صور من التبرك عند الصحابة الكرام :
عن صفية بنت مجزأة أن أبا محذورة كانت له قصة في مقدم رأسه إذا قعد أرسلها فتبلغ الأرض فقالوا له : ألا تحلقها ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح عليها بيده فلم أكن لأحلقها حتى أموت
رواه الطبراني وفيه أيوب بن ثابت المكي ، قال أبو حاتم : لا يُحمد حديثه ، كذا في مجمع الزوائد (ج5 ص165
-
وعن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جده قال : قلت : يا رسول الله ! علمني سنة الأذان ، قال فمسح مقدم رأسي قال : تقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ترفع بها صوتك) الحديث ..
وفي رواية : فكان أبو محذورة لا يجز ناصيته ولا يفرقها لأن النبي صلى الله عليه وسلم مسح عليها . أخرجه البيهقي والدارقطني وأحمد وابن حبان والنسائي بمعناه
-------
التبرك بموضع لامسه فم النبي صلى الله عليه وسلم:
روى الإمام أحمد وغيره عن أنس – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم وفي البيت قربة معلقة فشرب من فيها – أي من فم القربة – وهو نائم قال أنس : فقطعت أم سليم فم القربة فهو عندنا .
والمعنى : أن أم سليم قطعت فم القربة الذي هو موضع شربه صلى الله عليه وسلم واحتفظت به في بيتها للتبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم .
ورواه الطبراني وفيه البراء بن زيد ولم يضعفه أحمد وبقية رجاله رجال الصحيح
-------
التبرك بعرقــه صلى الله عليه وسلم:
ورد أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلموسلم نطعا فيقيل عندها على ذلك النطع، قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره، فجمعته في قارورة ثم جمعته في سك وهو نائم، قال أي الراوي عن أنس: فلما حضر أنسَ بن مالك الوفاُة أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك قال: فجعل في نوطه. رواه البخاري في صحيحه .
عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتيت، فقيل لها: هذا النبي صلى الله عليه وسلم نام في بيتك على فراشك، قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ، ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تصنعين يا أم سليم؟ فقالت يا رسول الله: نرجو بركته لصبياننا، قال: أصبت .
رواه الإمام مسلم في صحيحه في باب طيب عرقه صلى الله عليه وسلموالتبرك به .
وفي بعض طرق حديث أنس : وهو أطيب الطيب . فتح الباري ج ٦ ص ٥٧٣
عن ابن سعد أنه لما قال صلى الله عليه وسلم لأم سليم: ما تصنعين ؟ قالت له: آخذ هذه البركة التي تخرج منك.
سير أعلام النبلاء للإمام الذهبى ج 24 .
أخرج أبو يعلى والطبراني من حديث أبي هريرة في قصة الذي استعان به صلى الله عليه وسلم على تجهيز ابنته فلم يكن عنده شيء ، فاستدعى بقارورة فسلت له فيها من عرقه ، وقال له: مرها فلتطيب به ، فكانت إذا تطيبت به شم أهل المدينة رائحة ذلك الطيب فسموا بيت المطيبين . فتح الباري ج ٦ ص ٥٧٣ , إقناع المؤمنين بتبرك الصالحين .
وسلت بمعنى أزال كما في (المصباح)
-------
محافظة الخلفاء الراشدين على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم:
روى الإمام البخاري بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : اتخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتماً من ورق وكان في يده ثم كان بعد في يد أبي بكر ثم كان بعد في يد عثمان حتى وقع بعد في بئر أريس نقشه محمد رسول الله .
رواه البخاري في الصحيح في كتاب اللباس باب خاتم الفضة ، قال الحافظ ابن حجر : جاء في رواية النسائي : أنه التمس فلم يوجد ، وجاء في رواية ابن سعد : أنه كان في يد عثمان ست سنين . ـ فتح الباري ج10 ص313
قال العيني : وبئر أريس حديقة بقرب مسجد قباء . اهـ عمدة القاري (ج22 ص31)
قلت: وهذه البئر صارت معروفة اليوم ببئر الخاتم وهو خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي سقط فيها أيام خلافة عثمان وقد اجتهد ثلاثة أيام في استخراجه بكا ما وجد سبيلاً فلم يلقه . أنظر المغانم المطابة في معالم طابة للفيروز آبادي ص26 .
-------
محافظة الخلفاء الراشدين على حربة كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم :
روى الإمام البخاري بسنده إلى الزبير رضي الله تعالى عنه قال : لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه وهو يكنى أبا ذات الكرش فقال : أنا أبو ذات الكرش فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات ، قال هشام : فأخبرت أن الزبير قال : لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفاها ، قال عروة : فسأله إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه إياها ، فلما قبض أبو بكر سأله إياها عمر ، فأعطاه إياها ، فلما قبض عمر أخذها ، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها ، فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي فطلبها عبد الله ابن الزبير ، فكانت عنده حتى قتل .
رواه البخاري في كتاب المغازي باب شهود الملائكة بدراً ، وقوله فحملت عليه بالعنزة . العنزة بفتح النون هي كالحربة ، وقال بعضهم : هي شبه العكاز .
وحاصل القصة هو أن الزبير قتل عبيدة بن سعيد بن العاص يوم بدر طعنه في عينه بالعنزة فمات ، ثم طلب النبي منه تلك العنزة عارية فأعطاه ، فلما قبض صلى الله عليه وسلم أخذها الزبير ثم طلبها أبو بكر من الزبير عارية فأعطاه وبقيت عنده إلى أن مات ثم رجعت إلى الزبير صاحبها الأول ثم طلبها عمر من الزبير فأعطاه وبقيت عنده مدة حياته ثم رجعت إلى الزبير صاحبها الأول ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها فلما قتل عثمان وقعت عند عليّ فطلبها الزبير صاحبها الأول فكانت عنده حتى قتل. انظر : الفتح ج7 ص314 ، وعمدة القاري ج17 ص107 .
-------
سيدنا عبد الله بن عمر يتبرك بالأماكن التي صلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
بوب البخاري في صحيحه بابا بعنوان :باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم وأورد تحته حديث
عن موسى بن عقبة قال رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها ويحدث أن أباه كان يصلي فيها وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الأمكنة وحدثني نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي في تلك الأمكنة وسألت سالما فلا أعلمه إلا وافق نافعا في الأمكنة كلها إلا أنهما اختلفا في مسجد بشرف الروحاء
قال الحافظ بن حجر العسقلاني :
..... ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن ، وتشدده في الاتباع مشهور ، ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا : قد صلى فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض ، فإنما هلك أهل الكتاب ; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا ; لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجبا ، وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر ، وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى ذلك فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين . فتح الباري بشرح صحيح البخاري (ج1 / 676)
-------
النبي صلى الله عليه وسلم يقسم شعره بين الناس :
روى مسلم من حديث أنس :أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى منى فأتى الجمرة فرماها ، ثم أتى منزله بمنى ونحر ، وقال للحلاق : خذ ، وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر ، ثم جعل يعطيه الناس .
وروى الترمذي من حديث أنس أيضاً قال : (لما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة نحر نسكه ثم ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه ، فأعطاه أبا طلحة ، ثم ناوله شقه الأيسر فحلقه ، فقال : اقسم بين الناس) .
ثم ظاهر رواية الترمذي : أن الشعر الذي أمر أبا طلحة بقسمته بين الناس هو شعر الشق الأيسر ، وهكذا رواية مسلم من طريق ابن عيينة ، وأما رواية حفص بن غياث وعبد الأعلى ففيهما : أن الشق الذي قسمه بين الناس هو الأيمن وكلا الروايتين عند مسلم .
توزيع شعره صلى الله عليه وسلم شعرة شعرة :
وقد جاء في رواية حفص عند مسلم أيضاً بلفظ : (فبدأ بالشق الأيمن فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس ، ثم قال بالأيسر فصنع به مثل ذلك .
وقال أبو بكر في روايته عن حفص : (قال للحلاق : هاء ، وأشار بيده إلى الجانب الأيمن هكذا ، فقسم شعره بين من يليه ، قال : ثم أشار إشارة إلى الحلاق إلى الجانب الأيسر فحلقه فأعطاه أم سليم
الناس يتهافتون على شعره صلى الله عليه وسلم :
وفي رواية أحمد في المسند ما يقتضي أنه أرسل شعر الشق الأيمن مع أنس إلى أمه – أم سليم – امرأة أبي طلحة – فإنه قال فيها : (لما حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه بمنى أخذ شق رأسه الأيمن بيده ، فلما فرغ ناولني فقال : ياأنس! انطلق بهذا إلى أم سليم ، قال فلما رأى الناس ما خصنا به تنافسوا في الشق الآخر ، هذا يأخذ الشيء وهذا يأخذ الشيء .
-------
تبرك زاهر بالنبى صلى الله عليه وسلم :
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : زاهر باديتنا ونحن حاضرته وكان صلى الله عليه وسلم يحبه فمشى صلى الله عليه وسلم يوماً إلى السوق فوجده قائماً فجاء من قبل ظهره وضمه بيده إلى صدره فأحس زاهر بأنه رسول الله , قال : فجعلت أمسح ظهري في صدره رجاء بركته .
وفي رواية الترمذي في الشمائل : فاحتضنه من خلفه ولا يبصره فقال : أرسلني ، من هذا ؟
فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من يشتري العبد ، فقال له زاهر : يارسول الله ! إذا تجدني كاسداً ، فقال صلى الله عليه وسلم : أنت عند الله غال .
وفي رواية للترمذي أيضاً : لكن عند الله لست بكاسد أو قال : أنت عند الله غال . المواهب اللدنية ج1 ص297
-------
التبرك بدم النبي صلى الله عليه وسلم :
خبر عبد الله بن الزبير :
عن عامر بن عبد الله بن الزبير – رضي الله عنهما – أن أباه حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم ، فلما فرغ قال : يا عبدالله ! اذهب بهذا الدم فاهرقه حيث لا يراك أحد ، فلما برز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل إلى الدم فشربه ، فلما رجع قال : يا عبد الله !
ما صنعت بالدم ؟ قال : جعلته في أخفى مكان علمت أنه يخفى عن الناس ، قال : لعلك شربته ؟ قال : نعم ، فقال صلى الله عليه وسلم : ولم شربت الدم ؟ ويل للناس منك وويل لك من الناس
قال أبو موسى : قال أبو عاصم : فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم
الإصابة (ج2 ص310) . وأخرجه الحاكم (ج3 ص554) والطبراني نحوه ، قال الهيثمي (ج8 ص270): رواه الطبراني والبزار باختصار ، ورجال البزار رجال الصحيح غير هنيد بن القاسم وهو ثقة انتهى وأخرجه أيضاً ابن عساكر نحوه كما في الكنز (ج7 ص57) مع ذكر قول أبي عاصم،
وفي رواية : قال أبو سلمة : فيرون أن القوة التي كانت في ابن الزبير رضي الله عنهما من قوة دم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عن كيسان مولى عبد الله ابن الزبير – رضي الله عنهما – قال : دخل سلمان – رضي الله عنه – على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا عبد الله بن الزبير معه طست يشرب ما فيها ، فدخل عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : فرغت ؟ قال : نعم ، قال سلمان : ما ذاك يا رسول الله ؟
قال : أعطيته غسالة محاجمي يهريق ما فيها ، قال سلمان : ذاك شربه والذي بعثك بالحق ، قال : شربته ؟ قال : نعم ، قال : لم ؟ قال : أحببت أن يكون دم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوفي ، فقام وربت بيده على رأس ابن الزبير ، وقال : ويل لك من الناس وويل للناس منك ، لا تمسك النار إلا قسم اليمين
أبي نعيم في الحلية (ج1 ص33) , وأخرجه ابن عساكر عن سلمان نحوه مختصراً ، ورجاله ثقات ، كذا في الكنـز (ج7 ص56) ، وروى نحوه الدارقطني في سننه .
وفي رواية أن ابن الزبير لما شرب دم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم : فما حملك على ذلك ؟ قال : علمت أن دمك لا تصيبه نار جهنم فشربته لذلك ، فقال : ويل لك من الناس .
وعند الدارقطني من حديث أسماء بنت أبي بكر نحوه وفيه: ولا تمسك النار , وفي كتاب الجوهر المكنون في ذكر القبائل والبطون أنه لما شرب أي عبد الله بن الزبير دمه تضوع فمه مسكاً وبقيت رائحته موجودة في فمه إلى أن صلب رضي الله عنه .
-
خبر سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم :
عن سفينة – رضي الله عنه – قال : احتجم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس ، فتغيبت فشربته ، ثم ذكرت ذلك له فضحك
أخرجه الطبراني , وقال الهيثمي (ج8 ص280) : رجال الطبراني ثقات .
-
خبر مالك بن سنان :
وفي سنن سعيد بن منصور من طريق عمرو بن السائب أنه بلغه أن مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري لما جرح النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه الشريف يوم أحد مص جرحه حتى أنقاه ولاح – أي ظهر – محل الجرح بعد المص أبيض ، فقال له صلى الله عليه وسلم : مجه ، فقال : ولا أمجه أبداً ، ثم ازدرده – أي ابتلعه – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فاستشهد بأحد " .
ورواه الطبراني أيضاً ، وفيه: قال صلى الله عليه وسلم : " من خالط دمي دمه لا تمسه النار " .
وروى سعيد بن منصور أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم قال : " من سره أن ينظر إلى رجل خالط دمي دمه فلينظر إلى مالك بن سنان " .
-
حجام آخر يشرب دمه صلى الله عليه وسلم :
روى ابن حبان في الضعفاء عن ابن عباس قال : حجم النبي صلى الله عليه وسلم غلام لبعض قريش فلما فرغ من حجامته أخذ الدم فذهب به من وراء الحائط فنظر يميناً وشمالاً فلم ير أحداً فحسا دمه حتى فرغ ثم أقبل فنظر في وجهه فقال : ويحك ما صنعت بالدم ؟ قلت : غيبته من وراء الحائط ، قال : أين غيبته ؟ قلت : يا رسول الله ! نفست على دمك أن أهريقه في الأرض فهو في بطني ، فقال : اذهب فقد أحرزت نفسك من النار
ذكره الحافظ القسطلاني في المواهب اللدنية
-------
التبرك بمنبر النبى صلى الله عليه وسلم :
قال القاضى عياض : روى ان ابن عمر رضى الله عنهما واضعا يده على مقعد النبى صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم وضعها على وجهه .
عن أبى قسيط والعتبى كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا المسجد حبسوا رمانة المنبر التى تلى القبر بميامينهم ثم يستقبلون القبلة ويدعون
الشفا للقاضى عياض , قال الملأ على قارى شارح الشفا رواه ابن سعد عن عبدالرحمن ابن عيد القارى ج 2 ص 518 ..
قال الإمام الذهبى : وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي ، صلى الله عليه وسلم، ويمس الحجرة النبوية ، فقال: لا أرى بذلك بأسا , أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع . سير أعلام النبلاء ج 11 ص 212 في ترجمة أحمد بن حنبل .
-------
التبرك بماء وضوئه صلى الله عليه وسلم :
عن عون بن أبي جحيفة أن أباه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالا أخرج وَضوءً فرأيت الناس يبتدرون ذلك الوَضوءَ، فمن أصاب منه شيئا تمسح به، ومن لم يصب منه أخذ من بلل يد صاحبه، ثم رأيت بلالا أخرج عَنَزة فركزها، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء مشمرا فصلى إلى العَنَزَة بالناس ركعتين، ورأيت الناس والدواب يمرون بين يدي العنزة . رواه الإمام مسلم في صحيحه , مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للإمام محمد التبريزي ج2 , نور الدين علي بن محمد الهروي/الملا علي القاري .
عن جابر رضي الله عنه قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض لا أعقل فتوضأ وصب عليّ من وضوئه فعقلت
رواه البخاري ومسلم والنسائي
وفي رواية لمسلم أن جابرا قال: عادني النبي صلى الله عليه وسلموأبو بكر في بني سلمة يمشيان فوجدني لا أعقل، في هذا – فدعا بماء فتوضأ ثم رش عليّ منه فأفقت .
قال النووي في شرحه للحديث : التبرك بآثار الصالحين، وفضل طعامهم وشرابهم ونحوهما، وهذا يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم صب من الماء الباقي في الإناء أو من الماء الملاقي أعضاءه صلى الله عليه وسلم في الوضوء . النووي في شرحه للحديث : ج ١١ ص
وروى النسائي في قصة زواج علي بن أبي طالب وفاطمة أنه صلى الله عليه وسلم توضأ بماء ثم أفرغه على علي بن أبي طالب، فقال : اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في شبلهما. يعني ولدهما لأن الشبل بكسر الشين ولد الأسد إذا أدرك الصيد
رواه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) ص ٩٧ وابن السنيّ في ((عمل اليوم والليلة))ص ٢٨٦ .
وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة. والزر بكسر الزاي وتشديد الراء الذي يوضع في القميص وجمعه أزرار
رواه البخاري في باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم ومسلم , افناع المؤمنين بتبرك الصالحين للشيخ عثمان بن عمر بن داود الشافعى
-------
التبرك بالماء المتفجر من بين أصابعه الكريمة صلى الله عليه وسلم :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قد رأيتني مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد حضرت العصر وليس معنا ماء غير فضلة، فجعل في إناء فأتي النبي صلى الله عليه وسلم به فأدخل يده فيه وفرج أصابعه ثم قال: حي على أهل الوضوء، البركة من الله ، فلقد رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه فتوضأ الناس وشربوا، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه فعلمت أنه بركة، قال سالم بن أبي الجعد: قلت لجابر: كم كنتم يومئذ قال: ألفا وأربعمائة . أخرج البخاري في باب شرب البركة والماء المبارك .
قال الحافظ في (الفتح): وقوله لا آلو- أي لا أقصر – والمراد أنه جعل يستكثر من شربه من ذلك الماء لأجل البركة . وفي رواية حي على الوضوء بإسقاط لفظ أهل، وهي أصوب. قال ابن بطال: يؤخذ منه أنه لا سرف ولا شره في الطعام أو الشراب الذي تظهر فيه البركة بالمعجزة بل يستحب الاستكثار منه
الحافظ في ((الفتح)) ج ١٠ ص ١٠٢ , افناع المؤمنين بتبرك الصالحين للشيخ عثمان بن عمر بن داود الشافعى
-------
تبرك الصحابة بتراب قبر النبى صلى الله عليه وسلم :
لما حضرت الوفاة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لابنه عبد الله : انطلق إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فقل : يقرأ عليك عمر السلام ، ولا تقل : أمير المؤمنين ، فإني لست اليوم بأمير المؤمنين ، وقل : يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه ، قال : فاستأذن وسلم ، ثم دخل عليها وهي تبكي ، فقال : يقرأ عليك عمر السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه ، فقالت : كنت أريده لنفسي ولأوثرنه اليوم على نفسي فلما أقبل قيل : هذا عبد الله بن عمر قد جاء ، فقال : ارفعوني فأسنده رجل إليه ، فقال : ما لديك ؟ قال : الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت ، فقال الحمد لله ما كان شيء أهم إليَّ من ذلك ، فإذا أنا قبضت فاحملوني ، ثم سلم وقل : يستأذن عمر فإن أذنت لي فأدخلوني ، وإن ردتني فردوني إلى مقابر المسلمين . أخرجه بطوله البخاري في كتاب الجنائز .
جاء فى كتاب ( العلل والسؤلات ) لعبد الله بن أحمد بن حنبل ، سألت أبى عن الرجل يمس قبر النبى صلى الله عليه وسلم يتبرك بمسه وتقبيله ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب الله تعالى ، فقال : لا بأس به
روى أن ابن عساكر فى تحفته قال الإمام على رضى الله عنه : لما رمس رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت فاطمة رضى الله عنها فوقفت على قبره صلى الله عليه وسلم وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعت على عينيها وبكت وأنشدت تقول:
ماذا على من شم تربة أحمد ألا يشم مدى الزمان العواليا
( وفاء الوفاء ) للعلامة السمهودى ص : 405
عن أبي الدرداء قال : إنّ بلالاً مؤذّن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في منامه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول : ما هذه الجفوة يا بلال ؟ أما آن لك أن تزورني يا بلال ؟ فانتبه حزينا وجلاً خائفاً, فركب راحلته وقصد المدينة, فأتى قبر النبي صلى الله عليه وآله) فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه، فأقبل الحسن والحسين -رضي الله عنهما- ( فجعل يضمّهما ويقبّلهما)
اخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق : 7 / 137 رقم 493 , ابن الأثير في أسد الغابة1 / 244 رقم 493 , إرشاد السارى ص 408 , المقدسي في تهذيب الكمال : 4 / 289 رقم 782, وغيرهم .
عن علي رضى الله عنه قال : قدم علينا اعرابي بعدما دفنّا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثلاثة أيّام, فرمى بنفسه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحثا من ترابه على رأسه وقال : يا رسول الله قلتَ فسمعنا قولك, ووعيت عن الله سبحانه فوعينا عنك, وكان فيما أنزل عليك : (( وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم جَاءُوكَ )) النساء:64.
وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي . فنودي من القبر : قد غفر لك. الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية , محمد بن علي المكي/ابن علان الصديقي ج3 ص 27 , النطق المفهوم من أهل الصمت المعلوم ,عمر بن أيوب التركماني ص 136, شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق للنبهانى ص 120
فقد أن أبا أيوب الأنصاري وضع وجهه على قبر رسول الله فمر مروان بن الحكم فقال: ما يصنع هذا؟! فالتفت أبو أيوب رضي الله عنه فعرفه مروان ومضى، فقال أبو أيوب: ( إني لم ءات الحجر إنما أتيت رسول الله، إني سمعت رسول الله يقول: لا تبكوا على الإسلام إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله )
رواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي عليه (على تصحيحه)
تفسير كلام أبي أيوب رضي الله عنه أنما وضع أبي أيوب وجهه على قبر رسول الله إنما هو للتبرك برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالحجر الذي وضع عليه وجهه (حجر القبر الذي وضع عليه وجهه) ليس مقصودا بالذات إنما المقصود بالذات التبرك برسول الله .
هذا الحديث في مستدرك الحاكم صححه الحاكم والذهبي وافقه على التصحيح، فليس من الشرك في شىء ليس من الوثنية في شىء مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر غيره من أنبياء الله وأولياء الله، ليس من الشرك في شىء فمن جعل ذلك شركا فهو غالط.
وكذلك سيدنا أحمد بن حنبل أجاز التمسح برمانة النبي ومنبره للتبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم
كما في كتاب العلل ومعرفة الرجال.
-
وكذلك يجيز التوسل بالنبي والصالحين، فها هو رضي الله عنه يقول في منسكه الذي كتبه للمروذي: إنه يتوسل بالنبي في دعائه يعني أن المستسقي يسن له في استسقائه أن يتوسل بالنبي’
وهذا سيدنا عبد الله بن عمر يتوسل بالنبي عندما خدرت رجله فنادى “يا محمد” فنشط من عقال أي شفي في الحال .
رواه البخاري في الأدب المفرد وغيره
-------
تبرك أبو أيوب الأنصاري بقبر النبي صلى الله عليه وسلم :
اعلم أن التبرك بقبر النبي عليه الصلاة والسلام جائز لا خلاف فيه عند أهل الحق.
فقد روي في مستدرك الحاكم بالإسناد الصحيح صححه الحاكم ووافقه الذهبي عليه (على تصحيحه): أن أبا أيوب الأنصاري وضع وجهه على قبر رسول الله فمر مروان بن الحكم فقال: ما يصنع هذا؟! فالتفت أبو أيوب رضي الله عنه فعرفه مروان ومضى، فقال أبو أيوب: (إني لم ءات الحجر إنما أتيت رسول الله، إني سمعت رسول الله يقول: لا تبكوا على الإسلام إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله) .
تفسير كلام أبي أيوب رضي الله عنه أنما وضع أبي أيوب وجهه على قبر رسول الله إنما هو للتبرك برسول الله صلى الله عليه وسلم، فالحجر الذي وضع عليه وجهه (حجر القبر الذي وضع عليه وجهه) ليس مقصودا بالذات إنما المقصود بالذات التبرك برسول الله،
هذا الحديث في مستدرك الحاكم صححه الحاكم والذهبي وافقه على التصحيح، فليس من الشرك في شىء ليس من الوثنية في شىء مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر غيره من أنبياء الله وأولياء الله، ليس من الشرك في شىء فمن جعل ذلك شركا فهو غالط.
وكذلك سيدنا أحمد بن حنبل أجاز التمسح برمانة النبي ومنبره للتبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم كما في كتاب العلل ومعرفة الرجال.
وكذلك يجيز التوسل بالنبي والصالحين، فها هو رضي الله عنه يقول في منسكه الذي كتبه للمروذي: ‘إنه يتوسل بالنبي في دعائه يعني أن المستسقي يسن له في استسقائه أن يتوسل بالنبي’
وهذا سيدنا عبد الله بن عمر يتوسل بالنبي عندما خدرت رجله فنادى “يا محمد” فنشط من عقال أي شفي في الحال. هذا رواه البخاري في الأدب المفرد وغيره.
أما المجسمة أدعياء السلفية يقولون: ‘نداء غير الحي الحاضر شرك’ كما هو منصوص عليه في كثير من كتبهم ويكفرون المتوسلين بالأنبياء والصالحين. والعياذ بالله من شرهم.
-------
تبرك أصحـاب رســول الله بمحمد بن طلحة بن عبيد الله السجـاد :
قال الإمام أبوعبد الله الحاكم في باب ذكر مناقب محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد رضي الله عنهما : كان محمد بن طلحة من الزهاد المجتهدين في العبادة وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبركون به وبدعائه وهو أول من لُقـّب بالسجاد حدثنا بصحة ذلك أبو عبد الله الأصبهاني كما قدمت ذكره .
المستدرك ج3 / 422
تابعونا سنتناول ملف التبرك بالتفصيل .......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق