الجمعة، 14 يونيو 2019

مامعنى صححه لألباني؟!

 خيانة علمية
سياسة علمية خطيرة حيكت لنا تدريجيا حتى نتقبلها ، وكأنها نجحت في ذلك ، قديما من خلال دراستنا في المدارس الشرعية ومن خلال حلقات العلماء كنا نسمع الحديث ونقرأ ان الحديث رواه الشيخان البخاري ومسلم ، أو رواه أهل السنن مثل الترمذي والنسائي… وغيرهم .
بعد ذلك بدأت الخيانة العملية ، وليست طبعا من خلال الصدفة ، بل عن طريق دراسة وتخطيط ، فبدأوا يضعون مع رواة الحديث إضافة للألباني كأن يقولوا : أخرجه البخاري ومسلم وقال الألباني: حديث صحيح .
ولا أعلم ما هي الحاجة للألباني ( رحمه الله ) المعاصر و الذي مات قبل سنوات وهو بشهادته قال عن نفسه إنه لا يحفظ حديثا واحدا بسنده ، بعد ذلك نشّطوا الأمر فبدأوا يقولون أخرجه الترمذي وصححه الألباني ، والكثير من علمائنا في غفلة ، حتى وصل الأمر الآن إلى حذف رواة الحديث نهائيا وتعويض جميع علماء الحديث من أهل السلف الذين أحيوا لياليهم في هذه العلوم وقطعوا المسافات طويلة مشيا ليأخذوا الأحاديث ممن سمعوها وناموا على الطرقات لينتظروا من يحمل حديثا سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذوه ، أفيحق لنا بعد ذلك أن نحذف هؤلاء الرواة الذين كانوا قريبي عهد من النبي صلى الله عليه وسلم وشهدت لهم الأمة بأجمعها بأنهم علماء أتقياء بررة أخيار أفنحذفهم ولا نذكرهم حتى تنساهم الأجيال القادمة ولا تسمع بهم بعد ما بذلوه من جهود جبارة! ثم نعوضهم برجل اختلف العلماء في حاله وأكد أهل الاختصاص ضعفه العلمي، أفننسب أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم اليه ، وننسى أولئك العظماء !!!
. فنذكر الحديث ثم نقول :صححه الألباني ، ضعفه الالباني!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
** مامعنى صححه لألباني؟!
هل كان الحديث قبل الألباني بآسانيد ضعيفة فروى الألباني الحديث بسند صحيح ؟...
أم أن الحديث كان ضعيفا ثم جاء الألباني فأزال الضعف منه ؟.... كأن كان فيه مجهول فبين من هو أو كان فيه انقطاع فوصله..
أم أن الحديث صحيح قبل الألباني ؟ ....فلا معنى عندئذ لقولنا : *(صححه الألباني)* ﻷنه ليس هو من صححه بل المحدثون فلماذا ننسبه إليه فهذا يعتبر عندئذ تلبيس وتدليس.....
طبعا الحالة الأولى متعذرة كون الألباني ليس لديه أي سند أصلا فبمجرد توهمها نحكم على الحديث بالوضع.. للإنقطاع الطويل جدا عبر قرون...
أما الحالة الثانية فمحتملة ولكن وجه احتمالها ضعيف جدا جدا حيث أن المحدثين أغرقوا هذا الجانب وبحثوه بحثا مفصلا ولم يقصروا فيه فلماذا ننسب جهدهم العلمي لغيرهم فهو عندئذ سرقة مذمومة.. ..
أما الحالة الثالثة فهي متعذرة أصلا...
ويبقي السؤال مطروحا ...ما معنى ما نقرؤه اليوم *صححه الألباني* ؟!!!!!...
هل تبقَّى لكلمة صححه الألباني معنى علميا غير الذي ذكرت.؟؟..
**هل ناصر الدين الالباني من علماء الحديث؟
هو من قرأ الحديث وليس من علمائه .
للألباني تناقضات وافرة في كتبه تدل على عدم تمكنه في علم الحديث وأنه ليس من أهل الإختصاص… إنما هو باحث في علم الحديث…. وإنما روج له الإعلام الممول لغرض ضرب مدرسة الحديث… .
هل قرأت كتابه" فتاوى الألباني " ،؟ وحجم المغالطات و البدع الذي فيه .
قال عنه الشيخ عبد الفتاح أبو غده ـ رحمه الله ـ : " الألباني رأس الضلال والبدع ".
وقال عنه الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ـ رحمه الله ـ " لقد أضعت وقتي بنقاش جاهل مثله "
وقال الغماري " الألباني مبتدع ضال " .
وقال الشيخ المحدث محمد عوامه " الألباني مزق الأمة و أضاع السنه " .
محدثو الشام لم يقروا له بأنه محدث لعدم أهليته...عند مراجعة كتبه وجدوه متناقضا في الحكم على الحديث الواحد ولم تتوفر فيه شروط المحدث .
وفى العقائد طامة من الطامات…
تصور أنه يقول أن الله محيط بالعالم بذاته !!
*من هو المحدث ؟*
أجاب عن ذلك الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله في كتابه ( معيد النعم) فيما نقله الإمام السيوطي في التدريب ص6
قال رحمه الله :
( من الناس فرقة ادعت الحديث ، فكان قصارى أمرها النظر في مشارق الأنوار للصاغاني ، فإن ترفعت فإلى مصابيح البغوي ، وظنت أنها بهذا القدر تصل إلى درجة المحدثين !! وماذلك إلا بجهلها بالحديث ، فلو حفظ من ذكرناه هذين الكتابين عن ظهر قلب ، وضم إليهما من المتون مثليهما : لم يكن محدثاً ، ولايصير بذلك محدثاً ، حتى يلج الجمل في سم الخياط !!!!
فإن رامت بلوغ الغاية في الحديث - على زعمها - اشتغلت بجامع الأصول لابن الأثير ، فإن ضمت إليه كتاب علوم الحديث لابن الصلاح ، أو مختصره المسمى بالتقريب للنووي ، ونحو ذلك ، وحينئذ ينادى إلى من انتهى إلى هذا المقام : محدث المحدثين ، وبخاري العصر ! وماناسب هذا الألفاظ الكاذبة ، فإن من ذكرناه لا يعد محدثاً بهذا القدر .
إنما المحدث : من عرف الأسانيد والعلل ، وأسماء الرجال ، والعالي والنازل ، وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون ، وسمع الكتب الستة ، ومسند أحمد بن حنبل ، وسنن البيهقي ، ومعجم الطبراني ، وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثية ، هذا أول درجاته ، فإذا سمع ماذكرناه ، وكتب الطباق ، ودار على الشيوخ ، وتكلم في العلل والوفيات والأسانيد : كان في أول درجات المحدثين ، ثم يزيد الله من يشاء مايشاء ) أ.ه
سألتكم هل الألباني محدث !؟
الجواب لا للأسف ليس محدث و لم يمس هذا المقام و لم يقترب من شاطئ هذا البحر ..
يقول الإمام السبكي في كتابه معيد النعم و مبيد النقم :
(وإنما المحدث من عرف الأسانيد والعلل ، وأسماء الرجال ، والعالي والنازل، وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون ، وسمع الكتب الستة ، ومسند أحمد ، والبيهقي ، ومعجم الطبراني ، وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثية ، هذا أقل درجاته فإذا سمع ما ذكرناه ، وكتب الطباق ، ودار على الشيوخ ، وتكلم في العلل ، والوفيات ، والمسانيد ، كان في أول درجات المحدثين، ثم يزيد الله من يشاء ما شاء)
و نحن نعلم أن الشيخ الألباني رحمه الله لا يتوفر لديه مقدار عشر هذه الشروط بل نعلم أنه لم يدرس الحديث عند أحد و لم يكن له شيخ يدرس عنده بل كان يعتمد على القراءة فقط !!
و هذا الأمر كثيراً ما حذر منه العلماء .. يقول شيخنا محمد حسن هيتو :
( كان الناس في الماضي يتندرون بما وقع من تصحيف، وتحريف ،وسوء فهم لمن أخذ العلم من الكتاب ،دون وجود المعلم أو المرشد ، مما صار حكاية أو طرفة يُتَنَدَّرُ بها في مجالس العلم ، وفي نفس الوقت تكون حكمة ، يُتَوخى بها التأكيد على التلقي السليم للعلم ، بالطرق السليمة)
و هذا الكلام بالعلوم البسيطة فما بالكم بعلم الحديث الذي لا بد للشخص أن يكون له شيخ صاحب إسناد في الرواية إلى رسول الله .. هكذا يكون المحدث بأن يقره شيخه المسند في الحديث .. لا بمجرد القراءة !
استطيع الاكتفاء بذلك كي أثبت أن الألباني ليس محدث .. لكن لن أقف عند هذا الحد بل سأريكم أن الشيخ الألباني صاحب الشهرة الواسعة كان مستواه دون الشهرة التي نالها في الحديث و له شذوذات خطيرة أيضاً ..
و أرجو أن لا يتم النظر للموضوع بشكل عاطفي فنحن نتكلم عن موضوع يخص الشرع يتعلق بسنة رسول الله عليه الصلاة و السلام ..
و سأبين هذا بعدة كتابات
مما يبين لنا مستوى الشيخ الألباني الحقيقي موقفه من الحديث الضعيف ، حيث يمنع الشيخ العمل بالضعيف مطلقاً و يراه مساوي للحديث الموضوع لذلك قام بسبك الضعيف مع الموضوع في سلسلة واحدة !
يقول سامحه الله في مقدمة صحيح الجامع ص 45 :
(( وهذا الذي أدين الله به ، وأدعو الناس إليه، أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقًا، لا في الفضائل ولا في المستحبات، ولا في غيرها.
ذلك لأن الحديث الضعيف، إنما يفيد الظن المرجوح بلا خلاف أعرفه بين العلماء، وإذا كان كذلك فكيف يقال: يجوز العمل به، والله عز وجل قد ذمه في غير ما آية من كتابه العزيز فقال تعالى: ﴿إن الظن لا يغني من الحق شيئًا﴾ (يونس: 36)، وقال: ﴿إن يتبعون إلا الظن﴾ (الأنعام: 116). ))
أولا : لا يصح استشهاد الألباني بهاتين الآيتين لعدة أسباب منها :
الظن المراد بالآيتين هو الظن في الأمر الاعتقادي الذي يقابل العلم و معناه تحريم القول على الله تعالى بغير علم !
ثانياً : لا يحكم على الحديث الضعيف بأنه يفيد الظن المرجوح فالضعيف أنواع ، هناك ما هو خفيف الضعف و هناك متوسط الضعف و هناك التالف شديد الضعف .
ثالثاً : يعتبر هذا الرأي شاذ عن الأمة الإسلامية جميعها ، و بالضرورة عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه الذي يدعي الألباني أنه من مدرسة تنتسب له ، و هذا بشهادة ابن القيم الذي يقول في إعلام الموقعين عند الحديث عن منهج الإمام أحمد بن حنبل :
( الأصل الرابع الأخذ بالمرسل و الحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه و هو الذي رجحه على القياس .. و ليس أحد من الأئمة إلا و هو موافقه على هذا الأصل من حيث الجملة فإنه ما منهم من أحد إلا و قد قدم الحديث الضعيف على القياس )
و هذا ما أكده ابن حزم سابقاً في كتابه ( الإحكام) و في كتابه ( المحلى ) ناقلاً قول الإمام أحمد ضعيف الحديث أحب إلينا من القياس !
إذاً الألباني شاذ برأيه عن الائمة و إن ادعى خلاف ذلك كما سنرى ..
رابعاً : يقول الشيخ المحدث محمد عوامة في كتابه ( أثر الحديث في اختلاف الائمة )
( للعمل بالحديث الضعيف مجال آخر ، هو إذا عرض حديث يحتمل لفظه معنيين دون ترجيح بينهما و ورد حديث ضعيف يرجح أحدهما فحينئذ نأخذ بالمعنى الذي يرجحه هذا الحديث و إن كان ضعيفاً كما نص على ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله في ( تحفة المودود ) ص29 و سبقه إلى ذلك و تبعه آخرون فقد قال الإمام النووي في المجموع ( و الترجيح بالمرسل جائز ) مع أنه يرى ضعف الحديث المرسل كما هو معروف )
ثم قال بعد أن تكلم عن الحديث الضعيف ( خصوصا المرسل ) و مجالات العمل به ذاكرا أقوال العلماء :
( و بهذا يتبين أن للحديث الضعيف قيمة و اعتبار في نظر ائمتنا السالفين كما رأينا ، على خلاف ما يشيعه بعض الناس اليوم إذ أهدروه مطلقاً و ألحقوه بالحديث الموضوع و نظموها في سلسلة واحدة )
واضح أن الإشارة هنا لشذوذ الشيخ الألباني الذي اعتبر الحديث الضعيف و الموضوع في رتبة واحدة .
خامساً
ادعى سامحه الله أن له قدوة بين الائمة فيما فعل فقال :
(( و قدوتي في ذلك الائمة السابقون الذين ألفوا لنا في الصحيح كالبخاري و مسلم و ابن حبان و ابن خزيمة و غيرهم و الذين ألفوا لنا في الضعيفة و الموضوعة أمثال ابن الجوزي و ابن طاهر المقدسي و الشوكاني و سواهم .. ))
الألباني هنا وقع بخطأ فادح لا يقع به صغار طلاب العلم و هذا لأن العلماء الذين أفردوا في الصحيح لم يقولوا لنا لا تعملوا بالضعيف مطلقاً كما قال الألباني !!
و أنا مستغرب كيف لمن يقال عنه أنه ناصر السنة و محدث الديار أن يقول كذلك !!
ابن حبان مثلاً الذي استشهد به الألباني هنا له كتاب ( روضة العقلاء ) فيه الكثير من الضعيف و كذلك الشوكاني احتج بالضعيف كثيراً في ( نيل الأوطار )
أما العلماء الذين أفردوا كتباً في الضعيف و الموضوع لم يقولوا لنا أن الضعيف و الموضوع بمقام واحد و لم يضعوا الضعيف و الموضوع في سلسلة واحدة كضعيفة الألباني !!
طبعا المصيبة الأكبر أن الألباني حكم بالضعف على عشرات الأحاديث الصحيحة كما أن منهجه مع المسكوت عليهم غير سليم !
و هناك المزيد في منشورات قادمة إن شاء الله ..
مرة أخرى أرجو من النقاد إن تواجدوا أن ينقدوا المنشور بشكل علمي بعيداً عن العواطف التي إن لم تتوج بتاج العلم ستكون وبال علينا جميعا ً
التخريج:
( 1) مجموع فتاوى: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - شبكة شباب السنة-.
( 2 ) كتاب (الألباني أخطاؤه وشذوذه ).
(3 ) محاضراته في كلية أصول الدين وكثير من طلبته.
( 4 ) حاشية كتاب ظاهرة الإرجاء ص 660 تأليف الشيخ د. سفر الحوالي.
( 5 ) ثبت مؤلفات الألباني.تأليف: عبد الله بن محمد الشمراني.الناشر: دار ابن الجوزي – الدمام .
..................................................

ننبه بعد اليوم الى عدم الانخداع وراء الآلة الإعلامية الضخمة والتي تروج للألباني لفرض المعوج من آرائه ودعوته وادعاءاته وندعو المسلمين للتوحد ولزوم الجماعة ونبذ الفرقة والتمسك بما قرره أئمة الحديث المعتبرين الثقات والتي أجمعت الأمة على عدالتهم ووفور علمهم وغزارة قريحتهم.
فاحذورا وفقكم الله الدخلاء ولا تعتمدوا على أحكامهم في التصحيح والتضعيف والوضع لأنهم ينطلقون في ذلك بدافع من الهوى.

*انشرها على نية ( الحق أحق أن يتبع ) *
وهذا غيض من فيض طوام الرجل
اللهم اهدنا فيمن هديت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق