الخميس، 17 يناير 2019

آدم خليفة الله في أرضه

في الحقيقة أنت تجاوزت حد الأدب وهذا أكبر دليل على جهلك وسوء أدبك ولو عندك الحد الأدنى من العلم والاطلاع لعلمت أن هذا أمر مختلف فيه ولا انكار فيما اختلف فيه : وقد ذكرت كتب التفسير ذلك
 كالطبري والقرطبي والآلوسي والجلالين يذكرون أن آدم خليفة الله في أرضه وجها معتبرا من وجوه التفسير، بل إن الجلالين لم يذكر إلا هذا الوجه.{ و } اذكر يا محمد 
{ إذ قال ربُّك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } 
يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها وهو آدم
فبقي تفسير الخلافة بخلافة الله وجه له معنى صحيح، وهي خلافة في إمضاء أحكامه لاسيما وقد ورد عن بعض الصحابة والتابعين وذكره المفسرون في كتبهم مقررين له.
وزاد الشنقيطي-رحمه الله- بياناً فقال:
قوله: (خليفة) وجهان من التفسير للعلماء:
أحدهما: أن المراد بالخليفة أبونا آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ; لأنه خليفة الله في أرضه في تنفيذ أوامره.
ويمكن الجواب عن هذا بأن المراد بالخليفة آدم، وأن الله أعلم الملائكة أنه يكون من ذريته من يفعل ذلك الفساد، وسفك الدماء. فقالوا ما قالوا، وأن المراد بخلافة آدم الخلافة الشرعية، وبخلافة ذريته أعم من ذلك، وهو أنهم يذهب منهم قرن ويخلفه قرن آخر.ا


وإذا كان أبناء آدم هم خلفاؤه فآدم كان خليفة من ؟
وماذا نقول في قوله تعالى (يا داود انا جعلناك خليفة في الارض )
لو كنا المعنى كما نقلت فما الجديد في شأن سيدنا دواود فكل الناس كما تدعون خلفاء يخلف بعضهم بعضا ؟ ولكان لغو في الكلام .. سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا 
ولكن الحق ان الخليفة لله في ارضه لا يلزم منه غياب الله تعالى حتى يو ضع في المناهي اللفظية 
كقول ابن القيم( الموقعين عن رب العالمين) مع ان الله موجود وشاهد وسامع وقوله تعالى (واحكم بينهم بما اراك الله )
وفي صحيح البخاري 
باب متى يستوجب الرجل القضاء وقال الحسن أخذ الله على الحكام الا يتبعوا الهوى ولا يخشوا الناس وقرأ(يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس ) 
تفسير الطبري عن ابن مسعود وابن عباس : إني جاعل في الأرض خليفة مني يخلفني في الحكم بين خلقي . وذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل بين خلقه . وأما الإفساد وسفك الدماء بغير حقها ، فمن غير خلفائه ، ومن غير آدم ومن قام مقامه في عباد الله - لأنهما أخبرا أن الله جل ثناؤه قال لملائكته - إذ سألوه : ما ذاك الخليفة؟ : إنه خليفة يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا . فأضاف الإفساد وسفك الدماء بغير حقها إلى ذرية خليفته دونه ، وأخرج منه خليفته

هذا الحديث صحيح رواه البخاري ومسلم في الصحيحين وفيه: إن الله خلق آدم على صورته، والضمير على الراجح يعود إلى الرب ، وقد أنكر ذلك بعض أهل العلم وخطأهم المحققون من أهل العلم كالإمام أحمد رحمه الله وإسحاق بن راهويه وجماعة آخرين بينوا أن الضمير يعود على الله، وهكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم وغيرهم قالوا: إنه يعود على الله، والمعنى: أن الله خلق آدم على صورته سميعًا بصيرًا متكلمًا مختارًا وليس معناه التمثيل والتشبيه؛ لأن الله سبحانه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4] فمعنى على صورته بلا كيف ولا تمثيل هذا هو الحق وهذا هو الصواب.


قال  ابن عثيمين في كلام طويل وفيه : 

وفي هذا دليل على جواز قول القائل : إن هذا نائب عن الله في الخلق أو أن هذا خليفة الله تعالى في أرضه وما أشبه ذلك وليس المعنى أن الله عاجز حتى يضطر إلى من ينيبه أو يوكله بل المعنى أن الله سبحانه تعالى جعل هؤلاء يقيمون شريعة الله في عباده " 
وقال أيضا : إذا كان ذلك صدقا بأن كان هذا الرجل خليفة الله يعني ذا سلطان تام على البلد وهو ذو السلطة العليا على أهل هذا البلد فإن هذا لا بأس به ومعناها : أن الله استخلفه على العباد في تنفيذ شرعه "