخضري" ( 1/139) : " رؤية الله تعالى في المنام جائزة باتفاق العلماء".
18- الإمام الشهاب العابر
قال في " البدر المنير" ( 183-184) : " وقد أنكر قوم رؤية الباري عز وجل في المنام؛ وقال : إنما هي وساوس وأخلاط لا حكم لذلك، ووهذا الإمكان ليس بصحيح، لأنا جعلنا ذلك أعمالا للرائي، ولا نكابر الرائي فيما يراه وغلب على ظنه ذلك، بل نقول: ربك عز وجل الحاكم عليك، فننظر فيمن يحكم فنعطيه من الخير والشر على قدر ما يليق به من شهود الرؤيا، وكذلك نقول: أنه حق سبحانه ، فإذا كان في صفات حسنة كنت على الحق، وإن كان في صفات ردية، فأنت على باطل ، ونحو ذلك".
19- شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس القرافي
قال في " الذخيرة" ( 13/271-272):" فإذا رأى الرائي أنه بالمشرق وهو بالمغرب أو نحوه، فهي أمثلة جعلها الله تعالى دليلا على تلك المعاني، كما جعلت الحروف والأصوات والرقوم الكتابية دليلا على المعاني، فإذا رأى الله نعالى أو النبي صلى الله عليه وسلم فهي أمثلة تضرب له بقدر حاله، فإذا كان موحدا رآه حسنا، أو ملحدا رآه قبيحا، وهو أحد التأويلين في قوله صلى الله عليه وسلم :" رأيت ربي في أحسن صورة".
20- الإمام أبي محمد الدينوري ( ابن قتيبة )
قال في كتابه " تعبير الرؤيا" ( ط دار غراس 211 - 222)
" باب معرفة الأصول
1- تأويل رؤية الله تعالى في المنام
قال المفسرون من رأى الله عز وجل بمكان شمل العدل ذلك الموضع وأتي أهله الخصب وافرح والخير لأن الله هو الحق المبين، له الدنيا والآخرة وعنده مفاتح الرزق.
وقال المفسرون في قول اله عز وجل: { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} ( يونس 26) " النظر إلى الله".
وإن رآه ينظر إليه فهي رحمة له، وإن رآه معرضا عنه فهو تحذير للذنوب....... "
21- الإمام ابن الجوزي
قال في كتابه " صيد الخاطر"( ط دار الكتاب العربي ص 378) بعد أن تكلم عن معنى رؤية الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام:" فإن قيل: فما تقولون في رؤية الحق سبحانه، فنقول: يرى مثالا لا مثلا والمثال لا يفتقر إلى المساواة والمشابهة كما قال تعالى:{ أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} فضربه مثالا للقرآن وانتفاع الخلق به.
ويوضح هذا أنه إنما يرى من رأى الحق سبحانه وتعالى على هيئة مخصوصة والحق سبحانه وتعالى منزه قد توحد فوضح ما قلناه".