السبت، 9 أغسطس 2014

أخلاق الإنسان الوسط للشيخ محمد على سلامة


الاعتدال في الأخلاق

 (من كتاب في الإنسان الوسط)

ثالثاً: الاعتدال في الأخلاق


    والأخلاق هي الصفات والأحوال
التي يتصف بها الإنسان من حب وكره،
وعفة ودناءة، وشرف وخسة، وكرم
وبخل، وزهد وطمع، وشجاعة وجبن،
وحلم وسفه، وعدل وظلم، ورحمة وقسوة
وطاعة ومخالفة، وتقوى وفجور، وبر
وعقوق، وفرح وحزن، وأمن وخوف، وتواضع
وكبر، وثقة وغرور، وعلم وجهل، وإحسان
وإساءة، ورفع وضعة، وصبر وعجلة، ورضا
وغضب، وضيق وسعة، وغير ذلك من الصفات
التي يتصف بها الإنسان، والوسط في هذه
الأخلاق أن يأخذ الإنسان من كل صفة
محاسنها وفضائلها التي تعينه على
بلوغ قصده من غير سرف ولا غلو، ومن
غير إحجام وتقتير، بمعنى أن الإنسان
إذا أحب شيئاً غير الله ورسوله لا يتمادى
في هذا الحب إلى الذروة والنهاية بل
يحبه إلى حد ما، حتى لا ينقلب هذا
الحب إلى كارثة لا يدري الإنسان
عواقبها، أما حب الله ورسوله فذلك هو
الخير كله، ولا خشية ولا خوف من بلوغ
الذروة فيه والتمادي فيه إلى ما لا
نهاية فإن هذا الحب أمان كله، ونعيم،
وسعادة عاجلة وآجلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن
يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما}
(رواه الطبراني وأحمد وابن حبان عن أنس)
    أما حبه غير الله ورسوله فيجب على
الإنسان أن يتوسط فيه
قال صلى الله عليه وسلم:
{أحب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون
بغيضك يوماً ما}
(رواه الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة)
    وكذلك إذا أبغض الإنسان شيئاً فلا
يتمادى في بغضه، ولكن يبغضه بقدر ما
تذهب حفيظة نفسه وغيظها،
قال عليه الصلاة والسلام:
{وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون
حبيبك يوماً ما}
(رواه الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة)
   وكذلك باقي الصفات يتوسط المرء
فيها ويعتدل في الأخذ بها من غير
إفراط ولا تفريط قال صلى الله عليه وسلم:
{التوسط في كل شيء حسن وفي العبادة
أحسن}
*********************
من كتاب: (في الإنسان الوسط)
لفضيلة الشيخ محمد علي سلامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق