الخميس، 19 أغسطس 2021

صاحب الحُقِّ

 قد تكون صورة لـ ‏نص‏



هل تعرفون قصة "صاحب الحُقِّ" ومن هو ؟ صاحب الحُق رجل لا نعرف اسمه؛ كان في إحدى المعارك مع الفرس وقد عرف أن الغلول حرام، وأن كل ما وجد من مال أو من شيء فعليه أن يسلمه إلى القائد، وكان القائد سعد بن أبى وقاص رضي الله تعالى عنه, وجاء الرجل وسلم حُقًّا (علبةً)، هذه العلبة كانت فيها جوهرة التاج وهي أعلى جوهرة في الأرض تاج كسرى، وما أدراك ما كسرى حينئذ؟! إيوان كسرى كان طوله أكثر من ثمانمائة متر؛ يدخل الداخل من أوله فتأخذه الهيبة، حتى إذا ما وصل إلى عرشه سجدَ له، فما بالكم بتاجه الذي على رأسه وجوهرته! سلَّم الرجل الجوهرة إلى خيمة القائد, فتح سعد هذه العُلبة فوجد فيها تلك الجوهرة النفيسة وتعجب أن يكون أحد من البشر يرى هذا ولا يخفيه, فأمر بإحضار الرجل, فجاء الرجل وهو يقبض على ثيابه بيديه، وتعجب سعد! المفترض أن يدخل فيسلم أو أن يصافح القائد، لكن الرجل كان منشغلاً بثيابه البالية عن مصافحة سعد، فقال له سعد: أبيدك شيء؟! قال: لا إنما أنا أستر عورتي. يخاف أن يترك ثيابه حتى لا تظهر عورته، سلمها للقائد لأنه كان يتذكر الله رب العالمين، ويعلم أن فعله إنما هو جهاد في سبيله، لا من أجل دنيا يصيبها ولا امرأة يتزوجها، ولا أرض يضمها إلى أرضه ولا سلطان يتوخاه ويبتغيه؛ إنما هو جاء من أجل أن يجاهد في سبيل الله؛ لأنه سمع أنه بينه وبين الجنة أن يموت ..

أخرجوا الدنيا من قلوبهم وكان فيهم صاحب الحُق الذي لا يجد ثيابًا يستر بها عورته ويسلم ملايين الجنيهات والدنانير والدراهم إلى القائد لأن هذا المال حرام عليه .. هؤلاء هم الذين فتحوا الأرض وملكوها.
ما الذي حدث لنا وهذا التاريخ معنا وهذا الكنز مازال يُتلى ويحفظ بيننا؟!
حدث أمران: الأمر الأول : أننا قد تركنا الوحي.
والأمر الثاني : أننا قد تركنا الآخرة.
فإذا ما تركنا الوحي وتركنا الآخرة عشنا في متاهة لا نعرف كيف نبدأ ولا كيف نسلك! عشنا في متاهة لا نعرف كيف نقوِّم الأفكار، ولا كيف ننشئ المناهج، ولا كيف نربي أبناءنا، ولا كيف نتفاوض مع عدونا، ولا كيف نسيطر على حالنا ، ولا نعرف شيئًا مطلقًا .. تُهنا .. ضللنا الطريق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق