الأحد، 26 مايو 2013

أول المسلمين ادلة من القرآن الكريم


«إن الدين عند الله الإسلام»، آل عمران 19. وقوله تعالى: «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه»، آل عمران: 85، ونتساءل : ما هذا الدين الذى لا يقبل الله من الخلق غيره، وما تعريفه ومواصفاته؟! 1- الإسلام: نقرأ قوله تعالى: – «أفغير دين الله يبغون وله أسلم من فى السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون» آل عمران : 83. – «إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات» الأحزاب: 35. – «وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين» يونس: 90. –

النمل: 91. – «فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين» الذاريات 36: 35. – «وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين» يونس: 84. – «قالت رب إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين» النمل: 44. – «.. قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون» آل عمران: 52. – «فاطر السماوات والأرض أنت وليى فى الدنيا والآخرة توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين» يوسف : 101. – «قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون» البقرة 133. ونلاحظ فى الآيات أعلاه أمرين:
إذا كان الدين عند الله الإسلام  وليس ثمة غير الإسلام دين
إذا كان كل من فى السموات  والأرض اسلم لله طوعا وكرها
وإذا كان كل الأنبياء واتباعهم مسلمين
فمن هو أول من اسلم :؟ إنه سيدنا محمد
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } . الأنعام/ 162، 163 .
أذن أول المسلمين هو سيدنا محمد وليست لأحد غيره 

قول موسى صلى الله عليه وسلم لما أفاق من صعقته حين سأل ربه عز وجل أن يريه أن ينظر إليه من قوله { فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين } أى المصدقين أنه لا يراك أحد ، لكنه لم يقل أنا أول المسلمين 
وفى تفسير القرطبى ؛

وقد روى النسائي عن محمد بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي تطوعا قال : الله أكبر . وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين . إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين . لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين . اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ثم يقرأ . وهذا نص في التطوع لا في الواجب . وإن صح أن ذلك كان في الفريضة بعد التكبير ، فيحمل على الجواز والاستحباب ، وأما المسنون فالقراءة بعد التكبير ، والله بحقائق الأمور عليم . ثم إذا قاله فلا يقل : وأنا أول المسلمين وهي : 

الرابعة : إذ ليس أحدهم بأولهم إلا محمدا صلى الله عليه وسلم . 

فإن قيل : أوليس إبراهيم والنبيون قبله ؟ قلنا عنه ثلاثة أجوبة 

: الأول : أنه أول الخلق أجمع معنى ; كما في حديث أبي هريرة 

من قوله عليه السلام : نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن 

أول من يدخل الجنة . وفي حديث حذيفة نحن الآخرون من أهل 

الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق . الثاني : 

أنه أولهم لكونه مقدما في الخلق عليهم ; قال الله تعالى : [ ص: 

141 ] وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح . قال 

قتادة : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كنت أول الأنبياء في 

الخلق وآخرهم في البعث . فلذلك وقع ذكره هنا مقدما قبل نوح 

وغيره . الثالث : أول المسلمين من أهل ملته ; قاله ابن العربي 

، وهو قول قتادة وغيره .

( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم 

وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ( 7 ) 

ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما ( 8 ) ) . 
وقد رتبت الآيه الأنبياء ترتيب زمنى فبدأت به صل الله عليه 

وسلم وجاء ترتيب الأنبياء زمنيا 

وجاء فى تفسير ابن كثير لآية ميثاق النبيين : قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا محمد بن بكار ، حدثنا سعيد بن بشير ، حدثني قتادة ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في قول الله تعالى : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ) الآية : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كنت أول النبيين في الخلق [ ص: 383 ] وآخرهم في البعث ، [ فبدئ بي ] قبلهم " سعيد بن بشير فيه ضعف . 

وقد رواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة مرسلا وهو أشبه ، ورواه بعضهم عن قتادة موقوفا ، والله أعلم . 


قال تعالى :( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ( 81 )الزخرف  جاء فى تفسير ان كثير لهذه الآيه :

وقال أبو صخر : ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) أي : فأنا أول من عبده بأن لا ولد له ، وأول من وحده . وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم .

وقال مجاهد : ( فأنا أول العابدين ) أي : أول من عبده ووحده وكذبكم .


وقال السدي [ في قوله ] ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) يقول : لو كان له ولد كنت أول من عبده ، بأن له ولدا ، لكن لا ولد له . وهو اختيار ابن جرير ، ورد قول من زعم أن " إن " نافية .

وجاء فى تفسير الطبرى لهذه الآية ما يلى :

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( فأنا أول العابدين ) قال : قل إن كان لله ولد في قولكم ، فأنا أول من عبد الله ووحده وكذبكم .
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) يقول : لم يكن للرحمن ولد فأنا أول الشاهدين .



أدلة أولية المصطفى من القرآن والسنة وأقوال العلماء


 أدلة أوليته صل الله عليه وسلم من القرآن الكريم 

«إن الدين عند الله الإسلام»، آل عمران 19. وقوله تعالى: «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه»، آل عمران: 85، ونتساءل : ما هذا الدين الذى لا يقبل الله من الخلق غيره، وما تعريفه ومواصفاته؟! 1- الإسلام: نقرأ قوله تعالى: – «أفغير دين الله يبغون وله أسلم من فى السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون» آل عمران : 83. – «إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات» الأحزاب: 35. – «وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين» يونس: 90. –

النمل: 91. – «فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين» الذاريات 36: 35. – «وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين» يونس: 84. – «قالت رب إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين» النمل: 44. – «.. قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون» آل عمران: 52. – «فاطر السماوات والأرض أنت وليى فى الدنيا والآخرة توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين» يوسف : 101. – «قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون» البقرة 133. ونلاحظ فى الآيات أعلاه أمرين:
إذا كان الدين عند الله الإسلام  وليس ثمة غير الإسلام دين
إذا كان كل من فى السموات  والأرض اسلم لله طوعا وكرها
وإذا كان كل الأنبياء واتباعهم مسلمين
فمن هو أول من اسلم :؟ إنه سيدنا محمد
أذن أول المسلمين هو سيدنا محمد وليست لأحد غيره 

قول موسى صلى الله عليه وسلم لما أفاق من صعقته حين سأل ربه عز وجل أن يريه أن ينظر إليه من قوله { فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين } أى المصدقين أنه لا يراك أحد ،
لكنه لم يقل أنا أول المسلمين 

وفى تفسير القرطبى:
وقد روى النسائي عن محمد بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي تطوعا قال : الله أكبر . وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين . إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين . لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين . اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ثم يقرأ . وهذا نص في التطوع لا في الواجب . وإن صح أن ذلك كان في الفريضة بعد التكبير ، فيحمل على الجواز والاستحباب ، وأما المسنون فالقراءة بعد التكبير ، والله بحقائق الأمور عليم . ثم إذا قاله فلا يقل : وأنا أول المسلمين وهي : 
الرابعة : إذ ليس أحدهم بأولهم إلا محمدا صلى الله عليه وسلم . فإن قيل : أوليس إبراهيم والنبيون قبله ؟ قلنا عنه ثلاثة أجوبة : الأول : أنه أول الخلق أجمع معنى ; كما في حديث أبي هريرة من قوله عليه السلام : نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة . وفي حديث حذيفة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق . الثاني : أنه أولهم لكونه مقدما في الخلق عليهم ; قال الله تعالى : [ ص: 141 ] وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح .
 قال قتادة : إنالنبي صلى الله عليه وسلم قال : كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث . فلذلك وقع ذكره هنا مقدما قبل نوح وغيره . 
( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ( 7 ) ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما ( 8 ) ) 
وقد رتبت الآيه الأنبياء ترتيب زمنى فبدأت به صل الله عليه وسلم وجاء ترتيب الأنبياء زمنيا 
وجاء فى تفسير ابن كثير لآية ميثاق النبيين :
 قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا محمد بن بكار ، حدثنا سعيد بن بشير ، حدثني قتادة ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في قول الله تعالى : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ) الآية : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كنت أول النبيين في الخلق [ ص: 383 ] وآخرهم في البعث ، [ فبدئ بي ] قبلهم " سعيد بن بشير فيه ضعف . 
وقد رواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة مرسلا وهو أشبه ، ورواه بعضهم عن قتادة موقوفا ، والله أعلم . 
قال تعالى :( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ( 81 )الزخرف

 جاء فى تفسير ان كثير لهذه الآيه :
وقال أبو صخر : ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) أي : فأنا أول من عبده بأن لا ولد له ، وأول من وحده . وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم .
وقال مجاهد : ( فأنا أول العابدين ) أي : أول من عبده ووحده وكذبكم .
وقال السدي [ في قوله ] ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) يقول: لو كان له ولد كنت أول من عبده ، بأن له ولدا ، لكن لا ولد له . وهو اختيار ابن جرير ، ورد قول من زعم أن " إن " نافية .

وجاء فى تفسير الطبرى لهذه الآية ما يلى :
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( فأنا أول العابدين ) قال : قل إن كان لله ولد في قولكم ، فأنا أول من عبد الله ووحده وكذبكم .
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) يقول : لم يكن للرحمن ولد فأنا أول الشاهدين .
ـ ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوحوإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا )
 فذكر الله رسوله سيدنا محمد فىالبدء ثم جاء بالترتيب الزمنى للأنبياء وليس ترتيب أفضلية
لأنه لو كان ترتيب أفضلية لتقدم ذكر سيدنا ابراهيم
على سيدنا نوح لكنه ترتيب زمنى ( ومنك )

أدلة من السنة النبوية المطهره 

 بقول الشيخ تقي الدين السبكي، "أنه قد جاء أن الله خلق الأرواح قبل الأجساد، فقد تكون الإشارة بقوله: (كنت نبياً) إلى روحه الشريفة، أو إلى حقيقة من الحقائق، والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها، وإنما يعلمها خالقها ومن أمده الله بنور إلهي، ثم إن تلك الحقائق يؤتي الله كل حقيقة منها ما يشاء في الوقت الذي يشاء، فحقيقة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قد تكون من حين خلق آدم آتاها الله ذلك الوصف، بأن يكون خلقها متهيئة لذلك، وأفاضه عليها من ذلك الوقت، فصار نبياً، وكتب اسمه على العرش، وأخبر عنه بالرسالة ليعلم ملائكته وغيرهم كرامته عنده".
" فحقيقته موجودة من ذلك الوقت وإن تأخر جسده الشريف المتصف بها، واتصاف حقيقته بالأوصاف الشريفة المفاضة عليه من الحضرة الإلهية حاصل من ذلك الوقت، وإنما يتأخر البعث والتبليغ، وكل ما له من جهة الله ومن جهة تأهل ذاته الشريفة وحقيقته معجل لا تأخر فيه، وكذلك استنباؤه وإيتاؤه الكتاب والحكم والنبوة، وإنما المتأخر تكونه وتنقله إلى أن ظهر -صلى الله عليه وآله وسلم-".
وعن الشعبي: قال رجل يا رسول الله، متى استنبئت؟ قال: وآدم بين الروح والجسد، حين أخذ مني الميثاق، رواه ابن سعد، من رواية جابر الجعفي، فيما ذكره ابن رجب.
في رواية ابن سعد قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:كنت أوّل النّاس في الخلق وآخرَهم في البعث.معناه: أوّل الخلق في عالم الأرواح
قلت: رواه عن قتادة سعيد بن أبي عروبة وهو أثبت النّاس في قتادة كما قال يحيي بن معين، وتابعه أبو هلال الرّاسبي كما عند ابن سعد وهو صدوق علق له البخاري،وشيبان بن عبد الرحمن الحافظ عنه كما ذكره ابن كثير في البداية (2/393) ثلاثتهم رووه عن قتادة مرسلا، وخالف في ذلك سعيد بن بشير وخليد بن دعلج فروياه عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم موصولا وهو منكر،لأنهما ضعيفان،لذلك قال ابن كثير في المرسل: وهذا أثبت وأصحّ والله أعلم.
الشاهد الاول من 
حديث أبي هريرة:
فأخرجه الطبري في تفسيره (ج 24 / ص 366-377)وفي تهذيب الآثار (ج1/ص441) والبيهقي في دلائل النبوة - (ج 1 / ص 443) وابن أبي حاتم في التفسير(7/2309) والبزار في مسنده (1/44) كما في كشف الأستار وابن بطة في الإبانة الكبرى - (ج 5 / ص 236) والخلال في السنة (1/ 187) من طرق عن عِيسَى بن عَبْد الله التميمي يَعْنِي أبا جعفر الرازي، عَنِ الرَّبِيعِ بن أنس البكرى، عَنِ ابى العالية أو غيره، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تعالى:{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام}فذكر الحديث ، أعني حديث الإسراء حتى بلغ إلى قوله:قال الله تعالى لي -أي ليلة الإسراء-:وجعلتك أوَّلَ النَّبيين خَلْقًا، وآخِرَهُمْ بَعْثًا .... وَجَعَلْتُكَ فَاتِحًا وَخَاتِمًا.
ثم قال الخلال:قال الفضل ، : قال لي أحمد : أوليس أوّل النّبيين خلقا ، يعني {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} ، فبدأ به.
قلت: اسناده حسن لو لا التردد من أبي جعفر عمن رواه،وعليه فالحديث حسن ويعتضد بالمرسل الصحيح،ومنه تعرف بطلان قول من حكم عليه بالوضع.

ـ ( كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ )
(أخرجه أحمد والبخاري في تاريخه والترمذي وصححه الحاكم)

(إِنِّي عَبْدُ اللهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ )
( أحمد 4/128(17295)

 “ كتبت نبيا و آدم بين الروح و الجسد “ .

قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 4 / 471 : أخرجه أحمد في “ المسند “ ( 5 / 59 ) و في “ السنة “ ( ص 111 ) : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا منصور بن سعد عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن # ميسرة الفجر # قال : “ قلت : يا رسول الله متى كتبت نبيا ? قال : و آدم ... “ . أخرجه ابن أبي عاصم في “ السنة “ ( رقم 410 بتحقيقي ) و أبو نعيم في “ الحلية “ ( 9 / 53 ) من طريق أخرى عن ابن مهدي به إلا أنه وقع في “ الحلية “ : “ كنت “ . و الأرجح رواية أحمد و ابن أبي عاصم . و تابعه إبراهيم بن طهمان عن بديل عن ميسرة بلفظ “ الحلية “ . أخرجه البخاري في‎” التاريخ “ ( 4 / 1 / 374 ) و ابن سعد ( 7 / 60 ) . و تابعه خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن رجل قال : “ قلت ... “ الحديث .‎أخرجه ابن أبي عاصم ( 411 ) : حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن خالد به . و أخرجه ابن سعد ( 1 / 148 و 7 / 59 ) : أخبرنا عفان بن مسلم و عمرو بن عاصم الكلابي قالا : أخبرنا حماد بن سلمة به . إلا أنهما سميا الرجل “ ابن أبي الجدعاء “ , و الأول أقرب إلى الصواب , فقد قال ابن سعد أيضا : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن خالد الحذاء به مثل رواية هدبة . فاتفق ابن علية مع حماد بن سلمة في رواية هدبة عنه على عدم تسمية الرجل , فهو المحفوظ عن خالد الحذاء , و يفسر الرجل المبهم برواية بديل المبينة أنه ميسرة الفجر , و إسناده صحيح . ثم أخرجه ابن سعد من مرسل مطرف بن عبد الله بن الشخير , و سنده حسن , و من مرسل عامر و هو الشعبي , و إسناده ضعيف . و له شاهد موصول من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه .‎أخرجه أبو نعيم في “ أخبار أصبهان “ ( 2 / 226 ) . و آخر من حديث العرباض بن سارية , مخرج في الكتاب الآخر ( 2085 ) . 

*أخرج ابن جرير في تهذيب الآثار (ج1/ص410) والضياء في الأحاديث المختارة (ج6/ص259) والخِلعي في فوائده (1/131) وابن عساكر في التاريخ(3/501) والحافظ البيهقي في دلائل النبوة (1/417) من طرق عن ابن وهب، قال: ثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن أنس بن مالك قال: لمَّا أتى جبريل بالبراق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فكأنها صرَّت أذنيها، فقال جبريل عليه السلام: مَهْ يا بُراق والله ما ركبَك مثلُه، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو بعجوز على جنب الطريق، فقال: ما هذه يا جبريل؟ قال: سر يا محمد، فسار ما شاء أن يسير، فإذا شىء يدعوه مُتنَحيًّا عن الطَّريق: هَلُمَّ يا محمد، قال له جبريل: سر يا محمد، فسار ما شاء الله أن يسير، قال: لَقِيَهُ خلقٌ من الخَلْق فقال أحدهم: [السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَوَّلُ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا آخِرُ ] وَالسَّلَامُ عليك يا حاشر، فقال له جبريل اردد السَّلام يا محمد، قال: فردَّ السَّلامَ، ثمُّ لَقَيُه الثَّانى فقال له مثل مقالة الأوَّل، ثم لَقيَهُ الثَّالث فقال له مثل مقالة الأوَّلين حتى انتهى إلى بيت المقدس....الحديث"
اسناده صحيح ورجاله كلهم ثقات، وقد صححه الضياء المقدسي في المختارة.وعليه قد ثبت لك،إن كنت من أهل الدراية بالاسناد:أن الحبيب صلى الله عليه وسلّم أولّ خلق الله في عالم الارواح.وجمع تخريج الحديث ابن كثير في تفسيره ج: 3 ص: 470

وهذا رابط فيه تخريج حديث ( كنت أول الأنبياء فى الخلق ) : 

قول الإمام ابن حجر الهيتمي:
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية ص189: (ومما صح عند الحاكم أيضاً عن ابن عباس  قال : ( أوحى الله تعالى إلى عيسى  يا عيسى آمن بمحمد ومُرْ من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ، ولولا محمد ما خلقْتُ الجنة والنار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن )
قال ابن حجر: ومثل هذا لا يقال من قبل الرأي فإذا صح عن مثل ابن عباس يكون في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قرره أئمة الأصول والحديث والفقه وحينئذ فما في الأول (
[2]) من ضعف لو سلم لقائله يكون مجبورا بهذا لأن هذا وحده كاف في الحجية فضم الأول إليه يزيده قوة إلى قوة
وفي حديث رواه صاحب شفاء الصدور وغيره ( قال الله يامحمد وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضي ولا سمائي ولا رفعت هذه الخضراء ولا بسطت هذه الغبراء ) وفي رواية (من أجلك اسطح البطحاء وأموج الماء وأرفع السماء وأجعل الثواب والعقاب والجنة والنار ) وفي أخرى ذكرها عياض في الشفاء (فقال آدم ... فأوحى الله إليه: وعزتي وجلالي إنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك) وبهذا كله اتضح بطلان ذلك الاعتراض وأن قائله زل عن درك الصواب فطغى قلبه وزل قدمه) اه كلام ابن حجر الهيتمي
وقال الهيتمي في الصواعق المحرقة (2/ 448): (إن الله لما خلق الدنيا بأسرها من أجل النبي جعل دوامها بدوامه ودوام أهل بيته؛ لأنهم يساوونه في أشياء مر عن الرازي بعضها؛ ولأنه قال في حقهم: اللهم إنهم مني وأنا منهم؛ ولأنهم بضعة منه بواسطة أن فاطمة أمهم بضعته، فأقيموا مقامه في الأمان)اه

قول الإمام ابن تيمية:
وها هو الإمام ابن تيمية  يقر بهذا المعنى ففي مجموع الفتاوى 11/ 96: (وقد ظهر فضل نبينا على الملائكة ليلة المعراج لما صار بمستوى يسمع فيه صريف الأقلام وعلا على مقامات الملائكة والله تعالى اظهر من عظيم قدرته وعجيب حكمته من صالحى الآدميين من الأنبياء والأولياء ما لم يظهر مثله من الملائكة حيث جمع فيهم ما تفرق في المخلوقات فخلق بدنه من الأرض وروحه من الملأ الأعلى ولهذا يقال هو العالم الصغير وهو نسخة العالم الكبيرومحمد سيد ولد آدم وافضل الخلق وأكرمهم عليه ومن هنا قال من قال: إن الله خلق من أجله العالم أو انه لولا هو لما خلق عرشا ولا كرسيا ولا سماء ولا ارضا ولا شمسا ولا قمرا
لكن ليس هذا حديثا عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لا صحيحا ولا ضعيفا !!!! ولم ينقله أحد من أهل العلم بالحديث عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم !!!! بل ولا يعرف عن الصحابة !!! بل هو كلام لا يدرى قائله !!!
ويمكن أن يفسر بوجه صحيح كقوله: (سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض), وقوله (وسخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها), وأمثال ذلك من الآيات التي يبين فيها انه خلق المخلوقات لبنى آدم ومعلوم أن لله فيها حكما عظيمة غير ذلك وأعظم من ذلك ولكن يبين لبنى آدم ما فيها من المنفعة وما أسبغ عليهم
فإذا قيل فعل كذا لكذا لم يقتض أن لا يكون فيه حكمة أخرى وكذلك قول القائل لولا كذا ما خلق كذا لا يقتضي أن لا يكون فيه حكم أخرى عظيمة
بل يقتضي إذا كان أفضل صالحي بنى آدم محمد وكانت خلقته غاية مطلوبة وحكمة بالغة مقصودة (اعظم) من غيره صار تمام الخلق ونهاية الكمال حصل بمحمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم
والله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وكان آخر الخلق يوم الجمعة وفيه خلق آدم وهو آخر ما خلق خلق يوم الجمعة بعد العصر في آخر يوم الجمعة وسيد ولد آدم هو محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم , آدم فمن دونه تحت لوائه, قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ( إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين وان آدم لمجندل في طينته ) أي كتبت نبوتي وأظهرت لما خلق آدم قبل نفخ الروح فيه كما يكتب الله رزق العبد واجله وعمله وشقي أو سعيد إذا خلق الجنين قبل نفخ الروح فيه
فإذا كان الإنسان هو خاتم المخلوقات وآخرها وهو الجامع لما فيها وفاضله هو فاضل المخلوقات مطلقا ومحمد إنسان هذا العين وقطب هذه الرحى وأقسام هذا الجمع كان كأنها غاية الغايات في المخلوقات فما ينكر أن يقال انه لأجله خلقت جميعها وانه لولاه لما خلقت, فإذا فسر هذا الكلام ونحوه بما يدل عليه الكتاب والسنة قبل ذلك ) اه

وفي مجموع الفتاوى لابن تيمية 2/150 : ( وقد رواه أبو الحسين بن بشران من طريق الشيخ أبى الفرج بن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا احمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد ابن صالح ثنا محمد بن سنان العوفي ثنا إبراهيم بن طهمان عن يزيد بن ميسرة عن عبد الله بن سفيان عن ميسرة قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال : لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد, فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمى فأخبره الله انه سيد ولدك فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه
وفي الإصابة 6/239 : ( ... من طريق بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد
وهذا سند قوي لكن اختلف فيه على بديل بن ميسرة فرواه منصور بن سعيد عنه هكذا, وخالفه حماد بن زيد فرواه عن بديل عن عبد الله بن شقيق قال قيل يا رسول الله ولم يذكر ميسرة, وكذا رواه حماد عن والده وعن خالد الحذاء كلاهما عن عبد الله بن شقيق أخرجه البغوي
وكذا رواه حماد بن سلمة عن خالد عن عبد الله بن شقيق قال قلت يا رسول الله أخرجه البغوي أيضا, وأخرجه من طريق أخرى عن حماد فقال عبد الله بن شقيق عن رجل قال قلت يا رسول الله... وأخرجه أحمد من هذا الوجه وسنده صحيح)اه
وقال ابن تيمية في معرض الاستدلال على فضل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (1/90): (روى ابن عساكر  عن سلمان الفارسي  قال: هبط جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن ربك يقول: "إن كنت قد اتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذتك حبيبا، وما خلقت خلقا أكرم منك، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي، ولولاك ما خلقت الدنيا)اه

قول الإمام ابن دحية الكلبي :
قال الإمام ابن دحية الكلبي في مقدمة كتابه ( تنبيه البصائر ) : ( وظهر دينه صلى الله عليه وآله وسلم على الأديان كلها فطلع بدره ودام ... ولولاه لم تخلق شمس الدنيا ولا نهارها ) اه بواسطة محقق الآيات البينات ص 94


قول الإمام الصالحي وحكايته ذلك عن بعض أهل العلم:
عقد الإمام الصالحي في كتابه سبل الهدى والرشاد فصلا في المسأل فقال (1 /74): (الباب الثاني في خلق آدم وجميع المخلوقات لأجله صلى الله عليه وآله وسلم )
ثم أورد حديث ابن عباس  ثم قال : ( رواه أبو الشيخ في طبقات الأطبهانيين، والحاكم وصححه، وأقره السبكي في شفاء السقام، والبلقيني في فتاويه. قال الذهبي: في سنده عمرو بن أوس لا يدري من هو انتهى. ولبعضه شاهد من حديث عمر بن الخطاب رواه الحاكم ) اه

ثم قال الإمام الصالحي : ( قال الإمام جمال الدين محمود بن جملة: ليس مثل هذا [يعني أن المحلوقات خلقت من أجله] للملائكة ولا لمن سواه من الأنبياء. وما عجب إكرام ألف لواحد لعين تفدى ألف عين وتكرم )اه
ثم قال الإمام الصالحي : ( وفي فتاوي شيخ الإسلام البلقيني أن في مولد العزفي - بعين مهملة وزاي مفتوحتين وقبل ياء النسب فاء - و " شفاء الصدور " لابن سبع: عن علي رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله  أنه قال: " يا محمد وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضي ولا سمائي ولا رفعت هذه الخضراء، ولا بسطت هذه الغبراء ".
قال: وذكر المصنفان المذكوران في رواية أخرى، عن علي رضي الله تعالى عنه أن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم : " من أجلك أبطح البطحاء وأموج الماء وأرفع السماء وأجعل الثواب والعقاب والجنة والنار ".
قول الإمام الآلوسي:
في تفسير الألوسي (19/242): (ومن باب الإشارة في بعض الآيات: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً) يشير عندهم إلى فتح مكة العَمَاءِ بإدخال الأعيان الثابتة ظاهرة بنور الوجود فيها أي إظهارها للعيان لأجله عليه الصلاة والسلام على أن لام (لَكَ) للتعليل، وحاصله أظهرنا العالم لأجلك وهو في معنى ما يروونه من قوله سبحانه: (لولاك لولاك ما خلقت إلافلاك)اه
وفي تفسير الألوسي (ج 4 / ص 496): (وقد يقال : إن إطلاقه على ما به بيان أمر النبي  بناءاً على ما قال الزجاج باعتبار كون الأمر المبين متعلقاً بأول الأنوار الذي لولاه ما خلق الفلك الدوار )اه
وفي تفسير الألوسي (ج 1 / ص 253): (ولا يخفي لطف الرب هنا مضافاً إلى ضميره  بطريق الخطاب وكان في تنويعه والخروج من عامه إلى خاصه رمزاً إلى أن المقبل عليه بالخطاب له الحظ الأعظم والقسم الأوفر من الجملة المخبر بها فهو  على الحقيقة الخليفة الأعظم في الخليقة والإمام المقدم في الأرض والسموات العلى ، ولولاه ما خلق آدم بل ولا ولا.. ولله تعالى در سيدي ابن الفارض حيث يقول عن لسان الحقيقة المحمدية :
وإني وإن كنت ابن آدم صورة ... فلي فيه معنى شاهد بأبوتي)اه

قول الإمام الرازي:
في تفسير الفخر الرازي (1/4774): (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا)... يقول الله: حين كنت صبياً ضعيفاً ما تركناك بل ربيناك ورقيناك إلى حيث صرت مشرفاً على شرفات العرش وقلنا لك : لولاك ما خلقنا الأفلاك ، أتظن أنا بعد هذه الحالة نهجرك ونتركك.)اه

قول الإمام النيسابوري:
قال في كتابه غرائب القرآن ورغائب الفرقان (1/4): (...ولا سيما المصطفى محمد الذي أشرق في سماه النبوة بدراً، وأشرف على بساط الرسالة صدراً، سيد الثقلين وسند الخافقين، إمام المتقين ورسول رب العالمين الكائن نبيا وآدم بين الماء والطين، المعفر له جباه الأملاك، المشرف بلولاك لما خلقت الأفلاك)اه
وفي تفسير النيسابوري (2/273): (إن الله اصطفى آدم) ولم يكن له جنس حين خلقه وأسجد له ملائكته ، واصطفاه على الجنس وعلى غير الجنس كاصطفاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم على الكائنات كقوله : لولاك لما خلقت الأفلاك)اه

قول الإمام ابن شطا الدمياطي:
قال في حاشيته "إعانة الطالبين" (1/6): (ولا شك بأنه صلى الله عليه وآله وسلم الواسطة العظمى لنا في كل نعمة بل هو أصل الإيجاد لكل مخلوق كما قال ذو العزة والجلال لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك)اه

وقد ذكر الحديث الوارد في ذلك في سياق فضائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثير من أهل العلم, ما يدل على ارتضائهم لذلك المعنى في فضله صلى الله عليه وآله وسلم .
وممن أورد الحديث على سبيل الاستدلال به
الإمام الآجري
في الشريعة للآجري في باب (ورفعنا لك ذكرك) (ج 3 / ص 50): (فأوحى الله  إليه : يا آدم ، وعزتي وجلالي ، إنه لآخر النبيين من ذريتك ، ولولاه ما خلقتك. قال محمد بن الحسين الآجري : وقد روي عن ابن عباس أنه قال : » ما خلق الله ولا برأ ولا ذرأ أكرم عليه من محمد  ، وما سمعت الله  أقسم بحياة أحد إلا بحياته  قوله  : لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون قال : وحياتك يا محمد ، إنهم لفي سكرتهم يعمهون والله أعلم)اه
القاضي عياض
قال في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى (ج 1 / ص 174): (وفى رواية أخرى فقال آدم: لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله إليه (وعزتئ وجلالى إنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك)اه
الإمام ابن الجوزي
قال في بستان الواعظين ورياض السامعين (ج 1 / ص 297): (في بعض الأخبار أن آدم عليه الصلاة والسلام رفع رأسه فنظر على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال آدم يا رب من هذا الذي كتبت اسمه مع اسمك فقال الله تعالى يا آدم هو نبيي وصفيي وهو حبيبي ولولاه ما خلقتك ولا خلقت جنة ولا نارا)اه
الإمام ابن رجب الحنبلي:
قال في لطائف المعارف - (ج 1 / ص 89): (ذكر فضل النبي صلى الله عليه و سلم من لدن آدم 
وقد روي : أن آدم عليه الصلاة و السلام رأى اسم محمد صلى الله عليه و سلم مكتوبا على العرش و أن الله عز و جل قال لآدم : [ لولا محمد ما خلقتك ] و قد خرجه الحاكم في صحيحه فيكون حينئذ من حين صور آدم طينا استخرج منه محمد صلى الله عليه و سلم و نبىء و أخذ منه الميثاق ثم أعيد إلى ظهر آدم حتى خرج في وقت خروجه الذي قدر الله خروجه فيه و يشهد لذلك ما روي [ عن قتادة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كنت أول النبيين في الخلق و آخرهم في البعث ] و في رواية : [ أول الناس في الخلق ] خرجه ابن سعد و غيره و خرجه الطبراني من رواية قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا و المرسل أشبه و في رواية عن قتادة مرسلة : ثم تلا :  و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح و إبراهيم و موسى و عيسى ابن مريم  فبدأ به قبل نوح الذي هو أول الرسل فمحمد صلى الله عليه و سلم أول الرسل خلقا و آخرهم بعثا فإنه استخرج من ظهر آدم لما صور و نبىء حينئذ و أخذ ميثاقه ثم أعيد إلى ظهره و لا يقال : فقد خلق آدم قبله لأن آدم حينئذ كان مواتا لا روح فيه و محمد صلى الله عليه و سلم كان حيا حين استخراج و نبىء و أخذ ميثاقه فهو أول النبيين خلقا و آخرهم بعثا فهو خاتم النبيين باعتبار أن زمانه تأخر عنهم فهو : المقفى و العاقب الذي جاء عقب الأنبياء و يقفوهم)اه
الإمام الشربيني:
في مغني المحتاج - (ج 1 / ص 512): (ويستشفع به إلى ربه لما روى الحاكم عن النبي  أنه قال لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد  إلا ما غفرت لي فقال الله تعالى وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت في قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف إلى نفسك إلا أحب الخلق إليك
فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي إذ سألتني به فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك قال الحاكم هذا صحيح الإسناد)اه
الإمام السيوطي
في الخصائص الكبرى (ج 2 / ص 288): (وما خلقت خلقا اكرم على منك وقد أعطيتك الحوض والشفاعة والناقة والقضيب والتاج والهرواة والحج والعمرة وشهر رمضان والشفاعة كلها لك حتى ظل عرشي في القيامة عليك ممدود وتاج الحمد على رأسك معقود وقرنت إسمك مع إسمي فلا أذكر في موضع حتى تذكر معي ولقد خلقت الدنيا وأهلها لعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي ولولاك ما خلقت الدنيا)اه
الإمام القسطلاني
قال في المواهب اللدنية: (روي أنه لما خرج آدم من الجنة رأى مكتوبا على ساق العرش، وعلى كل موضع في الجنة اسم محمد  مقرونا باسمه تعالى، فقال: يا رب هذا محمد من هو؟ قال الله: هذا ولدك الذي لولاه ما خلقتك. فقال: يا رب بحرمة هذا الولد ارحم هذا الوالد. فنودي يا آدم لو تشفعت إلينا بمحمد في أهل السموات والأرض لشفعناك)اه
الإمام الحلبي صاحب السيرة
في السيرة الحلبية (ج 1 / ص 357): (وذكر صاحب كتاب شفاء الصدور في مختصره عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه عن النبي  عن الله  أنه قال يا محمد وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضي ولا سمائي ولا رفعت هذه الخضراء لا بسطت هذه الغبراء وفي رواية عنه ولا خلقت سماء ولا أرضا ولا طولا ولا عرضا
وبهذا يرد على من رد على القائل في مدحه 
لولاه ما كان لا فلك ولا فلك كلا ولا بان تحريم وتحليل
بأن قوله لولاه ما كان لافلك ولا فلك مثل هذا يحتاج إلى دليل ولم يرد في الكتاب ولا في السنة ما يدل على ذلك فيقال له بل جاء في السنة ما يدل على ذلك والله أعلم)اه
الإمام ابن عجيبة:
في البحر المديد (ج 4 / ص 154): (جعل آدم خليفته ، وجعل ذريته خلفاء أبيهم ، الملائكة والجن في خدمتهم ، والأمر والنهي والخطاب معهم ، والكتاب أُنزل إليهم ، والجنة والنار والسماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم ، جميع الآيات ، خُلِقَ لهم. والخلق كلهم طُفيل لهم ، ألا ترى الله يقول لحبيبه  : " لولاك ما خلقت الكون " ؟ ولهم كرامة الظاهر)اه
وفي البحر المديد (ج 6 / ص 309): (وعَجبوا أن جاءهم مُّنذر منهم ، رأوا أنفسهم خالية عن مشاهدة الغيوب ، وإدراك نور صفات الحق ، فقاسوا نفس محمد  بأنفسهم ، ولم يعلموا أنه كان نفسَ النفوس ، وروحَ الأرواح ، وأصل الخليقة ، وباكورةً من بساتين الربوبية. يا ليتهم لو رأوه في مشاهدة الملكوت ، ومناصب الجبروت ، إذ خاطبه الحق بلولاك ما خلقتُ الأفلاك)اه
البحر المديد - (ج 5 / ص 71): (وقال بعضهم : إنما أظهر الله الكون لأجل نبينا  تشريفاً له ، فهو من نوره. قال ابن عباس  : أوحى الله تعالى إلى عيسى  : يا عيسى ابن مريم ؛ آمن بمحمد ، ومُر أمتك أن يؤمنوا به ، فلولا محمد ما خلقت آدم ، ولولا محمد ما خلقت الجنة والنار... الحديث.)اهفإن قيل : هذا ينافي قول الله تعالى ( وما خلقت الجني والأنس إلا ليعبدون ) فالحكمة من خلق الإنس والجن هي عبادة الله 
فالجواب هو : ما قاله الإمام ابن تيمة سابقا أي قوله : (ومعلوم أن لله فيها حكما عظيمة غير ذلك وأعظم من ذلك ولكن يبين لبنى آدم ما فيها من المنفعة وما أسبغ عليهم, فإذا قيل: فعل كذا لكذا لم يقتض أن لا يكون فيه حكمة أخرى وكذلك قول القائل: لو لا كذا ما خلق كذا لا يقتضي أن لا يكون فيه حكم أخرى عظيمة...) اه
هل ثمة تعارض بين قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]،
 وبين قول طائفة من المحققين: "إن الكون كله خلق من أجله صلى الله عليه وسلم"،وهل ثمة حرج من القول بقولهم؟

قال الشيخ يوسف الرفاعي في كتابه: أدلة أهل السنة والجماعة المسمى " الرد المحكم المنيع " (ص: 17، بترقيم الشاملة آليا): 

.فمن ذلك أن الله سبحانه وتعالى أخبر في كتابه العزيز أن النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين . قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فثبت أنه صلى الله عليه وسلم رحمة . وان هذه الرحمة للعالمين ، ولا بد لتحقيق هذه الرحمن وجود العالمين . 
.....

فهم مظهر تحقق تلك الرحمة ، فلا حرج أن يقال : إن العالم خلق من أجل تلك الرحمة المتعلقة به .ومنذلك ، أن الله سبحانه وتعالى قال : ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) .وهذا يفيد أن من الحكم الالهية لايجاد الخلق هو العبادة له - سبحانه وتعالى . وهذه العبادة التي من أجلها خلق الخلق لا تكون إلا في الدنيا . فهي مظهر تلك العبادة ومحلها ومشدها ، فمنلازِم القضية أن نقول أن الكون كله خلق من اجل إقامة العبادة لله سبحانه وتعالى ، فلا حرج لو قال قائل: أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون من اجل عباده الخالصين المخلصين العابدين الطائعين .

ومحمد صلى الله عليه وسلم هو سيدهم وإمامهم وخلاصتهم ومرشدهم وخاصتهم فما الحرج لو قال قائل :إنه خلق الكون من أجله أيضا ؟.........ولما كان حال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في العبادة التي من أجلها خلق الكون ليس كغيره ، صح أن يقال ( خلق الكون من أجله ) ولم يقل أحد في غيره ذلك القول .ومن ذلك قوله تعالى : ( خلق لكم ما في الارض جميعا ) .( وسخر لكم الشمس والقمر دائبينوسخر لكم الليل والنهار ) .وإذا كانت هذه الأمور إنما خلقت لأجل البشر وأبي البشر إنما خلق لأجله صلى الله عليه وسلم . كانت الدنيا إنما خلقت لأجله صلى الله عليه وسلم . وذلك لمجرد التكريم .....
.....وبهذا ظهر أن من قال بهذه الخصوصية (وهي أن الكون كله خلق من أجله صلى الله عليه وسلم")

أئمة أهل السنة والجماعة الذين قالوا بذلك 
كالحاكم والبيهقي والسبكي والسيوطي وابن الجوزي والزرقاني والقسطلاني .
 لهم دليل يستمسكون به وأصل يرجعون إليه لا من هواهم أو تعصبهم 

وبقي بعد ذلك البحث في صحة هذا الأصل أو عدم صحته وللمنكر أن يقول إن الأصل ليس بصحيح مثلا فينبني عليه عند من يعرف أصول البحث والنظر أن يقال للمستمسك به إنه مخطئ ولا يصل به الحال إلى أن يقال عنه إنه مشرك أو ضال
( سبحانك هذا بهتان عظيم ) إن هذه المسألة لا صلة لها بالشرك والكفر.اهـ


السبت، 25 مايو 2013

ابن تيمية يخالف الإمام أحمد فى مسألة خلق القرآن


 توضيحات لحقائق
[1]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ، وبعد؛
فأود أن أوضح حقائق قد تغيب عن الكثير رجاء معرفتها اهتماما بخطرها في المعتقد أو العبادة أو السلوك ،
وأسأل الله التوفيق ،
وكانت الحقيقة الأولى حول القرآن الكريم تحت عنوان :
[ من الذي يقول بحدوث القرآن؟! ]وهو مقال من
( موقع روض الرياحين )
أحببت أن ينفع الله به من أراد الوصول إلى الحق وعمل للنجاة في اليوم الحق ، مؤملا أن تتطلعوا عليه للانتفاع ، وتقارنوا بينه وبين ما يشاع ومطلوبنا هوالوصول إلى رضوان الله لا الغلبة في الحجاج ،
أو شغل الأحبة بالصخب واللجاج ،
وهذا هو المقال ( بتصرف يسير ) :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القديم الباق، والصلاة والسلام على إنسان العيون وسيد الأخلاق، والمبعوث بالنور والإشراق، وعلى آله الذين آتاهم الله أجرهم مرتين، وأذهب عنهم الرجس والشين، وعلى أصحابه الذين آووه ونصروه واتبوعوا النور الذي أنزل معه، أولئك الذين هدى الله وأولئك هم أولو الألباب .
وبعد...
أيها القارئ السني الكريم ..
اعلم بارك الله فيك أن مسألة خلق القرآن من المسائل التي شاعت في القرن الثالث الهجري، وتولى كبرها زمرة من أهل الضلال والاعتزال، حتى أمالوا إليهم الخليفة أبا عبدالله المأمون سامحه الله وغفر له، فنصر بدعتهم، وأيد فرقتهم، وامتحن علماء أهل السنة والجماعة، ودعاهم إلى القول بأن القرآن مخلوق، وعرضهم على السيف، فمات منهم من مات، ونطق منهم بخلق القرآن من نطق مكرها، وصبر إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ونفر معه، فأبوا أن يقولوا بخلق القرآن، واستمرت هذه المحنة في أيام المعتصم ثم الواثق حتى جاء جعفر المتوكل فرفعها وطرد المعتزلة وقرب أهل السنة..

وقد صار قدم القرآن الكريم وأنه غير مخلوق ـ لأنه صفة الله القديمة ـ صار عقيدة لأهل السنة ينصون عليها في كتبهم جيلا بعد جيل، فما صنف إمام من أهل السنة مصنفا في الاعتقاد إلا ونص على قدم القرآن وأنه غير مخلوق .. حتى جاء ابن تيمية فابتدع بدعة عظيمة وزعم أن القرآن ليس بقديم وأنه لم يقل أحد من السلف بقدمه !! فنص على بدعته هذه في غير موضع من كتبه متأثرا بأقوال المعتزلة والفلاسفة إذ قال مثلا:
[والمقصود هنا أن الامام أحمد ومن قبله من أئمة السنة ومن اتبعه كلهم بريئون من الاقوال المبتدعة المخالفة للشرع والعقل ولم يقل أحد منهم أن القرآن قديم ]
مجموع الفتاوى 7/661 


ثم رجع فتاب سنة 707هـ
وكتب بخط يده: 

((الحمد لله ، الذي أعتقده أن القرآن معنى قائم بذات الله ، وهو صفة من صفات ذاته القديمة الأزلية ، وهو غير مخلوق ، وليس بحرف ولا صوت، كتبه أحمد بن تيمية))
.. اهـ0
ولكن لا يزال على قوله الأول خلق من أهل الضلال، فأنكروا قدم القرآن الكريم فزعموا أن كلام الله تعالى
( قديم النوع حادث الآحاد ) 

والقرآن عندهم من آحاد الكلام لأن كلام الله ـ عندهم ـ متعدد فقد كان الله ولا قرآن وكان قبل القرآن الإنجيل وقبله التوراة، فظنوا أن قيام كلام الله بالله حادث يحدث شيئا بعد شيء، وما فهموا أن قيام القرآن بالله كقيام علمه به كان أولا قائما به ولا يزال، فابتدعوا القول بأن :
( كلامه تعالى قديم نوعا فقط بينما آحاده ـ كالقرآن والتوراة .. ـ حادثة) ،
وعلى هذا الاعتقاد اليوم كبار و رؤوس 

واليوم أيها الإخوة الكرام لا أشك أن القارئ يتمنى أن لو تيسر له أن يقابل الإمام أحمد إمام أهل السنة أو يقابل أبا عبدالله المأمون ناصر المعتزلة، ليعرف منهما ما هو مذهب أهل السنة في ذلك الوقت، وما هو مذهب المعتزلة، لأن ابن تيمية وأتباعه لبسوا على الناس وخلطوا عليهم الأمور بحيث صار كثير من أتباع ابن تيمية اليوم يعتقدون عقيدة المعتزلة وهم يظنون أنهم على طريقة السلف الصالح00 وبعد فقد أحببت أن أقدم للقارئ الكريم وثيقة هامة توضح له ما هو موقف أهل السنة والجماعة وما هو اعتقاد المأمون ومن معه من المعتزلة، هذه الوثقية أنقلها لكم من كتاب مؤرخ الإسلام الإمام محمد بن جرير الطبريوهي عبارة عن النسخة الخطية لرسالة المأمون إلى إسحق بن إبراهيم يأمره بامتحان أهل السنة وجبرهم على القول بخلق القرآن00 
قال الإمام محمد بن جرير الطبري
في تاريخه 5/186 في أحداث سنة 218هـ ما نصه:
((وفي هذه السنة كتب المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم في امتحان القضاة والمحدثين وأمر بجماعة منهم إليه إلى الرقة وكان ذلك أول كتاب كتب في ذلك ونسخة كتابه إليه:
أما بعد فإن حق الله على أئمة المسلمين وخلفائهم الاجتهاد في إقامة دين الله الذي استحفظهم ومواريث النبوة التي أورثهم وأثر العلم الذي استودعهم والعمل بالحق في رعيتهم والتشمير لطاعة الله فيهم والله يسأل أمير المؤمنين أن يوفقه لعزيمة الرشد والإقساط فيما ولاه الله من رعيته برحمته ومنته وقد عرف أمير المؤمنين أن الجمهور الأعظم من حشو الرعية وسفلة العامة ممن لا نظر له ولا روية ولا استدلال له [ إلا بقدرة ] الله وهدايته والاستضاءة بنور العلم وبرهانه في جميع الأقطار والآفاق أهل جهالة بالله وعماية وضلالة عن حقيقة دينه وتوحيده والإيمان به عن واضحات أعلامه وواجب سبيله وقصور أن يقدروا الله حق قدره ويعرفوه كنه معرفته ويفرقوا بينه وبين خلقه لضعف آرائهم ونقص عقولهم عن التفكير والتذكر وذلك أنهم ساووا بين الله تبارك وتعالى وبين ما أنزل من القرآن فأطبقوا مجتمعين على انه قديم أول لم يخلقه الله ويحدثه ويخترعه وقد قال الله عز وجل في محكم كتابه الذي جعله لما في الصدور شفاء وللمؤمنين رحمة وهدى إنا جعلناه قرآنا عربيا فكل ما جعله الله فقد خلقه وقال الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور وقال عز وجل كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق فأخبر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها وتلا به متقدمها وقال آلر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وكل محكم مفصل فله محكم مفصل والله محكم كتابه ومفصله فهو خالقه ثم هم الذين جادلوا بالباطل فدعوا إلى قولهم ونسبوا أنفسهم إلى السنة وفي كل فصل من كتاب الله قصص من تلاوته مبطل قولهم ومكذب دعواهم يرد عليهم قولهم ونحلتهم ثم أظهروا مع ذلك أنهم اهل السنة والجماعة وأن من سواهم أهل الباطل والكفر والفرقة بذلك على الناس وغروا به الجهال حتى مال قوم من أهل السمت الكاذب والتخشع لغير الله والتقشف لغير الدين إلى موافقتهم عليه على سيء آرائهم تزينا بذلك عندهم وتصنعا للرياسة والعدالة فيهم فتركوا الحق إلى باطلهم واتخذوا دون الله وليجة إلى ضلالتهم فقبلت بتزكيتهم لهم شهادتهم ونفذت أحكام الكتاب بهم على دغل دينهم ونغل أديمهم وفساد نياتهم ويقينهم وكان ذلك غايتهم التي إليها أجروا وإياها طلبوا في متابعتهم والكذب على مولاهم وقد أخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه أولئك الذين الله وأعمى أبصارهم افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها فرأى أمير المؤمنين أن أولئك شر الأمة ورؤوس الضلالة المنقوصين من التوحيد حظا من الإيمان نصيبا واوعية الجهالة واعلام
الكذب ..] إلى آخر ما قاله
.. وكتب في شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة ومائتين )) اهـ .


وقد نقل الحافظ الذهبي ذلك في سير أعلام النبلاء 10/287 وصورته: 
فهذا أبو عبدالله المأمون المبتدع الضال سامحه الله ينقل ويحكي مذهب أهل السنة والجماعة في القرآن ويعيب عليهم فيقول بأن أهل السنة والجماعة

.
. ((أطبقوا مجتمعين على انه قديم أول،
لم يخلقه الله ويحدثه ويخترعه ))اهـ ..

فهذه حكاية لإجماع أهل سنة على قدم القرآن ممن ناوأهم وخالفهم والفضل ما شهدت به الأعداء00 
بل إن المعتزلة الذين يقولون بأن الله كلم موسى بكلام لم يكن قبل هذا ولا كان بعد هذا ـ يعني الكلام المعين الذي يسميه الحشوية اليوم آحادا ـ هؤلاء المعتزلة يصرحون بمذهبهم في كتبهم ويحكونه فلا ترى فرقا بينه وبين قول الحشوية قيد شعرة وهذا الدليل00 

هذه طبقات المعتزلة صنفوها على مذهبهم وهم يذكرون فيها مناظرة المعتزلي ابن أبي دؤاد للإمام أحمد على هذا النحو:
فانظروا إلى تصريح المعتزلي بمذهبه الذي ينافح عنه حينما قال:
((أرأيت لو كلمه أليس كان يكلمه بكلام كائن بعد أن لم يكن ))اهـ0
وهذا بعينه مذهب الحشوية إذ يقولون بأن كلام الله لموسى حادث وأن كلامه تلك الساعة كائن بعد أن لم يكن وهذا المذهب الاعتزالي الكرامي ما صرح به ابن تيمية قبل توبته فقال:

وثم طائفة كثيرة تقول : أنه تقوم به الحوادث وتزول ، ))

وأنه كلم موسى بصوت وذلك الصوت عدم ، وهذا مذهب أئمة السنة والحديث من السلف وغيرهم ، وأظن الكرامية لهم في ذلك قولان 00))اهـ
فلبس ابن تيمية على الناس وخلط عليهم الأمر وافترى على أهل السنة شيئا ما فاهوا به ولا قالوه فألبسهم مذهب الكرامية والعياذ بالله وأهل السنة إنما قالوا ضده وخلافه، وتبع ابن تيمية على هذا غيره مثل ما ورد في الشرح الذي يعزى لابن أبي العز الحنفي إذ قال فيه: 

((وبالجملة : فكل ما تحتج به المعتزلة مما يدل على أنه كلام متعلق بمشيئته وقدرته ، وأنه يتكلم إذا شاء ، وأنه يتكلم شيئا بعد شيء ، فهو حق يجب قبوله)) 

ثم إنه زاد الطين بلة والبلاء آفة فزعم أن هذا الذي يحدث شيئا بعد شيء قائم بذات الله تعالى !!
فركب من مذهب المعتزلة في حدوث الكلام ،
ومن مذهب أهل السنة في قيام الكلام بالذات مذهبا ثالثا نتيجته أن الحوادث تقوم بذات الله
!!! وهذا بعينه مذهب الكرامية المجسمة

أما الإمام أحمد رضي الله عنه فقد كان قائما بحجته عليهم ،
فقد ورد وصح عنه أنه لما كان في المحنة قالوا له ما تقول في القرآن قال ما تقولون في علم الله ؟؟
فحجهم بأن جعل الكلام في القرآن كالكلام في صفة علم الله تعالى،
والحشوية اليوم لا يفهمون هذا ولا يقرون بهذا ويفرقون بين كلام الله وبين علم الله من جهة قيامهما بالله كتفريق المعتزلة بل والكرامية،
وأما الإمام أحمد فلما قالوا له ما تقول في القرآن أحالهم على علم الله تعالى وكأنه يقول: أقول في كلام الله ما أقول في علم الله تعالى .. نقل ذلك الذهبي في السير 11/245 وغيره بأسانيد صحيحة: 

روى عبدالله بن احمد في السنة ص9
واللالكائي 1/291،391 والآجري 81 وغيرهم : 
(( سمعت أبي يقول : من قال القرآن مخلوق فهو عندنا كافر لأن القرآن من علم الله وفيه أسماء الله ))اهـ 

والنصوص التي كان الإمام أحمد دائما يحتج بها على قدم القرآن وعدم خلقه بأن القول فيه كالقول في صفة العلم القديم الأزلي كثيرة0
ولهذا قال اللالكائي في شرح السنة: 

((وهو قرآن واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب ، بل هو صفة من صفات ذاته لم يزل به متكلما ، ومن قال غير هذا فهو كافر ضال ، مبتدع مخالف لمذاهب السنة والجماعة))اهـ0

فانظر كيف جعل القرآن نفسه صفة لله لم يزل به متكلما
aوصرح بهذا الحافظ قوام السنة الإصبهاني
فقال في الحجة في بيان المحجة 1/:396
اهـ0 ( القرآن تكلم الله به في القدم )) 

وهؤلاء الحشوية ينكرون هذا.
فاعتبر أيها السني واحذر من أن يجرك هؤلاء الحشو إلى عقيدة المعتزلة فتكون من الخاسرين]]0 
محمد فريد الشريف 

الخميس، 23 مايو 2013

العقيدة المرشدة


العقيدة المرشد عقيدة أهل السنة والجماعة

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وءاله وصحبه وبعد.

فإن صاحب العقيدة المرشدة هو ابْنُ تُوْمَرتَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَسَنِي، مَاتَ فِيءاخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. نسب العقيدةَ المرشدة إلى ابن تومرت: الذهبيُّ في سير أعلام النبلاءج 19/540-541، وعمر كحالة في معجم المؤلفين ج 10 /206، وابن كثير في تاريخه ج12/231 ، والبرزلي في نوازله ج 6/366، وغيرهم. 


- قال الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي (توفي سنة 911 هـ) في كتابه (الوسائل إلى معرفة الأوائل) ما نصه [فلما ولي السلطـــــــان صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين أن يعلنوا في وقت التسبيح بذكر العقيدة الأشعرية، فواظب المؤذنون على ذكرها كل ليلة إلى وقتنا هذا].

العقيدة المرشدة
[إعلم أرشدَنا الله وإيــّــــــاكَ أنه

1-يجبُ على كــــــــلّ مكلَّف أن يعلمَ أن الله عزَّ وجــــــلَّ واحـــدٌ فـي مُلكِـــه،
2-خلقَ العـــــالمَ بــأسرِهِ العلـويَّ والسفليَّ والعرشَ والكرسيَّ، والسَّمواتِ والأرضَ وما فيهما وما بينهمـا،
3-جميــــــعُ الخلائـقِ مقهورونَ بقدرَتِــــــهِ،
4-لا تتحركُ ذرةٌ إلا بـإذنِـــــهِ،
5-ليسَ معهُ مُدبّـــــرٌ فـي الخَلقِ ولا شريـــــــكٌ فـي المُلكِ،
6-حيٌّ قيومٌ لا تــــــــــأخذُهُ سِنةٌ ولا نـــومٌ، عـالـمُ الغيب والشهادةِ،
7-لا يَــخفى عليـهِ شيءٌ فـي الأرضِ ولا فـي السماءِ، يــــعلــمُ مـــــا فـي البـرّ، والبحرِ وما تسقطُ من ورقــــــــةٍ إلا يعلمُهَــا، ولا حبـــــةٍ فـي ظلمـاتِ الأرضِ ولا رَطبٍ ولا يـــابسٍ إلا فـي كتـــــابٍ مبين. أحــــــــــــاط بكــــلّ شىءٍ علمًا وأحصى كـــــــــــلَّ شىءٍ عددًا،
8-فعـالٌ لما يريدُ،
9-قادرٌ على ما يشاءُ،
10-لـه الملكُ ولــــــه الغِنَى،
11-ولــــــه العزُّ والبقاءُ،
12-ولـــهُ الحكمُ والقضاءُ،
13-ولـهُ الأسماءُ الحسنى،
14-لا دافعَ لمـا قضى،
15-ولا مـــــــانعَ لمــا أعطى،
16-يفعلُ فـي مِلكِهِ مـا يريدُ ،
17-ويحكمُ فـي خلقِـــــه بما يشاءُ.
18-لا يـرجو ثوابًـا ولا يـخـــــافُ عقابــًــا،
19-ليس علــيــــه حقٌّ (يلزمُهُ) ولا عليـه حكمٌ،
20-وكلُّ نِعمةٍ منـهُ فضلٌ وكـلُّ نِقمةٍ منه عدلٌ،
21-لا يُسئلُ عـما يفعلُ وهم يُسألــونَ.
22-موجـــودٌ قبـــل الخلقِ، ليس له قبلٌ ولا بعدٌ، ولا فــــــــوقٌ ولا تحــتٌ، ولا يَمينٌ ولا شمـالٌ، ولا أمامٌ ولا خلفٌ، ولا كـلٌّ، ولا بعضٌ،
23-ولا يقالُ متى كـانَ ولا أينَ كـانَ ولا كيفَ، كان ولا مكان،
24-كوَّنَ الأكـــــوانَ ودبَّـرالزمـــــانَ، لا يتقيَّدُ بالزمــــــانِ ولا يتخصَّصُ بالمكــــان،
25-ولا يشغلُهُ شـــــأنٌ عن شــــــأن،
26-ولا يــلحقُهُ وهمٌ،
27-ولا يكتَنِفُهُ عقلٌ،
28-ولا يتخصَّصُ بـــــالذهنِ،
29-ولا يــتمثلُ فـي النفسِ،
30-ولا يتصورُ فـي الوهمِ،
31-ولا يتكيَّـــفُ فـي العقلِ ،
32-لا تـــَلحقُهُ الأوهـــامُ والأفكـــــــــــارُ،
33-"لَيْسَ كَمِثلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ]



الأربعاء، 22 مايو 2013

فى مسجد الخيف قبر سبعين نبيا



حديث صحيح : في مسجد الخيف قبر سبعين نبياً ..
 والرد على من ضعفه أولاً نص الحديث :

المعجم الكبير :
13525 - حدثنا عبدان بن أحمد ثنا عيسى بن شاذان ثنا أبو همام الدلال ثنا إبراهيم بن طهان عن منصور عن مجاهد عن ابن عمر : قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا ) 

المطالب العالية :
1376 - وقال أبو يعلى ، أخبرنا الرمادي أبو بكر ، ثنا أبو همام الدلال ، ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بمسجد الخيف قبر سبعين نبيا »


238973 - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مسجد الخيف قبر سبعون نبيا
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: رجاله ثقات - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 3/300

30777 - في مسجد الخيف قبر سبعون نبيا
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: مختصر البزار - الصفحة أو الرقم: 1/476

ثانياً :الحكم على الحديث بالصحة
الحديث صحيح الإسناد، رجاله ثقات لا يمكن إلا الحكم بصحة إسناده وقد أوردنا كلام ابن حجر والهيتمي

وقد ضعفه الألباني تعنتاً في تحذير الساجد ولم يجد له علة إلا ابن طهمان راوي الصحيحين ولم يصب في ذلك وأخطأ خطاً فاحشاً ، فابن طهمان لا يمكن التوقف في حديثه ومن نظر إلى ترجمته في التهذيبين عرف ذلك فمن شاء فليراجع ، وقد تمسك الألباني بإطلاق ابن حبان الخساف في النقد الغرابة على أحاديثه ، وهي تهمة دفعها عنه الحافظ ابن حجر وأكد قبول أحاديثه مطلقاً فقد في تهذيب التذيب بعد إيراده كلام ابن حبان قال ابن حجر ما نصه :

تهذيب التذيب :
(و قال ابن حبان فى " الثقات " : قد روى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الأثبات و قد تفرد عن الثقات بأشياء معضلات .
قلت : الحق فيه أنه ثقة صحيح الحديث إذا روى عنه ثقة ، و لم يثبت غلوه فى الإرجاء و لا كان داعية إليه بل ذكر الحاكم أنه رجع عنه و الله أعلم .اهـ .)

أقول والحديث من رواية الثقات عنه فهو صحيح

ثالثاً : الحديث فقهاً
يدل الحديث على جواز الصلاة في مسجد فيه قبر ، فلا أحد يتوقف من المسلمين في الصلاة في مسجد الخيف
نعم ، قد يقال إن القبور قد عفيت فيكون ذلك علة لجواز الصلاة فيها ، فنقول جوابا عن ذلك :
إولاً : أن الأنبياء في قبورهم أحياء يصلون ولا تأكل أجسادهم الأرض ، فإعفاء القبر ظاهراً لا يعني عدم وجود القبر حقيقة وبقائه واقعاً واستمراراً ، فالقبور في مسجد الخيف باقية مستمرة في الحقيقة لحكمنا بحياة أصحابها في قبورهم وأن الأرض لا تأكل أجسادهم ، فهم أحياء في قبورهم في هذا المسجد ، وكل مسلم يحكم بوجود الأنبياء في قبورهم في مسجد الخيف الآن وفي كل آن
ثانياً : أن التفريق بين عدم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر ظاهر أو قبر داثر يحتاج إلى دليل على صحة هذا التفريق ، وإن كان الدليل هو الرأي فنقول لسنا من أهل "رأيت" في شيء ، ولا يؤخذ الدين بالرأي ولا من الآرائيين .

أخبار مكة للفاكهي (ج7 / ص102) : 2525 – حدثنا محمد بن صالح قال : ثنا أبو همام الدلال قال : ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا »

المعجم الكبير للطبراني (ج11 / ص43) : 13343 – حدثنا عبدان بن أحمد , حدثنا عيسى بن شاذان , حدثنا أبو همام الدلال، حدثنا إبراهيم بن طهمان , عن منصور , عن مجاهد , عن ابن عمر , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا.

المطالب العالية لابن حجر العسقلاني (ج4 / ص247) : 1376 – وقال أبو يعلى ، أخبرنا الرمادي أبو بكر ، ثنا أبو همام الدلال ، ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بمسجد الخيف قبر سبعين نبيا »

صحح الاثر :1- الهيثمي في  مجمع الزوائد (ج3 / ص297) : رواه البزار ورجاله ثقات.
2- ابن حجر العسقلاني في مختصر البزار (ج1 / 476) : إسناده صحيح
3- المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (ج2 / ص179) : بِإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات
4-  سعد النيسابوري الخركوشي في شرف المصطفى (ج2 / ص310) : وأخرج البزار بإسناد صحيح- كما في كشف الأستار [2/ 48- 49] رقم 1177، والفاكهي في أخبار مكة [4/ 266] رقم 2594، من حديث إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعا: في مسجد الخيف قبر سبعون نبيّا
5- الفاسي في شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (ج1 / ص350) : ورويناه في مسند البزار من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “في مسجد الخيف قبر سبعين نبيًّا” وإسناد رجاله ثقات.

أخرج الطبراني عن ابن عباس قال‏:‏ أول من طاف بالبيت الملائكة، وإن ما بين الحجر إلى الركن اليماني لقبور من قبور الأنبياء، كان النبي منهم عليهم السلام، إذا آذاه قومه خرج من بين أظهرهم فعبد الله فيها حتى يموت‏.‏
وأخرج الأزرقي والبيهقي من طريق عبد الرحمن بن سابط عن عبد الله بن ضمرة السلولي قال‏:‏ ما بين المقام إلى الركن إلى بئر زمزم إلى الحجر قبر سبعة وسبعين نبيا، جاؤوا حاجين فماتوا فقبروا هنالك‏.‏ 

وأخرج الجندي من طريق عطاء بن السائب عن محمد بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏كان النبي من الأنبياء إذ هلكت أمته لحق بمكة فيتعبد فيها النبي ومن معه حتى يموت، فمات بها نوح وهود وصالح وشعيب عليهم السلام، وقبورهم بين زمزم والحجر‏"‏‏.‏ 


وأخرج الأزرقي والجندي من عطاء بن السائب عن محمد بن سابط قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏مكة لا يسكنها سافك دم ولا تاجر بربا ولا مشاء بنميمة‏.‏ قال‏:‏ ودحيت الأرض من مكة وكانت الملائكة تطوف بالبيت وهي أول من طاف به، وهي الأرض التي قال الله ‏(‏إني جاعل في الأرض خليفة‏)‏ ‏(‏البقرة الآية 30‏)‏ وكان النبي من الأنبياء إذا هلك قومه فنجا هو والصالحون معه أتاها بمن معه فيعبدون الله حتى يموتوا فيها، وإن قبور نوح وهود وشعيب وصالح بين زمزم والركن والمقام‏"‏‏.‏ 

وأخرج الأزرقي عن مقاتل قال‏:‏ في المسجد الحرام بين زمزم قبر سبعين نبيا، منهم هود وصالح وإسماعيل، وقبر آدم وإبراهيم واسحق ويعقوب ويوسف في بيت المقدس‏.‏ 

الطبري:‏

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن ‏أبيه، عن ابن عباس، قوله:( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ ‏عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ) قال: يعني عدوّهم.‏
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن عبد العزيز بن أبي روّاد، عن عبد ‏الله بن عبيد بن عمير، قال: عمَّى الله على الذين أعثرهم على أصحاب ‏الكهف مكانهم، فلم يهتدوا، فقال المشركون: نبني عليهم بنيانا، فإنهم ‏أبناء آبائنا، ونعبد الله فيها، وقال المسلمون: بل نحن أحق بهم، هم منا، ‏نبني عليهم مسجدا نصلي فيه، ونعبد الله