الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

جماعات الإسلام السياسى وفكر الخوارج

البعض يظن أنه يحتكر الحقيقة , وأنه يمتلك الصواب , وأن رأيه وفهمه هو الحق الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأن ما لايعرفه لا وجود له وأن من يخالفه فى العلم جاهل ومتخلف ومن يخالفه فى الدين كافر أو مشرك أو فاسق ومن يخالفه فى السياسة خائن وعميل يظن الخيرية فى نفسه والشر فى غيره
وأن كل الناس تحتاج إلى برهان لتثبت إيمانها وتحتاج إلى أدلة وقرائن لتثبت وطنيتها حتى يقر لها بذلك
مرض شيطانى ونفس إبليسية
هذا الفهم وهذا الفكر هو مرض إبليسى (شيطانى ) قديم ( أنا خير منه ) حين رفض السجود لآدم ظنا منه أنه أفضل منه فكيف يسجد له ؟ وكيف يسلم وينقاد له وهو الأفضل والأخير والأذكى هذه النفس الإبليسية وهذا المرض الشيطانى داء عضال حينما يصيب الفرد الواحد
فكيف به حينما تبتلى به جماعات وحركات وفصائل من الأمة ؟
السجود لآدم
الفرد المصاب بهذا الداء يحتاج إلى مرشد ومربّى ربانى ليخلصه من هذا الداء ويشفيه من هذا الوباء من مرض الكبر والعجب حتى ( يسجد لآدم )يسلم أن الحق قد يكون على لسان من هو أدنى منه منزلة ومكانة ، والفهم السليم قد يكون عند من هو أقل منه شأنا  يسلم إن علم العليم ( سبحانه وتعالى ) فى كل العالم لم يحتكره أحد ، وأن الله قسم الأرزاق والأخلاق والعقول والفهوم وأن الإنسان يصيب ويخطئ ,ويعلم ويجهل ,وأن العصمة لا تكون إلا لنبى ,وأنه يعرف أشياء ويجهل ملايين الأشياء وأن ليس كل مالا يراه لا وجود له
الجماعات الإسلامية
هذا المرض الذى أصاب جماعات من الأمة الإسلامية واستشرى فيها هذا الداء فأقصت الآخر ورفض أن تسمع للآخرين واتهمت المخالف بالكفر وبالخيانة وقسمت الأمة إلى مؤمن وكافر المؤمن هو وجماعته وشيخه وباقى الأمة أقرب للكفر منهم للإيمان واتهمته بالخيانة والعمالة فكانت النتيجة كما نرى الآن أمة مقسمة متفتتة يكفر بعضها بعضا ويقتل بعضها بعضا 
بسبب جماعات مصابة بهذا المرض الشيطانى تقاتل من أجل الإمارة وقد تتعاون مع الشيطان من أجل الحكم والملك قادها هذا المرض لتكفير علماء المسلمين المخالفين لهم فى السياسة وليس المخالفين لهم فى الدين وتشويه صورتهم وإغتيالهم معنويا وتخوين الوطنيون المخلصون  ونشر الأكاذيب عنهم لتنال من محبة الناس لهم وثقتهم فيهم وتنفق فى سبيل ذلك الملايين وتتعاون مع أعداء الأمة بل وتدفعهم وتستقوى بهم على إخوانهم وتقود حملات إعلامية صحف وقنوات وتنشئ خلايا إرهابية لتقاتل أبناء وطنها ( جيش وشرطة ) من أجل الملك والإمارة .... هذا الفكر هو فكر الخوارج وفهمهم ... هذا الفكر الذى جعل البعض يكفر سيدنا عثمان ويقتله ويكفر سيدنا على ويقاتله ويقاتل الصحابة ,
 وهذا الفكر الآن يستخدمه الغرب كقفاز وكدرع يختبئ خلفه لينال من هذه الأمة ويفتتها ويقضى على جيوشها ويستغل هذا المرض الشيطانى وهذه النفوس اللقسة التى لم تتزكى والمصابة بشبق السلطة وشهوة الإمارة ليقضى على هذه الأمةـ وهى تدرى ودون أن تدرى ـ تنفذ مخططاته ومؤامراته
هذه الجماعات التى شقت صف الأمة ومزقتها من داخلها هى صناعة مخابراتية غربية فكل هذه الجماعات مخترقة من مخابرات الغرب وأمريكا وممولة منها بواسطة وسيط عربى أو وسيط إسلامى
ماذا فعل هذا الفكر فى أفغانستان بعد طرد الروس ألم يحولها إلى دولة تابعة لأمريكا وللغرب ثم تقاتل المجاهدين فيه من أجل الحكم والأمارة تقاتل قلب الدين حكمتيار وعبدالرسول سياف وأحمد شاه مسعود وبن لادن ثم جاءت بعد ذلك حركة طالبان وانتهت أفغنستان كدولة ماذا فعل هذا الفكر فى الصومال إلم يعيدها إلى العصر الحجرى ؟ بعد أن كانت تصدر اللحوم إلى كل دول العالم ، ماذا فعل هذا الفكر فى السودان ؟ ألم يقسمها إلى دولتين حتى الآن والبقية قد تأتى لا قدر الله ؟ ماذا فعل هذا الفكر فى فلسطين ؟ ألم يقسمها إلى وطنيين ( الضفة وغزة )
ماذا فعل ويفعل حتى الآن فى ليبيا إن الآن يحرق الأخضر واليابس فيها , وكذلك فى سوريا
لقد قسم هذا الفكر الأمة وفرق بين أهلها ....وحين هب الشعب المصرى وانتفض وانقض على هذه الجماعات وانحاز له جيشه الوطنى ( الذى جربه الشعب طويلا ووثق فيه فما خان الأمانة أبدا وما نقض العهد ) انتفض الشعب لينجو من مخالب المؤامرة وينقذ وطنه وبدلا من تقوم شعوب الأمة الإسلامية لتدرس التجربة وتستخلص العبر والدروس منها إذا بها كالعادة تتلقى المعلومات والأخبار من القنوات التى تبث من القواعد الأمريكية والبريطانية فى قطر ( الجزيرة) التى تشوه هذه الثورة التى قضت على مؤامراتهم التى انفقوا من أجلها الملايين
لتقسيم الأمة وتقزيمها لتكون الصغيرة قطر دولة كبرى وتعود الدولة العثمانية ـالتى أفقرت الأمة وخلفتها قرونا ـ
تعود إلى زعامتها الموهومة ، لقد آن الآوان لدراسة هذا الفكر وهذه الجماعات حتى لا يكون بأسنا بيننا وحتى لا نقتل بأيدينا وبأسلحتنا . لقد آن الآوان لنعرف ماذا جنت الأمة من الفكر الوهابى ومن الجماعات الإسلامية بداية من الإخوان المسلمين والسلفية الجهادية والعلمية وكذلك كل الجماعات الأخرى وعلاقة هذه الجماعات بالغرب
ومدى اختراق المخابرات الأمريكية والغربية لهذه الجماعات فمثلا ( علاقة الوهابية بالمخابرات البريطانية وكذلك الإخوان المسلمين التى يقيم معظم أفرادها فى بريطانيا بل وكل قادتها لهم جوازات سفر بريطانية وأمريكية وكذلك كل أسرهم بل إن التنظيم الدولى للإخوان المسلمين لا يجتمع إلا فى الغرب ( وإياكم أن تظنوا أن المخابرات الغربية بهذه السذاجة وهذه الطيبة والديمقراطية التى تجعلها تسمح لتنظيم قد يشكل خطر عليها بالإجتماع والإقامة على أراضيها فلو كان عندها مجرد شك أن هذا التنظيم قد يشكل خطرا ولو محتمل ولو فى المستقبل عليها لما تركتهم للحظة واحدة على أراضيها ولا منحتهم جوازات سفر) ثم لنتدبر من مول وساعد تنظيم القاعدة بالمال والسلاح ؟ إنها المخابرات الأمريكية , ومن الذى مول داعش وأمدها بأحدث الأسلحة وقام بتدريب أفرادها ؟ ومن الذى صنع حركة طاليبان ومولها فى أفغانستان
إن مصر التى دافعت عن الأمة وردت عنها التتار والمغول والصليبين هى الآن تدافع عنها ضد مخطط ( الفوضى الخلاقة ) التى بشرت به كونداليزا رايس وهيلارى كلينتون ... لقد كان العدو فى الماضى واضحا لا تخطئ العين رؤيته ومعرفته لكن عدونا غير استراتيجيته وارتدى قناعا عربيا إسلاميا فغم الأمر على البعض والتبس لكن من يقرأ التاريخ جيدا يرى منخلف القناع ( الجماعات الإسلامية) وجه الغرب القمئ الذميم وتحت القفاز (الشعارات الإسلامية ) الأصابع الصهيونية ... وإلا بالله عليكم ليخبرنى أحدكم لماذا طوال هذه السنوات لم يقم هذا الفكر وهذه الجماعات بقتل يهودى واحد؟ أو حتى الذهاب إلى القدس لتحريره
أفيقوا أيها العرب إن ليبيا أكبر مثال لمن أراد أن يعرف الحقيقة تعاون الناتو مع هذه الجماعات الإخوانية السلفية للقضاء على الحاكم الظالم لكن لم يكن الهدف إقامة العدالة والشريعة الإسلامية بل كان الهدف هو شهوة الإمارة وشبق السلطة وكان هدف الغرب هو تقسيم ليبيا وتفتيتها وتسريح جيشها ونفس الأمر يتكرر فى سوريا إنها الفوضى الخلاقة مؤامرة تنفذها جماعات يقتلها شبق السلطة وشهوة الإمارة وهذا الأمر كان سيتكررفى كل وطن لولا حفظ الله لمصر المحروسة كنانة الله فى أرضه
أخى الكريم العاقل إن فهمت مقالتى واستوعبت ما فيها فاشكر الله   وإن اختلفت معى فلا تظن بى السوء ولا تتهمنى فى دينى أو وطنيتى فإن ما كتبت هو رأى سياسى وفهم للواقع واستقراء له واستلهام للتاريخ

أخى الكريم المؤمن إن وجدت فى هذه المقالة خيرا وحقا فهذا فضل الله وإن وجدت غير ذلك فمن نفسى ومن الشيطان والله ورسوله براء من ذلك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق