فبعد القضاء على الشيوعية لم يعد عدو أمامهم سوى الإسلام
******* ********** ***********
الكتاب رحلة في فكر فيلسوف القرن العشرين
تجرد من كل الأهواء، وامتلك الشجاعة لأن يراجع أفكاره ومعتقداته مهما بلغ
العمر منه عتيّا. جارودي كان يبحث عن الحقيقة على مدى نصف قرن ولم يتردد
للحظة في ترك دينه ومذهبه الفلسفي لإعتناق دين آخر عندما كان يتبين له
الخطأ من الصواب
بدأ حياته ملحدا ثم صار مسيحيا حتى أصبح رئيسا
للجمعية الشبان المسيحيين ثم ترك المسيحية عندما ثبت له تناقضها مع العلم
والعقل والمنطق والواقع واختار الشيوعية حتى اصبح عضوا في اللجنه المركزية
في الحزب الشيوعي الفرنسي
ثم نقد الشيوعية بدأ الرجل ينادي بوجود اطراف
حضارية اخرى في الهند وحضارتها وفي مصر والاسلام الحضاري وهنا الف احدى
روائعه وهو كتاب ( حوار الحضارات ) والذي انطلق فيه من ان الغرب عرض حضاري
وان ( عصر النهضة قد هدم حضارات اسمى من حضارة الغرب باعتبار علاقة الانسان
فيها بالطبيعة وبالمجتمع وبالالهي بدل ان يكون (الغرب) ذروة النزعة
الانسانية.. واسترسل فيه ذم الجانب المادي حتى انه وصفها بالحضارة المؤهلة
للانتحار وذكر اسبابه)
هذا كله قبل ان يصل لمرساه الاخير في تلك الرحلة الفكرية المضطربة والى ذروة بحثه النهائي وهو الاسلام فاعتنق الإسلام
في نهاية الكتاب طرح لفكرة جارودي عن الاسلام كحلّ لمأزق البشرية في هذا
العصر. الاسلام كوصفة حضارية نجحت في الماضي ويجب على المسلمين أن يفعلوا
الاسلام اليوم كي ننتشل العالم من وهم التقدم الأجوف.ففي عام 1981 اصدر
الرجل كتابه وعود الاسلام او ما يعد به الاسلام ورأى فيه حلولا لمشاكل
الانسان والحضارة الذي يجعل من الاسلام الاختيار الوحيد امام البشرية
للخروج من المأذق والنجاة من الهلاك الحضاري المحقق .
والرجل دأب يوضح
اسبابه للانتقال الى الاسلام واشار لثلاث اسباب رئيسية بخصوص قدم الرسالة
واصولها الابراهيمية وكذلك بخصوص الغايات والبحث فيها لدى الاسلام والحكمة
والوحي حيث اشار حينها لذلك بكلمة جامعه بالغه وهي ( الايمان عقل بلا حدود )
فجعل الايمان بالتوحيد ذروة العقل ومنتهاه والسبب الثالث هو الاسلام
والعقيده والسياسة وما بينهم.
وذلك كان في لقاء مع جريدة لوموند والذي اختتمه بقوله هذا هو معنى اختيار عقيدة التوحيد وهو في نفس الوقت علم اخلاق العمل.
ويشير الرجل في وعود الاسلام وتلك المرحله الفكرية له الى جوهر الاسلام
وروحه - انفتاح الاسلام وتسامحه ورد زعم انتشاره بالسيف - ثم وحدانية الاله
وتعاليه.
وكرجل عاش ماديا كثيرا لا بد وان ينتبه ويعجب بالصوفية
الاسلامية وسماها ملحمة الايمان وكذلك عقيدة وسياسة الاسلام ثم تطرق
الفيلسوف المسلم في تلك المرحله وهذا الكتاب الى الكثير من التفوق الحضاري
للاسلام وذكر الامثلة التاريخية وكل شئ من هذا القبيل .