الخميس، 2 مايو 2013

علماء أهل السنة والجماعة ينزهون الله عن المكان والجهة

تنزيه الله عن المكان والجهة:
إعلم أخي المسلم أن الله تعالى لا يحويه مكان لا يسكن السماء ولا يجلس على العرش ولا تحويه جهة من الجهات موجود أزلا وأبدا بلا مكان.
خلق الأماكن والجهات فلا يحتاج اليها.

ومن الأدلة على ذلك كلام علماء الاسلام سلفا وخلفا ومن ذلك:
قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره ص 132 : قوله تعالى : ( إني ذاهب إلى ربي ) يدل على فساد تمسك المشبهة بقوله تعالى : ( إليه يصعد الكلم الطيب ) [ فاطر : 10 ] لأن كلمة إلى موجودة في قوله : ( إني ذاهب إلى ربي ) مع أنه لم يلزم أن يكون الإله موجودا في ذلك المكان ، فكذلك ههنا
قال البيهقي في الأسماء والصفات : عن عمران بن حصين ، رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقلت ناقتي بالباب ثم دخلت ، فأتاه نفر من بني تميم فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم . قالوا: قد بشرتنا فأعطنا ، فجاءه نفر من أهل اليمن فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها إخوانكم بنو تميم . قالوا: قبلنا يا رسول الله ، أتيناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر كيف كان؟ قال: « كان الله عز وجل، ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، ثم كتب جل ثناؤه في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض. قال: ثم أتاني رجل فقال: أدرك ناقتك فقد ذهبت. فخرجت فوجدتها ينقطع دونها السراب ، وايم الله لوددت أني كنت تركتها. أخرجه البخاري في الصحيح من حديث الأعمش. وقوله: كان الله عز وجل ولم يكن شيء غيره. يدل على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما، فجميع ذلك غير الله تعالى. وقوله: كان عرشه على الماء. يعني: ثم خلق الماء وخلق العرش على الماء، ثم كتب في الذكر كل شيء، كما روينا في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وذلك بين في حديث أبي رزين العقيلي» .


قال الامام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى:
" والله تعالى لا يلحقه تغير ولا تبديل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش"
وكان – الامام أحمد- ينكر على من يقول ان الله في كل مكان بذاته لأن الأمكنة كلها محدودة.
رواه أبو الفضل التميمي في كتاب إعتقاد الامام أحمد



قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى:

" من قال أو اعتقد أن الله جالس على العرش فهو كافر" 

رواه ابن المعلم القرشي في كتابه نجم المهتدي ورجم المعتدي – ص 551

قال الحافظ الحجة محمد ابن حبان :" كان الله ولا زمان ولا مكان"
أنظر كتاب الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان


الشيخ ابن عراق الكناني نزيل بيروت المتوفى سنة 933 ه
قال في كتابه تاريخ النور السافر ما نصّه:
كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، جلّ عن التشبيه والتقدير، والتكييف والتغيير، والتأليف والتصوير


قال الحافظ الحجة محمد بن حبان بن أحمد التميمي في مقدمة كتابه " الثقات" ج1/ص1الحمد لله الذي ليس له حد محدود فيحتوى ولا له أجل معدود فيفنى ولا يحيط به جوامع المكان ولا يشتمل عليه تواتر الزمان ولا تدرك نعمته بالشواهد والحواس ولا يقاس صفات ذاته بالناس. أ.ه
قال الامام أبي حنيفة في كتاب الفقه الأبسط:
كان الله تعالى ولا مكان كان قبل أن يخلق الخلق كان ولم يكن أين ولا خلق ولا شيء وهو خالق كل شيء
ذكره العلامة كمال أحمد البياضي الحنفي في كتاب إشارات المرام



قال الحافظ المفسر النحوي اللغوي أبو حيان في تفسيره البحر المحيط ( 7/290) عند تفسير الآية: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} ما نصه: (وصعود الكلام إليه تعالى مجازٌ في الفاعل وفي المسمى إليه لأنه تعالى ليس في جهة، ولأن الكَلِمَ ألفاظ لا توصف بالصعود، لأنّ الصعود من الأجرام يكون، وإنما ذلك كناية عن القبول ووصفه بالكمال، كما يقال: علا كعبُهُ وارتفع شأنه، ومنه ترافعوا إلى الحاكم ورُفعَ الأمرُ إليه، وليس هناكَ علوٌ في الجهة). اهـ


قال العلامة الاصولي عبد الكريم بن أبي بكر أحمد المشهور بالشهرستاني 
القاعدة الرابعة في إبطال التشبيه وفيها الرد على أصحاب الصور وأصحاب الجهة والكرامية في قولهم إن الرب تعالى محل للحوادث. فمذهب أهل الحق أن الله سبحانه لا يشبه شيئاً من المخلوقات ولا يشبهه شيء منها بوجه من وجوه المشابهة والمماثلة "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" فليس الباري سبحانه بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا في مكان ولا في زمان ولا قابل للأعراض ولا محل للحوادث.أ.ه كتاب نهاية الأقدام في علم الكلام – ص 36

يقول الامام الحافظ الحجة البيهقي في كتابه "الاسماء والصفات" بعد ذكر قوله تعالى "هو الأول والآخر والظاهر والباطن" يقول: واستدل بعض اصحابنا في نفي المكان عنه -الله- بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء" وإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان. أ.ه

الامام أبو اسحاق الشيرازي الشافعي (476 ه) يقول في كتاب الاشارة الى مذهب أهل الحق : انه – الله تعالى- كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو الآن على ما عليه كان
الامام ابو حامد الغزالي (505 ه) يقول في كتاب "قواعد العقائد" تعالى – اي الله- عن أن يحويه مكان كما تقدس عن أن يحده زمان بل كان قبل خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان.
قال الشيخ محمد مَيَّارة المالكي (1072هـ) ما نصه: "أجمع أهل الحق قاطبة على أن الله تعالى لا جهة له، فلا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف" اهـ.

القاضي ابو بكر بن العربي المالكي الاندلسي (543ه) يقول في كتاب القبس في شرح موطأ مالك بن أنس: البارىء يتقدس عن أن يحد بالجهات أو أن تكتنفه الاقطار

نقل الشيخ تاج الدين السبكي الشافعي الأشعري (771هـ) عن الشيخ فخر الدين بن عساكر أنه كان يقرىء العقيدة المرشدة التي فيها: "إن الله تعالى موجود قبل الخلق ليس له قَبْلٌ ولا بَعْدٌ، ولا فوقٌ ولا تحتٌ، ولا يمينٌ ولا شمالٌ، ولا أمامٌ ولا خَلْفٌ". ثم قال ابن السبكي بعد أن ذكر هذه العقيدة ما نصه: "هذا آخر العقيدة وليس فيها ما ينكره سُنّي" اهـ.

ووافقه على ذلك الحافظ المحدّث صلاح الدين العلائي (761هـ) أحَد أكابر علماء الحديث فقال ما نصه: "وهذه "العقيدة المرشدة" جرى قائلها على المنهاج القويم، والعَقْد المستقيم، وأصاب فيما نزَّه به العليَّ العظيم" اهـ.
وللشيخ ابن جَهْبَل الحلبي الشافعي (733هـ) رسالة ألَّفَها في نفي الجهة ردَّ بها على المخالف لأهل السنة ابن تيمية الحرَّاني. قال ابن جَهْبَل ما نصه: "وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة، فنقول: عقيدتنا أن الله قديم أزليٌّ، لا يُشبِهُ شيئًا ولا يشبهه شىء، ليس له جهة ولا مكان" اهـ.

قال سيف الدين الآمدي (631هـ) ما نصه: "وما يُروى عن السلف من ألفاظ يوهم ظاهرها إثبات الجهة والمكان فهو محمول على هذا الذي ذكرنا من امتناعهم عن إجرائها على ظواهرها والإيمان بتنزيلها وتلاوة كل ءاية على ما ذكرنا عنهم، وبيَّن السلف الاختلاف في الألفاظ التي يطلقون فيها، كل ذلك اختلاف منهم في العبارة، مع اتفاقهم جميعًا في المعنى أنه تعالى ليس بمتمكن في مكان ولا متحيّز بجهة" اه

قال الشيخ إسماعيل الشيباني الحنفي (629هـ) ما نصه: "قال أهل الحق: إن الله تعالى متعالٍ عن المكان، غيرُ متمكِّنٍ في مكان، ولا متحيز إلى جهة خلافًا للكرّامية والمجسمة" اهـ.

يقول الإمام بن فورك في مشكل الآثار :
واعلم أنا إذا قلنا أن الله عز ذكره " فوق ما خلق " لم نرجع به إلى فوقية المكان والارتفاع على الأمكنة بالمسافة والاشراف عليها بالمماسة لشيء منها بل قلنا انه فوقها يحتمل وجهين :

أحدهما - , أن يراد به أنه قاهر لها مستول عليها اثباتا لاحاطة قدرته بها وشمول قهره لها , وكونها تحت تدبيره جارية على حسب علمة ومشيئته والوجة

الثاني - أن يراد به انه فوقها على معنى انه مباين لها با الصفة والنعت , وان ما يجوز على المحدثات من العيب والنقص والعجز والأفة والحاجة لا يصح شيء من ذلك عليه ولا يجوز وصفة به وهذا متعارف في اللغة ان يقال " فلان فوق فلان " ويراد بذالك رفعة المرتبة والمنزلة والله " فوق خلقه " على الوجهين جميعا وانما يمتنع الوجه الثالث وهو ان يكون على معنى التحيز في جهة والاختصاص ببقعة دون بقعة

قال إمام الحرمين أبو الـمعالي عبد الـملك بن عبد 

الله الجويني الأشعري (478 هـ) ما نصه:

الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص/53) : " البارىء 

سبحانه وتعالى قائمٌ بنفسه اعلـم أن معنى قيامه 


بنفسه هو استغناؤه عن كل ما سواه ، فلا يحتاج 

إلى مخصص له بالوجود ، لأنَّ الاحتياج الى الغير 

ينافي قدمه ، وقد ثبت وجوب قِدَمه وبقائه، متعال 

عن الافتقار إلى محلٍّ يحله أو مكانٍ يُقله "


وقال أيضا ما نصه [الإرشاد (ص/58)] : " مذهب 

أهل الحق قاطبةً أن الله سبحانه وتعالى يتعالى 

عن التحيّز والتخصص بالجهات "

روى الجلال السيوطي عن علي رضي الله عنه أنه قال عن الله كلم 

موسىٰ تكليما بلا جوارح ولا أدوات ولا شفة ولا لهوات سبحانه 

وتعالٰى عن تكييف من زعم أن إلهنا محدود

 فقد جهل الخالق المعبود ومن ذكر أن الأماكن به تحيط لزمته 

الحيرة والتخليط. أ.ه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق