السبت، 19 نوفمبر 2011

توسل سيدنا عمر بسيدنا العباس رضى الله عنهما



إن للعلماء الربانيّين قلوبا يستفتونها وإن أفتى المفتون


 قال تعالى ( واتقوا الله ويعلمكم الله )


( عبدا من عبادنا ءاتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) 


ولله در العبد الصالح الذى قال 

الفقه في القلـب نور من لدى الرب      وليس في صحف تتلى لذى حجب
فاستفت قلبك ياذا القلب عن حكـم    في الكون ظاهرة للعين في القـلب
قلـب عن الحق يتلـقى معارفــه      هو الأمام إمام الدينوالقــرب

الكـون نـور لذى قلـب يشاهده     وراح صـفو لمطلوب وذى حـب

 فهم بديع لفضيلة الشيخ الشعراوى لتوسل سيدنا عمر بسيدنا العباس

 رضى الله عنهما 

شاهد واستمع وافتح أذن قلبك ولا تصغى للمشوشين الذين

طمست بصائرهم وغلفت قلوبهم فلم يرزقوا الفهم السليم

لسقم قلبوبهم ومرض نفوسهم 

( ففهمناها سليمان وكلا ءاتينا حكما وعلما )



توسل عمر بالعباس بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فليس 


لأن الرسول قد مات،


بل كان لأجل رعاية حق قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم، 


بدليل قول العباس حين قدمه عمر:


"اللهم إن القوم توجهوا بي إليك لمكاني من نبيك"، فتبين بطلان 


رأي ابن تيمية ومن تبعه من منكري التوسل.


روى هذا الأثر الزبير بن بكار كما قال الحافظ ابن حجر، 


ويستأنس له أيضًا بما رواه الحاكم في المستدرك:


أن عمر رضي الله عنه خطب الناس فقال: "أيها الناس إن رسول 


الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده،




 يعظمه ويفخمه ويبر قسمه، فاقتدوا أيها الناس برسول الله صل


ى الله عليه وسلم في عمه العباس واتخذوه وسيلةً إلى الله


 فيما نزل بكم"،


 فهذا يوضح سبب توسل عمر بالعباس.




يفهم من هذا أن توسل عمر بالعباس كان لرعاية حق قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم


فترك توسل عمر بالنبي في ذلك الموضع ليس فيه دلالة على 


منع التوسل بغير الحي الحاضر،


 فقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا من المباحات


 فهل دل تركه لها على حرمتها؟


 وقد ذكر العلماء في كتب الأصول أن ترك الشىء


لا يدل على منعه.


وقد أراد سيدنا عمر بفعله ذلك أن يبين جواز التوسل بغير النبي 


صلى الله عليه وسلم من أهل الصلاح ممن ترجى بركته،


 ولذا قال الحافظ ابن حجرٍ في فتح الباري


عقب هذه القصة ما نصه:


 "يستفاد من قصة العباس استحباب الاستشفاع بأهل الخير 


والصلاح وأهل بيت النبوة".اهـ.




وبعض المشوشين يقول : أن الحديث المذكور في إسناده


أبو جعفرٍ وهو رجل مجهول، 


وليس كما زعموا بل أبو جعفرٍ هذا هو أبو جعفرٍ الخطمي ثقة.


وكذلك دعوى بعضهم وهو ناصر الدين الألباني أن مراد 


الطبراني بقوله: "والحديث صحيح"


القدر الأصلي وهو ما فعله الرجل الأعمى






 في حياة رسول الله فقط،


وليس مراده ما فعله الرجل أيام عثمان بن عفان بعد وفاة 


الرسول وهذا مردود، لأن علماء المصطلح قالوا:


الحديث يطلق على المرفوع إلى النبي والموقوف على الصحابة
،
أي أن كلام الرسول يسمى حديثًا وقول الصحابي يسمى حديثًا،


 وليس لفظ الحديث مقصورًا على كلام النبي فقط،


وهذا المموه كلامه لا يوافق المقرر في علم المصطلح فلينظر


 من شاء في كتاب تدريب الراوي والإفصاح


 وغيرهما من كتب المصطلح،


 فإن الألباني لم يجره إلى هذه الدعوى إلا شدة تعصبه لهواه 


وعدم مبالاته مخالفة العلماء .


قاله الحافظ تقي الدين السبكي في شفاء السقام:


ليس في توسله بالعباس إنكار للتوسل بالنبي صلى الله عليه 


وسلم أو بالقبر


 وقد روي عن أبي الجوزاء قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا


 فشكوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالت:


 فانظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى 


السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف




ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق. اهـ


فهذا الأثر المروي عن عائشة الذي ذكره السبكي رواه الدارمي 


بإسناد صحيح


وقد ضعف الألباني في مجموع كتابه التوسل كعادته هذا الأثر 


 بتكذيبه الأثر
 كما ذكر ذلك المحدث عبد الله الغماري في كتابه "إرغام 


المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي" 


قال: ضَـعّـف الألباني هذا الأثر الذي رواه الدارمي , , قال 


الدارمي في مسنده:


حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري 


ثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال :


قحط أهل المدينة , الحديث , فقد أخرجه الدارمي تحت ترجمة :


باب ما أكرم الله به نبيه بعد موته واسناده لا بأسه به . اه ,


فقد ضعفه الالباني الاثر بسعيد بن زيد، وهو مردود لأن سعيدا من رجال مسلم


 ووثقه يحيى بن معينإمام الجرح والتعديل ,


 وقال الامام البخاري حدثنا مسلم بن إبراهيم


 ثنا سعيد بن زيد أبو الحسن الصدوق الحافظ


 وقال ابن سعد كان ثقة وقال العجلي بصري ثقة


وقد طعن فيه بعض الناس ولم يضره ذلك .


 راجع تهذيب التهذيب ,


وضَـعّـفَـ الاثر أيضا باختلاط أبي النعمان،


 وهو عارم واسمه محمد بن الفضل السدوسي من رجال البخاري ومسلم


والاربعة أيضا وهو ثقة ثبت تغير في اخر عمره وما ظهر له بعد تغيره


 حديث منكر كما نص على ذلك الحافظ الدارقطني


وأقره الحافظ الذهبي في كتابه الميزان 4: 8 , وهو تضعيف غير صحيح


لأن اختلاط أبي النعمان لم يؤثر في روايته


 قال الدارقطني: تـغـيّـر بآخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة ،


ورد الذهبي قول ابن حبان فيه فقال: لم يقدر ابن حبان أن يسوق حديثا منكرا


 والقول فيه ما قاله الدارقطني.


 وابن تيمية كذّب أثر عائشة ولا عبرة به لجرأته على تكذيب ما يخالف هواه.


 . وعمرو بن مالك النكري قال فيه الذهبي في كتابه الكاشف


 وهو يقول فيه خلاصة ما قيل في الرجل , وثق , وفي الميزان ثقة


. امت أوس بن عبد الله , فهو من رجال البخاري ومسلم .


وهو ثقة كما قال الذهبي في الكاشف وابن حجر في التقريب .


 قال صاحب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح , ما نصه :


 قيل في سبب كشف قبره أنه صلى الله عليه وسلم


 كان يستشفع به عند الجدب فتمطر السماء


 فأمرت عائشة رضي الله عنها بكشف قبره مبالغة في الاستشفاع به


 فلا يبقى بينه وبين السماء حجاب . اه


 قال العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي في شرح عدة الحصن الحصين


, وبالجملة فالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم صاحب الشفاعة العظمى في 


حضوره وغيبته , مما لا توقف فيه .


كما قاله في المصباح , فقول الالباني وهذا سند ضعيف لا تقوم به حجة , فهو باطل .


وكذلك فإن ترك الشىء لا يدل على منعه كما هو مقرر في كتب الأصول


 فترك عمر للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لا دلالة فيه أصلا على منع التوسل 


إلا بالحي الحاضر الذي ادعاه ابن تيمية


 وقد ترك النبي كثيرا من المباحات فهل دل تركه لها على حرمتها؟؟




قال الحافظ ابن حجر في الفتح ما نصه: قال ابن بطال: فعل الرسول إذا تجرد عن 


القرائن ـ وكذا تركه ـ لا يدل على وجوب ولا تحريم. اهـ


 وقد ألف المحدث الشيخ عبد الله الغماري رسالة في هذا الموضوع سماها حسن 


التفهم والدرك لمسألة الترك. فلينظرها من شاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق