الذهبي والدعاء عند قبور الصالحين
16. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة السيّدة نفيسة (10/107):( نفيسة : السيدة المكرمة الصالحة، ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن السيد سبط النبي –ص- الحسن بن علي رضي الله عنهما ... وقيل: كانت من الصالحات العوابد، والدعاء مستجاب عند قبرها، بل وعند قبور الانبياء والصالحين ، وفي المساجد، وعرفة ومزدلفة ...الخ ) .
17. وقال في سير أعلام النبلاء (17/75) :( ابن لال : لشيخ الامام الفقيه، المحدث، أبو بكر، أحمد بن علي بن أحمد ابن محمد بن الفرج بن لال ، الهمذاني الشافعي .... وكان إماما مفننا... قال شيرويه: كان ثقة، أوحد زمانه، مفتي البلد، وله مصنفات في علوم الحديث، غير أنه كان مشهورا بالفقه... والدعاء عند قبره مستجاب ...
قلت (أي الذهبي) : والدعاء مستجاب عند قبور الانبياء والاولياء ، وفي سائر البقاع ، لكن سبب الإجابة حضور الداعي ، وخشوعه وابتهاله ، وبلا ريب في البقعة المباركة ، وفي المسجد ، وفي السحر، ونحو ذلك ، يتحصل ذلك للداعي كثيرا ، وكل مضطر فدعاؤه مجاب ) .
18. وقال أيضاً في سيرأعلام النبلاء (17/215) : ( ابن فورك : الإمام العلامة الصالح شيخ المتكلمين أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني , سمع مسند أبي داود الطيالسي من عبد الله بن جعفر بن فارس , وسمع من ابن خرزاذ الأهوازي , حدث عنه أبو بكر البيهقي وأبو القاسم القشيري ,وأبو بكر بن خلف , وآخرون وصنف التصانيف الكثيرة .
قال عبد الغافر في سياق التاريخ : الأستاذ أبو بكر قبره بالحيرة يستسقى به ...
فمات بقرب بست ونقل إلى نيسابور ومشهدة بالحيرة يزار ويستجاب الدعاء عنده ..) .
19. وقال في سير أعلام النبلاء في ترجمة بكار( 12 / 603 ) : ( قال ابن خلكان: وكان بكار تاليا للقرآن بكاء صالحا دينا , وقبره مشهور قد عرف باستجابة الدعاء عنده )
20. وقال في سير اعلام النبلاء في ترجمة الأردستاني ( 17 / 428 ) : ( قال شيرويه : كان ثقة يحسن هذا الشأن ،سمعت عدة يقولون ما من رجل له حاجة من أمر الدنيا والآخرة يزور قبره ويدعوه إلا استجاب الله له ، قال -يعني شيرويه- :وجربت أنا ذلك )
صلاح الدين الصفدي والدعاء عند قبور الصالحين
21. قال الصلاح الصفدي في الوافي بالوفيات في ترجمة عبد الرحيم القنائي :( وقد اشتهر أن الدعاء عند قبره مجاب ) .
22. وقال في ترجمة السيد نفيسة :( واشتهر إجابة الدعاء عند قبرها ) .
اليافعي والدعاء عند قبور الصالحين
23. قال اليافعي في مرآة الجنان عند الكلام على سنة أربع وثمانين وثلاثمائة :(وفيها توفي الحافظ أبو الفضل الهمداني السمسار الذي لما أملى الحديث باع طاحوناً له بسبع مائة دينار، ونثرها على المحدثين، قيل: كان ركناً من أركان الحديث، ديناً ورعاً، لا يخاف في الله لومة لائم، وله عدة مصنفات. والدعاء عند قبره مستجاب) .
تاج الدين السبكي والدعاء عند قبور الصالحين
24. قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ( 6 / 201 ) في ترجمة محمد بن الفضل الفراوي ثم النيسابوري: ( قال ابن السمعاني وأذكر أنا خرجنا في رمضان سنة ثلاثين وحملنا محفته على رقابنا إلى قبر مسلم بن الحجاج بنصر أباذ لإتمام الصحيح عند قبر المصنف فبعد أن فرغ القارىء من قراءة الكتاب بكى ودعا وأبكى الحاضرين وقال لعل هذا الكتاب لا يقرأ علي بعد هذا ، وكان قوله هذا في شهر رمضان ،وما قرىء عليه الكتاب بعد ذلك بل توفي في شوال ضحوة يوم الخميس الحادي والعشرين من سنة ثلاثين وخمسمائة ، ودفن عند ابن خزيمة ) .
25. وقال في طبقات الشافعية الكبرى ( 3/20 ) في ترجمة أحمد بن علي بن لال أبو بكر الهمذاني : ( قلت: اضطرب فى وفاته فقيل سنة اثنتين وتسعين , وقيل سادس عشر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين , وقيل سنة تسع وتسعين , وقيل وكان يقول: اللهم لا تحينى إلى سنة أربعمائة فمات قبلها , قيل: والدعاء عند قبره مستجاب )
26. وقال في طبقات الشافعية الكبرى ( 4 / 128 ) في ترجمة محمد بن الحسن بن فورك : ( وذكر الإمام الشهيد أبو الحجاج يوسف بن دوناس الفندلاوي المالكي المدفون خارج باب الصغير بدمشق , وقبره ظاهر معروف باستجابة الدعاء عنده ) .
ابن الملقن والدعاء عند قبور الصالحين
27. قال ابن الملقن في طبقات الأولياء في ترجمة معروف الكرخي :( وأهل بغداد يستسقون به، ويقولون: " قبره ترياق مجرب! " .
قال أبو عبد الرحمن الزهري: " قبره معروف لقضاء الحوائج. يقال: أنه من قرأ عنده - مائة مرة - : ((قل هو الله أحد))، وسأل الله ما يريد، قضى حاجته " .
ومثل هذا يذكر عن قبر أشهب، وابن القاسم، صاحبي الأمام مالك. وهما مدفونان في مشهد واحد بقرافة مصر، يقال أن زائرهما، إذا وقف بين القبرين، مستقبلا القبلة، ودعا استجيب له، وقد جرب ذلك.
وقد زرتهما وقرأت عندهما مائة مرة ((قل هو الله أحد)) ودعوت الله لأمر نزل بي، أرجو زواله فزال ) .
28. وقال في طبقات الأولياء في ترجمة السيدة نفيسة :( ولها فضائل جمة ، وكان من حقها التقديم ، لكن الختام مسك , وقبرها معروف بالإجابة) .
ابن الجزري والدعاء عند قبور الصالحين
29. قال ابن الجزري في غاية النهاية عند ترجمة الإمام الشافعي :(قلت: ولد سنة خمسين ومائة بغزة وقيل بعسقلان , ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين , وتوفي بمصر سنة أربع ومائتين , وذلك من ليلة الجمعة بعد المغرب آخر ليلة من رجب ودفن يوم الجمعة بعد العصر , وقبره بقرافة مصر مشهور والدعاء عنده مستجاب , ولما زرته قلت :
زرت الإمام الشافعي ... لأن ذلك نافعي
لأنال منه شفاعة ... أكرم به من شافع )
30. وقد قال في الحصن الحصين :( وجرب استجابة الدعاء عند قبور الصالحين ) .
31. وقال في باب القاف في ترجمة الشاطبي ناظم الشاطبية:( القاسم بن فيره ... الشاطبي .. ولي الله الإمام العلامة أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار ...
ودفن بالقرافة بين مصر والقاهرة بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني , وقبره مشهور معروف يقصد للزيارة , وقد زرته مرات وعرض علي بعض أصحابي الشاطبية عند قبره , ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة , رحمه الله ورضي عنه ) .
ابن حجر العسقلاني والدعاء عند قبور الصالحين
32. قال ابن حجر العسقلاني في رفع الإصر في ترجمة بكار :( وصلى عليه ابن أخيه محمد بن الحسن بن قتيبة ، ودفن بطريق القرافة ، والدعاء عند قبره مستجاب ) .
السخاوي والدعاء عند قبور الصالحين
33. قال السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة علي بن أحمد أبو الحسن الآدمي ج3 :( ومات في يوم الثلاثاء رابع شعبان سنة ثلاث عشرة عن نحو سبعين سنة , وصلي عليه بالأزهر ثم بمصلى المؤمني ثم بالقرافة ودفن بها بالقرب من تربة التاج بن عطاء الله؛ وتأسف الناس عليه , ويقال أن الدعاء عند قبره مستجاب) .
السيوطي والدعاء عند قبور الصالحين
34. قال السيوطي في طبقات الحفاظ في ترجمة أبي الفضل التميمي :
( وكان ركناً من أركان الحديث ثقة ثبتاً حافظاً فهماً ديناً لا يخاف في الله لومة لائم وله مصنفات.
توفي في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة , والدعاء عند قبره مستجاب ) .
ابن العماد الحنبلي والدعاء عند قبور الصالحين
35. قال ابن العماد في شذرات الذهب في ترجمة نصر بن إبراهيم المقدسي ج3 :( قال النووي : سمعنا الشيوخ يقولون : الدعاء عند قبره يوم السبت مستجاب ) .
36. قال ابن العماد في شذرات الذهب في ترجمة خير الدين خليل بن قاسم بن حجي ج7 :( وكان صاحب كرامات , يستجاب الدعاء عند قبره ) .
الشوكاني والدّعاء عند قبور الصالحين
37. قال الشوكاني في تحفة الذاكرين ص46 , عند ذكر الإمام ابن الجزري قبور الأنبياء من أماكن إجابة الدعاء :( أقول : هذا جعله المصنف –ر- داخلا فيما تقدم من التجريب الذي ذكره , ووجه ذلك مزيد الشرف ونزول البركة , وقد قدّمنا أنّها تسري بركة المكان على الداعي , كما تسري بركة الصالحين الذاكرين الله سبحانه على من دخل فيهم ممن ليس هو منهم , كما يفيده قوله –ص- : "هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" ) .
فها هم الأئمة من السلف والخلف يدعون الله تعالى عند قبور الصالحين , ولا يرون في ذلك شركاً ولا وسيلة إلى الشرك , بل يرون قبور الصالحين من أماكن استجابة الدّعاء , وقد ثبت ذلك بتجربة الأئمة سلفاً وخلفاً , فإن الشرع قد ندب الدعاء دون تقييده بمكان مخصوص , فتحريم الدعاء في مكان دون غيره يحتاج إلى دليل من الشرع , ولم ينكر هذا الدعاء أحد من السلف أو الخلف المقتدى بهم , فصار بذلك إجماعاً منهم على جوازه , حتى جاء ابن تيمية –رحمه الله- وأنكر ذلك , خلافاً لمن قبله من الأئمة , وقلّده الوهابية في رأيه هذا كعادتهم في مخالفة الأمة .
شبهة ركيكة وجوابها:
وقد حاول بعض الوهابية محاولات فاشلة في تحريف كلام هؤلاء الأئمة , وقالوا أنّهم ما وضعوا مثل هذه الأمور في كتبهم دون نكير منهم إلا من سرعة التأليف والكتابة!! , ولا أدري هل هذا اعتذار عن الأئمة أم طعن مبطّن فيهم؟! فهل وصل الجهل بأئمة السلف والخلف إلى حدٍّ لا يمّزون فيه بين القشرِ وبينَ اللُّباب ، ولا بينَ الدُرِّ وبين التُّراب ، ولا بين الدَّرِّ وبين اللُّعاب ، ولا بين القدْرِ وبين الحِلاب؟! فيضعون للأمة في كتبهم ما يحثّ على الشرك وهم لا يعلمون! وهل سرعة التأليف والكتابة عذر مقبول لترويج وسائل الشرك وذكرها مع إقرارها!! أم أنّه الخداع والمراوغة حتى لا تنكشف مخالفتهم للأئمة من المتقدمين والمتأخرين سلفًاً وخلفًاً؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق