إشارات العارفين وتلميحاتهم
الجلوس مع الله
يقول الشيخ أبو بكر الشبلي:
(التصوف هو الجلوس مع الله بلا همٍّ)فما معنى الجلوس مع الله؟
أليس الله عزّوجل القائل في حديثه القدسي:
{ أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي }
(1)
الإنسان عندما يذكر الله يكون جليس لله عزّوجل ، وقال الله تعالى:
{ أَنَا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ }
(2)
مادام يذكر الله بأي ذكرٍ فيكون معه الله، وكيف يكون معه؟
معه بتأييده، ومعه بمعونته، ومعه بتوفيقه، ومعه بنصره، ومعه بالإجابة
ومعه بتيسير الأمور، معه بكل هذه المعاني وغيرها.
وليس معية جسمانية كمعيتنا هذه حاشا لله عزّوجل ، ولكن معه بتأييده ونصره
وكل هذه المعاني الإلهية التي تليق به عزّوجل.
إذاً الإنسان الذاكر لله، ويذكر الله الذكر الحقيقي الذي لا ينشغل قلبه أثناءه عن الله، هو الجليس لله عزّوجل ، لكن أنا أذكر الله وقلبي مليء بمشاغل ومشاكل وأحوال الخلق، فهذا قال فيه ﷺ:
{ واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ }
(3)
إذا كان قلب لاه فكيف يذكر الله؟!
لكن من يذكر الله فعلاً لا يكون في قلبه إلا الله، فهذا كما يقولون:
اذكر الله إن نسيت سواه
قل بقلبٍ في الذكر يا ألله
فهذا على الفور جليس الله، ويكون في حضرة الله جل في عُلاه.
[1] بحر الفوائد للكلاباذي، وأحاديث أبي الحسين الكلابي عن أبي مروان الأسلمي رضى الله عنه .
[2] مسند أحمد وابن حبان عن أبي هريرة رضى الله عنه .
[3] جامع الترمذي والحاكم عن أبي هريرة رضى الله عنه .
همسات إيمانية من كتاب
{ إشارات العارفين }
( لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد )
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق