الجمعة، 18 يوليو 2014

العلاقة الوثيقة بين الوهابية والدجال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين :سيدنا محمد وعلى آله وصحبه . اما بعد:
في هذا البحث المختصر تجد ما يلي :
1ـ النقاط الأساسية المتطابقة بين أتباع الدجال والسلفية الوهابية.بالأدلة الواضحة.
2ـ انطباق تعريف الخوارج عليهم تماماً.
3ـ أسباب كون سلف الخوارج معطلة ،وخلفهم من الوهابية مجسمة مشبهة.
وفائدة البحث تحذير إخواننا من المسلمين الذين أغتروا بالسلفية الوهابية لعل في البحث إيقاظ لهم وتنبيههم قبل فوات الآوان .
كما أن فيه تثبيت لأهل السنة ليعلموا فضل الله عليهم فيشكروا له جزيل الأنعام ويسألونه الثبات على الحق .وأسأل الله أن يتقبل مني وأن ينفع بهذا البحث ويهدي به من ضل إنه سميع مجيب .
أيه القارىء الكريم :بتتبع النصوص الشرعية تجد أن هناك ارتباط وثيق بين أتباع الدجال والسلفية الوهابية هداهم الله .
وهذا التشابه يكمن في ثلاث نقاط أساسية :
النقطة الأولى :التشبيه والتجسيم :حيث أن كتب ومدارس المدرسة السلفية المعاصرة التي تسمى بالوهابية مليئة بالدعوة علمياً وعملياً إلى التجسيم والتشبيه والذي يدّعون أنه ليس بتشبيه .كمسألة إثبات أن الله سبحانه وتعالى محدود .وأنه ينزل إلى السماء الدنيا في ثلث الليل نزول انتقال وحركة ،ونقلهم أن العرش يخلو منه إذا نزل والمعتمد عندهم أنه لا يخلو منه فهم قد أدخلوه جل جلاله ثم تاهت أفكارهم في إخراجه سبحانه وتعالى عن ظنونهم وأوهامهم وفهمهم السقيم .وغير ذلك من وصفه بيد هي آلة حسب فهمهم ،وساق وقدم على ما يعلم حقيقة في لغة العرب وهلم جرا من مخازيهم .!وتأمل تجد في قصة الدجال أن الدجال جسم مركب يحل في حيز وله حد محدود بحيث لا يمتد في الجهات .وهو إنسان حال في مكان من الأرض .وأنه يهرول حقيقة ويمشي حقيقة ،ويذهب ويجيء حقيقة ،وأن له يدان حقيقة ،وله عينان حقيقيتان ......إلخ خصائص الأجسام،فمالذي جعلهم يصدقون بأن الدجال هو الله جل جلاله إلا الإغراق السابق في الإثبات في الصفات والخوض في معانيهاإلى درجة التجسيم .
وتأمل كيف يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم في رسالته إلى هؤلاء القوم فيقول لأصحابه ما جاء عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « إني حدثتكم عن الدجال، حتى خشيت أن لا تعقلوا ، إن المسيح الدجال قصير أفحج ، جعد أعور ، مطموس العين ، ليست بناتئة ، ولا جحراء ، فإن التبس عليكم ، فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ». أخرجه أبو داود. وهذا الخطاب وإن كان موجه إلى أصحابه رضي الله عنهم إلا أن المقصود به طائفة من أمته في زمن الدجال ،فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يبّين لهم ماهو عيب محض لا يختلف فيه المشبه مع السني المنزه .ومع ذلك غلب عليهم التجسيم إلى دركة سحيقة فصّدقوا أنه الله جل جلاله.كيف لا وهو في نظرهم يفعل ما يشاء وهو على كل شيء قدير فجعلوا قدرة الله جل جلاله يمكن أن تتعلق بالمستحيل الذي يجب تنزيه الله عنه ،حتى قائل قائلهم لو شاء أن يستقر على ظهر بعوضة لاستقر على ظهرها وستقلت به .!سبحانه وتعالى عن أقوالهم الشنيعة .!
النقطة الثانية:عدم الفهم لخوارق العادات :فالمشاهد في أتباع السلفية الوهابية عدم الكلام عن خوارق العادات من الكرامات التي يجريها الله تعالى على يد الأولياء ،بل إنهم أعداء للأولياء ومكفّرون لهم كما هومشاهد معلوم ،وقد غلب عليهم الحس المادي ولا يكادون يصدقون ما يجري من الإمدادت الروحية التي يجريها الله تعالى على يد أولياءه المتقين إكراماً لهم من واسع فضله العظيم.وأقصى ما يتكلمون عنه نزر يسير من كرامات حصلت في الزمن الغابر. .والدجال يأتي بخوارق عظيمة فتنة لمن أراد الله فتنته فهو يأمر الأرض فتنبت ،ويأمر السحاب فيمطرويأمر الخربة فتخرج كنوزها ويحي بعض من قد مات ...إلخ.
والسلفية لا يتكلمون عن خوارق العادات ،وينكرون على الأولياء ذلك ويقولون: هذا لا يصدقه العقل وأصبح من النادر أن تجد من أن يتكلم عنها من خطباءهم وعلماءهم .
ولذلك فإذا خرج الدجال عليهم وأتى بمالم يعهدوه من الخوارق مع دعواه للربوبية فيكون صاحب هذه القدرة الخارقة للعادة هو الله في ظنهم لأنهم لا يعلمون شيئًا عن خوارق العادات التي يمكن أن تجري على يد إنسان بينهم من بني جلدتهم ،ولا يفرقون بين الفاعل حقيقة وبين مجرد السبب ،فاختلطت عليهم خصائص الخالق بالمخلوق .ولو علموا أن ما يجرى من خوارق للعادات ماهو إلا بقدرة الله تعالى وأن الإنسان مجرد سبب فقط لما تعجبوا من الأفعال التي يفعلها الدجال. ولو أنهم أبحروا في التفكر والدراسة في معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء التي يجريها الله على أيديهم على خلاف العادة التي ألفها الناس ل؛ما فتنوا بإذن الله بما يجرى على يدي الدجال من استدراج وفتنة .!
وإنما الفرق بين فتن الدجال ومعجزات الأنبياء هو أنها لهم عليهم السلام تأييد للحق الذي يدعون إليه، وهي للدجال فتنة على يد رجل يدّعي الربوبية .وكلاهما يشترك في كونه خرق للعادات.
رغم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد حذروا منه وأخبروا أنه يخرج قرب قيام الساعة .
 يتبع إن شاء الله


النقطة الثالثة :منهج الخوارج الذي يتبنونه :والخارجي :هو من يخرج على المسلمين بالقتل وهو يعتقد كفرهم .فإذا طبقنا التعريف وجدنا أن السلفية الوهابية خرجوا على المسلمين وقتلوهم نتيجة لاعتقادهم كفرهم .وقد كّفروا المسلمين في جميع بقاع الأرض ثم سفكوا الدماء ولا زالت فتنتهم بتكفير الحكام والشعوب إلى يومنا هذا .وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم أتباع الدجال بأنهم خوارج: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « ألا إن الفتنة هاهنا يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان». وفي رواية قال - وهو مستقبل المشرق - : « ها ، إن الفتنة هاهنا - ثلاثا- وذكره».
وفي أخرى أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق - يقول : « ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان ». أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري بزيادة في أوله : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : « اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : وفي نجدنا ، قال : اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا؟ قال : اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا : يا رسول الله، وفي نجدنا ؟ فأظنه قال في الثالثة : هنالك الزلازل والفتن ، ومنها يطلع قرن الشيطان » ،
وقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « يخرج قوم من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما قطع قرن نشأ قرن حتى يخرج فى بقيتهم الدجال ». رواه أحمد في المسند

وعن شريك بن شهاب قال : كنت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أسأله عن الخوارج ، فلقيت أبا برزة في يوم عيد في نفر من أصحابه ، فقلت له : هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الخوارج ؟ قال : « نعم، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأذني، ورأيته بعيني ، أتي رسول الله بمال ، فقسمه ، فأعطى من عن يمينه ، ومن عن شماله ، ولم يعط من وراءه شيئا ، فقام رجل من ورائه ، فقال : يا محمد ، ما عدلت في القسمة - رجل أسود مطموم الشعر ، عليه ثوبان أبيضان - فغضب رسول الله غضبا شديدا وقال: والله لا تجدون بعدي رجلا هو أعدل مني ، ثم قال : يخرج في آخر الزمان قوم ، كأن هذا منهم ، يقرؤون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، سيماهم التحليق ، لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال ، فإذا لقيتموهم هم شر الخلق والخليقة » أخرجه النسائي والبزار.

وللبخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : « يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه ، قيل : ما سيماهم ؟ قال : سيماهم التحليق - أو قال : التسبيد ».

وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( ينشأ نشء يقرؤن القرأن لا يجاوز تراقيهم . كلما خرج قرن قطع ) قال ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( كلما خرج قرن قطع ) أكثر من عشرين مرة . ( حتى يخرج في عراضهم الدجال ) رواه ابن ماجة وفي الزوائد إسناده صحيح . وقد احتج البخاري بجميع رواته
وعن أبى سعيد الخدرى وأنس بن مالك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « سيكون فى أمتى اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية لا يرجعون حتى يرتد على فوقه هم شر الخلق والخليقة طوبى لمن قتلهم وقتلوهيدعون إلى كتاب الله وليسوا منه فى شىء من قاتلهم كان أولى بالله منهم ». قالوا : يا رسول الله ما سيماهم قال : « التحليق ».رواه أبو داود

والظاهر بلا شك أنهم السلفية الوهابية الخوارج فإنهم أهل مشرق المدينة المنورة قطعاً يشهد لذلك الحس ووسائل العلم الحديث المستفيض.ويؤكد هذا الفهم صريح قول النبي صلى الله عليه وسلم ((ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر)) متفق عليه

ومعلوم أن أرض العراق لم يكن بها رعاة إبل بل هي أرض حضارية ينتشر بين أهلها الزراعة كما أن قبيلة ربيعة ومضر لا تسكن فيها، بل هي في أرض نجد المعروفة وهي في شرق المدينة المنورة أما العراق فهم في الشمال الشرقي للمدينة المنورة إلا اليسير منه.كما أن الواقع يشهد بأفعالهم التي هي عين أفعال الخوارج من تكفير وقتل للمسلمين .
وقد خرجوا في آخر الزمان كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم .
وخرجوا في وقت اختلاف وفرقة .
وخرجوا يدعون إلى الكتاب والسنة حسب فهمهم ونبذ فهم المذاهب الإسلامية بما فيها كتب عقائد أهل السنة والجماعة من مفوضة الحنابلة والسادة الأشاعرة والماتردية.
وهذا لايعني عدم انطباق الحديث على سلفهم من الخوارج بل الأحاديث فيها الإخبار بأنهم لا يزالون يخرجون .فأولهم في عصر الصحابة رضي الله عنهم وآخرهم مع الدجال.كما أن الفتن غير محصورة في نجد بل وجدت الفتن في العراق وغيره ،ولكن
كان لنجد أوفر الحظ منها .من ذي الخويصرة فمسيلمة فالأزارقة .....فتأمل بتدبر.
وكما أن أتباع الدجال فيهم من كانوا على الإسلام فأيضاً فيهم يهود أصفهان كما جاء عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : « يتبع الدجال من يهود أصفهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة ». أخرجه مسلم.
وإنما كان خوارج العصر الأول معطلة وخوارج هذا الزمان مجسمة مشبهة لسببين:
السبب الأول:أن الله يقلبهم في البدع المضلة من شر إلى شر جزاء بغيهم وظلمهم والكبر الذي امتلئت به صدورهم .
السبب الثاني:أن آخر الزمان هو عصر الفتنة العظيمة الذي يظهر على أثرها الدجال فيصّدقه أتباعه الذين قد غرقوا في أوحال التجسيم .
بخلاف المعطلة من الخوارج فإنهم وإن كانوا على ضلالة لكن من المستبعد عادة أن يصدقوا الدجال لأنهم ينزهون الله عن الجسمية والتركيب والجوارح ،والنزول الانتقالي ونحو ذلك ،بل إنهم يعطلونه عن الصفات الواجبة له .فلا يمكن عادة أن يتبعوه وهم على التعطيل وإنما يتبعونه إذا غرقوا في أوحال التجسيم .
وبمجموع هذه الدلائل من التجسيم والخروج على المسلمين بالتكفير والقتل وتكذيبهم لكرامات الصالحين بدعوى أنها أكاذيب وخرافات :أقول لامناص للباحث أن يصل إلى أن السلفية الوهابية هم من أتباع الدجال .والله أعلم فإن كان هذا من الصواب فهو من فضل الله وحده لا شريك له وإن أخطأت فأستغفر الله تعالى وأتوب إليه وإنما هو محض تفكر في حالهم وما ورد من النصوص في أشباههم . والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
 

* فقد سبق أن قلت أنّ الوهابية المجسمة سبب في خروج الدّجال . باعتقادهم التجسيم . و لكن لم يكن لديّ من دليل و بيّنة سوى ما يدّعيه الدّجال من ربوبية و ما يدّعيه الوهابية من تجسيم في حقّ الذات العليّة . نسأل الله السلامة و العافية .

و ها أنتم ذكرتم بعض الأدلّة التي تبيّن أنّ الوهابية ليسوا سبب ا و حسب في خروج الدجال ، بل أنصار و العياذ بالله .

* و شيءٌ آخر ، أنّ هؤلاء الخوارج ليس مشكلهم في الفهم وحده، كما يعتقد الكثيرون . و إن كان الفهم الصحيح أحد أهمّ عيوبهم . و لكن مشكلهم في قلوبهم المختومة بالبدعة و القسوة و الاستعلاء . نسأل الله السلامة و العافية .

إذ قد خرج بعضهم في زمن النبيّ صلى الله عليه و سلّم ، و هو المشرّع ، و هو مصدر الوحي الأوحد ، و هو أمين الله على شرعه دينه في الأرض و السماء . و مع ذلك تطاولوا عليه صلى الله عليه و سلّم و طعنوا فيه .

و لا ننسى الحديث الذي أورده الحافظ السيوطي رضي الله عنه من عدّة طرق في كتابه الباهر ،

كان رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يغزو معنا, فإذا رجع وحط عن راحلته, عمد إلى المسجد فجعل يصلي فيه فيطيل الصلاة, حتى جعل بعض أصحاب رسول الله يرون أن له فضلا.

فمر يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في أصحابه, فقال له بعض أصحابه: يا نبي الله, هذا ذاك الرجل, فإما أرسل إليه, وإما جاء هو من قبل نفسه. فلما رآه رسول الله مقبلا قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده, إن بين عينيه لسفعة من الشيطان".

فلما وقف على المجلس, قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقلت في نفسك حين وقفت على المجلس: ليس في القوم خير مني؟" قال: نعم, ثم انصرف. فأتى ناحية من المسجد, فخط خطا برجله, ثم صف كعبيه, ثم قام يصلي.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" :أيكم يقوم إلى هذا فيقتله"؟ فقام أبو بكر, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقتلت الرجل"؟ قال: وجدته يصلي, فهبته.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكم يقوم إلى هذا فيقتله"؟ قال عمر: أنا, وأخذ السيف فوجده قائما يصلي, فرجع. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: "أقتلت الرجل"؟ قال: يا نبي الله, وجدته يصلي, فهبته.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكم يقوم إلى هذا يقتله"؟ قال علي: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت له إن أدركته". فذهب علي فلم يجده. فرجع.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقتلت الرجل؟" قال: لم أدر أين سلك من الأرض. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا أول قرن خرج من أمتي, لو قتلته ما اختلف في أمتي اثنان. إن بني إسرائيل تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة, وإن هذه الأمة ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة, كلها في النار إلا فرقة واحدة". قال: يا رسول الله, من تلك الفرقة؟ قال: "الجماعة


كتاب الباهر - للحافظ السيوطي -

بصراحة ما زلتُ أتعجّبُ في أمر هذا الحديث ، أقصد في أمر هذا الرجل .

أرأيتم الى رجل يزعمُ أنّه مسلم !! ثم يعتقد أنّه أفضل من النبي صلى الله عليه و سلّم الشارع ، من نزل عليه وحي السماء ، من بعثه الله تعالى رسولا و دليلا للعباد !!!!!؟؟؟ و أفضل من صحابة النبي صلى الله عليه و سلّم ؟؟؟؟

هذا هو العجب العجاب ... لو كان مسيحيا أو يهوديا ربّما جاز أن يعتقد ذلك في المنطق و المعقول إذا اعتقد أنّ ديانته هي الصواب و هي الحقّ ، و لكن أن يعتقد أنّه أفضل من أمين الأرض و السماء و نبيّ الأمة و هو ينتمي الى هذا النبي و عنه أخذ دينه ، فذلك لعمري ما يكشف عن حقيقة هؤلاء النّاس . فتأمّلوا هذه القصّة ، فبها يبطل كلّ العجب في هؤلاء الخوارج .

* وخرجوا على الصحابة رضوان الله عليهم كما نعرف .

* أمّا في زمن الإمام المهدي عليه السلام فيبيد منهم عددا كبيرا . و يبقى نفرٌ منهم يذعنون له خوفا من بطشه و رغبة في عطائه كما ذكر ذلك الشيخ الأكبر قدس الله سرّه . و الشاهد هنا ، حتى الإمام المهدي عليه السلام الذي بشّر بقدومه النبي صلى الله عليه و سلّم و هي بشارة للاتباع و الهداية على ما يقيمه هذا الإمام المهدي و خاصّته أنّه الدّين الخالص الذي جاء به النبيّ صلى الله عليه و سلّم بعد كثرة الفتن و كثرة الفرق و البدع . إلاّ أنّ هذه الطائفة لا تؤمن به إلاّ إذعانا خوفا من بطشه و سيفه ، و رغبة في عطائه و هباته .

و هذه النّكتة التي جعلتهم يستكبرون عن االحق و عدم اتّباعه في شخص المهدي عليه السلام الذي هو رمز الهداية و الدين الخالص على الأرض كما بشّر به النبيّ صلى الله عليه و سلّم ، هي نفس النّكتة التي ستجعلهم يتمرّدون باتباع الدّجال و الخروج على المؤمنين . مثل اليهود أخزاهم الله كانوا يحّاجّون أهل المدينة من العرب قبل الإسلام أنّهم سيقتلونهمبخروج نبي آخر الزمان ، فلمّا خرج صلى الله عليه و سلّم كانوا أكفر النّاس به . ذلك أنّهم قوم اتبّعوا أهواءهم و ختم الله على قلوبهم .

و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلّم كثيرا . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق