الثلاثاء، 25 يونيو 2013

صلاة الحاجة


  صلاة الحاجة هي الصلاة التي يقوم بها العبد حين اللجوء إلى الله ، فهو يقوم بالدعاء والتضرع والتوسل إلى الله في قضاء أي أمر هو بأمس الحاجة إليه ، أو في تخليصه من أمر ما أو في القضاء على أمر أهمّه .
_ صلاة الحاجة يلجأ لها العبد دوماً كوسيلة إتصال بينه وبين ربّه سبحانه و تعالى ، فهي مخصصة لطلب حاجة أو قضاء أمر من الله عز وجل أي أن 
الصلاة كلّها الهدف منها والنية المكنونة منها طلب وتضرع في قضاء ما يطلبه العبد من ربه ، على عكس الدعاء ، فالدعاء يقوم العبد بتخصيص وقت بسيط في أي صلاة كانت للتضرع والدعاء إلى الله .

_
 صلاة الحاجة وردت ووصلت إلينا عن رسولنا

الكريم محمد عليه الصلاة والسلام .
 صلاة الحاجة تعتبر كباقي الصلوات المفروضة في كيفية آدائها وشروط صحتها ، فهي تحتاج إلى الوضوء وإلى دعاء الاستفتاح والركوع والسجود وستر العورة والطهارة ،وغيرها من أركان الصلاة .
ليس هناك لصلاة الحاجة وقت محدد للقيام بها ، ولكن هناك بعض الأوقات

المكروهة لآداء صلاة الحاجة فيها ، ولقد نهى الرسول عليه

الصلاة والسلام من آداء الصلاة فيها ، ومن هذه الأوقات ؛

- من بعد صلاة الفجر وحتى شروق الشمس يجب الابتعاد عن قيام صلاة

الحاجة فيه .

- عند شروق الشمس و ظهورها تماماً في 
السماء ونشر أشعتها ، أيضاً تعد

من الأوقات المنهي عن الصلاة فيها حاجة لله عز وجل .
يضاً من الأوقات التي نهى الرسول عليه السلام القيام بصلاة الحاجة فيها ، بعد العصر وحتى غروب الشمس فقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن عبيده قيام صلاة الحاجة في هذه الأوقات ، وذلك لأن هذه الأوقات لا يوجد سبب لها أو أن سببها يأتي بعدها ، وهناك صلوات يأتي سببها قبلها أيضاً تعد من الأوقات المحرمة صلاة الحاجة فيها ، وذلك مثل صلاة تحية المسجد إذ أن سببها يأتي قبلها وهو دخول المسجد وصلاة الركعتين جاءت بعدها .
 ليس لها دعاء محدد فهناك الكثير من الروايات الواردة في الأدعية منها :

_ الدعاء ب  : " لا إله إلا أنت الحليم الكريم ، لا إله إلا أنت رب العرش

العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم

مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من

النار ، اللهم لا تدع ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرّجته ولا حاجة

من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين .

_ والدعاء ب " اللهم إني أتوجه إليك بنبيك 
محمد ؛ يا محمد إني أستشفع

بك إلى ربي في حاجتي لتقضي لي ، يا محمد : إني أستشفع بك إلى ربي في

حاجتي لتقضي لي اللهم فشفعه في ، بعد هذا الدعاء قم بذكر الحاجة التي

تريد متضرعاً بها إلى الله. _ وهناك من يقول بجواز ذكر دعاء القنوت

أيضاً عند الوقوف من الركوع في الركعة الثانية .

فقد ورد في سنن الترمذي وابن ماجه وغيرهما من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين " زاد ابن ماجه في روايته " ثم يسأل الله من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر". فهذه الصلاة بهذه الصورة سماها أهل العلم صلاة الحاجة. وقد اختلف أهل العلم في العمل بهذا الحديث بسبب اختلافهم في ثبوته  منهم من يرى جواز العمل به لأمرين. 1. أن له طرقا وشواهد يتقوى بها. وفائد عندهم يكتب حديثه. 2. أنه في فضائل الأعمال وفضائل الأعمال يعمل فيها بالحديث الضعيف إذا اندرج تحت أصل ثابت ولم يعارض بما هو أصح. وهذا الحاصل هنا . وهذا الرأي أصوب إن شاء الله تعالى وعليه جماعة من العلماء . وأما كيفية أدائها فهي هذه الكيفية المذكورة في الحديث

وروى الإمام أحمد في مسنده (45/ 531 "27546") عن أحمد بن عبدالملك عن سهل بن أبي صدقة عن كثير الطُفَاوي عن يوسف بن عبدالله بن سلام عن أبي الدرداء  مرفوعاً: "من توضأ فأحسن وضوءَه ثم قام فصلى ركعتين أو أربعاً –شك سهل– يُحسن فيهما الذكر والخشوع ثم استغفر الله عز وجل غفر له". 

(سهل بن أبي صدقة) وصوابه (صدقة بن أبي سهل) وذلك أنَّ جمعاً من الرواة ذكروه بهذا الاسم، خلافاً لأحمد بن عبدالملك، ومنهم:


وقد ذكر عبدالله بن الإمام أحمد عقب هذا الحديث أنَّ أحمدَ بن عبدالملك –شيخ الإمام أحمد– أخطأ؛ فقال:


سعيد بن أبي الربيع (رواه عنه عبدالله بن الإمام أحمد 45/531 وعنه الطبراني في الدعاء رقم " 1848").


وخالد بن خداش (كما عند الطبراني في الدعاء برقم " 1848" وفي الأوسط 5022).


ومسلم بن إبراهيم (كما في المصدر السابق).


والفضل بن الحسين ( كما عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 4/83 " 2040").


وعبدالواحد الحداد (كما في المسند الكبير لأبي يعلى – المطالب العالية 4/350).


وهذا الإسناد لابأس به، فإنَّ مداره على (صدقة بن أبي سهل عن كثير الطفاوي) وقد ذكرهما ابن حبان في ثقاته.

حديث عثمان بن حُنيف   أنَّ رجلاً ضريرَ البصر أتى النبيَّ  فقال: ادع الله أن يعافيني. 
قال : "إن شئتَ دعوتُ، وإن شئت صبرتَ ؛ فهو خيرٌ لك". قال : "فادعه" قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ؛ ويدعو بهذا الدعاء: (اللهم إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقْضَى لي ، اللهم فشفِّعه في).
رُوي عن أبي جعفر الخطمي عن عُمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حُنيف   الحديث.
وهذا الوجه أخرجه الترمذي في جامعه (3578) والنسائي في الكبرى (10495) وفي عمل اليوم والليلة (659) وابن ماجه في سننه (1385) وابن خزيمة في صحيحه (1219) والحاكم في المستدرك (1/313و519) والإمام أحمد في المسند (28/478) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (19/359). 


وابن عساكر في تاريخ دمشق (6/24) وابن أبي حاتم في العلل (2/495"2604"): 



وعبد بن حميد في المنتخب (379) والطـبراني في الدعــاء ( 2/1289) والبخاري في التاريخ الكبير (6/210)
من طرق عن عثمان بن عمر.



وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/519) من طريق محمد بن جعفر.


ثلاثتهم (عثمان بن عمر وَ روح بن عبادة وَ محمد بن جعفر) عن شعبة بن الحجاج عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف.


وأخرجه الإمام أحمد في المسند (28/480) ومن طريقه أبونعيم في المعرفة (4/1959) عن روح بن عُبادة.


وأخرجه النسائي في الكبرى (10494) وفي عمل اليوم والليلة (658) والإمام أحمد في المسند (28/480) والبخاري في تاريخه (6/209) وابن أبي خيثمة في تاريخه (كما نقل إسنادَه ولفظَه ابنُ تيمية في التوسل ص213 ) من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي به.



إلا أنه زاد في آخره: "وإن كانت حاجةٌ فافعل مثل ذلك".
وهذه الزيادة لم أجدها إلا عند ابن أبي خيثمة؛ فيما نقله عنه ابن تيمية. 

وللشيخ عبدالله محمد الصديق الغمارى بحث رائع جامع فى صلاة الحاجة 
بعنوان :( مصباح الزجاجة فى فوائد صلاة الحاجة )
نقتبس منه مقدمته : أما بعد . فهذا جزء تكلّمت فيه على حديث توسل الضرير ، وبينت صحته بالقواعد الحديثيّة والأصوليّة . ودفعت ما أورد على الاستدلال به من إيرادات واعتراضات ، وأوضحت دلالته على جواز التوسّل من عدّة وجوه ، إلى غير ذلك من المباحث والفوائد التي لها به تعلّق وارتباط . وسمّيته ((غاية التحرير في بيان صحّة حديث توسّل الضّرير )) وقد استوفيت طرق الحديث في هذا الجزء - والحمد لله - استيفاء بالغًا لم نجده قبل مجموعًا في كتاب ، وكان مما دعاني إلى تحرير هذا البحث ما رأيته من تخبّط الوهّابيين في الحديث المذكور ، وتضعيفهم له بغير علم ولا تثبّت ، وفي ذلك جرأة على حديث رسول الله  ، يخشى على صاحبها سوء المصير ، فقد ورد عن النبي  ، قال (( من بلغه عني حديث فكذّب به فقد كذّب ثلاثة : الله ورسوله والذي حدّث به )) رواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، وفي سنده محفوظ بن ميسور ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً ، ونص العلماء على فسق من رد حديثًا صحيحًا من غير عذر مقبول ، ولكن الوهابيين لهم مسلك عجيب !! تراهم يستدلّون لما يوافق مرادهم بالأحاديث ويغضّون عمّا في بعضها من ضعف ، ويدعمون ما استطاعوا أن يدعموه منها . فإذا صدموا بحديث يرد رأيهم . انحرفوا عنه . وحاولوا تضعيفه جهد طاقتهم ، ولم يقبلوا دعمه ولا تقويته ، وأصروا في عناد على التّخلّص منه ، كفعلهم في حديث الضّرير ، لم يجدوا في سنده مغمزًا إلاّ قول التّرمذي - في أبي جعفر - : وهو غير الخطمي ، فتشبّثوا به ، وجمدوا عليه ، ليصلوا إلى تضعيفه وردّه ، ولم يبالوا بقول ابن أبي خيثمة والطبراني والحاكم والبيهقي : إن أبا جعفر هو الخطمي ، ولا بتصويب ابن تيمية قول هؤلاء الحفّاظ وردّه لكلام التّرمذي ، وأعجب من هذا أنّهم لم يأبهوا لتصحيح التّرمذي نفسه للحديث !! ولا لتصحيح الحفّاظ له ، خصوصًا المنذري وابن تيمية والذّهبي والهيثمي والسّخاوي ، وما هذا إلاّ عناد وتكبّر عن قبول الحق ، يصدق عليه قول النبي  - حين سئل عن الكبر الذي يمنع صاحبه من دخول الجنّة - (( الكبر بطر الحق وغمط الناس )) . نسأل الله لنا ولهم الهداية والتّوفيق .
وهذا البحث موجود فى منتدى روض الرياحين اضغط الرابط 

إن صلاة الحاجة من صلاة التطوع، وجمهور الفقهاء على 

جواز صلاةالتطوع جماعة، قال ابن قدامة في المغني: يجوز 

التطوع جماعة وفرادى،لأن النبي فعل الأمرين كليهما، وكان 

أكثر تطوعه منفرداً، وصلى بحذيفةمرة، وبابن عباس مرة، 

وبأنس وأمه واليتيم مرة، وأمَّ أصحابه في بيتعتبان مرة، وأمهم 

في ليالي رمضان ثلاثاً، وكلها ثابت عن رسول الله صلى الله 

عليه وسلم. انتهى.

جماعة كما فعل النبي، ولا يجعل ذلك سنة راتبة كمن يقيم راتبا 

يصلي بالناس بين العشائين، أو في جوف الليل، كما يصلي 

بهمل لمسجد إماما

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فلا يكره أن 

يتطوع في الصلوات الخمس، كما ليس له أن يجعل للعيدين 

وغيرهما أذانا كأذان الخمس، ولهذا أنكر الصحابة على من 

فعل هذا من ولاة الأمور إذ ذاك.

انتهى.

وبناء على ما سبق، فيجوز للعبد أن يصلي أحيانا هذه 

الصلوات في جماعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق