السبت، 19 نوفمبر 2016

الفرق بين الشرك الأصغر والأكبر عند الوهابية

أكبر إشكالية تقابل الوهابية وتلزمهم بإلزامات غريبة هو تعريفهم للشرك الاصغر وكيفية التفريق بينه وبين الشرك الاكبر
فعند سؤالهم عن الحلف بغير الله متى يكون شركا أكبر؟
فتكون إجابتهم عندما يكون الاعتقاد في المحلوف به بأنه إلها
وعند سؤالهم عن السجود لغير الله متى يكون شركا؟
فتكون إجابتهم عندما يكون الاعتقاد في المسجود له بأنه إلها
وعن سؤالهم عن الاعتقاد في التولة متى تكون شركا؟؟
فتكون إجابتهم عندما يكون الاعتقاد في التوله أنها تنفع وتضر بدون إذن الله.
ففي كتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب(‏.ولبس الحلقة ونحوها: إن اعتقد لابسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله; فهو مشرك شركا أكبر في توحيد الربوبية; لأنه اعتقد أن مع الله خالقا غيره.
وإن اعتقد أنها سبب، ولكنه ليس مؤثرا بنفسه; فهو مشرك شركا أصغر لأنه لما اعتقد أن ما ليس بسبب سببا; فقد شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله تعالى لم يجعله سببا ‏(
وهنا نلاحظ شيئين:
1- أنهم جعلوا أن الفاصل والمناط المؤثر بين الشرك الاكبر والاصغر هو (الاعتقاد) الذي دائما ما ينكرونه علينا في اشتراطه في الشرك الاكبر.
2- أنهم جعلوا ان مناط الشرك الاكبر هو نفس المناط الذي قلناه في المنشورات السابقه وهو (التأثير دون الله) وجعلهم مناط الشرك الاصغر هو الاعتقاد في الحلقة انها سببا وهي ليست سببا.
فهل يوافق مثلا طوائف الوهابية اليوم على شرح محمد بن عبدالوهاب الفائت ؟؟
ولاحظوا معي هنا أني سأحذف كلمة (الحلقة) وساضع مكانها كلمة (الميت) فهل تتفقون مع هذا النص الاتي؟؟
يقول محمد بن عبدالوهاب ((‏.والاعتقاد في الميت ونحوه : إن اعتقد في الميت أنه مؤثر بنفسه دون الله; فهو مشرك شركا أكبر في توحيد الربوبية; لأنه اعتقد أن مع الله خالقا غيره.
وإن اعتقد أن الميت سبب، ولكنه ليس مؤثرا بنفسه; فهو مشرك شركا أصغر لأنه لما اعتقد أن ما ليس بسبب سببا; فقد شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله تعالى لم يجعله سببا )
فهل يتفق الاخوة الوهابية على هذا؟؟ أنا فقط حذفت (الحلقة) ووضعت (الميت)
**وبالنسبة لكلامهم على ان الشرك الاصغر هو جعل ما ليس سببا سببا فأقول:
أن هذا الضابط ليس بصحيح وعندما التزموا به أتوا بالاعاجيب فمثلا:
سمعت من فترة محاضرة #للحازمي إسمها ((هناك إشكال عندي في مسألة الضابط بين الشرك الأصغر والأكبر)) قال فيها في الدقيقة السادسة أن من أخذ علاج((البانادول)) الذي هو علاج ل((صداع الرأس)) أخذه لعلاج ((عمى البصر مثلا)) فإن هذا من الشرك الأصغر لأنه ((إعتقد ماليس سببا سببا)) ،حتى أحسست أنه يمزح ولكن تبين لي أنه جاد في هذا وأنه ملتزم بمذهبه .
اعتقاد ماليس سببا سببا ليس مناطا لما يسمى بالشرك الاصغر وذلك لاختلاف عقول الناس في الاستدلال ولاختلاف النظريات ونتائجها وغير ذلك
يقول القرافي (( وأما اعتقادهم أن الكواكب تفعل ذلك بقدرة الله تعالى فهذا خطأ ؛ لأنها لا تفعل ذلك ، ولا ربط الله تعالى ذلك بها .... فيكون ذلك الاعتقاد في الكواكب خطأ كما إذا اعتقد طبيب أن الله تعالى أودع في الصبر والسقمونيا عقل البطن وقطع الإسهال فإنه خطأ .))
ملاحظه: الصبر والسقمونيا نوعان من النباتات تسبان الاسهال الشديد وضرب القرافي المثل بهما لبيان أن الاعتقاد الخاطئ فيهما لا علاقة له بالشرك
والله اعلم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق