لقد وجدنا بعضاً من النداءات السُّنيَّة ( بعد أن آذت المسامع أبواق السلفية ) يتبرأون من الحشوية وينسبونهم للمشركين تارة ولليهودية تارة أخرى ومنهم من يقول إنهم أخطر من اليهود، وإليكم الأمثلة :
* المحضر الذي كتبه جماعة من أئمة الشافعية منهم الشيخ أبو اسحاق الشيرازي والإمام أبو بكر الشاشي وغيرهما، كما في (تبيين كذب المفتري) لابن عساكر ص 310 ونصه: (بسم الله الرحمن الرحيم. يشهد من ثبت اسمه ونسبه وصح نهجه ومذهبه واختبر دينه وأمانته من الأئمة الفقهاء والأماثل العلماء أهل القرآن المعتدلين الأعيان وكتبوا خطوطهم المعروفة بعباراتهم المألوفة مسارعين إلى أداء الأمانة وتوخوا في ذلك ما تخطره الديانة مخافة قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} أن جماعة من الحشوية الأوباش الرعاع المتوسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة والمخازي الشنيعة ما لم يسمح به ملحد فضلا عن موحد، ولا تجوَّز به قادح في أصل الشريعة ولا معطل، ونسبوا كل من ينـزه الباري – تعالى وجل – عن النقائص والآفات، وينفي عنه الحدوث والتشبيهات، ويقدسه عن الحلول والزوال ويعظمه عن التغير من حال إلى حال، وعن حلوله في الحوادث، وحدوث الحوادث فيه، إلى الكفر والطغيان، ومنافاة أهل الحق والإيمان، وثلب أهل الحق وعصابة الدين، ولعنهم في الجوامع، والمشاهد، والمحافل، والمساجد، والأسواق، والطرقات، والخلوة والجماعات، ثم غرَّهم الطمع والإهمال، ومدهم في طغيانهم الغي والضلال … وتمادت الحشوية على ضلالها والإصرار على جهالتها وأبوا إلا التصريح بأن المعبود ذو قَدم وأضراس ولهوات وأنامل وأنه ينـزل بذاته ويتردد على حمار في صورة شاب أمرد بشعر قطط وعليه تاج يلمع وفي رجليه نعلان من ذهب … الخ)!!!
* المرسوم الذي أصدره الراضي بموافقة جماعة من العلماء في حق جماعة من أرباب هذه الطائفة قال فيه بعد كلام: (.. وتارة أنكم تزعمون أن صورة وجوهكم القبيحة السمجة على مثال رب العالمين، وهيئتكم الرذلة على هيئته، وتذكرون الكف والأصابع والرجلين والنعلين المذهبين والشعر القَطط، والصعود إلى السماء، والنـزول إلى الدنيا – تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً – فلعن الله شيطانا زين لكم هذه المنكرات وما أغواه، وأمير المؤمنين يقسم بالله قسماً يلزمه الوفاء به، لئن لم تنتهوا عن مذموم مذهبكم ليوسعنكم ضرباً وتشريداً، وقتلا وتبديدا، وليستعملن السيف في رقابكم، والنار في منازلكم ومحالِّكم) اهـ.
* قال الإمام ابن القشيري في (إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين للعلامة الزبيدي ج2 ص109) عن أرباب هذه الطائفة: "وقد نبغت نابغة من الرعاع، لولا استزلالهم للعوام بما يقرب من أفهامهم، ويتصور في أوهامهم، لأجللت هذا المكتوب عن تلطيخه بذكرهم، يقولون نحن نأخذ بالظاهر، ونجري الآيات الموهمة تشبيها والأخبار المقتضية حداً وعضواً على الظاهر، ولا يجوز أن نطرق التأويل إلى شيء من ذلك، ويتمسكون بقول الله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله} وهؤلاء - والذي أرواحنا بيده - أضر على الإسلام من اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان، لأن ضلالات الكفار ظاهرة يتجنبها المسلمون، وهؤلاء أتوا الدين والعوام من طريق يغتر به المستضعفون، فأوحوا إلى أوليائهم بهذه البدع، وأحلوا في قلوبهم وصف المعبود - سبحانه - بالأعضاء والجوارح والركوب والنـزول والاتكاء والاستلقاء والاستواء بالذات والتردد في الجهات، فمن أصغى إلى ظاهرهم بادر بوهمه إلى تخيل المحسوسات فاعتقد الفضائح فسال به السيل وهو لا يدري) اهـ.
* قال العلامة التقي الحصني الشافعي في مقدمة كتابه (دفع شُبه من شَبَّه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل أحمد): (وبعد: فإن سبب وضعي لهذه الأحرف اليسيرة؛ ما دهمني من الحيرة من أقوام خبث السريرة؛ يظهرون الانتماء إلى مذهب السيد الجليل الإمام أحمد؛ وهم على خلاف ذلك والفرد الصمد، والعجب أنـهم يعظِّمونه في الملأ ويتكاتمون إضلاله مع بقية الأئمة، وهم أكفر ممن تمرَّد وجحد، ويضلِّون عقول العوام وضعاف الطلبة بالتمويه الشيطاني وإظهار التعبد والتقشُّف وقراءة الأحاديث ويعتنون بالمسند، وكل ذلك خزعبلات منهم وتمويه... فالحاصل من كلام ابن حامد والقاضي وابن الزاغوني من التشبيه والصفات التي لا تليق بجناب الحق سبحانه وتعالى… هـي نزعة سامرية في التجسيم، ونزعة يهودية في التشبيه، وكذا نزعة نصرانية... وبالغوا في الافتراء إما لجهلهم وإما لضغينة في قلوبـهم لأنـهم أفراخ السامرة في التشبيه ويهود في التجسيم.)
* قال العفيف اليافعي في (مرهم العلل المعضلة في دفع الشبه والرد على المعتزلة ): (ومتأخرو الحنابلة غلوا في دينهم غلواً فاحشاً، وتسفّهوا سفهاً عظيماً، وجسّموا تجسيماً قبيحاً، وشبّهوا الله بخلقه تشبيهاً شنيعاً، وجعلوا له من عباده أمثالاً كثيرة؛ حتى قال أبوبكر ابن العربي في (العواصم): "أخبرني من أثق به من مشيختي، أن القاضي أبا يعلى الحنبلي كان إذا ذكر الله سبحانه يقول فيما ورد من هذه الظواهر في صفاته تعالى: ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة. قال أئمة بعض أهـل الحق: وهـذا كفر قبيح، واستهزاء بالله تعالى شنيع، وقائله جاهل به تعالى، لا يُقتدى به ولا يُلتفت إليه، ولا هو متَّبع لإمامه الذي ينتسب إليـه ويتستَّر به؛ بل هـو شريك للمشركين في عبادة الأصنام؛ فإنه ما عبدالله ولا عرفه، وإنما صور صنماً في نفسه، فتعالى الله عما يقول الملحدون والجاحدون علواً كبيراً.)
ثم قال: (ولقد أحسن ابن الجوزي من الحنابلة، حيث صنَّف كتاباً في الرد عليهم، ونقل عنهم أنـهم أثبتوا لله صورة كصورة الآدمي في أبعاضها، وقال في كتابه: هؤلاء قد كسوا هذا المذهب شيناً قبيحاً؛ حتى صار لا يقال عـن حنبلي إلا مجسّم.)
وقال: (وهؤلاء متلاعبون، وما عرفوا الله، ولا عندهم من الإسلام خير، ولا يحدثون فإنـهم يكابرون العقول وكأنـهم يحدِّثون الصبيان والأطفال.) وقال: (وكلامهم صريح في التشبيه، وقـد تبعهم خلـق من العـوام، وفضحوا التابع والمتبوع)
* قال ابن عبدالسلام كما في (طبقات الشافعية) ص 222 -223: (والحشوية المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه ضربان: أحدهما لا يتحاشى من إظهار الحشو {ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون}، والآخر يتستر بمذهب السلف، لسحت يأكله أو حطام يأخذه.
أظهـروا للناس نسكا *** وعلى المنقوش داروا
{يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم}، ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنـزيه دون التجسيم والتشيبه، ولذلك جميع المبتدعة يزعمون أنـهم على مذهب السلف فهم كما قال القائل:
وكل يدّعون وصال ليلى *** وليلى لا تقر لـهم بذاكا
وكيف يُدَّعى على السلف أنـهم يعتقدون التجسيم والتشبيه، أو يسكتون عند ظهور البدع ويخالفون قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}، وقوله:{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، وقوله:{لتبين للناس ما نزل إليهم} والعلماء ورثة الأنبياء، فيجب عليهم من البيـان ما وجب على الأنبياء، وقال تعالى:{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}، ومن أنكر المنكرات التجسيم والتشبيه، ومن أفضل المعروف التوحيد والتنـزيه وإنما سكت السلف قبل ظهور البدع، فورّب السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع لقد شمر السلف للبدع لما ظهرت، فقمعوها أتم القمع، وردعوا أهلها فردوا على القدرية والجهمية والجبرية وغيرهم من أهل البدع، فجاهدوا في الله حق جهاده. والجهاد ضربان: ضرب بالجدل والبيان وضرب بالسيف والسنان، فليت شعري فما الفرق بين مجادلة الحشوية وغيرهم من أهل البدع؟! ولولا خبث في الضمائر وسوء اعتقاد في السرائر {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول} وإذا سئل عن غير الحشو من البدع أجاب فيه بالحق، ولولا ما انطوى عليه باطنه من التجسيم لأجاب في مسائل الحشو بالتوحيد والتنـزيه، ولم تزل هذه الطائفة المبتدعة قد ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين} لا تلوح لهم فرصة إلا طاروا إليها، ولا فتنة إلا أكبوا عليها) اهـ
* وقال العلامة التاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" ج2 ص17 عــن هؤلاء الحشوية بعد كلام: (فهذه عقيدتـهم ويرون أنـهم مسلمون؛ وأنـهم أهل السنة، ولو عدوا عدداً لما بلغ علماؤهم ولا عالم فيهم على الحقيقة مبلغاً يعتبر، ويكفِّرون غالب علماء الأمة ثم يعـزون إلى الإمام أحمد بن حنبل وهـو منهم بريء) اهـ.
* أما عن الوهابية نابتة الحشوية الحديثة؛ فإن ابن عبدالوهاب بعث علماءه لمناظرة علماء مكة والمدينة (فلما وصلوا إلى الحرمين وذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم وما تمسكوا به، رد عليهم علماء الحرمين، وأقاموا عليهم الحجج والبراهين التي عجزوا عن دفعها، وتحقق لعلماء الحرمين جهلهم وضلالهم ووجدوهم مسخرة، كحمر مستنفرة فرت من قسورة، ونظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملة على كثير من المكفرات فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضي الشرع بمكة تتضمن الحكم بكفرهم) أحمد بن زيني دحلان، فتنة الوهابية، ص 3
* ويقول عنهم الشيخ سلامة القضاعي الشافعي (.. واستغل أولئك النفر جهل كثير من أهل العصر بتاريخ هذه الفرقة الجاهلة، فأوهموا الناس أنهم يمثلون السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم من التابعين لهم بإحسان، والتاريخ يشهد والعلم بكتاب الله ينادي أنهم ما مثَّلوا إلا سلف سوء من أشياخ المشبِّهة وأئمة المجسمة، الذين يفسرون الكتاب بأهوائهم، ويحملون السنة على آرائهم، ويتقولون على معاني كتاب الله، ويضعون على رسول الله، ويأخذون بالضعيف إذا وافق منهم هوى، ويردون الصحيح أو يشككون في صحته إذا كان حجة عليهم...) سلامة القضاعي، فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان، ص 15
* ويقول فيلسوف الإسلام الإمام محمد عبده (إن هذه الفئة أضيق عطنا، وأحرج صدراً من المقلدين.. ترى وجوب الأخذ بما يفهم من اللفظ الوارد، والتقيد به دون التفات إلى ما تقتضيه الأصول التي قام عليها الدين) وعلق الأستاذ محمد رشيد رضا على هذا الكلام بقوله (يعني فئة أهل الحديث، ومن يسمونهم بالوهابية) محمد عبده، الإسلام والنصرانية، ص 97
* المحضر الذي كتبه جماعة من أئمة الشافعية منهم الشيخ أبو اسحاق الشيرازي والإمام أبو بكر الشاشي وغيرهما، كما في (تبيين كذب المفتري) لابن عساكر ص 310 ونصه: (بسم الله الرحمن الرحيم. يشهد من ثبت اسمه ونسبه وصح نهجه ومذهبه واختبر دينه وأمانته من الأئمة الفقهاء والأماثل العلماء أهل القرآن المعتدلين الأعيان وكتبوا خطوطهم المعروفة بعباراتهم المألوفة مسارعين إلى أداء الأمانة وتوخوا في ذلك ما تخطره الديانة مخافة قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} أن جماعة من الحشوية الأوباش الرعاع المتوسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة والمخازي الشنيعة ما لم يسمح به ملحد فضلا عن موحد، ولا تجوَّز به قادح في أصل الشريعة ولا معطل، ونسبوا كل من ينـزه الباري – تعالى وجل – عن النقائص والآفات، وينفي عنه الحدوث والتشبيهات، ويقدسه عن الحلول والزوال ويعظمه عن التغير من حال إلى حال، وعن حلوله في الحوادث، وحدوث الحوادث فيه، إلى الكفر والطغيان، ومنافاة أهل الحق والإيمان، وثلب أهل الحق وعصابة الدين، ولعنهم في الجوامع، والمشاهد، والمحافل، والمساجد، والأسواق، والطرقات، والخلوة والجماعات، ثم غرَّهم الطمع والإهمال، ومدهم في طغيانهم الغي والضلال … وتمادت الحشوية على ضلالها والإصرار على جهالتها وأبوا إلا التصريح بأن المعبود ذو قَدم وأضراس ولهوات وأنامل وأنه ينـزل بذاته ويتردد على حمار في صورة شاب أمرد بشعر قطط وعليه تاج يلمع وفي رجليه نعلان من ذهب … الخ)!!!
* المرسوم الذي أصدره الراضي بموافقة جماعة من العلماء في حق جماعة من أرباب هذه الطائفة قال فيه بعد كلام: (.. وتارة أنكم تزعمون أن صورة وجوهكم القبيحة السمجة على مثال رب العالمين، وهيئتكم الرذلة على هيئته، وتذكرون الكف والأصابع والرجلين والنعلين المذهبين والشعر القَطط، والصعود إلى السماء، والنـزول إلى الدنيا – تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً – فلعن الله شيطانا زين لكم هذه المنكرات وما أغواه، وأمير المؤمنين يقسم بالله قسماً يلزمه الوفاء به، لئن لم تنتهوا عن مذموم مذهبكم ليوسعنكم ضرباً وتشريداً، وقتلا وتبديدا، وليستعملن السيف في رقابكم، والنار في منازلكم ومحالِّكم) اهـ.
* قال الإمام ابن القشيري في (إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين للعلامة الزبيدي ج2 ص109) عن أرباب هذه الطائفة: "وقد نبغت نابغة من الرعاع، لولا استزلالهم للعوام بما يقرب من أفهامهم، ويتصور في أوهامهم، لأجللت هذا المكتوب عن تلطيخه بذكرهم، يقولون نحن نأخذ بالظاهر، ونجري الآيات الموهمة تشبيها والأخبار المقتضية حداً وعضواً على الظاهر، ولا يجوز أن نطرق التأويل إلى شيء من ذلك، ويتمسكون بقول الله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله} وهؤلاء - والذي أرواحنا بيده - أضر على الإسلام من اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان، لأن ضلالات الكفار ظاهرة يتجنبها المسلمون، وهؤلاء أتوا الدين والعوام من طريق يغتر به المستضعفون، فأوحوا إلى أوليائهم بهذه البدع، وأحلوا في قلوبهم وصف المعبود - سبحانه - بالأعضاء والجوارح والركوب والنـزول والاتكاء والاستلقاء والاستواء بالذات والتردد في الجهات، فمن أصغى إلى ظاهرهم بادر بوهمه إلى تخيل المحسوسات فاعتقد الفضائح فسال به السيل وهو لا يدري) اهـ.
* قال العلامة التقي الحصني الشافعي في مقدمة كتابه (دفع شُبه من شَبَّه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل أحمد): (وبعد: فإن سبب وضعي لهذه الأحرف اليسيرة؛ ما دهمني من الحيرة من أقوام خبث السريرة؛ يظهرون الانتماء إلى مذهب السيد الجليل الإمام أحمد؛ وهم على خلاف ذلك والفرد الصمد، والعجب أنـهم يعظِّمونه في الملأ ويتكاتمون إضلاله مع بقية الأئمة، وهم أكفر ممن تمرَّد وجحد، ويضلِّون عقول العوام وضعاف الطلبة بالتمويه الشيطاني وإظهار التعبد والتقشُّف وقراءة الأحاديث ويعتنون بالمسند، وكل ذلك خزعبلات منهم وتمويه... فالحاصل من كلام ابن حامد والقاضي وابن الزاغوني من التشبيه والصفات التي لا تليق بجناب الحق سبحانه وتعالى… هـي نزعة سامرية في التجسيم، ونزعة يهودية في التشبيه، وكذا نزعة نصرانية... وبالغوا في الافتراء إما لجهلهم وإما لضغينة في قلوبـهم لأنـهم أفراخ السامرة في التشبيه ويهود في التجسيم.)
* قال العفيف اليافعي في (مرهم العلل المعضلة في دفع الشبه والرد على المعتزلة ): (ومتأخرو الحنابلة غلوا في دينهم غلواً فاحشاً، وتسفّهوا سفهاً عظيماً، وجسّموا تجسيماً قبيحاً، وشبّهوا الله بخلقه تشبيهاً شنيعاً، وجعلوا له من عباده أمثالاً كثيرة؛ حتى قال أبوبكر ابن العربي في (العواصم): "أخبرني من أثق به من مشيختي، أن القاضي أبا يعلى الحنبلي كان إذا ذكر الله سبحانه يقول فيما ورد من هذه الظواهر في صفاته تعالى: ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة. قال أئمة بعض أهـل الحق: وهـذا كفر قبيح، واستهزاء بالله تعالى شنيع، وقائله جاهل به تعالى، لا يُقتدى به ولا يُلتفت إليه، ولا هو متَّبع لإمامه الذي ينتسب إليـه ويتستَّر به؛ بل هـو شريك للمشركين في عبادة الأصنام؛ فإنه ما عبدالله ولا عرفه، وإنما صور صنماً في نفسه، فتعالى الله عما يقول الملحدون والجاحدون علواً كبيراً.)
ثم قال: (ولقد أحسن ابن الجوزي من الحنابلة، حيث صنَّف كتاباً في الرد عليهم، ونقل عنهم أنـهم أثبتوا لله صورة كصورة الآدمي في أبعاضها، وقال في كتابه: هؤلاء قد كسوا هذا المذهب شيناً قبيحاً؛ حتى صار لا يقال عـن حنبلي إلا مجسّم.)
وقال: (وهؤلاء متلاعبون، وما عرفوا الله، ولا عندهم من الإسلام خير، ولا يحدثون فإنـهم يكابرون العقول وكأنـهم يحدِّثون الصبيان والأطفال.) وقال: (وكلامهم صريح في التشبيه، وقـد تبعهم خلـق من العـوام، وفضحوا التابع والمتبوع)
* قال ابن عبدالسلام كما في (طبقات الشافعية) ص 222 -223: (والحشوية المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه ضربان: أحدهما لا يتحاشى من إظهار الحشو {ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون}، والآخر يتستر بمذهب السلف، لسحت يأكله أو حطام يأخذه.
أظهـروا للناس نسكا *** وعلى المنقوش داروا
{يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم}، ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنـزيه دون التجسيم والتشيبه، ولذلك جميع المبتدعة يزعمون أنـهم على مذهب السلف فهم كما قال القائل:
وكل يدّعون وصال ليلى *** وليلى لا تقر لـهم بذاكا
وكيف يُدَّعى على السلف أنـهم يعتقدون التجسيم والتشبيه، أو يسكتون عند ظهور البدع ويخالفون قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}، وقوله:{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، وقوله:{لتبين للناس ما نزل إليهم} والعلماء ورثة الأنبياء، فيجب عليهم من البيـان ما وجب على الأنبياء، وقال تعالى:{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}، ومن أنكر المنكرات التجسيم والتشبيه، ومن أفضل المعروف التوحيد والتنـزيه وإنما سكت السلف قبل ظهور البدع، فورّب السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع لقد شمر السلف للبدع لما ظهرت، فقمعوها أتم القمع، وردعوا أهلها فردوا على القدرية والجهمية والجبرية وغيرهم من أهل البدع، فجاهدوا في الله حق جهاده. والجهاد ضربان: ضرب بالجدل والبيان وضرب بالسيف والسنان، فليت شعري فما الفرق بين مجادلة الحشوية وغيرهم من أهل البدع؟! ولولا خبث في الضمائر وسوء اعتقاد في السرائر {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول} وإذا سئل عن غير الحشو من البدع أجاب فيه بالحق، ولولا ما انطوى عليه باطنه من التجسيم لأجاب في مسائل الحشو بالتوحيد والتنـزيه، ولم تزل هذه الطائفة المبتدعة قد ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين} لا تلوح لهم فرصة إلا طاروا إليها، ولا فتنة إلا أكبوا عليها) اهـ
* وقال العلامة التاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" ج2 ص17 عــن هؤلاء الحشوية بعد كلام: (فهذه عقيدتـهم ويرون أنـهم مسلمون؛ وأنـهم أهل السنة، ولو عدوا عدداً لما بلغ علماؤهم ولا عالم فيهم على الحقيقة مبلغاً يعتبر، ويكفِّرون غالب علماء الأمة ثم يعـزون إلى الإمام أحمد بن حنبل وهـو منهم بريء) اهـ.
* أما عن الوهابية نابتة الحشوية الحديثة؛ فإن ابن عبدالوهاب بعث علماءه لمناظرة علماء مكة والمدينة (فلما وصلوا إلى الحرمين وذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم وما تمسكوا به، رد عليهم علماء الحرمين، وأقاموا عليهم الحجج والبراهين التي عجزوا عن دفعها، وتحقق لعلماء الحرمين جهلهم وضلالهم ووجدوهم مسخرة، كحمر مستنفرة فرت من قسورة، ونظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملة على كثير من المكفرات فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضي الشرع بمكة تتضمن الحكم بكفرهم) أحمد بن زيني دحلان، فتنة الوهابية، ص 3
* ويقول عنهم الشيخ سلامة القضاعي الشافعي (.. واستغل أولئك النفر جهل كثير من أهل العصر بتاريخ هذه الفرقة الجاهلة، فأوهموا الناس أنهم يمثلون السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم من التابعين لهم بإحسان، والتاريخ يشهد والعلم بكتاب الله ينادي أنهم ما مثَّلوا إلا سلف سوء من أشياخ المشبِّهة وأئمة المجسمة، الذين يفسرون الكتاب بأهوائهم، ويحملون السنة على آرائهم، ويتقولون على معاني كتاب الله، ويضعون على رسول الله، ويأخذون بالضعيف إذا وافق منهم هوى، ويردون الصحيح أو يشككون في صحته إذا كان حجة عليهم...) سلامة القضاعي، فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان، ص 15
* ويقول فيلسوف الإسلام الإمام محمد عبده (إن هذه الفئة أضيق عطنا، وأحرج صدراً من المقلدين.. ترى وجوب الأخذ بما يفهم من اللفظ الوارد، والتقيد به دون التفات إلى ما تقتضيه الأصول التي قام عليها الدين) وعلق الأستاذ محمد رشيد رضا على هذا الكلام بقوله (يعني فئة أهل الحديث، ومن يسمونهم بالوهابية) محمد عبده، الإسلام والنصرانية، ص 97
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق