.
- بعد هزيمة التتار في ( عين جالوت ) إنسحبوا لبلاد فارس وفي الفترة دي ومن قبلها بشوية كان في تتار كتير دخلوا الإسلام وبعدها بحوالي 40 سنة جاء ملك تتاري اسمه ’’قازان’’ علي رأس جيش كبير من التتار الفُرس علشان يغزو الشام ويدخل دمشق
.
’’قازان’’ كان داهية وحب يفرق جيش المسلمين المكون من جنود مصرية وشامية فيقوم يعمل ايه ؟؟؟
.
’’قازان’’ أشهر إسلامة وسمي نفسة ’ ( محمود غازان ) وبعت رسالة للخليفة العباسي ( الشرفي ) الموجود فى القاهرة يعلن له أنه سيحارب تحت راية خلافتة !!
.
واستمر ’’محمود غازان’’ بالزحف والتقدم نحو دمشق لغزوها !!
.
وطبعاً جنود التتار أعلنوا دخولهم الإسلام بأمر من قائدهم ’’محمود غازان’’
.
وبالطبع إعلان ’’غازان’’ إسلامه لم يكن سوى حيلة لتشتيت معسكر المسلمين وإضعافه
والتطور المهم والخطير ده آتي ثمارة وإدى إلى إضعاف معنويات المسلمين ، وإلتباس الأمر عليهم
.
فصار كثير من المسلمين يرون أنه لا داعي لمقاومة التتار ما داموا قد أصبحوا مسلمين ، وبأنه لا فرق بين التبعية للمماليك أو التتار خصوصاً وإن ’’محمود غازان’’ بدأ حرب نفسية ودعائية
.
وفضل يبعت جواسيس ينشروا بين جنود الشام ومصر دعاوي حُرمة قتال جنود التتار المسلمين وكان محور كلامهم بيدور حول الحديث الشريف ’: ( إذا إلتقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار )
.
بس يا ريس ، وهزموا المماليك ودخلوا دمشق سنة (١٢٩٩) وإستباحوا المدينة وعاثوا فيها الفساد وعملوا مذبحة عامة !!
.
في الفترة دي مين كان موجود في دمشق ؟
.
- مين ؟
.
- عالم مشهور عمرة 37 سنة أسمه ’’ ابن تيمية ’’
.
ابن تيمية شاف إن جنود المسلمين خارت قواهم وضعفت عزائمهم من حيلة جنود التتار بدخولهم الإسلام !!
.
ابن تيمية أصدر فتوي بوجوب قتال ’’جيش الطاغوت’’ حتي وإن قالوا بالشهادتين ( اللي هما التتار )
.
ابن تيمية أصدر فتوي بـرِدّة جنود جيش التتار ووجوب قتلهم وسماهم ’’ا لفئة الممانعة’’ أو المانعة ( يقصد مانعة لإقامة حدود الله وشعائرة.... صوم , حج ... الخ )
.
وقال ابن تيمية إنهم يقتلون المسلمين ويستبيحون الأعراض والنهب والسلب وينطقون بالشهادتين لخدعة المسلمين وقال كلمته الشهيرة ’’ لو رأيتموني في هذا الجانب ( جانب التتار ) وفوق رأسي المصحف فـاقـتـلوني’’
.
ومن هنا جاءت فتوي تكفير جيوش تنطق بالشهادة : ( فتوي زمانية مرهونة بظرف تاريخي )
.
ومن هنا ظهر مصطلح ’’جند الطاغوت’’ و ’’جيش الرِدّة ’’
.
وبعدها بـ (٤) سنين أنتصر المماليك بقيادة الملك الناصر بأمر الله : ( محمد بن قلاوون ) ومعاهم بن تيمية عليهم في معركة سهل شقحب (١٣٠٣) م
.
- ياااه . . يعني حكاية جيش الرِدة وجند الطاغوت دي كانت علي التتار اللي دخلو دمشق ؟
.
وبنفس هذه الطريقة يجي واحد أفاك ( شيطان ) متطرف من جلدتا ويتكلم بألسنتنا’ وينتزع هذه الفتوي من سياقها الزماني وظرفها التاريخي ويضحك علي ( حمار ) يمشي علي قدمين ويُنزلها علي أي جيش وأقتل وفجر وأدبح يا عم وكله في سبيل الله
.
- ابن تيمية كمان أصدر فتواه الشهيرة بأن المجاهر بالنية يستتاب وأن أصر عليها يقتل
.
والمجاهرة بالنية دي كانت فعل التتار مدّعي الإسلام والجواسيس اللي بيندسوا وسط جيش المسلمين وعاوزين يأكدوا دخولهم الإسلام ( كخدعة وكحرب نفسية ) فينطقو النية للصلاة بصوت جهور وعالي وسط المسلمين
.
- يعني فتوي قتل الذي يُصر علي المجاهرة بالنية كان مقصود بيها التتاري اللي بيجي يصلي وسط جيش المسلمين فبيعلي صوته بالنية علشان يلفت أنظار الناس وكأنه بيقولهم أنا مسلم زيكم ؟
.
ثم يأتي بعد ذلك أحد حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام وينشر الفتوي ( مبتورة ) لوحدها لمجموعة من ( الحمير التي تمشي علي قدمين ) من النوعية اللي لا هتقرأ ولا هتأصل ولا هتتثبت ويقول لهم :
شوفو ابن تيمية الإرهابي .. أصل العنف والتكفير .. إحرقوا كتب ابن تيمية .. أحرقوا كتب التراث .. أبن تيمية بيقولك : لو جارك بيصلي جنبك الجمعة سمعت صوته في النية أقتله .. شوفتوا الإرهاب ؟ .. واطعن بقي وهرتل واشتم في كتب التراث .
.
- انا كده فهمت ليه فتاوي ابن تيمية لما نقرأها النهاردة دون معرفة الحال والسياق العام للحدث التاريخى وقتها تبان أنها فتاوي مجنونة
.
- هل فهمت الآن أنه لا يجـوز إجتزاء النصوص والتدليس علي عقول العوام من الناس بإخفاء الظرف الزماني الشارح والمبّرِر لهذه الفتاوى.
.
وأخيراًهقولها لك : لا تسمع لأى حد ينتزع الخبر من سياق الحال التاريخي الشارح له ويطرح علي عقول العامة في زمان آخر غير زمانه
.
من الذي نشر أفكار بن تيمية مبتورةً في عالمنا الإسلامي ؟
.
آل سعـود وخوارج نجد هم الذين روجوا لهذه الفتاوى في عالمنا الإسلامي ، كما قال رسول الله (ﷺ ) : ❰❰ يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ❱❱ ، وقال (ﷺ ) : ❰❰ يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان ❱❱
.
أعتقد أن النبي (ﷺ) يصف هؤلاء كأنه رأي عين ، والله ما قصرت يا محمد يا بن عبد الله ونحن على ذلك من الشاهديـن
.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يقول : إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الكُفَّارِ ، فَجَعَلُوهَا عَلَى المُؤْمِنِينَ
.
[ فتح الباري وتهذيب الآثار للإمام الطبري ]
.