الاثنين، 19 يناير 2015

مذهب أهل السنة والجماعة فى التبرك بالأنبياء والأولياء

فائدة جلية 871،
في تبرّك الصحابة الكرام الأكابر رضي الله عنهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وبقبره الشريف في المدينة المنورة حيث دفن صلى الله عليه وسلم؛
روى الحاكم في المستدرك وصحّحه عن مروان بن الحكم (وكان من ظلمة حكام بني أمية) أنه أقبل يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر (أي قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم)، فأخذ برقبته (يا لقلة أدب مروان وجهله!!)، قال (أي مروان ينهره): أتدري ما تصنع؟ قال: نعم، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، فقال سيدنا أبو أيوب: جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم آت الحجر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا تبكوا على الدين إذا وَلـيَهُ أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليهُ غيرُ أهله"، يريد أنك يا مروان جاهل جاهل لأنك تنكر التبرك بقبر النبيّ صلى الله عليه وسلم ولستَ أهلاً لما توليته.
ولينظر من شاء تقبيل سيدنا أبي بكر الصديق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، وقول أبي بكر للنبي يخاطبه وهو في البخاري: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً.
ومعنى طبت أنك طيب مبارك في حال حياتك وبعد وفاتك يا رسول الله، ولذلك أقبلك، هذا لسان حال ابي بكر وهذا معنى كلامه.
وفي مسند أحمد عن أم المؤمنين عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فوضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه
وقال: وانبياه واخليلاه واصفياه.

وهذا نداء واستغاثة وتبرك من أبي بكر برسول الله بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ولم ينكر ذلك أحد لا من الصحابة رضي الله عنهم ولا من الأمة بعدهم، فهو إجماع واضح على جواز ذلك واستحسانه.
فثبت أنه من مذهب أهل السنة والجماعة التبرك بالأنبياء والأولياء ولو بعد وفاتهم لأن بركاتهم لم تنقطع ولذلك نحن نقول في كل صلاة: السلام عليك أيها النبيّ ورحمة الله وبركاته، والكاف كاف خطاب؛ ونقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ولا نقول الأحياء فقط، لأن الصالح الميت له بركة ونفع كذلك، وهذا ما يدلّ عليه القرآن الكريم في سورة الكهف حيث نص الله تعالى على انتفاع الغلامين اليتيمين بأبيهما لأنه بنص القرآن كان صالحاً، وكان الولدان يتيمين أي أن أباهما كان متوفى، ولكن مع كون الأب في الأموات إلا أن صلاحه نفع ولديه اليتيمين بعد موته بنص كتاب الله تعالى، فدلّ ذلك على أن الميت الصالح ينفع بعد وفاته، فكيف بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو حيّ في قبره بنص حديث البيهقي: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون" صححه البيهقي وأقره الحافظ ابن حجر في شرح البخاري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق