الاعتدال في السلوك (من كتاب في الإنسان الوسط)
رابعاً: الاعتدال في السلوك
وسلوك الإنسان هو حياته العملية في المجتمع الذي يعيش فيه، وإنما يتركز سلوكه في معاملته لأهله وجيرانه ورفقائه في منزله وفي عمله وفي أي مكان يكون فيه، والسلوك المعتدل هو أن يعطي المرء من نفسه كل ذي حق حقه مع المعاشرة بالمعروف والمعاملة بالحسنى وقديماً قال الحكيم:
(لا تكن صلباً فتكسر ولا تكن ليناً فتعصر)
وكن وسطاً بين ذلك شدة في لين وليناً في حزم، وقال أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه:
(لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت لأنهم لو شدو أرخيت ولو أرخوا شددت)
وقال الله تعالى:
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آية 159 من سورة آل عمران)
وفي الحكمة:
(عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{الدِّين المعاملة}
وقد حصر هذا الحديث الشريف الدِّين في المعاملة وهو من أسلوب قصر الموصوف على الصفة وهو غاية في البلاغة والبيان لأن المعاملة الحسنة هي روح الدِّين وحقيقته وبهجة الإسلام وزينته، ولقد دخل الناس في دِين الله أفواجاً لما رأوا معاملة المسلمين الكريمة لهم. فالسلوك القويم أكبر دعوة عملية للإسلام وهو أفضل بكثير من الدعوة بالقول التي لم يصاحبها تطبيق عملي.
*********************
من كتاب: (في الإنسان الوسط)
لفضيلة الشيخ محمد علي سلامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق