الثلاثاء، 21 يناير 2020

التصوف هو أعلى صور الإيمان

((إن الصفات الخلقية والنفسية هي رأس مال الشعوب، وهي المدخرات العظمى التي تصنع الأمم، وتدفع بالركب البشري إلى غايته، ولقد كان التصوف الإسلامي أبداً هو صانع هذه المعجزات، والانتفاضات في التاريخ الإسلامي فالتصوف هو أعلى صور الإيمان في العقيدة الإسلامية، لأنه يرتكز على الشوق والمحبة ويطلق في قلوب أبنائه الشعلة المتوهجة المتطلعة دائماً إلى الله)).
فالتصوف يربِّي الفرد تربية أخلاقية مثالية، وعن طريق تربية الأفراد نصل إلى مجتمع متكامل متكافل.
والصوفية لا يهتمون بكلام هؤلاء الماديين العلمانيين لأنهم في إنجرافهم في تيار المادية المعاصر لم يهاجموا الصوفية فقط، بل تعدوا ذلك إلى كثير من مبادئ الإسلام، حيث أنهم في انسياقهم في تيار المادية ابتعدوا تدريجياً عن روح الإسلام، حتى صاروا غرباء عن الإسلام، أو صار الإسلام غريباً عنهم.
فتمسك الصوفية بهذه الآداب إنما هو تمسك بروح الدين وجوهر العقيدة، وما على الصوفية من بأس أن يكونوا غرباء عن الناس الذين جفوا دينهم، ونظروا إلى الحياة بمنظار مادي خالص.
والصوفية على يقين من أنه لن يخرج الناس من شقائهم الذي هم فيه الآن، إلا بعودتهم إلى معين الروح ونقاء السريرة، وصفاء القلب وغيرها من القيم والمثل التي حرص الصوفية على تربية أبنائهم عليها، وطبعهم بها.
وقد أشار إلى ذلك الدكتور سعد الدين السيد صالح في كتابه : ((مشكلات التصوف المعاصر)) حيث يقول :
((نحن في حاجة إلى التصوف الإسلامي النابع من كتاب الله وسنة رسوله وخصوصاً في هذا العصر المادي الذي يستلزم منا أن نواجهه بفكر مضاد تتغلب فيه مطالب الروح على مطالب البدن.
ونستطيع أن نوجز حاجتنا إلى التصوف فيما يلي:
1-       تغلب الفكر المادي والطابع المادي على حياة الإنسان، وهذه الحالة لا يمكن الخروج منها إلا إذا قابلناها بفكر مكافئ نعطي من خلاله للروح والرقي النفسي والسمو القلبي والضبط السلوكي، والتحكم في الشهوات الأهمية القصوى. وهذا هو طريق التصوف الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يتحكم في شهواته وأهوائه ويطوعها لمطالب دينه.
2-       إن التصوف يعمل على تصفية النفس وتطهيرها من الرذائل، ويدفع الفرد إلى التحلى بمكارم الأخلاق ومجاهدة النفس.
3-       إن تسعين بالمائة من الأمة الإسلامية خلال قرون متعددة لهم صلة بالتصوف وأهله بشكل من الأشكال، إما بالإشتغال فيه، أو بالتلمذة على أهله أو بالصلة بهم أو بالثقة فيهم أو بالانتساب الإسمي لهم أو لمن تتلمذ عليهم، ولا زال التصوف وأهله حتى الآن هم الذين يصلون إلى بيئات ومناطق لا يصل إليها غيرهم.
إن التربية الإسلامية مطلوبة في هذا العصر وتُنادي بها كثير من الاتجاهات الإسلامية، ولاشك أن الصوفية هم أصحاب الخبرة في التربية، كما أن التصوف هو القادر على إيجاد الانسان في كمالاته كلها)) انتهى 
لمطالعة الكتاب أو تحميلة اضغط على عنوان الكتاب في الأسفل :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق