السبت، 27 ديسمبر 2014

هل كان لرسول الله ظل فى الشمس أو القمر ؟


من : إسلام ويب :http://fatwa.islamweb.net/Fatwa/inde...twaId&Id=50487
(معجزة عدم ظهور ظل له صلى الله عليه وسلم في الشمس أو القمر ذكرها بعض أصحاب السير والشمائل، وذكرها بعض العلماء في خصائصه صلى الله عليه وسلم من كتب الفقه.
قال البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع": لم يكن له صلى الله عليه وسلم فيء أي ظل في الشمس والقمر، لأنه نوراني، والظل نوع ظلمة.. ويشهد له أنه سأل الله تعالى أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورا، وختم بقوله: واجعلني نورا. وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء: اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا واجعل لي نورا.
وبخصوص معرفة كل معجزاته صلى الله عليه وسلم فإن المقام لا يتسع لذلك، وبإمكانك أن تطلع على بعضها فيما يتيسر لك من كتب السيرة النبوية.)
وهذه فتوى للشيخ العلامة فضيلة المفتى ( الشيخ عطية صقر رحمة الله عليه ):
وجاء فى المواهب اللدنية للقسطلانى وشرحها للزرقانى :ج4ص220عند الكلام عن مشى النبى صل الله عليه وسلم انه لم يكن له ظل فى شمس ولا قمر .
وعلّله ابن سبع بأنه كان نورا 
وعلّله رزين : بغلبة أنواره 
وقيل إن الحكمة من ذلك صيانة ظله عن أن يطأه كافر
وقد روى الحكيم الترمذى عن ذكوان مولى عائشة
ورواه ابن المبارك وابن الجوزى عن ابن عباس بلفظ :لم يكن للنبى صل الله عليه وسلم ظل ، ولم يقم مع ضوء الشمس قط إلا غلب ضوؤه ضوء الشمس ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوء السراج
وقال ابن سبع :كان صل الله عليه وسلم نورا ، فكان غذا مشى فى الشمس أو القمر لا يظهر له ظل
وقال غيره : ويشهد له قوله صل الله عليه وسلم فى دعائه لما سأل الله أن يجعل فى جميع أعضائه وجهاته نورا ختم بقوله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي واجعلنى نورا ) أى والنور لا ظل له وبه يتم الإستشهاد 
وقال الشيخ عطيه صقر :هذا ما نقل وليس فيه نص قاطع أوصحيح ولا مانع أن يكون ذلك تكريما للنبى صل الله عليه وسلم 

*أخرج أحمد بن عبد اللَّه الغدافي في جزئه كما في إمتاع الأسماع - (ج 2 / ص 170) قال:أخبرنا عمرو بن أبي عمرو عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللَّه عنه: لم يكن لرسول اللَّه ظل، ولم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوؤء الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوءه على ضوء السراج.
إسناده صحيح

*وأخرجه ابن الجوزي في الوفا بتعريف فضائل المصطفى (ج 1 / ص 301)
تراجم الاسناد:

الأول: عمرو بن أبى عمرو : زرارة بن واقد الكلابى ، أبو محمد النيسابورى ( قرأ القرآن على على بن حمزة الكسائى )
المولد : 160 هـ
الطبقة : 10 : كبارالآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة : 238 هـ
روى له : ( البخاري - مسلم - النسائي )

الثاني: محمد بن السائب بن بركة الحجازى المكى
الطبقة : 6 : من الذين عاصروا صغارالتابعين
روى له : ت س ق ( الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة
رتبته عند الذهبي : وثقه ابن معين

الثالث : ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدنى ، مولى جويرية بنت الأحمس الغطفانى ( والد سهيل بن أبى صالح )
الطبقة : 3 : من الوسطى من التابعين
الوفاة : 101 هـ
روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة ثبت
رتبته عند الذهبي : من الأئمة الثقات
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ ذَكْوَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ (أحتج به أصحاب الستة)
القُدْوَةُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، ذَكْوَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ جُوَيْرِيَةَ الغَطَفَانِيَّةِ.
كَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ بِالمَدِيْنَةِ، وَكَانَ يَجْلِبُ الزَّيْتَ وَالسَّمْنَ إِلَى الكُوْفَةِ.
وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ، وَشَهِدَ - فِيْمَا بَلَغَنَا - يَوْمَ الدَّارِ، وَحَصْرَ عُثْمَانَ.
وَسَمِعَ مِنْ: سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُم.
وَلاَزَمَ أَبَا هُرَيْرَةَ مُدَّةً.
الرابع: ابن عباس هو ابن عباس رضي الله عنهما.

وله طريق آخر مرسل:

*أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول بإسناد مرسل (ج1/ص122) من طريق ذكوان أبي صالح، السمان الزيات، المدني، الثقة الثبت:أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يُرَى له ظلّ في شمس ولا قمر ولا أثر قضاء حاجة.
مرسل حسن لغيره وله شاهد على كونه نورا والنّور لاظلّ له.
وقال ابن سبع كما في شرح الزرقاني على المواهب اللدنية للقسطلاني: كان -صلى الله عليه وسلم- نورًا، فكان إذا مشى في الشمس أو القمر لا يظهر له ظل. قال غيره: ويشهد له قوله -صلى الله عليه وسلم- في دعائه: "واجعلني نورًا".
*أخرج مسلم في صحيحه - (ج 4 / ص 158) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:ثُمَّ خَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى فَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ أَوْ فِي سُجُودِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ شِمَالِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي نُورًا أَوْ قَالَ وَاجْعَلْنِي نُورًا.
*قال الله تعالى: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ. المائدة (15)
*قال ابن جرير الطبري في تفسيره (2/220) يقول جلّ ثناؤه لهؤلاء الّذين خاطبهم من أهل الكتاب: قد جاءكم يا أهل التوراة والإنجيل من الله نور، يعني بالنور محمّدا صلّى الله عليه وآله وسلم الّذي أنار الله به الحقّ، وأظهر به الإسلام، ومحق به الشرك، فهو نور لمن استنار به, ومن إنارته الحقّ صلّى الله عليه وآله وسلم : تبيينه لليهود كثيرا ممّا كانوا يُخفون من الكتاب".اهـ.
* قال الله تعالى : ? يا أيّها النّبي إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من الله فضلا كبيرا?(45-46-47) الأحزاب.
لمّا كان صلّى الله عليه وآله وسلم سراجا منيرا لجميع الكائنات حسا و معنى، ظاهرا و باطنا، فهو نور من باب أولى. و أمّا الفضل الذي أُمر أن يبشّر به النّاس، هو نفسه صلّى الله عليه وآله وسلّم، لأنّه الرّحمة المهداة للعالمين، فكان المبشَّر به عينَ المبشِّر صلّى الله عليه و آله و سلّم.
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: ((اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، واجعل لي في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً))
كان في دعائه: ((اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل لي نوراً))وزاد بعضهم: ((وفي لساني نوراً)) وذكر: ((وعصبي ولحمي، ودمي وشعري، وبشري))، وفي رواية لهم: ((واجعل في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً))
صحيح مسلم ج: 1 ص: 528
عن بن عباس أن النبي قال: اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وفوقي نورا وتحتي نورا واجعل لي نورا أو قال واجعلني نورا
قال في فتح الباري ج: 11 ص: 117
وفي رواية النضر عن شعبة واجعلني ولم يشك
قلت وهي في صحيح مسلم ج: 1 ص: 529
والمستخرج على الصحيح ج: 2 ص: 361
وغيرها
وذهب إلى تأويل هذا النور على معان كل من النووي وابن حجر
لكن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري قال في الغرر البهية شرح المنظومة الوردية 4/91 قال:
كان إذا مشى في الشمس أو القمر لا يظهر له ظل ويشهد لذلك أنه سأل الله أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورا وختم بقوله واجعلني نورا
وهو هنا يشير إلى أن ذلك كما لو كان الإنسان محاطا بالأنوار من كل جانب فلن يكون له ظل

هذا إن كانت أنوار الدنيا فكيف بأنوار المصطفى الممنوحة له من رب العزة سبحانه وتعالى
قال صاحب كشاف القناع ج: 5 ص: 31
ولم يكن له صلى الله عليه وسلم فيء أي ظل في الشمس والقمر لأنه نوراني والظل نوع ظلمة ذكره ابن عقيل وغيره

وفي كتاب الإنصاف للمرداوي ج: 8 ص: 43
كتاب النكاح‏ قسم خصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال وذكر ابن عقيل ‏:‏ أنه لم يكن له فيء في شمس ولا قمر ‏;‏ لأنه نوراني ‏.‏ والظل نوع ظلمة ‏‏.
‏ انتهى ‏.‏

وفي مطالب إولى النهي في شرح غاية المنتهى للرحيباني 5/41
وهو شرح لكتاب الشيخ مرعي بن يوسف بن أبي بكر الكرمي المقدسي الذي جمع فيه بين الإقناع والمنتهى

قال في الشرح:
( ولم يكن له ) صلى الله عليه وسلم ( فيء ) أي : ظل في شمس ولا قمر ( لأنه نوراني , والظل نوع ظلمة ) ذكره ابن عقيل وغيره , ويشهد له أنه سأل الله أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورا , وختم بقوله : { واجعلني نورا }

ونحن نرى إقرار العلماء وتعاقبهم على التسليم بهذه الخصيصة

وأقر بالخصيصة النورانية الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج: 12 ص: 387 نقلا عن الشيخ أبي محمد بن أبي جمرة


أما من فحول العلماء من ساداتنا الشافعية فقد نقل هذا شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب 3/107 إذ يقول:
وكان إذا مشى في الشمس أو القمر لا يظهر له ظل ويشهد لذلك أنه سأل الله أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورا وختم بقوله واجعلني نورا

وفي الغرر البهية شرح المنظومة الوردية 4/91 قال:

كان إذا مشى في الشمس أو القمر لا يظهر له ظل ويشهد لذلك أنه سأل الله أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورا وختم بقوله واجعلني نورا

وقال ابن قاسم العبادي في الحاشية على ما يظهر:
لأن جسده نور لا يحجب ما وراءه ولذا لم يكن له ظل


وفي حاشية الجمل 4/115 صاحب التفسير المشهور:
وكان إذا مشى في الشمس والقمر لا يظهر له ظل 


وقال ابن سبع من خصائصه ان ظله كان لا يقع على الأرض وأنه كان نورا فكان إذا مشى في الشمس أو القمر لا ينظر له ظل
نقل ذلك الإمام السيوطي في الخصائص الكبرى ج: 1 ص: 116
باب الآية في أنه لم يكن يرى له ظل
واستدل بحديث اخرجه الحكيم الترمذي عن ذكوان ان رسول الله لم يكن يرى له ظل في شمس ولا قمر
قال عنه في ص: 122 أنه مرسل
ومع عدم وقوفي على الطريق كله إلا أنه ظهر لي عدم حجيته لوجود الزعفراني فيه بل الاحتجاج بما تقدم.
قلت وسمعت بعض أهل الفهم يعلل لهذا أنه من تكريم الله لنبيه لئلا يطأ أحد على ظله في الأرض.

وأختم بقصة دونها التاريخ وأنقلها من الذاكرة في كتاب للعلامة الكردي يرويه عن شخص يدعى الشقير.
فقد كان السلطان العثماني له اهتمام بالغ بشعرات النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكثر الأدعياء ، فاستشار السلطان العلماء، كيف له أن يتحقق من ذلك
فأشاروا عليه بعرضها على الضوء فما كان منها لا ظل له فهي شعرات الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان ما جاز الفحص أصدر له السلطان صكا بصحة ما يمتلكه

إسم الكتاب " تبرك الصحابة بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضله العظيم"
تأليف العلامة المحقق المؤرخ الباحث الشيخ محمد طاهر بن عبدالقادر بن محمود الكردي المكي الخطاط
مكتبة القاهرة- الطبعة الثالثة- 1418/1997
وكان عمره سبعين عاما في عام 1391 هـ.
والف هذه الرسالة في سنة 1374 هـ في مكة المكرمة وطبعها عام 1385هـ . ثم أعيد طبعها سنة 1394هـ.
ويقول في الصفحة 59 ( كانت الشعرات المباركة تنتقل من جيل إلى جيل إلى عهد السلطان عبد الحميد حيث كثر الزاعمون بأنهم يملكون شعرات مباركة واضطر السلطان إلى الحد من هذه الموجة فدعى علماء المسلمين في جميع الأقطار لمعالجة الأمر وكان من بين العلماء الشيخ أسعد الشقيري والد السيد احمد الشقيري فاقترح ان يؤتى بالشعرات من الحائزين عليها وأن تفحص جيدا وكانت طريقة الفحص دقيقة وواقعية. يقول المؤرخون ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان بلا ظل، فقد كان يتلقى الشمس والقمر فلا يتركان له ظلا على الأرض. وقال الشيخ الشقيري إن شعر الرسول لا ظل له أيضا, وأن الشعرة التي تعرض على النور ولا تترك ظلا تكون صحيحة النسب وأما ذات الظل فإن أصحابها اصطنعوها اصطناعا.
وجرى الفحص وأعطي أصحاب الشعرات الصحيحة شهادات - فرمان- بصحة نسبها ).
1- "...ألا ترى إلى قول المطامح وغيرها أنه كان يبصر من خلفه لأنه كان يرى من كل جهة من حيث كان نوراً كله وهذا من عظم معجزاته، ولهذا كان لا ظل له لأن النور الذي أفيض عليه منع من حجب الظلمة وقد كان يدعو بسبعة عشر نوراً فبهذه الأنوار أبصر من كل جهة ولذلك تجلت له الجنة في الجدار لفقد الحجب .." اهـ. (فيض القدير للمناوي - حرف الهمزة - أتموا الركوع والسجود ج1 ص112)

2- " عن ابن عباس قال: «لم يكن لرسول الله ظل، ولم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه ضوءَ الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه على ضوء السِّراج." اهـ. (الوفا بتعريف فضائل المصطفى - أبواب صفات جسده - الباب التاسع والعشرون ج1 ص304)

3- " وأنه إذا مشى في الشمس أو في القمر لا يكون ظل لأنه كان نوراً وأنه إذا وقع شيء من شعره في النار لا يحترق،" اهـ. (السيرة الحلبية للقسطلاني ج3 ص372)

4- "وعن أبي هريرة رضي الله عنه: ما رأيت أحسن من رسول الله كأنّ الشمس تجري في وجهه. وفي رواية: «تجري من وجهه» وعن ابن عباس رضي الله عنهما: لم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه ضوء الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه ضوء السراج انتهى." اهـ. (السيرة الحلبية للقسطلاني - باب ما يذكر فيه صفته الظاهرة ج3 ص434)

5- "ولم يقع ظله على الأرض، ولا رؤي له ظل في شمس ولا قمر. قال ابن سبع: لأنه كان نوراً، وقال رزين: لغلبة أنواره." اهـ. (انموذج اللبيب في خصائص الحبيب للسيوطي - الفصل الرابع: فيما اختص به صلى الله عليه وآله وسلم من الكرامات والفضائل )


6- "..وما ذكر من أنّه كان لا ظلّ لشخصه في شمس ولا قمر لأنه كان نوراً " اهـ. (الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للقاضي عياض اليحصبي - القسم الأول - الباب الرابع - الفصل الثامن والعشرون في ما ظهر من الآيات عند مولده ج1 ص500)
لقد وصف الله الشمس فى كتابه الكريم فقال 

تعالى ( سراجا وهاجا) ووصف رسول الله صل الله 

عليه وسلم فقال تعالى ( سراجا منيرا )

الفرق بين السراج الوهاج والسراج المنير :

سمى الله نبيه صلى الله عليه وسلم"سراجاً منيرا"

وسمى الشمس "سراجا وهاجا "

والفرق بينهما:

...- يحتاج الخلق إلى الوهاج في وقت دون وقت 

بينما يحتاجون إلى المنير في كل وقت ..

- الوهاج حرارته تؤذي والمنير يهتدى به من غير 

أذى..- الوهاج لصلاح بعض أمر الدنيا وهي 

فانيه،والمنير لصلاح الدين والآخرة مع صلاح الدنيا..

-فالسراج المنير أكمل وأنفع والخلق إليه أحوج.

كلام شيخ الإسلام ابن تيمية..

وهل السراج المنير له ظل ؟ سبحان الله 

السبت، 20 ديسمبر 2014

تعليق الإمام النووى على أحاديث الصفات حديث الجارية والنزول


علق الإمام النووي رحمه الله على حديث الجارية في شرحه على مسلم قائلا :
(هذا الحديث من أحاديث الصِّفات، وفيها مذهبان تقدَّم ذكرهما مرَّات في كتاب الإيمان:
أحدهما:
الإيمان به من غير خوض في ((( معناه )))، مع اعتقاد أنَّ الله ليس كمثله شيء،وتنزيهه عن سمات المخلوقات.
والثَّاني:
(((تأويله ))) بما يليق به.
فمن قال بهذا – أي التأويل - قال: كان المراد امتحانها هل هي موحِّدة تقرُّ بأنَّ الخالق المدبِّر الفعَّال هو الله وحده، وهو الَّذي إذا دعاه الدَّاعي استقبل السَّماء،كما إذاصلَّى المصلِّي استقبل الكعبة،وليس ذلك لأنَّه منحصر في السَّماء، كما أنَّه ليس منحصراً في جهة الكعبة، بل ذلك لأنَّ السَّماء قبلة الدَّاعين، كما أنَّ الكعبة قبلة المصلِّين.
أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان الَّتي بين أيديهم، فلمَّا قالت: في السَّماء علم أنَّها موحِّدة وليست عابدة للأوثان. ) انتهى من شرح النووي على مسلم




قال النووي في شرحه على صحيح مسلم في 
حديث النزول هذا الحديث من أحاديث الصفات،

وفيه مذهبان مشهوران للعلماء: أحدهما وهو مذهب السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد، ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق، والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي على أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها، فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره، معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته، كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره، والثاني: أنه على الاستعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف." انتهى كلام النووي.
شرح صحيح مسلم، الإمام النووي – المجلد السادس، ص ٣٦ 
2- ونقل الحافظ النووي تأويل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه لحديث النزول
( فقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال "ينزل أمره تعالى كل سَحَر، فأما هو عزّوجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو" شرح النووي على صحيح مسلم 6 /




قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - اختلفوا في آيات الصفات وأخبارها هل يخاض فيها بالتأويل أم لا؟ 
فقال قائلون تتأول على ما يليق بها، وهذا أشهر المذهبين للمتكلمين، وقال آخرون: لا تتأول بل يمسك عن الكلام في معناها ويوكل علمها إلى الله تعالى ويعتقد مع ذلك تنزيه الله تعالى وانتفاء صفات الحوادث عنه، فيقال مثلاً: نؤمن بأن الرحمن على العرش استوى، ولا نعلم حقيقة معنى ذلك والمراد به، مع أنا نعتقد أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه منزه عن الحلول وسمات الحدوث، وهذه طريقة السلف أو جماهيرهم وهي أسلم) اهـ.


تأويل الإمام النووي واقرار تأويل القاضي عياض في قوله تعالى {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ}في شرح صحيح مسلم الجزء الخامس كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة باب تحريم الكلام في الصَّلاة ونسخ ما كان من إباحته 
فقال "هذا الحديث من أحاديث الصِّفات، وفيها مذهبان تقدَّم ذكرهما مرَّات في كتاب الإيمان:أحدهما : الإيمان به من غير خوض في معناه، مع اعتقاد أنَّ الله ليس كمثله شيء، وتنـزيهه عن سمات المخلوقات.
والثَّاني: تأويله بما يليق به.
فمن قال بهذا قال : كان المراد امتحانها هل هي موحِّدة تقرُّ بأنَّ الخالق المدبِّر الفعَّال هو الله وحده، وهو الَّذي إذا دعاه الدَّاعي استقبل السَّماء، كما إذا صلَّى المصلِّي استقبل الكعبة، وليس ذلك لأنَّه منحصر في السَّماء، كما أنَّه ليس منحصراً في جهة الكعبة، بل ذلك لأنَّ السَّماء قبلة الدَّاعين، كما أنَّ الكعبة قبلة المصلِّين، أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان الَّتي بين أيديهم، فلمَّا قالت: في السَّماء علم أنَّها موحِّدة وليست عابدة للأوثان. قال القاضي عياض : لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم" انتهى.

13- في كتاب تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي رحمه الله قاله في ترجمة الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني رحمه الله , قال
( وكان الأستاذ أحد الثلاثة الذين اجتمعوا في عصر واحد على نصر مذهب الحديث والسنة في المسائل الكلامية , القائمين بنصر مذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري , وهم الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني والقاضي أبو بكر الباقلاني والإمام أبو بكر بن فورك ) انتهى .



أين الله وأقوال العلماء فى حديث الجارية

 من كتاب فيض السديد شرح جوهرة التوحيد:
و أما احتجّوا به من أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم سأل الجارية،
 فقال: "أين الله ؟فهو شاذ من حيث السند واللفظ كما قال البيهقي في الأسماء والصفات - (ج 2 / ص 427): وهذا صحيح ، قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف ، عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ، وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه، قلت:والحديث:أخرجه مسلم في صحيحه - (ج 3 / ص 140) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَال:" قَالَ وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ".
وهلال بن أبي ميمونة هو هلال بن علي بن أسامة العامري وهو صدوق وليس ثقة باتفاق فقد قال فيه أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه وقال النسائي: ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه الدارقطني وابن مسلة وقد خالفه في هذا الحديث من أوثق منه فرواه بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ لا بلفظ :أين الله ، وهو ابن جريج الثّقة الحافظ المُتّفق عليه، كما رواه عنه عبد الرزاق في مصنفه
ج 9 / ص 175)، وإن كان أصل الحديث صحيحا لكن لفظ:"أين الله" شاذة فلا تقوم بها الحجّة، وخاصّة أن الحديث قد روي من عدة من الصحابة بأسانيد ثابتة وافقوا فيه ابن جريج في لفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله، وأغرب من ذلك فقد رواه مرة هلال بلفظ: من ربّك، كما رواه عنه فليح بن سليمان عنه أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة - (ج 6 / ص 177) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء ، نا معافى بن سليمان ، نا فليح ، عن هلال ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم: أنه أراد عتق أمة له سوداء فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : " من ربك" ؟ قالت :" الذي في السماء فقال لها : " من أنا "؟ قالت :" رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال " أعتقها ؛ فإنها مؤمنة ".
*وأخرجه النسائي في سننه الصغرى - (ج 11 / ص 426) و أحمد بن حنبل في مسنده - (ج 36 / ص 378) و الدارمي في سننه - (ج 7 / ص 194) و ابن حبان في صحيحه - (ج 1 / ص 371) و البيهقي في سننه الكبرى - (ج 7 / ص 388) عَنْ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ:" أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِنَّ أُمِّي أَوْصَتْ أَنْ تُعْتَقَ عَنْهَا رَقَبَةٌ وَإِنَّ عِنْدِي جَارِيَةً نُوبِيَّةً أَفَيُجْزِئُ عَنِّي أَنْ أُعْتِقَهَا عَنْهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ رَبُّكِ قَالَتْ اللَّهُ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَأَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ".
صحيح
فمن تدبّر من أهل الحديث طرق المتن علم أنّ لفظ أين الله شاذة من كلّ الوجوه فلا تقوم بها الحجّة. قال النووي كما في شرحه على مسلم (ج 2 / ص 298): هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَحَادِيث الصِّفَات ، وَفِيهَا مَذْهَبَانِ تَقَدَّمَ ذِكْرهمَا مَرَّات فِي كِتَاب الْإِيمَان . أَحَدهمَا : الْإِيمَان بِهِ مِنْ غَيْر خَوْض فِي مَعْنَاهُ ، مَعَ اِعْتِقَاد أَنَّ اللَّه تَعَالَى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَتَنْزِيهه عَنْ سِمَات الْمَخْلُوقَات . وَالثَّانِي تَأْوِيله بِمَا يَلِيق بِهِ ، فَمَنْ قَالَ بِهَذَا قَالَ : كَانَ الْمُرَاد اِمْتِحَانهَا ، هَلْ هِيَ مُوَحِّدَة تُقِرّ بِأَنَّ الْخَالِق الْمُدَبِّر الْفَعَّال هُوَ اللَّه وَحْده ، وَهُوَ الَّذِي إِذَا دَعَاهُ الدَّاعِي اِسْتَقْبَلَ السَّمَاء كَمَا إِذَا صَلَّى الْمُصَلِّي اِسْتَقْبَلَ الْكَعْبَة ؟ وَلَيْسَ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ مُنْحَصِر فِي السَّمَاء كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ مُنْحَصِرًا فِي جِهَة الْكَعْبَة ، بَلْ ذَلِكَ لِأَنَّ السَّمَاء قِبْلَة الدَّاعِينَ ، كَمَا أَنَّ الْكَعْبَة قِبْلَة الْمُصَلِّينَ ، أَوْ هِيَ مِنْ عَبَدَة الْأَوْثَان الْعَابِدِينَ لِلْأَوْثَانِ الَّتِي بَيْن أَيْدِيهمْ ، فَلَمَّا قَالَتْ : فِي السَّمَاء ، عَلِمَ أَنَّهَا مُوَحِّدَة وَلَيْسَتْ عَابِدَة لِلْأَوْثَانِ . وقال العلامة الكوثري عند قوله صلى الله عليه وسلم للجارية: "أين الله".. على أن "أين" تكون للسؤال عن المكان، وللسؤال عن المكانة. وقال أبو بكر العربي: المراد بسؤال بـ "أين" عنه تعالى: "المكانة" فإن المكان يستحيل عليه".
وقد صحّ أيضا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه سئل: أين كان ربّنا؟ فأجاب: بنفي المكان عن الله تعالى ونزّهه عن الجهة والحدّ وذكر أنّ الله تعالى متّصفا بالعلّو والارتفاع قبل خلق الخلق وأنّ علوّه لا كعلوّ الأجسام أخرج الطبري في تفسيره - (ج 15 / ص 246) و أحمد بن حنبل في مسنده - (ج 32 / ص 414)و الترمذي في سننه - (ج 10 / ص 377) و ابن ماجة في سننه - (ج 1 / ص 214) و ابن حبان في صحيحه - (ج 25 / ص 325)و الطيالسي في مسنده - (ج 3 / ص 267) و ابن عبد البر في التمهيد - (ج 5 / ص 111) و الطبراني في المعجم الكبير - (ج 14 / ص 89) و البيهقي في الأسماء والصفات - (ج 2 / ص 341) و ابن أبي شيبة في العرش - (ج 1 / ص 9) و أبو الشيخ في العظمة - (ج 1 / ص 90) و ابن بطة في الإبانة الكبرى - (ج 6 / ص 157) وابن أبي زمنين في أصول السنة - (ج 1 / ص 15) عن أَبِي رَزِينٍ قَالَ:" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ" ؟قَالَ:" كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاء".
اسناده حسنِ
ومعنى قوله صلّى الله عليه وسلّم:"كَانَ فِي عَمَاءٍ" العماء هو السّحاب في اللغة، والعرب تقول فلان في السّحاب أي رفيع المنزلة،وليس مرادهم الجهة ، بدليل ما بعده حيث نفى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الله تعالى الجهة والحدّ، فقال: ما فوقه هواء وما تحته هواء ، أي ليس فوقه شيء أو تحته شيء وذلك لأنّه ليس بجوهر تحدّه الجهات، والله تعالى أعلم.
-وأمّا حديث النزول:فقال ابن أبي زمنين في أصول السنة - (ج 1 / ص 21):
قَوْل أَهْل اَلسُّنَّةِ: أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ اَلسَّمَاءِ اَلدُّنْيَا، وَيُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَحُدُّوا فِيهِ حَدًّا.
*وأخرج ابن أبي زمنين في أصول السنة - (ج 1 / ص 22) عن الحافظ اِبْنُ وَضَّاحٍ القرطبيّ: وَسَأَلْتُ يُوسُفَ بْنَ عَدِيٍّ عَنْ اَلنُّزُولِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ: أُقِرُّ بِهِ وَلَا أَحُدُّ حَدًّا، وَسَأَلْتُ عَنْهُ اِبْنَ مَعِينٍ فَقَالَ: نَعَمْ، أُقِرُّ بِهِ وَلَا أَحُدُّ فِيهِ حَدًّا.
وقال الحافظ كما في فتح الباري شرح البخاري - (ج 11 / ص 133) وَمَعَ ذَلِكَ فَمُعْتَقَد سَلَف الْأَئِمَّة وَعُلَمَاء السُّنَّة مِنْ الْخَلَف أَنَّ اللَّه مُنَزَّه عَنْ الْحَرَكَة وَالتَّحَوُّل وَالْحُلُول لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء.
علق الإمام النووي رحمه الله على حديث الجارية 

في شرحه على مسلم قائلا :

(هذا الحديث من أحاديث الصِّفات، وفيها مذهبان 

تقدَّم ذكرهما مرَّات في كتاب الإيمان:

أحدهما:

الإيمان به من غير خوض في ((( معناه )))، مع 


اعتقاد أنَّ الله ليس كمثله شيء،وتنزيهه عن سمات المخلوقات.
والثَّاني:
(((تأويله ))) بما يليق به.
فمن قال بهذا – أي التأويل - قال: كان المراد 

امتحانها هل هي موحِّدة تقرُّ بأنَّ الخالق المدبِّر 

الفعَّال هو الله وحده، وهو الَّذي إذا دعاه الدَّاعي

 استقبل السَّماء،كما إذاصلَّى المصلِّي استقبل 

الكعبة،وليس ذلك لأنَّه منحصر في السَّماء، كما 

أنَّه ليس منحصراً في جهة الكعبة، بل ذلك لأنَّ 

السَّماء قبلة الدَّاعين، كما أنَّ الكعبة قبلة المصلِّين


.أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان الَّتي 

بين 
أيديهم، فلمَّا قالت: في السَّماء علم أنَّها موحِّدة 

وليست عابدة للأوثان. ) انتهى من شرح النووي 

على مسلمإن الله تعالى من أسمائه وصفاته 

العلي الأعلى ونؤمن بذلك إيمانا جازما كما قال 

تعالى من غير تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا 

تجسيم ولا تحديد

أخرج البيهقي في الأسماء والصفات - (ج 2 / ص 

438)عن أبي داود ،قال : كان سفيان الثوري 

وشعبة وحماد بن زيد وشريك وأبو عوانة لا يَحُدُّون

 ولا يُشبِّهون ولا يمثلون ،يروون الحديث لا يقولون 


كيف ، وإذا سئلوا أجابوا بالأثر . قال أبو داود :

وهو قولنا.*أخرج البيهقي في الأسماء والصفات -

 (ج 2 / ص 443)عن ابن عيينة ،

يقول : ما وصف الله تعالى به نفسه فتفسيره 

قراءته ،ليس لأحد أن يفسره إلا الله تبارك وتعالى ، 

أو رسله صلوات الله عليهم.

الخميس، 4 ديسمبر 2014

مخالفة الوهابية لمذهب الحنابلة وخروجهم عن مذاهب أهل السنة والجماعة


بسم الله الرحمن الرحيم :

طالما ادعى الوهابية أنهم حنابلة وأنهم تابعون لامام أهل السنة الامام أحمد بن حنبل 
وقد اطلعت في منتدى الأصلين على مقال مفيد لأحد الاخوة بين فيه المسائل التي خالف فيها الوهابية مذهب السادة الحنابلة وهم يدعون أن هذا هو مذهب السلف وامامهم أحمد بن حنبل فأحببت أن أنقلها لكم للفائدة :

هذه سلْسِلةٌ لمَسَائلَ خالفَ الوَهابيّةُ فيْها مذْهبَ السَّادَةِ الحَنَابلة ، مع إدّعائهم زوراً الإنْتسابَ إليْهِ .
وسوف أذكرُ أقوالَ أئمّةِ المَذْهب المُعتَمَديْن في المَسْألة ، حتى يسْتيْقنَ القارئ أنّهم قد خالفوا المَذْهبَ ؛ ولن أذكرَ أقوالهم _أي الوهابية_ لشهرتِها إلاّ ما ندرَ .
المسْألة الأولى : آيَاتُ الصفَاتِ مِن المُتَشَابِهِ عِنْدَ الحَنَابِلَةِ خِلافاً للوَهّابيّةِ !؟
يَقولُ صَاحِبُ كتاب " فتح المَجيْد في شرح كتاب التوحيد" 395" :{ وليْسَ في هذهِ الآثارُ ونحْوُها مَا يُشْعِرُ بأنّ أسْمَاءَ اللهِ تعالى وصفاتِهِ مِن المُتَشابهِ ، ومَا قالهُ النُفَاةُ من أنّها مِن المُتَشَابِهِ دَعْوى بلا برهان } .
هذا هو مذْهبُهم ؛ أمّا مَذْهَبُ السَّادَةِ الحنَابِلةِ فهو كالتالي :-
قال الإمَامُ ابنُ قدامة _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "رَوْضَةِ النَّاظِر " مَعَ حَاشيَةِ ابن بَدْرَان (1/186) : { والصحيْحُ أنّ المُتَشابِه : مَا وَرَدَ فِي صِفَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ } .
قال الإمامُ ابن مفلح في "الأصول" (1/316) : { والمُحْكَم مَا اتَّضَحَ مَعْنَاهُ ، فلم يَحْتَجْ إلى بَيَان ، والمُتشابه : عَكسُهُ ؛ لاشْتراكٍ أو إجمَال ، قال جماعةٌ من أصْحابنا وغيْرُهم : وما ظاهرُهُ التشْبيْه ، كصِفاتِ اللهِ } .
قال الإمامُ المرْداوي _ يَرْحمُهُ اللهُ _ في "التحْبيْر شَرْح التحْريْر" (3/1395) :{ والأصح : أنّ المُحْكم : ما اتضح مَعْنَاهُ ، والمُتَشابَه عَكسُهُ، لاشتراكٍ أو إجمالٍ ، أو ظهورِ التشبيْه ، كصفات الله تعالى } .

المَسألةُ الثانية : حُكمُ التوسُّلِ بالصَّالحيْن ؟
قال الإمَامُ السَّامُري _ يَرْحَمُهُ اللهُ_ في "المُسْتوعِب" (3/88) : { ولا بَأسَ بالتوسُّل إلى اللهِ تعالى في الإستسقاء بالشيوخ والزهَّاد وأهلِ العلم والفضل والدين من المسلمين } .
قال الإمَامُ تقيُّ الدين الأدَمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "المُنوّر" (ص/190) : { ويُبَاحُ التوسُّلُ بالصُلَحَاء } .
قال الإمامُ ابنُ مُفْلح _ يرحمه الله _ في "الفروع" (3/229) : { ويَجُوزُ التوسُّلُ بصالحٍ ، وقيْلَ يُسْتحبُّ } .
قال الإمَامُ المرْدَاوي _يَرْحَمُهُ اللهُ_ في "الإنْصاف" (2/456) : { يَجُوز التوسُّل بالرجل الصالح ، على الصحيح من المَذْهَب . وقيل يُسْتَحب }.
قال الإمامُ الحجّاوي _ يرحمه الله _ في "الإقناع" مع شرحِهِ للإمام البُهوتي (1/546) : { و لابأس بالتوسل بالصالحين } .

وقال الإمامُ ابنُ النجّار _ يرحمه اللهُ _ في "منتهى الإرادات" مع شَرْحِهِ للإمَام الُهوتي (2/58) : { وأُبيْحَ التوسُّلُ بالصَالحيْن } .

قال الإمُامُ مرْعيُّ الكرْمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "غاية المُنْتَهى" مع شرْحه للإمَام الرحيْبَاني (2/316) :
 {وكذا أبيْحَ توسلٌ بصالحيْن } .

تنبيه : حاولَ كثيرٌ من المُحققين _ كالدكتور التركي ، ومحمد حامد الفقي ، وغيرهما ممّن شانتْ كتُبَ المذْهب تحْقيْقاتُهم وخصوصاً الثاني _ أنْ يُفسِّروا هذه الأقوال بأنّ المقصودَ فيها طلبُ الدُّعاء من الصالحين فحسب ! لكن هيهات هيهات .

المسألةُ الثالثة : حُكمُ إسْبَال الثياب أسْفلَ الكعبين لغير حاجةٍ ولا خُيلاء ?

إذ إنّ المشْهورَ عنْد (الوهابية ) حُرْمةُ ذلك مُطلقاً ؛ وهم بذلك قد خالفوا المذْهبَ ، بل حتّى إمامهم ابنَ تيْميّة !!. 

قال الإمامُ ابن مُفْلح المقدسي _ رحمه الله_ في "الفروع" (2/60) : ( ويُكره على الأصح تحت كعْبيه بلاحاجة). 
قال الإمامُ المرْداوي _ يرحمه الله _ في الإنْصَاف (1/472) :
 ( يكْره زيادته إلى تحت كعبيْه بلا حاجة على الصحيْح من الروايتين ) .

قال الإمامُ برهان الدين بن مفلح _ يرْحمه الله _ في " المُبدع " ( 1/332) : (ويكره على الأصح : تحت كعبه بلا حاجة) . 

قال الإمَامُ الحَجّاوي _ يرْحمُه اللهُ _ في الإقناع (1/259) : { ويُكْرهُ أنْ يَكونَ ثوبُ الرجل إلى فوق نصف ساقه وتحت كعبه بلا حاجة}.

قال الإمامُ مرعي الكرْمي_ يرحمه الله_ في "غاية المُنْتهى" (1/346) ( وكره كون ثيابه فوق نصف ساقه أو تحت كعبه بلا حاجة ) . 

واختار تقيُ الدين ابن تيمية _ يرْحمه الله_ عدم التحريم ، وسكتَ عنْ الكراهة ، قال ابن مفلح المقدسي في "الآداب الشرعية" (4/171) : (واختار الشيخ تقي الدين _ رحمه الله_ عدم تحريمه ، ولم يتعرض لكراهة ولاعدمها).

المَسْألة الرابعة : حُكْمُ التشبّهِ بالكُفَّار ؟
اشتهـرعنْدَ الوهابيّة حُرمة التشبّه بالكفَّار ، بل جَعَلَهُ بعضُهُم كفراً ، مُحْتجّين بظاهر الحديث الذي أخرجه الإمَامُ أحمدُ وأبوداود : (( من تشبّه بقومٍ فهو منهم )).

قال ابن تيمية : ( أقلُّ أحواله _ أي الحَديْث_ أنّهُ يدلُّ على التحريم ، وإنْ كان ظاهرُهُ الكفر ) .

وأمّا المذْهبُ ، فعندهم أنّ التشبّه بالكفَّار مُطلقاً مكْروهٌ ، وليْس مُحرّماً ، فضلاً عن أنْ يَكونَ كفْراً .

قال الإمَامُ المرْدَاوي _ يَرْحمُهُ اللهُ _ في "الإنصاف" ( 1/471) : { ويُكره التشبّه بالنصارى في كلِّ وقتٍ}.

وقال الإمامُ ابنُ النجار في " مُنتهى الإرادات" مع شرحِهِ للإمام البُهوتي (1/355) : { وكُره تشبهٌ بالكفار مُطلَقاً } .

قال الإمامُ مرْعي الكرمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "دليل الطالب لنيل المطالب" (ص/ 240) :{ ويُكره لنا التشبّهُ بهم } أي الكفار .

المسألة الخامسة : حُكمُ الحَلِفِ بغيْر اللهِ ؟

عَقَدَ الإمامُ مُحَمّد بن عبدالوهّاب _ رَحِمَهُ اللهُ_ باباً في كتابه (التوحيد!!!) ، ينصُّ فيه على أنّ الحَلِفَ بغيْر اللهِ شِرْكٌ ، دون تقييده بوصفٍ !!
فالمشهور عن ( الوهّابيّة) أنّ من حلف بغير الله من دون نيّة تعظيم المحلوف كتعظيم الله من الشرك الأصغر .

أمّا المذْهبُ ، ففيه قولان ، قولٌ بالكراهةِ ، وهو قولٌ قويٌ ، ونصَرَهُ كثيْرٌ من الأصْحاب ، كالإمام ابن قدامة في ( المُقْنع ) ، والإمام أبو الخطّاب الكلوذاني في ( الهداية ) ، والإمام السامري في ( المُستوعب) ، بل قال ابنُ المُنجا : هذا هو المذهب.

وأمّا المُعْتمد في المذْهب ، فهو التحريْم ، وليس شركاً : 

قال ابنُ مُفْلح المقدسي _ يرْحمه اللهُ_ في " الفروع" (10/437) : {ويَحْرُمُ الحَلِفُ بغيْرِ اللهِ }.

قال الإمَامُ المَرْدَاوي _ يَرْحَمُهُ اللهُ _ في " الإنصاف" (11/12) : 
{ ويُحتمل أنْ يكونَ مُحرّماً : وهو المذهب } .

قال الإمامُ ابن النجّار _ يرحمه الله _ في "منتهى الإرادات" مع شرحِهِ للإمام البُهوتي (6/375) : { ويحرمُ الحلِفُ بذاتِ غير الله تعالى وصفتِهِ} .

قال الإمَامُ الحجّاوي_ يرْحمه اللهُ_ في " الإقناع " مع شرحِهِ للإمام البُهوتي (5/204) :{ ويحرم الحلف بغير الله وصفاته ولو بنبي } .


المَسْألةُ السادسة : التبرُّك بالصَّالحيْن مُسْتحبٌ عند السَّادة الحَنَابلة ، خلافاً للوهَّابية فيَحْرم ، وعنْدَ بعْضهم شرْكاً.!!

قال الإمَامُ ابنُ قُدامَةَ _يَرْحمُهُ اللهُ _ في " المُغني" (1/20) :
( وكان إمامنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل , رضي الله عنه , من أوفاهم فضيلة , وأقربهم إلى الله وسيلة , وأتبعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم به , وأزهدهم في الدنيا وأطوعهم لربه , فلذلك وقع اختيارنا على مذهبه . وقد أحببت أن أشرح مذهبه واختياره , ليعلم ذلك من اقتفى آثاره , وأبين في كثير من المسائل ما اختلف فيه مما أجمع عليه , وأذكر لكل إمام ما ذهب إليه , تبركا بهم , وتعريفا لمذاهبهم )

قال الإمامُ المرْدَاوي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في " الإنْصاف " ( 8/324 ) :( ويُسْتَحبُّ للضيْفِ أنْ يُفضِلَ شيئا ، ولا سيّما إنْ كانَ ممّن يُتبرك بفضْلتِه ) .

قال الإمَامُ الحَجَّاوي _ يَرْحمُهُ اللهُ _ في " كشاف القناع " ( 5/181) :
(ويُسْتحبُّ للضيْفِ أنْ يُفضِلَ شيئا ) مِنْ الطعَام ( لا سيَّمَا إنْ كانَ ممّن يُتبركُ بِفضْلتِهِ أو كان ثم حاجة ) إلى إبقاء شيء منه )

قال الإمامُ ابنُ النجّار _ يَرحمهُ اللهُ_ كما في "منتهى الارادات" مع شرحِهِ للبُهوتي (2/152) : { ويَجوزُ نبْشهُ _ أي الميّت_ لنقلِهِ لبُقعةٍ شريْفةٍ ، ومُجاورةِ صالحٍ} .

قال الإمَامُ الرُحيْبَاني _ يرْحمُهُ اللهُ_ في " مَطالِبُ أوْلي النُّهى " (1/906) :

( وَيُسْتحبُّ الدفنُ في ( البقاع الشريفة ) , لحديث أبي هريرة مرفوعا { أن موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - لما حضره الموت سأل ربه أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية حجر , قال النبي صلى الله عليه وسلم : لو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر } وقال عمر : " اللهم ارزقني شهادة في سبيلك , واجعل موتي في بلد رسولك " متفق عليهما . ( ومجاورة الصالحين ) لتناله بركتهم ).

قال الإمَامُ مَرْعيُّ الكرْمي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في " دليل الطالب " (248) :
( فصل : وسن أن يحمد الله إذا فرغ ويقول الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقينه من غير حول مني ولا قوة ويدعو لصاحب الطعام ويفضل منه شيئا لا سِيَّمَا إنْ كانَ ممَّن يُتبركُ بِفضْلتِهِ وَيُسَنُّ إعْلانُ النكاح )
المَسْألة السابعة : الطَّوافُ بالقبُورِ مُحرَّمٌ وليْس شرْكاً عنْدَ السَّادة الحَنابلة _ وقيْل يُكره_ خلافاً للوهّابيّة ، فيُعْتبرُ كفْراً مُخْرجاً من الملّةِ .

قال الإمامُ البُهوتي _ يَرحمهُ اللهُ في "شرح المُنتهى" (2/581) : { (وَيَحْرُمُ الطوافُ بها ) أي : الحُجْرةَ النبويّة ، بل بغير البيتِ العتيق اتفاقاً } .

قال الإمَامُ مرْعيُّ الكرْمي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في "غاية المُنتهى" (2/412) : { وَحرُمَ
إسراج القبور وكذا يحرم طواف بها } .

قَالَ الإمَامُ البَعْلي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في " كشْفُ المُخَدَّرَات" (1/330) : { وَيَحرُمُ الطَّوافُ بغيْر البيْتِ اتفاقاً} . 

المَسْألة الثامنة : شدُّ الرحال إلى قبْر النبيِّ صَلّى اللهُ عليْهِ وسلّم مُسْتحبٌ عندَ السَّادَة الحَنَابِلةِ ، خلافاً للوهّابية ، فيَحْرُمُ .

أجْمَعَ فُقهاءُ الحَنَابِلةِ قَاطبَةً ، على أنّ من فرَغَ من الحَجِّ اسْتُحبَّ له زيَارةُ قبْر الحَبيْب عليْهِ أفْضَلُ صلاةٍ وسَلامٍ ، أي : يَشدُّ رحَالَهُ منْ مَكة إلى المَديْنةِ _ وهي مَسَافة قصْرٍ_ قاصداً زيَارة قبْر الحبيب صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم .

قالَ الإمَامُ ابنُ قدَامةَ _ يَرْحمُهُ اللهُ _ في "المُقنع" (ص/35) : { فإذا فرغ من الحج استحب له زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما } .

قال الإمَامُ المرْدَاوي _ يَرْحَمُهُ اللهُ_ مُعَلِّقاً على هذه العِبَارة ، كما في "الإنْصاف" (4/53) : { هذا المذهب ؛ وعليْه الأصْحابُ قاطبة ، متقدّمهم ومُتأخرهم}.

وقال في "الكافي" (1/499) : { ويُسْتحبُّ زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وصاحبيه رضي الله عنهما ، لما روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من زارني أو زار قبري كنتُ له شفيْعاً أو شهيْداً ) رواه أبوداود الطيالسي } .

قال الإمامُ الدُّجيْلي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ كمَا في " الوَجيْز" (3/535) : { وتُسَنُّ زيَارةُ قبر النبيِّ مُحمّدٍ وقبري صاحبيه رضي الله عنهما } .

قال الإمامُ البُهوتي _ يرْحمُهُ اللهُ_ في "شرح المُنتهى" (2/580) : { ويُستحبُّ لهُ زيارة قبر النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم ، وقبر صاحبيه رضي الله عنهما ، لحديث الدارقطني ، عن ابن عمر مرفوعاً ( من حجَّ فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي) } . 
قال الإمَامُ البعْلي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في " كَشفُ المُخدَّرات" (1/330) : { وسُنَّ زيَارةُ قبْر النبيِّ صَلى اللهُ عليْهِ وسَلّم ، زَادَهُ شَرَفاً وَكَرَماً ، وَسُنَّ زيَارةُ قبر صَاحبيْهِ رَضيَ اللهُ عَنْهُما } .

تنبيْه : قال ابنُ نصر الله : لازم استحباب زيارة قبره صلى الله عليه وسلّم اسْتحبَاب شدّ الرحال إليْها ، لأنّ زيَارتَه للحاجِّ بَعْد حجّهِ لا تُمْكن بدون شدِّ الرحل ، فهذا كالتصريح باستحباب شدِّ الرجل لزيارته صلى اللهُ عليْهِ وسَلم .

المَسْألة التاسعة : التمسح بقبر النبيِّ صَلى اللهُ عليْهِ وسَلم وتقبيْلُهُ مَكْروهٌ عنْدَ السَّادَةِ الحَنَابلَةِ ، خلافاً للوهَّابيّةِ ، فَهو شرْكٌ ، حتّى قال ابنُ تيْميّة : ( اتَّفقوا عَلى أنَّهُ لا يُقبّلَهُ ولا يَتمسَّحُ بهِ فإنّهُ مِن الشِّرك ، والشركُ لا يغفره اللهُ ولو كان أصغرَ} .

قال الإمَامُ السَّامُري _ يَرْحَمُهُ اللهُ_ في "المُسْتوعِب" (4/274) : { (سئل أحْمَدُ _ رَحمَهُ اللهُ_ عَمّن يَتمسَّحُ بقبر النبي صلى اللهُ عليْهِ وسَلم ؟ فقال : ما أعرف هذا ، أهل العلم كانوا لا يَمسُّونه ويقومون ناحية فيُسلمون وكذا كان ابنُ عُمَر يَفْعل ) فدلَّ على أنّه غيْرُ مُسْتحبٍ بل مَكرُوه } .

قال ابنُ مُفْلح _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في "الفروع" (6/66) : { ولا يُسْتحبُّ تمسُّحُهُ بهِ ، قال في المُستوعِب : بل يُكره} .

قال الإمامُ الحَجَّاوي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في " الإقناع" (2/320) مَعَ شرْحِهِ للبُهوتي : { وَلا يَتمسَّحُ ولا يَمسُّ قبرَ النبي صلى اللهُ عليْهِ وسَلم ولا حائطه ، ولا يُلصق به صَدرَهُ ، ولا يُقبِّلهُ أي : يُكره ذلك } .
قَالَ الإمَامُ البَعْلي _ يَرْحَمُهُ اللهُ _ في "كَشْفُ المُخَدَّرات" (1/330) : [COLOR=red]{ وَلا يَتمسَّح ، ولا يَمسُّ قبْرَ النَبيِّ صلى اللهُ عليْهِ وَسلّم ، ولا حائطَهُ ، ولا يُلْصق صَدْرَهُ ، وَلا يُقبَّلَه ، أي يُكرَهُ } 

المسألة العاشرة 

حكم قراءة القرآن ووصول ثوابه للميت :
قال الإمام أبو بكر المروزي (من تلامذة الإمام أحمد بن حنبل) - انظر كتاب المقصد الأرشد - ما نصه: 
(( سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا دخلتم المقابر فاقرءوا ءاية الكرسي وقل هو الله أحد ثلاث مرات، ثم قولوا: اللهم اجعل فضله لأهل المقابر)).


فيما يخص التلفظ بالنية عند الصلاة فهي عند الحنابلة سنة ....ولكن نجد بن باز يقول بكتبه انها بدعة 


وكذلك حول زيارة المراة للقبر ....فالحنابلة اقرو كراهية ذلك الا اذا علم ان خروجهن لايؤدي الى فتنة او وقوع محرم والا كانت الزيارة محرمة 
ولكن مااعلمه ان زيارة القبور مندوبة للنساء العجائز كما للرجال ان لم تكن زيارتهم تؤدي الى الندب والنياحة والا كانت محرمة.......اما النساء التي يخشى منهن الفتنة فخروجهن للزيارة حرام
هذا الموضوع لبيان براءة المذهب الحنبلى من انتساب الوهابية إليه والذى لطالما تشدق شيوخ الوهابية بإنتسابهم إليه وهو المذهب الوحيد الذى يقومون بتدريسه فى جامعاتهم 
وهم بلاشك لا يتبعون أى مذهب من مذاهب أهل السنة والجماعة فشذوا عن الجماعة التى قال فيها صل الله عليه وسلم 
[ إن الله قد أجار أمتي من أن تجتمع على ضلالة ] .
(إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة ، و يد الله على الجماعة )
(إن الله تعالى : لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله على الجماعة ومن شذ، شذ إلى النار)الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1818
وهذه فتوى للشيخ /محمد ولد الحسن الددو :

أما دعوة اللامذهبية (أو دعوة التنكر للمذاهب) فإنها دعوة محدثة، ولم تكن في العصور السابقة، فلم ينكر أحد من الذين عاصروا أتباع التابعين –عندما قامت المذاهب– وجود هذه المذاهب، ولم ينكر ذلك أي أحد من علماء المسلمين. ولا يمكن إنكاره أصلاً؛ لأن الله جعل من الأمة أقواماً لا يستطيعون التفهم في الدليل مباشرة، ولا يستطيعون الجمع بين الأدلة المتعارضة، ولا يميزون بين الناسخ والمنسوخ، وهؤلاء لابد أن يرجعوا إلى أهل الذكر كما قال الله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، ورجوعهم إلى أهل الذكر هو السؤال عن مذهبهم؛ لأن المذهب معناه طريقة في التعامل مع النصوص يسلكها المجتهد الذي هو أهلٌ لذلك.

وبالنسبة لما نسمعه اليوم من الثورة على المذاهب، وإذا سأل أحد طلبة العلم أو أنصاف المتعلمين عن مذهبه قال: "أنا مذهبي الكتاب والسنة، ولا أعترف بالمذاهب" هذه بمثابة آراء الخوارج التي ظهرت في الزمان الأول، وإن كان الخوارج لا ينكرون التمذهب!! هؤلاء زادوا عليهم في الخروج!! خرجوا أكثر من خروج الخوارج، ولذلك فالبديل عن هذا إذا سئل لا يمكن أن يجده؛ لأنه هو لا يستطيع استنباط أحكام الوضوء، ولا أحكام غسل الجنابة ولا غيرها من النصوص مباشرة، ولا يعرف الفرق بين العام والخاص والمطلق والمقيد، ولو سئل عن ذلك لما استطاع أن يميزه، ومع هذا فإن كثيراً من هؤلاء الذين يدَّعون هذه الدعوى لا يمسكون ألسنتهم، فأي فرع سُئلوا عنه لابد أن يفتوا فيه بوجهة نظر قد تكون أبعد شيء عن الحق ومعارضة للنصوص!!! وقد تكون من أسوأ ما يكون من الفهم في النصوص.
عن محاضرة للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي انقل منها 
بشكل مختصر الاتي :

لى المذهبية سار السلف وكذلك الأمة أكثر من ألف سنة
فالصحابة والتابعون كانوا يرجعون فيما اختلف فيه من المسائل إلى من برز من الصحابة وتفرغ للعلم كعائشة وابن عباس وابن عمر وابن مسعود وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين..
وبالتالي فهي كانت تشكل مذاهب بالنسبة لهم

و بعد ذلك انتهى علم الصحابة والتابعين في المدينة إلى مالك بن أنسوانتهى علم الصحابة والتابعين في العراق إلى الإمام أبي حنيفة رحمه اللهثم جاء الشافعي رحمه الله تلميذ مالك وجاء أحمد رحمه الله تلميذ الشافعي وكانت المذاهب الأربعة واستقرت وتلقتها الأمة وأجمعت عليها
وسارت الأمة إلى عهد قريب على هذه المذاهب ، إلى أن ظهرت دعوات غريبة عن الأمة تدعو إلى عدم الالتزام بها و تدعّي أن بإمكان كل مسلم أن يفهم مباشرة عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وتقول أن هذه الأحاديث والنصوص موجودة بين أيدينا ولا داعي لتقديس هؤلاء الأئمة ،فهم رجال ونحن رجال، فكانت النتيجة أن مزقوا الأمة وفرقوا صفوفها إلى آلآف المذاهب بعد أن كانت مجتمعة على المذاهب الأربعة دولاً وأفراداً وكان التلفيق في الآراء ودخل الهوى في الفتوى0

رابعاً
تساؤل
لو سئل أحدهم صحابي- مثلاً- : أيهما أفضل مذهب ابن عباس-رضي الله عنه- أم مذهب رسول الله ؟لكان هذا السائل أحمقاً ،وذلك لأن ابن عباس قد أخذ عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، ولا يعني إتباع رجل لابن عباس أنه غير متبع للنبي صلى الله عليه و سلم ؟
وقس على ذلك سؤال من يسأل: أيهما أفضل مذهب الشافعي أم مذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكأن الشافعي جاء بدين جديد والعياذ بالله!!

خامســـاً
بالمنطق
لا يمكن أن يكون إنسان غير متمذهب"بلا مذهب" وذلك لأن العامي كلما أشكل عليه نص أو فتوى فإنه سيعود إلى شيخه الذي يدّعي عدم التمذهب ويأخذ بكلامه ، وفي المحصلة فإنه قد تمذهب بمذهب شيخه – دون أن يشعر-، وذلك الشيخ قد جعل لنفسه مذهباً
وإذا كان الأمر كذلك ،فشتان بين مذهب ينسب إلى أحد السلف من الأئمة الأربعة ومذهب ينسب إلى معاصر من الخلف يدعي العلم ولم يصل إلى عشر معشار ما وصلوا إليه.
سادســاً
لمصلحة من ؟؟؟
لمصلحة من يتم تمزيق الأمة وفصلها عن تاريخها ومذاهبها وسلفها ؟
* *في بعض الوثائق في المؤتمرات الأمريكية وعندما رشحت الشريعة الإسلامية كأفضل طريقة لمحاربة الجريمة استنتج الغرب أن الإسلام يوشك أن يتحرك إلى مرحلة التطبيق ، وكان من التوصيات جعل المسلمين فئات يعادي بعضها بعضا، وتأليبهم على بعض وإثارة التناقضات الداخلية في الفكر والعقائد الإسلامية…الخ وقد تكرر ذلك في أكثر من مؤتمر ومجلة أمريكية.

أخيراً..
تمزيق الناس عن المذاهب الأربعة، مصيبة نتيجتها أن يسود الهوى، ويدب الخلاف ويسفـّه الكلُ الكلَّ من المسلمين……..ويصفـّّق الغرب