الاثنين، 17 يونيو 2019

كل شئ عن القرآنيين؟

ويسألونك عن "القرآنيين"؟

طرحت واقعة سب كبار الصحابة والطعن فيهم، ووصفهم بـ"الجواسيس"، على شاشة قناة "العربي" القطرية، التي يتم بثها من لندن، قضية جماعة "القرآنيون"، الذين يسقطون السنة النبوية، ويتمسكون بالقرآن الكريم كمصدر للتشريع فقط.

وتتلخص أفكار القرآنيين في عدد من النقاط الأساسية منذ نشأتهم على يد الخوارج وأتباعهم.

أولاً: منهج القرآنيين في تدبر القرآن منهج عقلي يعتمد على فهم القرآن بالقرآن، ويرفضون كلمة تفسير القرآن، حيث يعتقدون أن التفسير يكون للشيء الغامض أو المعقد، بينما القرآن ميسر للفهم والتدبر كما هو مذكور في القرآن نفسه.

ثانياً: يرفض القرآنيون روايات أسباب النزول أو التفسيرات المذكورة في كتب التراث.

ثالثاً: لا يعترفون بـ"الناسخ والمنسوخ" في القرآن، وهم بذلك يخالفون اعتقاد عامة المسلمين بنسخ الآيات، وهو أن تلغي إحدى الآيات حكما مذكورا في آية أخرى.

رابعاً:يعتبر القرآنيون، أن كل ما صدر عن الرسول ليس وحيا من الله، ومن ثم لايتروفن بالأحاديث النبوية، ويقولون بأن المنهجية التي اتبعت في تصحيح الأحاديث النبوية كانت تفتقر للموضوعية ومخالفة للمنهج العلمي السليم.

خامساً: يعمل القرآنيون بما يسمونه "السنة الفعلية" وهي الأفعال التي انتقلت بالتواتر، مثل كيفية الصلاة والحج والزكاة وغيرها من الأمور التي لم تذكر تفصيلا في القرآن، ولكن انتقلت من جيل إلى جيل.

سادساً: يؤمن القرآنيون بعدم عصمة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه بشر يوحى إليه، ويجوز أن يخطئ ويصيب، باستثناء تبليغه للآيات القرآنية فهو معصوم من السهو والخطأ وفقا للنص القرآني.

سابعاً: لا يؤمن القرآنيون بعدالة الصحابة، ولا ينزلونهم منازلتهم من التوقير والاحترام، ويرون أنهم لا يكتسبون العصمة لمجرد رؤيتهم للرسول، وكان منهم المنافق والفاسق وضعيف الإيمان كما كان منهم المؤمنين والصالحين.

يعتبر بعض الباحثين أن فكرة "إنكار السنة" ظهرت لأول مرة على يد الخوارج الذين رفضوا إقامة حد رجم الزاني، ومسح الخفين وغيرها من التشريعات الواردة في السنة النبوية.

ثم انتشرت في القرن الثاني الهجري، ودعت إلى الاكتفاء بأحد مصدري التشريع، وهو القرآن والاستغناء عن السنة النبوية، بحجة أن القرآن منقول بالتواتر القطعي الثبوت المحفوظ من الله تعالى، بينما السنة ظنية، ومن ثم لا يجوز الاحتجاج بها، وبهذا المنطق شككوا في علم الحديث برمته دراية ورواية، وانتهى بهم الأمر إلى إنكار كل معلوم من الدين بالضرورة.

وفي العصر الحديث عادت فكرة "إنكار السنة"، في الهند خلال فترة الاحتلال الإنجليزي على يد أحمد خان، الذي فسر القرآن بمنهج عقلي، ووضع شروطا تعجيزية لقبول الحديث، مما جعله ينكر أغلب الأحاديث، ثم تلاه عبدالله جكرالوي في باكستان الذي كان يشتغل بدراسة الحديث، فتوصل في النهاية لإنكار كافة الأحاديث، وأسس جماعة تسمى "أهل الذكر والقرآن"، التي دعا من خلالها إلى أن القرآن هو المصدر الوحيد لأحكام الشريعة.

وتبنى نفس الفكر أحمد الدين الأمرتسري مؤسس جماعة "أمة مسلمة" التي كان يدعو فيها لأفكاره، وأخيرا غلام أحمد برويز، الذي نشر أفكار "القرآنيين" من خلال مجلة "طلوع الإسلام"، بشبه القارة الهندية.

بيننما يعتبر أحمد صبحي منصور، الزعيم الروحي للقرآنيين في مصر والعالم العربي حاليا، وترجع جذوره الفكرية إلى حركة الشيخ محمد عبده عام 1905 فيقول: إن "محمد عبده رفض الحديث والتصوف وانتقد البخاري وأنكر الشفاعة، ولكن تلميذه محمد رشيد رضا خالف مبادئه وتعاون مع السلفية وهو أستاذ لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان".

عمل صبحي منصور، مدرسا بجامعة الأزهر عام1977 ، ثم فصل عام 1987 بسبب إنكاره للسنة النبوية القولية، وتأسيس المنهج القرآني الذي يكتفي بالقرآن كمصدر وحيد للتشريع الإسلامي، ما كان سببا في سجنه لشهرين.

عمل بعدها بشكل مستقل ونشر أفكاره من خلال كتبه ومقالاته وأبحاثه وندواته في مركز ابن خلدون، وفي عام 2002 حصل صبحي منصور، على اللجوء السياسي من الولايات المتحدة الأمريكية،، بعدما قدم أوراقا تثبت أنه مضطهد دينيا في مصر، وذلك بعد إغلاق مركز ابن خلدون، واعتقال عدد كبير من مريديه، بتهمة ازدراء الأديان.

بعدما استقرت أحواله في أمريكا ظهر على الساحة العربي داعيا لمنهجه الجديد، فأسس المركز العالمي للقرآن الكريم "IQC" في ولاية فيرجينيا، وموقع "أهل القرآن" على الإنترنت.

وأعلن القرانيون عن أنفسهم بشكل رسمي من خلال مؤتمر دولي في مارس 2008 في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، معلنين الغاء "السنة النبوية" والالتزام فقط بصحيح القرآن الكريم، تحت عنوان "الاحتفال بالهرطقة (الكفر): التفكير النقدي لإصلاح الإسلام"، أو "الكفار المسلمون" وفقا للترجمة الحرفية، وهو عنوان حمل في ثنايه سخرية من الاتهامات الموجه لـ"القرآنيين" بالكفر والخروج عن الإسلام وإنكار السنة.

وكان الداعي الرئيسي للمؤتمر السوداني عبدالله نعيم ، أستاذ القانون بجامعة إيموري الأمريكية بأتلانتا، كما ضم المؤتمر عددا من الأسماء المعروفة بمواقفها المثيرة للجدل، أمثال الكاتبة الأمريكية الإيرانية ميلودي معزي، والمخرجة المصرية نادية كامل مخرجة فيلم "سلطة بلدي" الذي تحكي فيه عن قصص الإسلام في مصر، وعلياء هوجبن، المديرة التنفيذية لمجلس النساء المسلمات في كندا، والكاتبة الأمريكية ساندرا ماكاين، وأمينة ودود وهي التي قامت بإلقاء خطبة وإمامة صلاة الجمعة في نيويورك في داخل كاتدرائية سانت جون في مارس 2005 .

وإرشاد مانجي، الكندية ذات الأصول الباكستانية التي اعترفت بشذوذها الجنسي علنا وتطالب بإصلاح الإسلام في أمريكا الشمالية لتقبل الشواذ، والناشطة إسراء نعماني التي تطالب بأن تعقد الصلوات الخمس بوجود الرجال والنساء في نفس الصفوف داخل المساجد.

ووفقا لعلماء السنة، فإن القرآنيين، خالفوا القرآن نفسه، حيث جاء فيه أمر من الله للمسلمين فقال: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، الحشر(7).

وتحدث عنهم الإمام ابن حزم في كتابه "طوق الحمامة" الذي انتقدهم انتقادا شديدا، وكذلك الإمام الشاطبي في كتابه "الموافقات في أصول الشريعة"، حيث قال: "الاقتصار على الكتاب رأي قوم لا خلاق لهم خارجين عن السنة، إذ عوّلوا على ما بنيت عليه من أن الكتاب فيه بيان كل شئ، فطرحوا أحكام السنة، فأدى بهم ذلك إلى الانخلاع عن الجماعة وتأويل القرآن على غير ما أنزل إليه"، 
وألف فيهم الإمام السيوطي رسالة أسماها "مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة" وهاجمهم هجوما شديدا وذكر الكثير من أقوال السلف في من يقول بقولهم.

وحول رأي الأزهر الشريف، فيهم فكان واضحا، إذ وصفهم، الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل، كل من ينادي بالاعتماد على القرآن الكريم فقط وإغفال السنة النبوية بالجاهل الذي لا يفقه الدين ولا يعرف أركانه وثوابته، وأوضح أن السنة النبوية الشريفة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي أيضا من عند الله تعالى بمعناها أما ألفاظها فبإلهام من الله عز وجل لنبيه.

وقال شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام أحمد الطيب، : "إن العبث بسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والاجتراء على قدسيتها أمر قديم قدم الإسلام نفسه ولن يتوقف ما دام أمر هذا الدين قائماً".

وأضاف أنه من الطبيعي أن يطل برأسه الآن ومستقبلا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا الذي يحدث بين الحين والحين من توجهات تدعو المسلمين إلى أن ينفضوا أيديهم من أحاديث نبيهم الكريم جملة وتفصيلا، بالتشكيك في توثيق هذه الأحاديث مرة، وبالطعن في سيرة الرواد من رواة الأحاديث وأئمته من أهل السنة على وجه الخصوص مرة أخرى.

واعتبر فضيلة الإمام الأكبر أن هؤلاء "لو أنهم يعرفون القرآن ودرسوه وفهموه لأدركوا هذا المعنى الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه"، فإننا نجد المماثلة لا تتحقق في شيء غير السنة النبوية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءنا بهذين الأصلين معا: "القرآن والسنة، فدل ذلك على أن السنة وحي من الله عز وجل".

منقوول

الجمعة، 14 يونيو 2019

مامعنى صححه لألباني؟!

 خيانة علمية
سياسة علمية خطيرة حيكت لنا تدريجيا حتى نتقبلها ، وكأنها نجحت في ذلك ، قديما من خلال دراستنا في المدارس الشرعية ومن خلال حلقات العلماء كنا نسمع الحديث ونقرأ ان الحديث رواه الشيخان البخاري ومسلم ، أو رواه أهل السنن مثل الترمذي والنسائي… وغيرهم .
بعد ذلك بدأت الخيانة العملية ، وليست طبعا من خلال الصدفة ، بل عن طريق دراسة وتخطيط ، فبدأوا يضعون مع رواة الحديث إضافة للألباني كأن يقولوا : أخرجه البخاري ومسلم وقال الألباني: حديث صحيح .
ولا أعلم ما هي الحاجة للألباني ( رحمه الله ) المعاصر و الذي مات قبل سنوات وهو بشهادته قال عن نفسه إنه لا يحفظ حديثا واحدا بسنده ، بعد ذلك نشّطوا الأمر فبدأوا يقولون أخرجه الترمذي وصححه الألباني ، والكثير من علمائنا في غفلة ، حتى وصل الأمر الآن إلى حذف رواة الحديث نهائيا وتعويض جميع علماء الحديث من أهل السلف الذين أحيوا لياليهم في هذه العلوم وقطعوا المسافات طويلة مشيا ليأخذوا الأحاديث ممن سمعوها وناموا على الطرقات لينتظروا من يحمل حديثا سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذوه ، أفيحق لنا بعد ذلك أن نحذف هؤلاء الرواة الذين كانوا قريبي عهد من النبي صلى الله عليه وسلم وشهدت لهم الأمة بأجمعها بأنهم علماء أتقياء بررة أخيار أفنحذفهم ولا نذكرهم حتى تنساهم الأجيال القادمة ولا تسمع بهم بعد ما بذلوه من جهود جبارة! ثم نعوضهم برجل اختلف العلماء في حاله وأكد أهل الاختصاص ضعفه العلمي، أفننسب أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم اليه ، وننسى أولئك العظماء !!!
. فنذكر الحديث ثم نقول :صححه الألباني ، ضعفه الالباني!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
** مامعنى صححه لألباني؟!
هل كان الحديث قبل الألباني بآسانيد ضعيفة فروى الألباني الحديث بسند صحيح ؟...
أم أن الحديث كان ضعيفا ثم جاء الألباني فأزال الضعف منه ؟.... كأن كان فيه مجهول فبين من هو أو كان فيه انقطاع فوصله..
أم أن الحديث صحيح قبل الألباني ؟ ....فلا معنى عندئذ لقولنا : *(صححه الألباني)* ﻷنه ليس هو من صححه بل المحدثون فلماذا ننسبه إليه فهذا يعتبر عندئذ تلبيس وتدليس.....
طبعا الحالة الأولى متعذرة كون الألباني ليس لديه أي سند أصلا فبمجرد توهمها نحكم على الحديث بالوضع.. للإنقطاع الطويل جدا عبر قرون...
أما الحالة الثانية فمحتملة ولكن وجه احتمالها ضعيف جدا جدا حيث أن المحدثين أغرقوا هذا الجانب وبحثوه بحثا مفصلا ولم يقصروا فيه فلماذا ننسب جهدهم العلمي لغيرهم فهو عندئذ سرقة مذمومة.. ..
أما الحالة الثالثة فهي متعذرة أصلا...
ويبقي السؤال مطروحا ...ما معنى ما نقرؤه اليوم *صححه الألباني* ؟!!!!!...
هل تبقَّى لكلمة صححه الألباني معنى علميا غير الذي ذكرت.؟؟..
**هل ناصر الدين الالباني من علماء الحديث؟
هو من قرأ الحديث وليس من علمائه .
للألباني تناقضات وافرة في كتبه تدل على عدم تمكنه في علم الحديث وأنه ليس من أهل الإختصاص… إنما هو باحث في علم الحديث…. وإنما روج له الإعلام الممول لغرض ضرب مدرسة الحديث… .
هل قرأت كتابه" فتاوى الألباني " ،؟ وحجم المغالطات و البدع الذي فيه .
قال عنه الشيخ عبد الفتاح أبو غده ـ رحمه الله ـ : " الألباني رأس الضلال والبدع ".
وقال عنه الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ـ رحمه الله ـ " لقد أضعت وقتي بنقاش جاهل مثله "
وقال الغماري " الألباني مبتدع ضال " .
وقال الشيخ المحدث محمد عوامه " الألباني مزق الأمة و أضاع السنه " .
محدثو الشام لم يقروا له بأنه محدث لعدم أهليته...عند مراجعة كتبه وجدوه متناقضا في الحكم على الحديث الواحد ولم تتوفر فيه شروط المحدث .
وفى العقائد طامة من الطامات…
تصور أنه يقول أن الله محيط بالعالم بذاته !!
*من هو المحدث ؟*
أجاب عن ذلك الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله في كتابه ( معيد النعم) فيما نقله الإمام السيوطي في التدريب ص6
قال رحمه الله :
( من الناس فرقة ادعت الحديث ، فكان قصارى أمرها النظر في مشارق الأنوار للصاغاني ، فإن ترفعت فإلى مصابيح البغوي ، وظنت أنها بهذا القدر تصل إلى درجة المحدثين !! وماذلك إلا بجهلها بالحديث ، فلو حفظ من ذكرناه هذين الكتابين عن ظهر قلب ، وضم إليهما من المتون مثليهما : لم يكن محدثاً ، ولايصير بذلك محدثاً ، حتى يلج الجمل في سم الخياط !!!!
فإن رامت بلوغ الغاية في الحديث - على زعمها - اشتغلت بجامع الأصول لابن الأثير ، فإن ضمت إليه كتاب علوم الحديث لابن الصلاح ، أو مختصره المسمى بالتقريب للنووي ، ونحو ذلك ، وحينئذ ينادى إلى من انتهى إلى هذا المقام : محدث المحدثين ، وبخاري العصر ! وماناسب هذا الألفاظ الكاذبة ، فإن من ذكرناه لا يعد محدثاً بهذا القدر .
إنما المحدث : من عرف الأسانيد والعلل ، وأسماء الرجال ، والعالي والنازل ، وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون ، وسمع الكتب الستة ، ومسند أحمد بن حنبل ، وسنن البيهقي ، ومعجم الطبراني ، وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثية ، هذا أول درجاته ، فإذا سمع ماذكرناه ، وكتب الطباق ، ودار على الشيوخ ، وتكلم في العلل والوفيات والأسانيد : كان في أول درجات المحدثين ، ثم يزيد الله من يشاء مايشاء ) أ.ه
سألتكم هل الألباني محدث !؟
الجواب لا للأسف ليس محدث و لم يمس هذا المقام و لم يقترب من شاطئ هذا البحر ..
يقول الإمام السبكي في كتابه معيد النعم و مبيد النقم :
(وإنما المحدث من عرف الأسانيد والعلل ، وأسماء الرجال ، والعالي والنازل، وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون ، وسمع الكتب الستة ، ومسند أحمد ، والبيهقي ، ومعجم الطبراني ، وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثية ، هذا أقل درجاته فإذا سمع ما ذكرناه ، وكتب الطباق ، ودار على الشيوخ ، وتكلم في العلل ، والوفيات ، والمسانيد ، كان في أول درجات المحدثين، ثم يزيد الله من يشاء ما شاء)
و نحن نعلم أن الشيخ الألباني رحمه الله لا يتوفر لديه مقدار عشر هذه الشروط بل نعلم أنه لم يدرس الحديث عند أحد و لم يكن له شيخ يدرس عنده بل كان يعتمد على القراءة فقط !!
و هذا الأمر كثيراً ما حذر منه العلماء .. يقول شيخنا محمد حسن هيتو :
( كان الناس في الماضي يتندرون بما وقع من تصحيف، وتحريف ،وسوء فهم لمن أخذ العلم من الكتاب ،دون وجود المعلم أو المرشد ، مما صار حكاية أو طرفة يُتَنَدَّرُ بها في مجالس العلم ، وفي نفس الوقت تكون حكمة ، يُتَوخى بها التأكيد على التلقي السليم للعلم ، بالطرق السليمة)
و هذا الكلام بالعلوم البسيطة فما بالكم بعلم الحديث الذي لا بد للشخص أن يكون له شيخ صاحب إسناد في الرواية إلى رسول الله .. هكذا يكون المحدث بأن يقره شيخه المسند في الحديث .. لا بمجرد القراءة !
استطيع الاكتفاء بذلك كي أثبت أن الألباني ليس محدث .. لكن لن أقف عند هذا الحد بل سأريكم أن الشيخ الألباني صاحب الشهرة الواسعة كان مستواه دون الشهرة التي نالها في الحديث و له شذوذات خطيرة أيضاً ..
و أرجو أن لا يتم النظر للموضوع بشكل عاطفي فنحن نتكلم عن موضوع يخص الشرع يتعلق بسنة رسول الله عليه الصلاة و السلام ..
و سأبين هذا بعدة كتابات
مما يبين لنا مستوى الشيخ الألباني الحقيقي موقفه من الحديث الضعيف ، حيث يمنع الشيخ العمل بالضعيف مطلقاً و يراه مساوي للحديث الموضوع لذلك قام بسبك الضعيف مع الموضوع في سلسلة واحدة !
يقول سامحه الله في مقدمة صحيح الجامع ص 45 :
(( وهذا الذي أدين الله به ، وأدعو الناس إليه، أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقًا، لا في الفضائل ولا في المستحبات، ولا في غيرها.
ذلك لأن الحديث الضعيف، إنما يفيد الظن المرجوح بلا خلاف أعرفه بين العلماء، وإذا كان كذلك فكيف يقال: يجوز العمل به، والله عز وجل قد ذمه في غير ما آية من كتابه العزيز فقال تعالى: ﴿إن الظن لا يغني من الحق شيئًا﴾ (يونس: 36)، وقال: ﴿إن يتبعون إلا الظن﴾ (الأنعام: 116). ))
أولا : لا يصح استشهاد الألباني بهاتين الآيتين لعدة أسباب منها :
الظن المراد بالآيتين هو الظن في الأمر الاعتقادي الذي يقابل العلم و معناه تحريم القول على الله تعالى بغير علم !
ثانياً : لا يحكم على الحديث الضعيف بأنه يفيد الظن المرجوح فالضعيف أنواع ، هناك ما هو خفيف الضعف و هناك متوسط الضعف و هناك التالف شديد الضعف .
ثالثاً : يعتبر هذا الرأي شاذ عن الأمة الإسلامية جميعها ، و بالضرورة عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه الذي يدعي الألباني أنه من مدرسة تنتسب له ، و هذا بشهادة ابن القيم الذي يقول في إعلام الموقعين عند الحديث عن منهج الإمام أحمد بن حنبل :
( الأصل الرابع الأخذ بالمرسل و الحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه و هو الذي رجحه على القياس .. و ليس أحد من الأئمة إلا و هو موافقه على هذا الأصل من حيث الجملة فإنه ما منهم من أحد إلا و قد قدم الحديث الضعيف على القياس )
و هذا ما أكده ابن حزم سابقاً في كتابه ( الإحكام) و في كتابه ( المحلى ) ناقلاً قول الإمام أحمد ضعيف الحديث أحب إلينا من القياس !
إذاً الألباني شاذ برأيه عن الائمة و إن ادعى خلاف ذلك كما سنرى ..
رابعاً : يقول الشيخ المحدث محمد عوامة في كتابه ( أثر الحديث في اختلاف الائمة )
( للعمل بالحديث الضعيف مجال آخر ، هو إذا عرض حديث يحتمل لفظه معنيين دون ترجيح بينهما و ورد حديث ضعيف يرجح أحدهما فحينئذ نأخذ بالمعنى الذي يرجحه هذا الحديث و إن كان ضعيفاً كما نص على ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله في ( تحفة المودود ) ص29 و سبقه إلى ذلك و تبعه آخرون فقد قال الإمام النووي في المجموع ( و الترجيح بالمرسل جائز ) مع أنه يرى ضعف الحديث المرسل كما هو معروف )
ثم قال بعد أن تكلم عن الحديث الضعيف ( خصوصا المرسل ) و مجالات العمل به ذاكرا أقوال العلماء :
( و بهذا يتبين أن للحديث الضعيف قيمة و اعتبار في نظر ائمتنا السالفين كما رأينا ، على خلاف ما يشيعه بعض الناس اليوم إذ أهدروه مطلقاً و ألحقوه بالحديث الموضوع و نظموها في سلسلة واحدة )
واضح أن الإشارة هنا لشذوذ الشيخ الألباني الذي اعتبر الحديث الضعيف و الموضوع في رتبة واحدة .
خامساً
ادعى سامحه الله أن له قدوة بين الائمة فيما فعل فقال :
(( و قدوتي في ذلك الائمة السابقون الذين ألفوا لنا في الصحيح كالبخاري و مسلم و ابن حبان و ابن خزيمة و غيرهم و الذين ألفوا لنا في الضعيفة و الموضوعة أمثال ابن الجوزي و ابن طاهر المقدسي و الشوكاني و سواهم .. ))
الألباني هنا وقع بخطأ فادح لا يقع به صغار طلاب العلم و هذا لأن العلماء الذين أفردوا في الصحيح لم يقولوا لنا لا تعملوا بالضعيف مطلقاً كما قال الألباني !!
و أنا مستغرب كيف لمن يقال عنه أنه ناصر السنة و محدث الديار أن يقول كذلك !!
ابن حبان مثلاً الذي استشهد به الألباني هنا له كتاب ( روضة العقلاء ) فيه الكثير من الضعيف و كذلك الشوكاني احتج بالضعيف كثيراً في ( نيل الأوطار )
أما العلماء الذين أفردوا كتباً في الضعيف و الموضوع لم يقولوا لنا أن الضعيف و الموضوع بمقام واحد و لم يضعوا الضعيف و الموضوع في سلسلة واحدة كضعيفة الألباني !!
طبعا المصيبة الأكبر أن الألباني حكم بالضعف على عشرات الأحاديث الصحيحة كما أن منهجه مع المسكوت عليهم غير سليم !
و هناك المزيد في منشورات قادمة إن شاء الله ..
مرة أخرى أرجو من النقاد إن تواجدوا أن ينقدوا المنشور بشكل علمي بعيداً عن العواطف التي إن لم تتوج بتاج العلم ستكون وبال علينا جميعا ً
التخريج:
( 1) مجموع فتاوى: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - شبكة شباب السنة-.
( 2 ) كتاب (الألباني أخطاؤه وشذوذه ).
(3 ) محاضراته في كلية أصول الدين وكثير من طلبته.
( 4 ) حاشية كتاب ظاهرة الإرجاء ص 660 تأليف الشيخ د. سفر الحوالي.
( 5 ) ثبت مؤلفات الألباني.تأليف: عبد الله بن محمد الشمراني.الناشر: دار ابن الجوزي – الدمام .
..................................................

ننبه بعد اليوم الى عدم الانخداع وراء الآلة الإعلامية الضخمة والتي تروج للألباني لفرض المعوج من آرائه ودعوته وادعاءاته وندعو المسلمين للتوحد ولزوم الجماعة ونبذ الفرقة والتمسك بما قرره أئمة الحديث المعتبرين الثقات والتي أجمعت الأمة على عدالتهم ووفور علمهم وغزارة قريحتهم.
فاحذورا وفقكم الله الدخلاء ولا تعتمدوا على أحكامهم في التصحيح والتضعيف والوضع لأنهم ينطلقون في ذلك بدافع من الهوى.

*انشرها على نية ( الحق أحق أن يتبع ) *
وهذا غيض من فيض طوام الرجل
اللهم اهدنا فيمن هديت.

آراء بعض العلماء في الألباني رحمه الله

آراء بعض العلماء في الألباني رحمه الله :
1- جاء في مجموع فتاوى: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهو مفتي سابق للسعودية. 
(المصدر شبكة شباب السنة) :
" لا يوجد حديث تفرد الشيخ بتصحيحه أو تضعيفه عن المتقدمين ، فكل حديث صححه أو ضعفه فهو مسبوق من غيره بالحكم نفسه ، وإن وُجد ما يخالف هذا فهو نادر .
ثم قام المفتي العام محمد بن إبراهيم آل الشيخ بفصل الألباني من الجامعة الإسلامية بالمدينة نتيجة إختلافه مع عدد من المدرسين في الجامعة.

2- حبيب الرحمن الأعظمي قال في كتاب له بعنوان (الألباني أخطاؤه وشذوذه عن الألباني) 47 :
«ولازم ذلك أنه والله لا يعرف ما يعرفه آحاد الطلبة الذين يشتغلون بدراسة الحديث في عامة مدارسنا.

3- مسفر بن غرم الله الدميني رئيس قسم السنة سابقاً ورئيس الدراسات العليا حالياً بكلية أصول الدين بالرياض قال عن الألباني ( في جامع محاضراته في كلية أصول الدين) :
«تساهل في تصحيح الأحاديث الموافقة لرأيه وتساهل كذلك في تضعيف الأحاديث المخالفة لرأيه.

4- سفر الحوالي أستاذ ورئيس قسم العقيدة سابقاً في جامعة أم القرى قد قال عن عقيدة الألباني 
(في حاشية كتاب ظاهرة الإرجاء ص 660 
تأليف د. سفر الحوالي) :
«والمؤسف مع هذا أن الألباني أخذ بكلام أهل الإرجاء المحض من غير تفصيل".

5 - د. محمد أبو رحيم قد ألف كتاباً عن مخالفة عقيدة الألباني لعقيدة أهل السنة والجماعة عنوانه (حقيقة الإيمان عند الألباني) 
وقد أثنى على الكتاب وقدم له محمد أبو شقرة وقد ردّ على ذلك أحد تلاميذ الألباني وهو علي حسن عبد الحميد.

6- رأي الشيخ شعيب الأرناؤوط فيه : 
" للشيخ ناصر جهود كبيرة في السنة النبوية الشريفة ، وأكثرها جيد، وله أغاليط في بعض أحكامه على الأحاديث جانبه فيها الصواب، وقد تراجع عن قسم غير قليل منها، وهو في الفقه ليس بذاك على طريقة أهل الحديث.