الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

صفة الحياة

 


صفات المعانى السبعة:
هى: القدرة، والحياة، والعلم، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام.
٢ـ الحيــاة:
الحياة هى صفة قديمة ذاتية لله عز وجل، قال تعالى فى إثبات صفة الحياة له عز وجل: (هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ) سورة غافر آية ٦٥ وقال تعالى فى إثبات أنه حى لا يموت: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا) سورة الفرقان آية ٥٨.
تفصيل ذلك أنه تعالى حى قادر، جبار قاهر، لا يعتريه قصور ولا عجز، ولا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يعارضه فناء ولا موت، وأنه ذو الملك والملكوت، والعزة والجبروت، له القدرة والسلطان والقهر، والخلق والأمر، والسموات مطويات بيمينه، والخلائق مقهورون فى قبضته، وأنه المنفرد بالخلق والاختراع، المتوحد بالإيجاد والإبداع، خلق الخلق وأعمالهم، وقدر أرزاقهم وآجالهم، لا يشذ عن قبضته مقدور، ولا يعزب عن قدرته تصاريف الأمور، لا تحصى مقدوراته، ولا تنتهى معلوماته..
أنوار تلك الآيات جلية لأن مفيض الحياة على هذا الكون يفيضها فضلاً منه سبحانه وكرماً، لا لحاجة إليها لغناه المطلق سبحانه عن كل من سواه، وافتقار كل من عداه إليه سبحانه، برهان حق على أن مفيض الحياة هو الحى القيوم، وممد هذا الوجود الممكن بالحياة حى أبدى أزلى، إذ حياة كل رتبة من المراتب بقدرها، فالحياة الممكنة مقيدة بالنسبة لما قامت به ومن قامت به، ومفيض الحياة وممد الكائنات حياته ليس كمثلها شىء، وإنما جعلت الكائنات لتشرق أنوار الحى القيوم على القلوب، فتشهد عيون السر أن ممد الكون بالحياة حى حياة لا تتصورها الخيالات، ولا تدركها عيون البصائر، ولا تحيط بكنهها الأرواح الطاهرة الملكية.
وصفات الله سبحانه وتعالى تُعلم لنا بقدر ما نشهد من معناها المتجلى لا بقدر ما هى عليه فى نفس الأمر، إذ ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى، وما على المؤمن الكامل إلا أن يقول: آمنت بمعانى الصفات كما وردت.
وإذا كان كلام الله الذى نتلوه ليلاً ونهاراً لا يعلم تأويله إلا الله سبحانه وقد تعبدنا به سبحانه وتعالى، فكيف يمكن لعيون السريرة وإن أشرقت بكمال التوحيد أو لعيون الروح وإن واجهت وجه العلى الكريم أن تدرك معنى من الصفات وقد قال تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ) سورة آل عمران آية ٧ وهو كلام متلو مقروء، وقال تعالى مخبراً عن أحبابه المقربين: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) سورة آل عمران آية ٧ فاللهم أشهد أنى بحول منك وقوة عقدتُ قلبى على أنك حى أبدى بما أشهدتنى من فيض الحياة التى تفضلت بها علّى وعلى كل موجود، وأنى أعتقد حق الاعتقاد أن صفاتك سبحانك لا يعلمها علماً حقيقياً على ما هى عليه فى نفس الأمر إلا أنت سبحانك، وأعوذ بك اللهم من غفلة تجعلنى أبحث بقوة فكرى أو بعيون سرى عن دليل يثبت صفة من صفاتك، بعد أن أَثْبَتَّ ذلك بكلامك المقدس، وأظهرت لعيون السر من آثار قدرتك ومعانى تجليات صفاتك، فأعنِّى اللهم على العمل بما عَلّمْتنى لينكشف لى علم ما لم أعلم، أنك مجيب الدعاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق