الأحد، 19 مايو 2013

التصوف الذى نريده


"التصوف الذي نريده"
إن علوم الدين تستهدف صيانة النفس وتلتقي جميعاً عند تكوين الإيمان ومطالبه ولا بد أن يكون بينها علم يقوم على رفع الإنسان إلى مقام الإحسان، علم يعالج العلل العقلية والنفسية التي تحجب المرء عن ربه وتلصقه بالتراب،  أو التي تهتم بأشكال العبادات دونما ارتباط بجوهرها وحكمتها.
ما يكون اسم هذا العلم؟ لا يهمني ذلك، لنسمه التصوف، أو لنتخير ما نستحب من عناوين، فالأمر سواء.
 ذلك أن شر ما يصيب المتدينين هو تحول الطاعات إلى عبادات تؤدى في غيبة العقل وغفلة الشعور، والمراسم الدينية والحالة هذه معطوبة الثمار، وربما بقيت وبقي إلى جوارها طبع لم يهذب، وخلق لم يقوم.
ما الذي يوقظ القلب الغافي، ويعيد إليه حرارة الحياة ونشاطها؟
إن تعهد الناشئة والكبار بما يوجه عواطفهم وآمالهم إلى الله تعالى، شيء خطير،  ولا بد من إقامته على أسس فنية محترمة،  وفي عصرنا هذا لا بد من الاستعانة بمقررات علم النفس وبما ورد في الآداب الإنسانية الصادقة من تجارب وصور، ولا أحسب أحداً يماري في حاجة الناس إلى هذا اللون من المعرفة والتربية.

فلنسمّ هذا العلم تصوفاً أو تزكية للنفس أو أي اسم آخر فلا مشاحة في التسميات ما دام الهدف
معروفاً والطرق إليه مستمدة من صحيح الدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق