الكثير من الأئمة قالوا أن تعريف (الإله) معناه (المعبود).
وهنا تظهر إشكالية لهذا التعريف بكونه ليس جامعا مانعا للإعتبارات التالية:-
1- حين كان الله عز وجل ولم يكن معه شئ في القديم وقبل خلق الخلق ليعبدوه، فإنه كان (إلها) قبل ان يكون (معبودا) ، وهو عز وجل إله تام الألوهية حتى ولو لم يخلق من يعبده .... فمن لوازم هذا التعريف أن الله عز وجل لم يكن إلها قبل أن يخلق من يعبده.
2- كيف يتم تعريف (الإله) بأنه (المعبود) ووضعها في سياق الآية الكريمة (لو كان هؤلاء آلهه ما وردوها) وكما في قوله تعالى (لذهب كل إله بما خلق) وكما في قوله تعالى ( لو كان فيهما آلهه إلا الله لفسدتا) وكما في قوله تعالى (قل لو كان معه آلهه كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا) ، فإذا أزلنا كلمه (آلهه) من الآية الأولى ووضعنا مكانها كلمة (معبودات) لم يكن سياق الآيات متزن المعنى وأيضا في بقية الآيات.
الاله هو من يخلق بقدرته الذاتية استقلالا أو من اعتقد فيه ذلك حصرا ولا علاقة لذلك بوجود العباد ولا عبادتهم إلا من جهة اللزوم باعتقاد الالوهية في من اعتبره العابد إلها في إحدى المعاني ... "واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون" الاله هو من يخلق استقلالا وهنا ينفي الله ذلك عن سواه ويثبتها لذاته العلية بمفهوم المخالفة ... "إذا لذهب كل إله بما خلق" ولذلك استنكر الله أن يكون لغيره قدرة على الخلق والرزق "هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض" وقال "والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء" فنفى عنهم الخالقية وأثبتها لنفسه ... ومرة أخرى يبين ذات المعنى "ذلكم الله ربكم لآ إله إلا هو خالق كل شيئ فاعبدوه وهو علي كل شيئ وكيل" فنفى عن غيره الخالقية واستقل بها ... فدلت الايات على أن الالوهية صفة لله وحده يخلق ما يريد استقلالا وإنما أشرك من أشرك في جعلها في غيره وإلا كان الاستنكار لغوا "أإله مع الله" بعدما ذكر صفة الالوهية وهي القدرة على الخلق استقلالا (ولا اشارة على عبادة العباد البتة لأن أول منازل العبادة هي هذه الحقيقة الكبرى في اعتبار مطلق الخالقية لله وحده على وجه الاستقلال) واسمع ايات الله التي لا تتكلم عن مفهوم العبادة كما نعرفه ... "قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) فالاله هو القادر على فعل ذلك بقدرته استقلالا او من جعل فيه ذلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق