السبت، 1 يونيو 2013

أدلة مشروعية الذكر الجماعى ( 1)


 بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين

هذا بحث قيم في جواز الذكر الجماعي والجهر بالذكر من صريح الكتاب وصحيح السنة ،ردا علي من انكر الذكر الجماعي في المنتديات وحرم ما احل الله نتيجة اثر ضعيف لابن مسعود قال الجمهور من العلماء انة لا يصح ومما يدعوا للاستغراب ان من حرم لم ينظر الي كم الاحاديث التي ستورد واخذ باثر ضعيف؟؟؟ وترك الصحيح واخذ باثر لا خلاف علي ضعفة بل وقال علماء الحديث انة لا يصح!!!!!
وقد اثرت عدم الاطالة ويوجد من الاحاديث الكثير ولكني اوردت منها ما يفيد الموضوع ولا يطيلة حتي لا يمل القارئ واعلم اخي ان الادلة كثيرة ووفيرة وما سنوردة هو القليل من فيض غزير ولكن لضيق المساحة والوقت وقلة سعة الصدر في الاطلاع فقد اوردت القليل من الادلة لعلها تنير العقول وتفهم المنكرين  بمدي مخالفتهم لنصوص صريحة واقوال وافعال الصحابة ومخالفتهم الجمهور من علماء الامة سلفها وخلفها.

1- مع ذكر الله تعالي

في الحديث عن معاذ بن انس عن رسول الله صلي الله علية وسلم ان رجلا ساله فقال(اي الجهاد اعظم اجرا؟قال "اكثرهم لله تبارك وتعالي ذكرا" قالي فاي الصائمين اعظم اجرا؟ قال "اكثرهم لله تبارك وتعالي ذكرا" ثم ذكر لنا الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك ورسول الله صلي الله علية وسلم يقول " اكثرهم لله تبارك وتعالي ذكرا"
اخرجة الامام احمد 3\438


وعن سهل بن معاذ بن انس عن ابية عن رسول الله صلي الله علية وسلم قال "من قرا قل هو الله احد عشر مرات بني الله لة بيتا في الجنة" فقال عمر بن الخطاب "اذ نستكثر يا رسول الله فقال الرسول الله اكثر واطيب"
اخرجة الطبراني في الكبير 20\183 رقم 397


2- فضل الذكر
قال تعالي (اذكروني اذكركم) البقرة 152
ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً، وسبحوه بكرة وأصيلا ) الاحزاب 41-42

{الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم } ال عمران 191

ويوجد الكثير في فضل الذكر من ايات واحاديث ولكني ساقصر ليصل المراد
قال الامام ابن بطال في شرح البخاري واقرة الحافظ ابن حجر
هذه الفضائل الواردة في فضل الذكر انما هي لاهل الشرف في الدين والكمال كالطهارة من الحرام والمعاصي العظام..(فتح الباري 13\541)

وفي الترمذي عن عبدالله ابن عمر بن بسر ان رجلا قال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فاخبرني بشئ اتشبث بة قال الرسول صلي الله عليه وسلم (لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله)
اخرجة الترمذي 3375

3- الذكر الجماعي والجهر بالذكر

الادلة علي جواز الذكر الجماعي والجهر بالذكر كثيرة ناخذ منها الاتي لكي لا نطيل
كانت حلقات الذكر في جماعة موجودة فعلا علي عهد سيدنا رسول الله صلي الله علية وسلم وقد راها واشترك فيها حبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم وحث علي ارتيادها..والادلة نسيقها لعلها تفتح الاذهان..

وكما قال الامام السيوطي رحمة الله في رسالة نتائج الفكر في الجهر بالذكر وهي ضمن كتابة الحاوي للفتاوي

( كل ما جاء في كتب الاحاديث الصحيحة وغيرها من لفظ حلقات الذكر او حلق الذكر) يفيد عقلا ولغا معني التجمع للمشاركة)
فالاسلام دين التجمع والتكافل والتعاون

قال الامام النووي:-
(اعلم انة كما يستحب الذكر يستحب الجلوس في حلق اهله)

الادلة علي جواز الذكر الجماعي والجهر بالذكر
في صحيح مسلم عن معاوية قال:- خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم علي حلقة من اصحابة فقال"ما اجلسكم"؟ قالوا جلسنا نذكر الله تعالي ونحمده علي ما هدانا للاسلام ومن به علينا..قال صلي الله عليه وسلم:- الله-يعني والله ما اجلسكم الا ذاك؟ ثم قال اما اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكنة اتاني جبريل فاخبرني ان الله تعالي يباهي بكم الملائكة
(اخرجة الامام مسلم 40\2701
واللفظ للجمع وليس للفرد مما يدل انهم كانوا جماعة في حلقة ذكر فقال الرسول صلي الله عليه وسلم ان الله يباهي بكم الملائكة!!!!
ورد في البخاري وابي داود
عن ابن عباس رضي الله عنهما اقل( كنت اعرف انقضاء صلاه النبي صلي الله علية وسلم بالتكبير)
البخاري 842 وابي داود 1002


(قلنا ثبت في الصحيح ان الصلاة كانت تختم جهرا بصوت واحد كا جاء في البخاري فيعرف الناس فراغهم من الصلاه وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما)
ولا اعتبار لتكلف البعض وتاويل هذا الحديث تسعفا


وعن ابن عمر قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا) قالوا:- وما رياض الجنية يا رسول الله؟ قال:-"حلق الذكر"
اخرجة الترمذي 3852 من حديث انس بن مالك وقال حسن غريب


ولغة وعقلا الحلقة لا تكون الا من جماعة

وفي ابي داود عنة صلي الله عليه وسلم قال ( لان اقعد مع قوم يذكرون الله تعالي من صلاه الغداة حتي تطلع الشمس احب الي من ان اعتق اربعة من ولد اسماعيل, ولان اقعد مع قوم يذكرون الله من صلاه العصر الي ان تغرب الشمس احب الي من اعتق رقبة)
اخرجة ابو داود عن انس بن مالك 3667

(قلنا وهل جلس رسول الل منفردا؟؟ اذا هم في جماعة يذكرون الله تعالي لانهم قوم والرسول صلي الله عليه وسلم يقول لان اقعد مع قوم اي كان الذكر جماعي لان الجلوس مع جماعة وليس فرد)

وعن ابي سعيد الخدري في صحيح مسلم ( لا يقعد قوم يذكرون الله تعالي الا حفتهم الملائكة وغشتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده)
اخرجة مسلم في صحيحه 2700\39 عن ابي هريرة وابي سعيد الخدري معا

قلنا( وكيف يقعد قوم يذكرون الله؟؟ الخطاب للجماعة والقوم يقعدون لذكر الله ذكر جماعي)
وفي حديث الصحيحين الطويل عن الملائكة السياحين الذين يلتمسون مجالس الذكر حديث مشهور وفيه(ان الله يغفر لهؤلاء الذين يسبحونه ويمجدونه,يبتغون جنته ويخافون عذابه ويغفر ايضا لمن جلس معهم اولئك القوم لا يشقي لهم جليس)
اخرجة البخاري 6408 ومسلم 2689\25


وفي الصحيحين يقول الله تعالي( انا عند ظن عبدي بي وانا معه ما ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملا ذكرته في ملا خير منه)
اخرجه البخاري 7405 ومسلم 2675\2

قلنا وكيف يذكر العبد ربة في ملا؟؟ الا اذا كان جماعي وجهر بالذكر ليكون الذكر في ملا اي وسط جماعه من الناس.؟

وروي الامام احمد عن ابن عبدالله بن عمر قلت :- يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال صلي الله عليه وسلم ( غنيمة مجالس الذكر الجنه)
اخرجة الامام احمد 177\2


أخرج بقيُّ بن مَخْلد، عن عبد الله بن عمرو، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم مرَّ بمجلسين، أحد المجلسيْن يَدْعُون الله ويرغبون إليه، والآخرُ يعلمون العلم، فقال : " كلا المجلسَيْن خير، وأحدهما أفضل من الآخر "

أخرج البيهقي، عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يقول الربُّ تعالى يوم القيامة : سَيَعْلمُ أهْلُ الجمع اليوم مَنْ أهل الكرم "، فقيل : ومَنْ أهل الكرم يا رسول الله ؟ قال : " مجالس الذكر في المساجد " .

وكل هذه الاحاديث الصحيحة والايات الصريحة لا سبيل معها الي التأويل الذي يلجا الية البعض فهي واضحه وصريحة

وقد قال ابن حجر في شرح المشكاة:- من قال ان مجالس الذكر هي مجالس الحرام والحلال يعني العلم اراد التنصيص علي اخص انواعة

ومن قال ان مجالس الذكر هي الصلاة فقط فقد تعسف فان الله تعالي فصل بينهما قال تعالي
( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) النساء 103

فالرحمن نص علي ان الذكر هنا ليس هو الصلاة وليس هو العلم ولكنة التعبد باسماءه الحسني والذكر
لانة لو اطلق لفظ الذكر علي غير مخصص ملحوظ فقد اريد بة كل ما ذكر الله تعالي فية او بة سواء كان صلاه او علما او قرانا او تسبيحا او تهليلا او تكبيرا فاي من ذلك هو مشمول بعموم النص ومستحق الثواب.


في صحيح مسلم عن ابي هريرة(سبق المفردون) قالوا ومن المفردون يا رسول الله؟ قال"الذاكرون الله كثيرا والذاكرات"
صحيح مسلم 2676\2

وكل ما سبق هو دليل علي الاجتماع بالذكر وما يكون الاجتماع بالذكر الا بالجهر لان لو كان كلا منهم يذكر في الحلقة منفردا ما كانوا جماعة يذكرون كما نصحت الاحاديث!!

ولو كان كل منها يذكر الله منفردا ما تكونت حلق الذكر كما ورد من صريح الاحاديث ولكان شوش كلا منها علي الاخر واحدثوا الصخب والجلبة وابتعدوا عن النظام الاسلامي وكان كلامهم غير مفهوم و وذكرهم غير واضح الكلام وذهب كلا في جنب يذكر الله منفردا بعيدا عن الصخب والجلبة وليعيش في رحاب بدون تشويش او قاطع علية ذكره
ومما سبق يتضح الاتي:-
1- كانت حلقات الذكر توجد علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم ولم ينكرها بل حث عليها
2- كان الصحابة يجهرون بالذكر فلم ينكر عليهم الرسول

وادلة اخري في عجلة

1- سمع رسول الله صحابت يجاهرون بالذكر كلما هبطوا او علوا واديا كما ثبت في الاحاديث فلم ينكر
2- كان الصحابة يجهرون بالتكبير في العيدين داخل وخارج البيوت وفي الاسواق وفي مني كما ثابت من الاحاديث ولم ينكر عليهم
3- الجهر بالتامين مع الامام في الصلاة علي صيغ رتيبة موزونة فكانت قانون الجهر بالذكر الجماعي المرتب
4- شرع رسولنا صلي الله عليه وسلم في صلاة العيدين التكبير خلف الامام عدد مرات في الركعة الاولي وفي الركعة الثانية بطريقة جماعية جهرية منظمة
5-استمع الرسول الي اناشيد استقبالة في المدينة ولم ينكر عليهم
6- في الذكر الجماعي تنشيط للهمم وبعث الروح والتشجيع علي الذكر والاقبال علية وترغيب في العبادة وتعاون علي البر والتقوي وهو اكبر في النفس والاثر وحيث كانت المنفعة فثم وجه الله تعالي
7- التكبير والتهليل في الحج عند الدخول والجهر بة

واما اثر ابن مسعود الذي اعتمد علية من حرم وترك كل هذه الادلة فقد بين ذلك الامام السيوطي في رسالتة ورد العلماء علية ومما يدعوا للاستغراب ترك كم الاحاديث التي وردت وينظر الي هذا الاثر ولنبين هذا الاثر بعون الله لانة ضعيف ولا يصح

قال الإمام ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى (1/177): ((وأما ما نقل عن ابن مسعود أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد, وائل قال: هؤلاء فلم يصح عنه بل لم يرد; ومن ثم أخرج أحمد عن أبي الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ; ما جالست عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه, والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب)).انتهى


وقال الإمام المحدث المناوي في فيض القدير (1/457) : ((وأما ما نقل عن ابن مسعود من أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال ما اراكم إلا مبتدعين وأمر بإخراجهم فغير ثابت . وبفرض ثبوته يعارضه ما في كتاب الزهد لأحمد عن شقيق بن أبي وائل قال هؤلاء الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالسته مجلسا قط إلا ذكر الله فيه)).اهـ

وقال العلامة الألوسي رحمه الله في روح المعاني (6/163) : ((وما ذكر في الواقعات عن ابن مسعود من أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما اراكم إلا مبتدعين حتى أخرجه من المسجد لا يصح عند الحفاظ من الأئمة المحدثين وعلى فرض صحته هو معارض بما يدل على ثبوت الجهر منه رضي الله تعالى عنه مما رواه غير واحد من الحفاظ أو محمول على الجهر البالغ))انتهى.


قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في الحاوي للفتاوي (1/379): ((فإن قلت، فقد نقل عن ابن مسعود أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد. قلت: هذا الأثر عن ابن مسعود يحتاج إلى بيان سنده ومن أخرجه من الأئمة الحفاظ في كتبهم وعلى تقدير ثبوته فهو معارض بالأحاديث الكثيرة الثابتة المتقدمة وهي مقدمة عليه عند التعارض، ذلك عن ابن مسعود قال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب ثم رأيت ما يقتضي إنكار الزهد ثنا حسين ابن محمد ثنا المسعودي عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال هؤلاء الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالست عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه))
حلق الذكر 
(الذكر الجماعي)
د. حمدي بخيت عمران محمد
قال تعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)[الكهف:28">.

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية:"أي اجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ويسألونه بكرة وعشيا من عباد الله سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء"(1).

ويقول الإمام النووي:" اعلم أنه كما يستحب الذكر يستحب الجلوس في حلق أهله،وقد تظاهرت الأدلة على ذلك..ويكفي في ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله ؟ قال:حلق الذكر، فإن لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر،فإذا أتوا عليهم حفوا بهم"(2).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن لله ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم، ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك، قال: فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: يقولون:لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا، قال: يقول : فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال : فيقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا،وأشد لها طلبا،وأعظم فيها رغبة،قال: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار قال:يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوها قال: فيقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا، وأشد لها مخافة قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال: يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال:هم الجلساء لا يشقي جليسهم رواه البخاري(ح 6418).
وعن معاوية رضي الله عنه أنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله تعالى،ونحمده على ما هدانا للإسلام،ومن به علينا، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا:والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال:أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة"رواه مسلم(ح2701).

ويقول الإمام الصنعاني: "دل الحديث على فضيلة مجالس الذكر والذاكرين وفضيلة الاجتماع على الذكر، وأخرج البخاري : ( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا) الحديث ،وهذا من فضائل مجالس الذكر تحضرها الملائكة بعد التماسهم لها"(3).

وفي الآداب الشرعية لابن مفلح :"وقال المروذي: قال لي أبو عبد الله: كنت أصلي فرأيت إلى جنبي رجلا عليه كساء، ومعه نفسيان يدعون فدنوت فدعوت معهم، فلما قمت رأيت جماعة يدعون، فأردت أن أعدل إليهم ولولا مخافة الشهرة لقعدت معهم.

وروي الخلال عنه أنه قال: وأي شيء أحسن من أن يجتمع الناس فيصلوا ويذكروا ما أنعم الله عليهم، كما قالت الأنصار؟

وقال في رواية عبد الله:حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قالوا: لو نظرنا يوما فاجتمعنا فيه، فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم الله به علينا، وذكر الحديث، وفيه أنهم اجتمعوا يوم الجمعة في بيت أسعد ابن زراره وذبحت لهم شاة وكفتهم"(4).
مما سبق يتبين أن الذكر مستحب، ويستحب الجلوس في حلق أهله لما فيه من الفضل العظيم، ولكن ما المراد بالذكر؟
يقول ابن حجر العسقلاني:"و المراد بالذكر هنا[ أي ما ورد في باب فضل ذكر الله عز وجل"> الآيتان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها؛مثل: الباقيات الصالحات؛ وهي:سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله اكبر وما يلتحق بها من الحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار ونحو ذلك، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة، ويطلق ذكر الله أيضا، ويرد به المواظبة على العمل بها أوجبه أو ندب إليه، كتلاوة القرآن ,قراءة الحديث ومدارسة العلم، والتنفل بالصلاة..وقال الفخر الرازي: المراد بذكر اللسان الألفاظ الدالة على التسبيح والتحميد والتمجيد .

والذكر بالقلب التفكر في أدلة الذات والصفات وفي أدلة التكاليف من الأمر والنهي حتى يطلع على أحكامها، وفي أسرار مخلوقات الله، والذكر بالجوارح:هو أن تصير مستغرقة في الطاعات ومن ثم سمي الله الصلاة ذكرا فقال: ( فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ) [الجمعة:9">.

ونقل عن بعض العارفين قال: الذكر على سبعة أنحاء: فذكر العينين بالبكاء، وذكر الأذنين بالإصغاء، وذكر اللسان بالثناء ، وذكر اليدين بالعطاء، وذكر البدن بالوفاء، وذكر القلب بالخوف والرجاء، وذكر الروح بالتسليم والرضاء(5).

هل يجوز أن يقول الذاكرون ذكرًا معينا معا؟

نعم يجوز ذلك والدليل على هذا أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب: عن يعلي بن شداد قال: حدثني أبى شداد بن أوس وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه قال: كنا عند النبي صلي الله عليه وسلم فقال:هل فيكم غريب يعني أهل الكتاب؟قلنا: لا ، يا رسول الله فأمر بغلق الباب، وقال: ارفعوا أيديكم، وقولوا:لا إله إلا الله، فرفعنا أيدينا ساعة، ثم قال: الحمد لله، اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها، ووعدتني عليها الجنة، وأنت لا تخلف الميعاد، ثم قال: أبشروا فإن الله قد غفر لكم "ورواه أحمد بإسناد حسن، والطبراني وغيرهما"(6).
الخلاصة: يجوز الاجتماع في حلق لذكر الله تعالى بقراءة قرآن أو مدارسة علم، أو تسبيح، أو تهليل، أو تكبير ، وهو من السنن التي ورد في شأنها كثير من الآيات والأحاديث الصحيحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق