معبود المجسمة: "لو كان هذا عبدا لم يرغب أحد في شرائه
فكيف يقول العاقل إن رب العالمين موصوف بهذه الصورة ؟"
قال الإمام النظّار هازم المجسمة وقاطع أدبارهم
وهو الإمام فخر الدين الرازي في
تفسيره مفاتيح الغيب 26/231: واعلم أن الدلائل
الدالة على نفي كونه تعالى جسما مركبا من الأجزاء والأعضاء ، قد
سبقت إلا أنا نذكر ههنا نكتاجارية مجرى الإلزامات الظاهرة فالأول :
أن من قال إنه مركب من الأعضاء والأجزاء ، فإما أن يثبت الأعضاء
التي ورد ذكرها في القرآن ولا يزيد عليها ، وإما أن يزيد عليها ، فإن
كان الأول لزمه إثبات صورة لا يمكن أن يزاد عليها في القبح ، لأنه
يلزمه إثبات وجه بحيث لا يوجد منه إلا مجرد رقعة الوجه لقوله :
{ كل شىء هالك إلا وجهه }[ القصص : 88 ].
ويلزمه أن يثبت في تلك الرقعة عيونا كثيرة لقوله : { تجرى بأعيننا } [ القمر : 14 ].
وأن يثبت جنبا واحدا لقوله تعالى : { ياحسرتى على ما فرطت فى جنب الله }
[ الزمر : 56 ].
وأن يثبت على ذلك الجنب أيدي كثيرة لقوله تعالى :
{ مما عملت أيدينا } [ يس : 71 ].
وبتقدير أن يكون له يدان فإنه يجب أن يكون كلاهما على جانب
واحد لقوله صلى الله عليه وسلم : « الحجر الأسود يمين الله في الأرض ».وأن
يثبت له ساقا واحدا لقوله تعالى : { يوم يكشف عن ساق } [ القلم : 42 ].
فيكون الحاصل من هذه الصورة ، مجرد رقعة الوجه ويكون عليها
عيون كثيرة ، وجنب واحد ويكون عليه أيد كثيرة وساق واحد ،
ومعلوم أن هذه الصورة أقبح الصور ، ولو كان هذا عبدا لم يرغب أحد
في شرائه ، فكيف يقول العاقل إن رب العالمين موصوف بهذه
الصورة .؟!!وأما القسم الثاني: وهو أن لا يقتصر على الأعضاء
المذكورة في القرآن، بل يزيد وينقص على وفق التأويلات، فحينئذ
يبطل مذهبه في الحمل على مجرد الظواهر، ولا بد له من قبول دلائل العقل.
الحجة الثانية: في إبطال قولهم إنهم إذا أثبتوا الأعضاء لله تعالى،
فإن أثبتوا له عضو الرَّجُل فهو رجُل، وإن أثبتوا له عضو النساء فهو
أنثى، وإن نفوهما فهو خصي أو عنين، وتعالى الله عما يقول
الظالمون علوا كبيرا.اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق