الأشعرية.. أهل السنة عبر العصور
بقلم: د. علي جمعة
مفتى الديار المصرية
اشتكى لي بعض الشباب من توجه بدأ يشيع في أوساطهم, يستعمل كلمة الأشعرية أو الأشاعرة وكأنها سبب كفيل بأن ينفر الناس من ذلك العالم الذي يوصف بالأشعرية, وسألني: من هم هؤلاء الأشاعرة وما قصتهم؟ فقلت له: إن المذهب الأشعري هو مذهب أهل السنة والجماعة منذ نشأته وحتى يومنا هذا, وهو المذهب الذي يدرس في الأزهر الشريف, وهو المذهب الذي عليه جماهير أتباع الأئمة الأربعة: الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة, وكلمة الأشعرية نسبة إلى الإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل وهو من أحفاد الصحابي الجليل أبي موسي الأشعري ولد في حدود سنة260 هجرية, ومات في حدود سنة330 هجرية, وهناك اختلاف في تحديد مولده ووفاته, درس مذهب الاعتزال على الجبائي لمدة عشرين عاما, وهو مذهب يعتمد على العقل ويقدمه على النقل وظاهر النصوص, وانطلق أبو الحسن الأشعري من فرضية أخرى وهي عدم وجود أي تناقض بين المعقول والمنقول, وهو مذهب أهل السنة السابقين عليه كالشافعي ومالك وغيرهما, ولذلك فليس هناك حاجة لتقديم المنقول على المعقول كما يفعل النصوصيون ولا لتقديم المعقول على المنقول كما يفعل المعتزلة, وبهذا يتبين أنه ليست هناك ثنائية بين المنقول وبين المعقول بل هما وجهان لعملة واحدة.إن هذا الفكر المبني على تلك الدراسة العتيقة والمبني على التأمل والنظر, والمبني على إيجاد حلول للمشكلات الفكرية المعروضة على الساحة, قبله كل العلماء قبولا تاما حتى رأينا أن المعتزلة انتهت أو كادت تنتهي في القرن الرابع الهجري, وما ذلك إلا بفضل أبي الحسن الأشعري الذي بنى كلامه على الكتاب والسنة وعلى صحيح المعقول, وكان أبو الحسن الأشعري في بعض الأحيان يعرض قولين في المسألة يمكن الأخذ بأحدهما, فكل واحد من القولين يعد حلا مقبولا للمشكلة.
ولقد تطور المذهب الأشعري الذي بنى هذا المنهج والذي دعا الناس لأن تعيش عصرها ولا تقف عند عصر النبوة فقط, بل النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك لنا منهج التفكير الذي تواجه به المحدثات سواء الفكرية أو العملية, ولذلك نري تطور المذهب على يدي الإمام الباقلاني (403 هـ) والجويني (478 هـ) ثم الإمام الغزالي (505 هـ) ثم بعد ذلك الإمام الرازي (606 هـ) والآمدي (631 هجرية) وصولا إلى الإيجي (756 هـ) والسعد التفتازاني (793 هـ), والشريف الجرجاني (816 هـ), ومن الأشاعرة: الإمام النووي (676 هـ) شارح صحيح مسلم وصاحب رياض الصالحين والإمام ابن حجر العسقلاني (852 هـ) شارح صحيح البخاري في كتابه الكبير فتح الباري. وكل من يعتمد عليه طلاب العلم من العلماء عبر العصور إلى يومنا هذا.
واستقر أتباع المسلمين من أهل السنة والجماعة للمذهب الأشعري باعتباره هو المذهب العلمي الأدق والأوسع, ولقد ألف الأشعري نحو سبعين كتابا; منها كتاب صغير طبع عدة مرات في دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدكن بالهند, اسمه استحسان الخوض في علم الكلام, وهو لا يتعدي ثلاث عشرة صفحة بين فيها استنباط الأصول العقلية من الكتاب والسنة.
وفي مجموع فتاوى ابن تيمية في المجلد الثالث, وهو يحكي عن مناظرة صفي الدين الهندي إمام الأشاعرة لابن تيمية في صفحة 187; قال الصفي الهندي:( قلت له أنتم ما لكم على الرجل اعتراض; فإنه نصر ترك التأويل وأنتم تنصرون قول التأويل, وهما قولان للأشعري), ونقل ابن تيمية هذا وقبوله له يدل على أنه كان أشعريا ورضي بذلك, ولكن بعضهم يحاول أن يجعله على مذهب ابتدعوه اسمه مذهب السلف, والسلف ليس مذهبا, إنه فترة تاريخية مباركة شهدت تمسك المسلمين بدينهم وشهدت أيضا بناء حضارتهم, وفصل هذا المعني العلامة محمد سعيد البوطي في كتابه السلفية, وهو بالأسواق.
ودأب السلفيون المعاصرون في محاولة أخري لاجتذاب الأشعري لآرائهم النصوصية, فكثيرا ما يؤكدون فكرة الفصل الكامل بين الأشعري وأفكار المدرسة المنسوبة إليه, والحق أن الأشعري اقتنع تماما بنبذ الفكر الاعتزالي وبنبذ الفكر النصوصي أيضا, وصار منهجا هو المقبول عند أهل السنة والجماعة إلى يومنا هذا.ولذلك فإن الذي يعيب على الأشعرية ويعتبرها مانعا من قبول العلماء, ويرد بذلك ما عليه علماء الأزهر حتى في الفقه من أجل أنهم أشاعرة, قد جهل انه بذلك أنكر منهج الوسطية وأنه صار بذلك رجعيا يتصور أن الإسلام يصلح لعصر دون عصر, ويحاول أن يسحب الماضي على الحاضر, وأنه بذلك قد خالف هدي القرآن وهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم معا, ولقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذا الصنف من الناس الذين يتكلمون بغير علم, وفي الحديث: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان, سفهاء الأحلام, يقولون من خير قول البرية, يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية, لا يجاوز إيمانهم حناجرهم (صحيح البخاري), إن هؤلاء قد خطوا بمنهجهم المعوج بداية طريق التطرف ثم الارجاف وهم الدائرة الأوسع التي تنبت منها الدماء البريئة التي تسيل من جراء الجهل بالدين, قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشي من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه (صحيح مسلم).
ولقد ألف الإمام ابن عساكر الدمشقي (المتوفى سنة571 هجرية) كتابه الماتع تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري, وبين فيه أتباع جماهير العلماء وأئمتهم عبر العصور إلى القرن السادس لهذا المذهب العلمي الدقيق, ومن الدراسات الجيدة التي بذل فيها جهد مشكور كتاب الدكتور جلال موسي بعنوان نشأة الأشعرية وتطورها, طبع بدار الكتاب اللبناني ببيروت, وتعد كتابات المرحوم علي سامي النشار وكتابات العلامة طه عبد الرحمن ـ متعنا الله بحياته ـ من المجهودات الكبيرة في دراسة هذا المذهب, ويكفي أن قلعة الإسلام تدرسه في مناهجها; أعني الأزهر الشريف.
الأهرام 25 فبراير 2008
السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
أنا طالب علم شرعي نواجه في كثير من الأحيان نقاشات حادة حول الأشاعرة وموقفنا كحركة إسلامية منهم فهناك من مشايخ وأساتذة من دعوتنا المباركة من يؤيد الأشاعرة ويزعم أنهم أكثر الأمة على مدار قرون وكبار علمائنا كالنووي والعسقلاني والرملي والهيتيمي والدسوقي والدردير والبهوتي وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري والسبكي والرافعي وغيرهم كثير كانوا أشاعرهم ...
فما موقفنا كحركة إسلامية في الدّاخل الفلسطيني من الأشاعرة وهل هم حقيقة السواد الأعظم للأمة ومعظم علماء الأمة كانوا أشاعرة ، وما هي الكتب التي تنصحوننا بقراءتها للأشاعرة ؟ وما هو موقف ابن تيمية من الأشاعرة وبما خالفهم ؟ وهل حقيقة تراجع ابن تيمية عن موقفه ؟
نرجو الإجابة بالتفصيل وإسناد الكلام إلى مراجع ومصادر لحسم الخلاف في هذه المسألة وبأسرع وقت ممكن ولكم منّا فائق الشكر والتقدير فبتصوري أنّ رأيكم خصوصاً إذا بينتم لنا موقفنا الصريح كحركة إسلامية سيحسم الخلاف بيننا كطلبة علم وجزاكم الله خيراً .
فما موقفنا كحركة إسلامية في الدّاخل الفلسطيني من الأشاعرة وهل هم حقيقة السواد الأعظم للأمة ومعظم علماء الأمة كانوا أشاعرة ، وما هي الكتب التي تنصحوننا بقراءتها للأشاعرة ؟ وما هو موقف ابن تيمية من الأشاعرة وبما خالفهم ؟ وهل حقيقة تراجع ابن تيمية عن موقفه ؟
نرجو الإجابة بالتفصيل وإسناد الكلام إلى مراجع ومصادر لحسم الخلاف في هذه المسألة وبأسرع وقت ممكن ولكم منّا فائق الشكر والتقدير فبتصوري أنّ رأيكم خصوصاً إذا بينتم لنا موقفنا الصريح كحركة إسلامية سيحسم الخلاف بيننا كطلبة علم وجزاكم الله خيراً .
الأشاعرية والماتريدية هم السواد الأعظم للأمة
لا أحد يخالف من أهل العلم قديماُ أو حديثاً أن غالبية العلماء والسواد الأعظم للأمة على مدار قرون أشاعرة وماتوريدية.
فالحنفية جملة وتفصيلا ماتريدية، والشافعية والمالكية ومعظم الحنابلة أشاعرة.
وهذا أمر لا ينتطح فيه عنزان ولا يختلف فيه اثنان. وهذا ما دلت عليه مصنفاتهم ومؤلفاتهم التي نتداولها عبر قرون، بحيث لا يمكن أحد أن يترقى في سلم التفقه والتعلم إلا من خلالهم وعن طريق كتبهم.
قال الإمام الجلال الدواني رحمه الله تعالى (شرح العقائد العضدية 1/34:
"الفرقة الناجية، وهم الأشاعرة أي التابعون في الأصـول للشيخ أبي الحسـن... فـإن قلت: كيف حكم بأن الفرقة الناجية هم الأشاعرة؟وكل فرقة تزعم أنها ناجية؟ قلت سياق الحـديث مشعر بأنهم –يعني الفرقة الناجية– المعتقدون بما روي عن النبـي صلّى الله عليهوسلّم وأصحابه، وذلك إنما ينطبق على الأشاعرة، فإنهم متمسكون في عقائدهم بالأحاديث الصحيحة المنقولة عنه صلّى الله عليهوسلّم وعن أصحابه، ولا يتجاوزون عن ظواهرها إلا لضرورة، ولا يسترسلون مع عقولهم كالمعتزلة".
وقال الإمام عبد القاهر البغدادي رحمه الله (الفرق بين الفرق ص19) كما قال أيضًا (أصول الدين ص309) وبعد أن عدَّدَ أئمة أهلالسنة والجماعة في علم الكلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم:
".. ثم بعدهم شيخ النظر وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي صار شجًا في حلوقالقدرية..... وقد ملأت الدنيا كتبه، وما رزق أحد من المتكلمين من التبع ما قد رزق، لأن جميع أهل الحديث وكل من لم يتمعزل منأهل الرأي على مذهبه" اهـ.
وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى في (طبقات الشافعية 3/376): "وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامةأصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق" .
وسئل الإمام ابن حجر الهيتمي –رحمه الله تعالى– عن الإمام أبي الحسن الأشعري والباقلاني وابن فورك وإمام الحرمين والباجيوغيرهم ممن أخذ بمذهب الأشعري، فأجاب:
"هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين، فيجب الاقتداء بهم لقيامهم بنصرة الشريعة وإيضاح المشكلات وردّ شبه أهل الزيغ وبيانما يجب من الاعتقادات والديانات، لعلمهم بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه........ والواجب الاعتراف بفضلأولئك الأئمة المذكورين في السؤال وسابقتهم، وأنهم من جملة المرادين بقوله "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنهتحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"، فلا يعتقد ضلالتهم إلا أحمق جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق، ولا يسبهم إلافاسق، فينبغي تبصير الجاهل وتأديب الفاسق واستتابة المبتدع" اهـ. (الفتاوى الحديثية ص205).
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي - رحمه الله تعالى- (الزواجر عن اقتراف الكبائر 82):
"المـراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجمـاعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي.." اهـ.
وقال العلامة السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى (لوامع الأنوار البهية 1 / 73): "أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:
الأثرية، وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
والأشعرية، وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله.
والماتريدية، وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى" .
وقال الإمام المرتضى الزبيدي - رحمه الله تعالى - (إتحاف السادة المتقين 2 / 6): "إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهمالأشاعرة والماتريدية" اهـ.
وقال الإمام العلامة أحمد الدردير -رحمه الله تعالى- في شرحه على منظومته في العقائد المسماة بـ"خريدة التوحيد" (ص 194):
"أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق، فرقة نصبت نفسـها لبيـان الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم منالمجتهدين، ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التيكان عليها السلف وهم الأشعري والماتريدي ومن تبعهما، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجـاهدات على طبق ما ذهب إليهالفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميعالفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام، فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة".
قال الشيخ الداعية حسن أيوب -حفظه الله تعالى في كتابه- (تبسيط العقائد الإسلامية 299):
"أهل السنة هم أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي ومن سلك طريقهما، وكانوا يسيرون على طريق السلف الصالح في فهمالعقائد، وقد جعلوا القرآن الكريم المنهل العذب الذي يلجأون إليه في تعرف عقائدهم، فكانوا يفهمون من الآيات القرآنية مسائلالعقائد، وما أشبه عليهم منه حاولوا فهمه بما توحيه أساليب اللغة ولا تنكره العقول، فإن تعذّر عليهم توقفوا وفوضوا، وقد سمي أتباعأبي الحسن الأشعري بالأشاعرة، وأبي منصور الماتريدي بالماتريدية".
وقال الأستاذ الداعية سعيد حوى -رحمه الله تعالى- (جولات في الفقهين الكبير والأكبر ص22):
"إن للمسلمين خلال العصور أئمتهم في الاعتقاد وأئمتهم في الفقه وأئمتهم في التصوف والسلوك إلى الله عز وجل، فأئمتهم فيالاعتقاد كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي... وهؤلاء وأمثالهم كلٌّ في اختصاصه حيث ثبت النقل عنهم قدَّمَ أصفى فهمٍللكتاب والسنة، ومن ثم أجمعت الأمة على اعتماد أقوالهم وقبولها في خضم اتجاهات لا تعدّ ولا تحصى من الاتجاهات الباطلةالزائفة، منها الذي مات ومنها الذي لا زال حيًا" اهـ.
وقال الشيخ سعيد -رحمه الله تعالى- أيضًا (المصدر السابق ص/8):
"وكما وجد في الفقه مؤلفون وكتب، وكما وجد في الفقه أئمة أجمعت الأمة على قبولهم، فكذلك في باب العقائد وجد أئمة أجمعتالأمة على إمامتهم في هذا الشأن كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي" اهـ.
وقال الشيخ الداعية الأستاذ أبو الحسن الندوي -رحمه الله تعالى- (رجال الفكر والدعوة في الإسلام، ص137) منوهًا بذكرهم: "خضع لعلمهم ونفوذهم العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه... وبفضلهم انتقلت قيادة العالم الإسلامي الفكرية وتوجيهه منالمعتزلة إلى أهل السنة".
الشيخ ابن جبرين يعترف ويقرّ بأنّ علماء الأمة من بعد القرن الثالث هجري أشاعرة إلاّ أنّه لا يدين لهم:
حيث قال الشيخ ابن جبرين في كتابه "الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد" (ص15):
"إنه في القرن الثالث انتشرت كتب الأشاعرة وتحول الناس لها وكتبت بعض الكتب لنصر مذهب السلف ولكنها أميتت تماما بعدانقضاء القرن الثالث واضمحلت ولم يُعترف بها أبدا وأصبحت لا تدرس إلا نادرا وبالخفاء!!!!! وانتشر مذهب الأشاعرة أيما انتشاروانتشرت كتبه والدروس على العقيدة الأشعرية، ولم يبق أحد على عقيدة الإمام أحمد إلا قلة، وكاد أن يضمحل، حتى خرج القاضيأبو يعلى وقد تأثر بهم وألف كتبا ورُمي بالتشبيه، وأنكر عليه أهل زمانه، وهذا دليل على غربة أهل السنة في ذلك العصر وبالتحديدالقرون الرابع والخامس والسادس والسابع، فلم يكد يظهر فيها أحد ينصر المعتقد الصحيح إلا بالخفاء، وهكذا بقية هذه العصور،وهذه القرون كان السائد فيها والمنتشر العقيدة الأشعرية، وكان الحنابلة طوال هذه الفترة يتعلمون العقيدة الأشعرية مثل ابن قدامة،ولذا فإن أساتذة ابن قدامة وأصحابة وتلامذته وزملاءه من الشافعية والمالكية والحنفية كلهم أشاعرة "
وقال الإمام عبد القاهر البغدادي رحمه الله (الفرق بين الفرق ص19) كما قال أيضًا (أصول الدين ص309) وبعد أن عدَّدَ أئمة أهلالسنة والجماعة في علم الكلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم:
".. ثم بعدهم شيخ النظر وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي صار شجًا في حلوقالقدرية..... وقد ملأت الدنيا كتبه، وما رزق أحد من المتكلمين من التبع ما قد رزق، لأن جميع أهل الحديث وكل من لم يتمعزل منأهل الرأي على مذهبه" اهـ.
وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى في (طبقات الشافعية 3/376): "وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامةأصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق" .
وسئل الإمام ابن حجر الهيتمي –رحمه الله تعالى– عن الإمام أبي الحسن الأشعري والباقلاني وابن فورك وإمام الحرمين والباجيوغيرهم ممن أخذ بمذهب الأشعري، فأجاب:
"هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين، فيجب الاقتداء بهم لقيامهم بنصرة الشريعة وإيضاح المشكلات وردّ شبه أهل الزيغ وبيانما يجب من الاعتقادات والديانات، لعلمهم بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه........ والواجب الاعتراف بفضلأولئك الأئمة المذكورين في السؤال وسابقتهم، وأنهم من جملة المرادين بقوله "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنهتحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"، فلا يعتقد ضلالتهم إلا أحمق جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق، ولا يسبهم إلافاسق، فينبغي تبصير الجاهل وتأديب الفاسق واستتابة المبتدع" اهـ. (الفتاوى الحديثية ص205).
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي - رحمه الله تعالى- (الزواجر عن اقتراف الكبائر 82):
"المـراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجمـاعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي.." اهـ.
وقال العلامة السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى (لوامع الأنوار البهية 1 / 73): "أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:
الأثرية، وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
والأشعرية، وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله.
والماتريدية، وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى" .
وقال الإمام المرتضى الزبيدي - رحمه الله تعالى - (إتحاف السادة المتقين 2 / 6): "إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهمالأشاعرة والماتريدية" اهـ.
وقال الإمام العلامة أحمد الدردير -رحمه الله تعالى- في شرحه على منظومته في العقائد المسماة بـ"خريدة التوحيد" (ص 194):
"أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق، فرقة نصبت نفسـها لبيـان الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم منالمجتهدين، ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التيكان عليها السلف وهم الأشعري والماتريدي ومن تبعهما، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجـاهدات على طبق ما ذهب إليهالفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميعالفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام، فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة".
قال الشيخ الداعية حسن أيوب -حفظه الله تعالى في كتابه- (تبسيط العقائد الإسلامية 299):
"أهل السنة هم أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي ومن سلك طريقهما، وكانوا يسيرون على طريق السلف الصالح في فهمالعقائد، وقد جعلوا القرآن الكريم المنهل العذب الذي يلجأون إليه في تعرف عقائدهم، فكانوا يفهمون من الآيات القرآنية مسائلالعقائد، وما أشبه عليهم منه حاولوا فهمه بما توحيه أساليب اللغة ولا تنكره العقول، فإن تعذّر عليهم توقفوا وفوضوا، وقد سمي أتباعأبي الحسن الأشعري بالأشاعرة، وأبي منصور الماتريدي بالماتريدية".
وقال الأستاذ الداعية سعيد حوى -رحمه الله تعالى- (جولات في الفقهين الكبير والأكبر ص22):
"إن للمسلمين خلال العصور أئمتهم في الاعتقاد وأئمتهم في الفقه وأئمتهم في التصوف والسلوك إلى الله عز وجل، فأئمتهم فيالاعتقاد كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي... وهؤلاء وأمثالهم كلٌّ في اختصاصه حيث ثبت النقل عنهم قدَّمَ أصفى فهمٍللكتاب والسنة، ومن ثم أجمعت الأمة على اعتماد أقوالهم وقبولها في خضم اتجاهات لا تعدّ ولا تحصى من الاتجاهات الباطلةالزائفة، منها الذي مات ومنها الذي لا زال حيًا" اهـ.
وقال الشيخ سعيد -رحمه الله تعالى- أيضًا (المصدر السابق ص/8):
"وكما وجد في الفقه مؤلفون وكتب، وكما وجد في الفقه أئمة أجمعت الأمة على قبولهم، فكذلك في باب العقائد وجد أئمة أجمعتالأمة على إمامتهم في هذا الشأن كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي" اهـ.
وقال الشيخ الداعية الأستاذ أبو الحسن الندوي -رحمه الله تعالى- (رجال الفكر والدعوة في الإسلام، ص137) منوهًا بذكرهم: "خضع لعلمهم ونفوذهم العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه... وبفضلهم انتقلت قيادة العالم الإسلامي الفكرية وتوجيهه منالمعتزلة إلى أهل السنة".
الشيخ ابن جبرين يعترف ويقرّ بأنّ علماء الأمة من بعد القرن الثالث هجري أشاعرة إلاّ أنّه لا يدين لهم:
حيث قال الشيخ ابن جبرين في كتابه "الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد" (ص15):
"إنه في القرن الثالث انتشرت كتب الأشاعرة وتحول الناس لها وكتبت بعض الكتب لنصر مذهب السلف ولكنها أميتت تماما بعدانقضاء القرن الثالث واضمحلت ولم يُعترف بها أبدا وأصبحت لا تدرس إلا نادرا وبالخفاء!!!!! وانتشر مذهب الأشاعرة أيما انتشاروانتشرت كتبه والدروس على العقيدة الأشعرية، ولم يبق أحد على عقيدة الإمام أحمد إلا قلة، وكاد أن يضمحل، حتى خرج القاضيأبو يعلى وقد تأثر بهم وألف كتبا ورُمي بالتشبيه، وأنكر عليه أهل زمانه، وهذا دليل على غربة أهل السنة في ذلك العصر وبالتحديدالقرون الرابع والخامس والسادس والسابع، فلم يكد يظهر فيها أحد ينصر المعتقد الصحيح إلا بالخفاء، وهكذا بقية هذه العصور،وهذه القرون كان السائد فيها والمنتشر العقيدة الأشعرية، وكان الحنابلة طوال هذه الفترة يتعلمون العقيدة الأشعرية مثل ابن قدامة،ولذا فإن أساتذة ابن قدامة وأصحابة وتلامذته وزملاءه من الشافعية والمالكية والحنفية كلهم أشاعرة "
فسبحان الله العظيم ألا تكفي هذه الشهادة والاستفاضة لجمهرة أهل العلم من القرن الثالث الهجري فصاعدًا؟! ألا تكفيك أخيالقارئ هذه الكثرة المستفيضة المشتهرة المنتشرة من فحول أعلام الأمة قدوة؟! أم أنّه ليس في هؤلاء الأئمة الثقات عبر عشراتالقرون عالمًا رشيدًا يا شيخ ابن جبرين يعرف البدع والضلال؟ أم أنّه خيّم عليهم الجبن فلم يقم أحد طيلة هذه القرون لينصر المعتقدالصحيح إلاّ بالخفاء على حدّ قولك؟! أليس في هذا التصريح من ابن جبرين هدانا الله تعالى وإيّاه اتهام صريح لعقيدة ملايين منالعلماء الذّين نعتبرهم قدوة في الفقه والتفسير والحديث؟!
وهذا غيض من فيض من النقولات التي تؤكد على أن غالبية علمائنا أشاعرة وماتوريدية، فمن ذكرت أخي الكريم في سؤالك أمثال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وابن حجر الهيتمي والإمام الرملي والنووي والسبكي وابن حجر العسقلاني وابن عابدين والدسوقي والدردير والبهوتي وغيرهم ممن لا يمكن حصره كلهم أشاعرة وماتوريدية، فلو أمكن عد نجوم السماء لأمكن عد الأشاعرة من العلماء.
أما بخصوص موقفنا كحركة إسلامية فنحن على منهج أسلافنا من العلماء فقهاً وعقيدة وسلوكاً، وهي عقيدة علماء المذاهب الأربعة، أمثال النووي، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري والرملي وغيرهم من علماء الأشاعرة والماتوريدية.
هذا وقد حصل هناك بعض الخلاف بين ابن تيمية رحمه الله تعالى في جملة مسائل لمن سبقه من علماء الأشاعرة وأثنى عليهم في مواقف كثيرة.
ومن أبرز مواطن الخلاف بينهم موقفه إزاء آيات الصفات التي توهم التشبيه كصفة اليد والنزول ونحوها، حيث يعتقد ابن تيمية ان هذه الصفات معقولة المعنى ولكنها مجهولة الكيف. واما الأشاعرة فإنهم يفوضون المعنى إلى الله تعالى ويصرفون اللفظ عن ظاهره. وهذا يسمى منهج التفويض، وهو منهج السلف. او انهم يأولون لاحتمال اللغة ذلك، ولكن التفويض عندهم أسلم.
وللاستزادة ننصحك اخي الكريم ومن معك من الطلبة مراجعة الكتب التالية:
1- المختصر المفيد شرح جوهرة التوحيد – للشيخ نوح القضاة.
2- تهذيب تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد – للشيخ البغا.
3- تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد – للشيخ البيجوري.
4- العقيدة الإسلامية – للشيخ مصطفى الخن.
5- العقيدة الإسلامية – للشيخ حبنكة الميداني.
6- شرح العقيدة الطحاوية – للشيخ عبد الغني الميداني، ( وليس ابن عز الحنفي ).
7-أم البراهين – السنوسي .
8- شرح الأمالي – ملا علي قاري .
9-العقائد النسفية .
هذا وننصح أخواننا من الطلبة أن يتجنبوا ما يثير الشحناء والبغضاء والفرقة بينهم وأن يبحثوا عمّا يجمع ويجتنبوا ما يفرّق ، فالأمة أحوج ما تحتاج إلى التوحد والتحابّ .
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
هل أهل السنة في الأردن هم الأشاعرة؟
الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الأشاعرة هم جمهور أهل السنة والجماعة من المالكية والشافعية، وأما الحنفية فهم ماتريدية يتبعون أبا منصور الماتريدي (333هـ)، والخلاف بينهم وبين الأشاعرة محدود، وأما الحنابلة فبعضهم أشاعرة، وبعضهم عرفوا بـ " الحنابلة "، وأطلق عليهم فيما بعد اسم " السلفية ": وجميع هؤلاء هم أهل السنة. ويقابلهم المعتزلة والخوارج.
ومجمل العقيدة التي يقررها أهل السنة مستمدة من أصول الكتاب والسنة، وأما بعض التفاصيل الكلامية فهي مسائل اجتهادية الخلاف فيها سائع، ولا ينكر علماء الكلام فيها بعضهم على بعض.
ونسبة الأشاعرة ترجع إلى الإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (324هـ) رحمه الله، وهو الإمام الذي سلمت الأمة له بالقبول والرضا في علوم التوحيد، وأثنى على تقريراته العلماء، إذ كان صاحب سنة ومنهج معتدل، حتى روى الإمام البيهقي رحمه الله في "السنن الكبرى" (10/207) أنه لمَّا قَرُبَ حضور أجل أبي الحسن الأشعري قال لبعض أصحابه: اشهَدْ عليَّ أنِّي لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
وقد ظهر الإمام أبو الحسن الأشعري في زمن استفحل فيه أمر المعتزلة والفلاسفة الذين يُقَدِّمُون معطياتِ عقولهم على نصوص الكتاب والسنة، وكان يقابلهم بعض الحنابلة الذين يُقَدِّمُون ظاهر النصوص على معطيات العقول، فاختط أبو الحسن الأشعري منهجا يجمع بين العقل والنقل، وقال تلاميذه: الشرع كالشمس، والعقل كالعين، ولا يكون الإبصار إلا بهما.
وقد ارتضى منهجه كبار علماء المسلمين من الحنفية والشافعية والمالكية وطائفة كبيرة من الحنابلة. والله أعلم.
الأشاعرة هم جمهور أهل السنة والجماعة من المالكية والشافعية، وأما الحنفية فهم ماتريدية يتبعون أبا منصور الماتريدي (333هـ)، والخلاف بينهم وبين الأشاعرة محدود، وأما الحنابلة فبعضهم أشاعرة، وبعضهم عرفوا بـ " الحنابلة "، وأطلق عليهم فيما بعد اسم " السلفية ": وجميع هؤلاء هم أهل السنة. ويقابلهم المعتزلة والخوارج.
ومجمل العقيدة التي يقررها أهل السنة مستمدة من أصول الكتاب والسنة، وأما بعض التفاصيل الكلامية فهي مسائل اجتهادية الخلاف فيها سائع، ولا ينكر علماء الكلام فيها بعضهم على بعض.
ونسبة الأشاعرة ترجع إلى الإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (324هـ) رحمه الله، وهو الإمام الذي سلمت الأمة له بالقبول والرضا في علوم التوحيد، وأثنى على تقريراته العلماء، إذ كان صاحب سنة ومنهج معتدل، حتى روى الإمام البيهقي رحمه الله في "السنن الكبرى" (10/207) أنه لمَّا قَرُبَ حضور أجل أبي الحسن الأشعري قال لبعض أصحابه: اشهَدْ عليَّ أنِّي لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
وقد ظهر الإمام أبو الحسن الأشعري في زمن استفحل فيه أمر المعتزلة والفلاسفة الذين يُقَدِّمُون معطياتِ عقولهم على نصوص الكتاب والسنة، وكان يقابلهم بعض الحنابلة الذين يُقَدِّمُون ظاهر النصوص على معطيات العقول، فاختط أبو الحسن الأشعري منهجا يجمع بين العقل والنقل، وقال تلاميذه: الشرع كالشمس، والعقل كالعين، ولا يكون الإبصار إلا بهما.
وقد ارتضى منهجه كبار علماء المسلمين من الحنفية والشافعية والمالكية وطائفة كبيرة من الحنابلة. والله أعلم.
رقم الفتوى 32679 | ||
22/04/2012 | الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة | |
انسان يقول لي انت اشعري قلت له وانت ماذا قال لي انا على على عقيدة السلف اهل السنة والجماعة وهل الاشعري عقيدته غير عقيدة اهل السنة والجماعة افيدونا جزاكم الله خيرا السؤال موجه لجناب حبيبنا الدكتور سعيد حفظه الله واطال في عمره ونفعنا به | ||
أجاب عنه: | العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي | |
الأشاعرة نسبة إلى الإمام أبي الحسن الأشعري الذي يعود إليه الفضل في القضاء على الفرق الإسلامية الجانحة عن منهج السلف، كالمعتزلة والمرجئة والجهمية والقدرية والخوارج .. إلخ والانتصار لما ترك رسول الله عليه أصحابه من الحق المنبثق عن القرآن وتعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم. وقد أحدق به فاتبعه كل الفقهاء الذين كانوا أتباعاً للإمام أحمد والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة .. وليت شعري من هو نصير السلف الصالح أهل السنة والجماعة إن لم يكن الإمام أبو الحسن الأشعري هو نصيرهم. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق