هل خالف الأشاعرة السلف ووافقوا الفلاسفة؟
يقولون:
خالف الأشاعرة
مذهب السلف في إثبات وجود الله تعالى ، ووافقوا الفلاسفة
والمتكلمين في الاستدلال على وجود الله تعالى
فنقول: ما المشكلة
في إثبات وجود الله تعالى بأساليب الفلاسفة؟ أليس هذا انتصاراً للعقيدة في زمن
انبهار الناس بالعلوم الفلسفية التي شككتهم في دينهم وأوشكت أن تذهب بعقائدهم لولا
أن انبرى لها هؤلاء العلماء؟
وفي مطلع القرن
الماضي، ومع سيطرة الفكر الشيوعي على بعض بلادنا ومناهجنا، رأينا أثر هذا النوع من
الدراسة في تثبيت عقائد الشباب إزاء موجة الإلحاد الفكرية الفظيعة، ومعتنقو
المادية الجدلية، والحتمية التاريخية، والشيوعيون عقائدياً، والمعتزلة الجدد، كل
هؤلاء لا يمكن مجادلتهم ودعوتهم إلا بالاستدلالات العقلية المنطقية..
ثم ألا نستخدم في
عصرنا الحالي، عصر العلم والتكنولوجيا الإعجاز العلمي في القرآن لإثبات صحة القرآن
والوحي؟ ألم يُسلم كثير ويثبت إيمان كثير بهذا الأسلوب؟ أليس هذا أيضاً بدعة لم
تكن على عهد الصحابة ولا التابعين؟
إنما يكون اللوم لو أدى استخدام هذه الأساليب
إلى إهمال كتاب الله أو سنة نبيه، والاشتغال بهذه العلوم وحدها، وهذا ما لم
يحدث... أو لو وصل بالمجادلين والمتكلمين إلى نتائج تخالف القرآن والسنة كما حدث
مع المعتزلة، وهذا ما لم يحدث مع أهل السنة لأنهم انطلقوا من الوحي، وبقي الوحي
قائدهم ومرشدهم ودليلهم وضابطهم في كافة
كلامهم وجدالهم واستدلالاتهم..
والعقل خلقٌ من خلقِ الله، فلا يمكن أن يتناقض
ما يُتوصل له بالعقل الصحيح، مع ما ثبت بالنقل الصحيح عن الوحي، كما قرر ذلك ابن
تيمية وسائر علماء المسلمين، لأن المصدر واحد... ولا يحدث التعارض إلا لو كان النص
غير صحيح الثبوت، أو ظني الدلالة ففهم بطريقة خاطئة، فالخطأ هنا للفهم لا للنص،
كفهم من كانوا يعتقدون أن النصوص تدل على ثبات الأرض ودوران الشمس حولها، وأن من
يقول بدوران الأرض حول الشمس يخالف القرآن، فهذا قصور في فهمهم للنصوص، لا في
النصوص، وقد ينشأ الخطأ لقصور العقل أو خطئه أو انحرافه... فيمكن عندها بيان هذا
الخطأ بالنقاش المنطقي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق