( الصديق الحقيقي )
الأصحاب هم نكهة الحياة ،وهم دائما معك في كل الأحوال والظروف ،    لا تنتظر منه مصلحة أومقابل ، فالصحبة الحقيقية مبنية على الحب والتضحية ، حتي يتغلغل الصاحب في صاحبه ، وإذا جلست معه تشعر كأنك تجلس مع نفسك ، دون حواجز ، فصاحبك يدلك علي الخير ، ويعينك على الطاعة ، و يعينك علي تجاوز المِحَن والشدائد ،  ويُحسنُ الظن بك عندما  تقدم له الإعتذار عن أي شىء ، وليس كل الأصحاب أوفياء ومخلصون ، يقدمون أنفسهن فداء لك ؟
رجل عمره سبعون سنه ، له ولد شاب ، له أصحاب كثير ودائما يزوروه ، فسأله والده يوما فقال له ، من هؤلاء ياولدي :  فقال هم أصحابي ، فقال له يا ولدي  عمري سبعون سنه ، وليس لي إلا صاحبٌ ونصف ، وكان أمير القرية يَمُر فسمع كلام الشيخ ، وبعد أن عاد الأمير إلي قصره سأل الوزير ، هل هناك نصف صاحب ، فقال الوزير لا أعرف ، فأمر الأمير بإحضار الشيخ ، وسأله ، هل هناك نصف صاحب ، فقال الشيخ نعم ، فقال أين هو ، فقال الرجل إنه يُحَسُ ولايُشاهَد ، فقال له كيف ذالك ، فقال الشيخ أيها الأمير ، أرسل من ينادي في الناس ، أننا غدا سنعدم فلان في الساحة بعد العصر ، ويذكر اسمي ، لأنه سرق من مال الأمير ، فاطلق المنادي ونادي في الناس ، وفي الموعد أخذوا الشيخ إلي الساحة ، وفي الطريق إعترضهم رجل ، فقال لهم لِمَ تمسكون به ، قالوا سرق من بيت الأمير ، فقال خذوا نصف مالي بدلا مما أخذ ، فقالوا لا ، فقال خذوا مالي كله واتركوه ، فقالوا لا ، فنظر إليه وقال يا صاحبي ، أتريد مني شيئا فقال لا ، فقال هل قصرت في حقك قال لا ، واخذوه إلي منصة الإعدام،  فجاء رجل آخر فقال ، مافعل هذا المسكين ، لكي تعدموه ، قالوا سرق من بيت الأمير ، فقال الرجل أنا السارق وهو برئ ، قالوا وجدنا المال في بيته ، قال أنا رَمَيتُه ، قالوا سَتُعدم ، قال أُعدم ولايُعدم هذا المسكين البرئ ،  فأوقف الأمير الإعدام  ، وأخذوا الشيخ  اليه ، فسأله الأمير ، فقال له أخبرني عما حدث ، فقال أيها الأمير ، نصف الصاحب يقدم لك كل شئ إلا نفسه ، وأما الصاحب يقدم نفسه من أجل صاحبه  ؟
فكن أخي صاحبا مخلصا لصاحبك ، ولاتبخل عليه حتي بنفسك ، لتنال العطاء ، الذي وهبه الله لمن تحابوا فيه ، ومن أجله ، 
ينادي سبحانه يوم القيامة فيقول  ( أين المتحابُونَ فِيّ اليوم أُظلَّهُم تحت ظِلي يوم لاظِلَ إلا ظِلِي ) 
رزقني الله وإياكم المحبة الخالصة النافعة الرافعة ، لنكون سوياً يوم القيامة تحت ظل عرش الرحمن  ؟
اني أُحِبُكُم في الله ٠

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق