الأحد، 12 مايو 2013

من ضلالات الألبانى


يعتبر الألباني النبي صلى الله عليه وسلم ضالا 
كما يعتبر المتوسلين بالأنبياء والأولياء ضالين !!!
الحب صناعة إسلاميةالحب صناعة إسلامية
ومن مقالاته قوله في فتاويه (1) ما نصه : " أنا أقول هؤلاء - يعني المتوسلين بالأولياء والصالحين والذين يحرمون اتباع الكتاب والسنة - ولا أتورع من أن أسميهم باسمهم هؤلاء ضالون عن الحق ، ولا إشكال في إطلاق هذا التعبير إسلاميًا حين أقول إنهم ضالون عن الحق فإن الله عز وجل أطلق على نبيه عليه السلام أنه حينما كان قبل نزول الوحي عليه يقول :{ وَوَجَدَكَ ضَآلّاً فَهَدَى (7) } [ سورة الضحى ] " اهـ.الحب صناعة إسلاميةالحب صناعة إسلاميةالحب صناعة إسلاميةففي هذا الكلام جعل الألباني الرسول ضالا كضلال من حكم عليهم هذا الرجل من علماء الإسلام وعوامهم لتوسلهم بالأنبياء والأولياء وهذا عنده شرك ، فحكم على الرسول بما حكم به على علماء المسلمين وعوامهم لضلالهم وكفرهم كما زعم ، فهذا طعن في الرسول صلى الله عليه وسلم صريح ، ومن طعن في الرسول فقد أجمع علماء الإسلام على كفره ، فهذا دليل على أنه لا يحترم الأنبياء لأنه انتقص أفضلهم وأكرمهم على الله وهو نبينا محمد ، فبعد تنقيصه للرسول صلى الله عليه وسلم فهل يهون عليه تنقيص من سواه كائنًا من كان ، هذا مبلغ اعتقاد هذا الرجل فإنه جعل نفسه حاكما على كل من سواه من غير تفريق بين النبي وبين أفراد أمته 
مما ذكر أيضًا فى تفسير قوله تعالى : ووجدك ضالا فهدى 
أي غافلا عما يراد بك من أمر النبوة ، فهداك : أي أرشدك . والضلال هنا بمعنى الغفلة كقوله جل ثناؤه :لا يضل ربي ولا ينسى أي لا يغفل . وقال في حق نبيه : وإن كنت من قبله لمن الغافلين .وقال قوم : ضالا لم تكن تدري القرآن والشرائع ، فهداك الله إلى القرآن ، وشرائع الإسلام وهو معنى قوله تعالى : ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، عن الضحاك وشهر بن حوشب وغيرهما 
ووجدك ضالا أي في قوم ضلال ، فهداهم الله بك . هذا قول الكلبي والفراءوعن السدي نحوه أي ووجد قومك في ضلال ، فهداك إلى إرشادهم    وقيل : ووجدك ضالا عن الهجرة ، فهداك إليها . وقيل : 
ضالا أي ناسيا شأن الاستثناء حين سئلت عن أصحاب الكهف وذي القرنين والروح - فأذكرك كما قال تعالى : أن تضل إحداهما .
وقيل : ووجدك طالبا للقبلة فهداك إليها بيانه : قد نرى تقلب وجهك في السماء الآية ويكون الضلال بمعنى الطلب ; لأن الضال طالب . وقيل : ووجدك متحيرا عن بيان ما نزل عليك ،
فهداك إليه فيكون الضلال بمعنى التحير ; لأن الضال متحير
وقيل : ووجدك ضائعا في قومك فهداك إليه ويكون الضلال بمعنى الضياع .وقيل : ووجدك محبا للهداية ، فهداك إليها ويكون الضلال بمعنى المحبة . ومنه قوله تعالى : قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم أي في محبتك   وقيل : وجدك ضالا [ ضال ] نفسك لا تدري من أنت 
أما كلمة ضال فقد وردت فى القرآن بأكثر من معنى
وليس كما يظن البض أن الضلال مضاد الهدىوإليكم البيان 
1- ضلال بمعنى النسيان فى نحو قوله تعالى : في سورة البقرة 282 و موضع الاستشهاد هو : " وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى "
2- ضلال بمعنى الغفلة فى نحو قوله سبحانه على لسان سيدنا موسى عليه السلام لفرعون في سورة الشعراء الآية 20 :
" قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ "
3- ضلال بمعنى المحبة فى نحو قوله عز وجل على لسان أولاد سيدنا يعقوب : في سورة يوسف الآية 8 : " إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " أى فى حب مبين ليوسف، وهو المشار إليه فى قوله تعالى على لسانهم أيضاً : في سورة يوسف الآية 95 : " قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ "
" وكذلك قوله سبحانه على لسان نسوة المدينة :في سورة يوسف الآية 30 : " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "أى حب مبين ليوسف عليه السلام
يقول القاضى عياض : " واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـمن الشيطان وكفايته منه ، لا في جسمه بأنواع الأذى - كالجنون والإغماء - ، ولا على خاطره بالوساوس " .
ونذكر هنا الدليل القاطع على ضلال ما فهمه الألبانى 

وأن هذا الفهم يحتاج إلى توبة واستغفار فقد حفظ الله رسوله وعصمه من الشيطان ومن الضلال وزكاه كله 
فقال سبحانه في سورة النجم الآية 2 : " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى "
فهل بعد قول الله ـ الذى نفى عنه صل الله عليه وسلم الضلال مطلقاً ـ قول أو فهم 
بل إننى أقول أنه لايقول بالمعنى الذى قصده الألبانى مؤمن عاقل يعرف قدر الأنبياء ومكانتهم وأنهم أنفس الناس نفساً وأرجحهم عقل فضلا عن كفالة الله لهم وحفظه إياهم وعصمته لهم وعدم تسلط الشيطان عليهم 
( ما ضل ) مطلقاً قبل البعثة ولا بعدها وهذا ما قطعت به الأدلة الصحيحة على حفظ الله له من الشيطان وأعمال الجاهلية قبل البعثة ... وهى لا تتعارض مع ( ووجدك ضالا فهدى ) لأن الضلال فسره كثير من العلماء هو الحب الشديد الذى يأخذ لب صاحبه فينسى كل ما حوله ولا يعبأ بشئ غير حبيبه 
وهو الحب الشديد الذى يفنى المحب فى محبوبه ويستغرق فى محبته فيضل فيه أى يفنى فيه 
كقوله تعالى على لسان الكفار ({ وقالوا أإذا ضللنا في الأرض}
وأصله من قول العرب: ضل الماء في اللبن إذا ذهب.
والعرب تقول للشيء غلب عليه حتى فنى فيه أثره: قد ضّل.
قال الأخطل: كنت القذى في موج أكدر مزبد ** قذف الأتيّ به فضلَّ ضلالا
وقال قطرب: معنى ضللنا غبنا في الأرض.
وأنشد قول النابغة الذبياني: فآب مضلوه بعين جلية ** وغودر بالجولان حزم ونائل
ووجدك محباً للهداية فهداك إليها، ويشهد لصحة هذا الوجه والتأويل ما يلى :
أ- ما صح من سيرة رسول الله قبل النبوة، وتحنثه فى غار حراء طلباً للهداية،
حتى نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحى([1 ])
ب- أن من أسماء المحبة عند العرب "الضلال" قال الشاعر
هذا الضلال أشاب مني المفرقا *** والعارضين ولم اكن متحققا
عجبا لعزة في اختيار قطيعتي*** بعد الضلال فحبلها قداخلفا 14
وهناك عقلاء كثر قالوا هذة المعانى 
قال الإمام الزرقانى وتأويل الضلال بمعنى المحبة منقول عن قتادة، وسفيان الثورى، فلا يضر عدم وجوده فى الصحاح وأتباعه، فاللغة واسعة شرح الزرقانى على المواهب 9/11، وينظر : الشفا 2/112، 113 
 فإذا كان هذا الرجل يتجرأ على الطعن في الرسول فلا يستغرب إذا تجرأ على غيره من الأكابر في الدين كالصحابة ومن جاء بعدهم ، فإنه ساوى الرسول صلى الله عليه وسلم بالضالين الكافرين ، فالرسول عليه الصلاة والسلام قبل نزول الوحي عليه كان عارفًا بربه مؤمنًا به أنه لا يستحق أحد غيره أن يعبد حتى أكرمه الله بالوحي فأعطاه الله تعالى من علم أحكام الإيمان وأمور الآخرة فجعله أعلم الأولين والآخرين بأمور الدين صلى الله عليه و سلم أتم صلاة وسلام عليه وعلى آله وذريته وصلى وسلم على جميع إخوانه من النبيين .
فإذا كان الألباني تجرأ على ذكر سيدنا محمد في عداد الضالين ويعني هذا الرجل بالضالين الذين ألحق الرسول بهم من هم مشركون عنده لأن التوسل بالأنبياء والأولياء شرك عنده وعند طائفته ، فكيف يشبه سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم بهؤلاء لمجرد أن الله تعالى قال في حقه: { وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى (7) } [سورة الضحى] ومعنى الآية غير هذا الذي أراده الألباني ، لأن الضلال الذي تفيده هذه الآية هو ان الرسول لم يكن عالمًا بعلوم الشريعة قبل نزول الوحي عليه كما قدمنا ، فكأن هذا الرجل فال الرسول كان كافرًا كما أن هؤلاء المتوسلين بالأنبياء والأولياء كفار وكما أن من يحرم اتباع الكتاب والسنة كافر ، فما الذي دعاه إلى إلحاق سيدنا محمد بمن يعتبرهم مشركين كافرين لأنهم يتوسلون بالأنبياء والأولياء ، والتوسل بالأنبياء والأولياء أجمع عليه المسلمون سلفهم وخلفهم لم يخالف في هذا إلا ابن تيمية ، ثم هؤلاء الذين قلدوه ، فالمسلمون مع اختلاف طبقاتهم في الفضل في الدين كانوا متوسلين بالأنبياء والأولياء وإن كان هذا الأمر عند هذا المعكوس القلب كفرًا ، ولن يستطيع هذا الألباني إثبات منع التوسل بالأنبياء والأولياء من عالم معتبر قبل ابن تيمية ، فليعلم أن هذا الرجل هواه الغض من قدر الأولياء والصالحين إلا فرقته وزعيمهم محمد بن عبد الوهاب وزعيمهم الأول ابن تيمية فإن هؤلاء عندهم هم المسلمون الحقيقيون .

ولو عبر هذا الرجل بما في نفسه لقال بعبارة صريحة : " لا يوجد مسلمون سوى طائفتنا الوهابية " كما قال زعيمهم السابق محمد بن عبد الوهاب : " من دخل دعوتنا فله ما لنا وعليه ما علينا ، ومن لم يدخل في دعوتنا فهو كافر مباح الدم " ، وقد نقل ذلك خلق منهم العالم الجليل الشيخ أحمد بن زيني دحلان المكي والشيخ محمد بن عبيد الله النجدي مفتي الحنابلة في مكة المكرمة المتوفى في أواخر القرن الثالث عشر في كتابه " السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة " فقال في زعيمهم هذا إنه يكفر من خالف رأيه ويستحل قتله ، و شواهد أفعال أتباعه تشهد بذلك .
--------------------------------------------------------
(1)- فتاوى الألباني (ص/ 432) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق