الجمعة، 6 يونيو 2025

الفرق بين السجود للعبادة والسجود اجلال وتوقير

  الفرق بين السجود على نية العبادة، وبذله لغير الله تعالى شركٌ أكبر، والسجود على نيّة التحية والتشريف، وهذا حرام في شريعتنا كما نص الحديث الصحيح على تحريمه، حلالٌ في شريعة من سبقنا كما سجد سيدنا يعقوب عليه السلام وزوجه وأبنائه لسيدنا يوسف عليه السلام.

‏وأهمية بيان الفرق بين الحالين هو حفظ حرمة المسلمين من إكفارهم ورميهم بالشرك، إذا ارتكبوا محرمًا عن جهالة.
‏وهو ما حرص الإمام الحافظ الذهبي على التنبيه عليه بقوله في المجلد الأول من مُعجم الشيوخ:
‏"ألا ترى الصحابة من فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا : ألا نسجد لك ؟
‏فقال : لا ، فلو أذن لهم لسجدوا له سجود إجلال وتوقير ، لا سجود عبادة ، كما قد سجد إخوة يوسف عليه السلام ، وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به أصلا ، بل يكون عاصيا فليُعَرَّفْ أن هذا منهيٌ عنه".
‏كما نبّه على هذه المسألة في ترجمة الحسن بن الحسن في سير أعلام النبلاء:
‏"من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع فهذا فعل حسنا وسيئا فيُعَلّم برفق، والله غفور رحيم، فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء إلا وهو محب لله ولرسوله، فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق