السبت، 9 أغسطس 2014

مقدمة كتاب الإنسان الوسط للشيخ محمد على سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
إهــــــــــــــــــــــداء
    إلى طلاب المزيد من العلم والهدى والرشاد والحكمة،
أتقدم بهذا الكتاب البسيط الذي يدور حول بيان الإنسان الوسط، ويسرح في رياض هذه الحقيقة ليجني من ثمارها الناضجة، وأزاهيرها المتفتحة ما يبهج الخواطر، ويسر النواظر، ولقد شرحت فيه حقيقة هذا الإنسان على قدري مسترشداً بما اقتبسته من كتاب الله عزَّ وجلَّ، وبما التمسته من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما أخذته من هدي أئمة المسلمين رضي الله تعالى عنهم ناهجاً في ذلك المنهج الوسط، الذي يهدي إلى الحق، ويصل بنا إلى الرشد، وذلك مبلغ علمي في هذا الكتاب،
والله من وراء القصد.
   ورجائي من إخوتي المؤمنين والمؤمنات الذين يطلعون عليه أن يستغفروا الله لي فيما قصرت دونه، وأن يدعو الله لي بالتوفيق والمعونة على استيفاء أوجه النقص التي تكتنف هذا الكتاب.
   هذا ولعلني بفضل الله ومشيئته أستعين بالتوجيهات والآراء التي يهديها إليَّ من يطلع عليه، فإنني والحمد لله ما زلت أتلقى العلم والمعرفة من أهلهما، ولا أزال كذلك حتى ألقى الله عزَّ وجلَّ، ورحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه،
والاعتراف بالعجز والتقصير وسيلة القرب من مغفرة الله ورحمته، وسُلَّم الوصول إلى رضوان الله ومحبته.
   أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن يغفر لي ولجميع المسلمين والمسلمات، جميع الذنوب والسيئات بحق إيماني بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، آمين آمين يا رب العالمين، والحمد لله في البداية والختام.

الإنسان الوسط
    الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وعلى صحابته وعلى من اتبع هداه.
    وبعد…
   فإن الوسط من كل شيء هو الأمر المعتدل والمستوى والمستقيم، بحيث يكون قائماً على الهيئة التي يؤدي بها دوره وعمله الذي وجد من أجله، فلو صنعنا منجلاً لحصاد الحاصلات الزراعية مثلاً فإنه يكون مستقيماً ومعتدلاً مع تقوسه واستدارته على الهيئة التي بها نحصد المحاصيل الزراعية، وأيضاً مثل قوس الرماية الذي ينطلق منه السهم للصيد، فإنه كذلك يكون مستقيماً مع تقوسه إذ أنه صنع كذلك لأداء مهمته التي وجد من أجلها، وكذلك باقي الآلات والأدوات التي يستعين بها الإنسان في قضاء مآربه.
   والإنسان الوسط هو المعتدل والمستوي في الهيئة والطباع والأخلاق والدِّين، والسلوك، بحيث يكون مستقيماً فيها لا يشذ في شيء منها، وسنبين لك أيها القارئ الكريم هذه المعاني فنقول وبالله التوفيق

كتبه العبد المنكسر القلب إلى الله ورسوله
محمد علي سلامة
للمذيد أضغط :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق