ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى
أخطا #النجديون_وأتباعهم في فهم هذه الايه الكريمة فظنّوا أن مجرد طلب الوساطة او الشفاعة تعد شركا بغض النظرعن قصد ومعتقد طالب هذه الوساطة والشفاعة, ثم تناقضوا في شكل هذه الوساطة وقالوا لا بأس بالطلب من النبي عليه الصلاه والسلام دعاء الله بالمغفره أو بأي منفعه كالطلب منه كما في حديث الاعمى , ثم تناقضوا في هذا وخصصوا بلادليل وقالوا من طلب هذه الاشياء حال موته صلى الله عليه وسلم فقد أشرك!!! , ولو إلتزموا بمذهبهم لعلموا أنه لو ثبت أن طلب الوساطة او الشفاعة تعد شركا فإنه لا يجوز طلبها لا في الحي ولا في الميت لان الشرك لا يُفرٍّق بين حي وميت.
والمشكلة كلها مبنيه عندهم في فهم هذه الايه فأخذوها كما هي ولم يعرفوا معتقد القائلين بها ففهموها خطأ , بل وكفّروا مخالفيهم ورضي الله عن ابن عمر حين قال عن الخوارج (إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين ).
أولا : هذه الايه نزلت فيمن يعتقدون بأن الملائكة واللات والعزى بنات الله وليسوا رجال صالحين كما يتوهم البعض كما في الايه التي تليها (لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق مايشاء) وقد أشرت الى هذ في المنشورات السابقة بما يكفي.
ثانيا : أنهم عبدوا هذه البنات باعتقاد الوهيتهم ثم تقديم القرابين لها
لأجل أن يشفعوا عند الاله الاب (وهو الله عز وجل)
قال الشوكاني (وبهذا تعلم أن ما يورده المانعون من التوسل بالأنبياء والصلحاء من نحو قوله تعالى ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ونحو قوله تعالى فلا تدعوا مع الله أحدا ونحو قوله تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء ليس بوارد بل هو من الاستدلال على محل النزاع بما هو أجنبي عنه ، فإن قولهم ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى مصرح بأنهم عبدوهم لذلك والمتوسل بالعالم مثلا لم يعبده بل علم أن له مزية عند الله بحمله العلم فتوسل به لذلك)
وقال ابن عطيه (وهذه مقالة شائعة في العرب، يقول كثير منهم في الجاهلية:
"الملائكة بنات الله ونحن نعبدهم ليقربونا")
وقال المسعودي في بيان عقائد العرب (وقد كان صنف من العرب يعبدون الملائكة ويزعمون أنها بنات الله فكان يعبدونها لتشفع لهم إلى الله وهم الذين أخبر الله عز وجل عنهم بقوله تعالى ( وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ ( وقوله تعالى (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى) أهـ
ويقول الطبري ((ويعبدونهم من دون الله ، يقولون لهم : ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله زلفى)) .
قال صاحب التحرير والتنوير ((فقصد إبطال شركهم بإبطال أقواه وهو عدهم في جملة شركائهم شركاء زعموا لهم بنوة لله تعالى ، حيث قالوا " اتخذ الله ولدا " فإن المشركين يزعمون اللات والعزى ومناة بنات الله تعالى أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى… . قال في الكشاف هنالك كانوا يقولون : إن الملائكة وهذه الأصنام يعني هذه الثلاثة بنات الله))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق