يقول الناقد والباحث في تاريخ المدينة المنورة محمد الدبيسي كثير من المؤرخين شغفوا بتاريخ المدينة المنورة والكتابة عنه، لقد أحصيت أكثر من 500 كتاب إضافة إلى الأبحاث العلمية التي نشرت في دوريات، فمثلا أول كتاب عن تاريخ المدينة كان لابن زبالة في القرن الثاني الهجري، بعد ذلك كتب مؤرخون آخرون مثل المراغي والسخاوي والسمهودي، الأخير له كتاب باسم (وفاء الوفاء في اخبار دار المصطفى) في القرن العاشر الهجري \"عام 1325هـ\" والذي يحتوي على مجلدين، ويعتبر مرجعا في هذا الباب، لكن أجمل وصف وقفت عليه بخصوص الحجرة النبوية وجدته في كتاب (مرآة الحرمين) للدكتور ابراهيم رفعت باشا الذي جاء من مصر وزار الحرمين ووصف الحجرة بأورع ما يمكن.
ويقول الدبيسي إن الحجرة تقع شرق المسجد النبوي الشريف، وكان بابها يفتح على الروضة الشريفة التي وصفها الرسول عليه السلام بأنها روضة من رياض الجنة، وهي حجرة السيدة عائشة بنت الصديق التي قبضت فيها روحه فدفن بها، وكان قبره جنوب الحجرة، وكانت عائشة بعد وفاته تقيم في الجزء الشمالي منها، وكما يُذكر تاريخيا بأنه عليه السلام قد دفن ورأسه الشريف إلى الغرب ورجلاه إلى الشرق ووجهه الكريم إلى القبلة.وعندما توفى الصديق دفن خلف النبي صلى الله عليه وسلم بذراع، ورأسه مقابل كتفيه الشريفين، ولما توفي عمر بن الخطاب أذنت له عائشة بعد أن استأذنها قبل وفاته بأن يدفن إلى جوار صاحبيه داخل هذه الحجرة.وعن القبر الخالي في الحجرة النبوية يشير محمد الدبيسي إلى إن بعض العلماء يذكرون أن هذا القبر سيدفن فيه النبي عيسى عليه السلام. أما قصة تسمية الكوكب الدري الموجود في الحجر النبوية، فقد كان يوجد في الجدار القبلي من الحجرة تجاه الرأس الشريفة مسمار فضة، ويذكر رفعت ابراهيم باشا أنه ابدل بقطعة من الألماس كانت بحجم بيضة الحمام، وتحته قطعة أخرى أكبر منها، والقطعتان مشدودتان بالذهب والفضة، ومن ثم اطلق عليهما اسم \"الكوكب الدري\".ويطلق على الحجرة في بعض الكتب – والكلام للدبيسي – المقصورة الشريفة، ولها ستة أبواب، الباب الجنوبي ويسمى باب التوبة، وعليه صفيحة مكتوب عليها تاريخ صنعه 1026 هـ، والباب الشمالي ويسمى باب التهجد، والبال الشرقي ويسمى باب فاطمة، والباب الغربي ويسمى باب النبي وبعض الناس يسمونه باب الوفود، وعلى يمين المثلث داخل المقصورة باب آخر، ثم باب سادس على يسار المثلث في داخل المقصورة أيضا.
وأهدى السلطان عبد المجيد الحجرة النبوية سنة 1274 هـ شمعدانين مصنوعين من الذهب الخالص المرصع بالألماس الفاخر، وتم وضعهما بمقصورة الحجرة الشريفة أحدهما باتجاه الرأس الشريف والآخر بمحاذاة رجليه الكريمتين، كما جاء في كتاب مرآة الحرمين.ويؤكد الدبيسي أن الكتب التاريخية تشير إلى تعرض الحجرة النبوية للسلب والنهب عبر العصور المختلفة قبل الدولة السعودية، وأن بعض الأشياء التي تعرض في بعض المتاحف التركية، أخذت في عهد الدولة العثمانية من مقتنيات الحجرة، التي يقال إنها كانت تضم الذهب والفضة.ويشير إلى أن ابراهيم رفعت باشا ذكر في كتابه أن الملك العادل نور الدين الشهيد أمر عام 557 هـ ببناء خندق صب فيه الرصاص حول الحجرة النبوية، عندما علم أن هناك من يحاول الوصول إلى جسد الرسول.ويقول إن الحجرة مرت بمراحل في بنائها، فقد كانت إبان العهد الأول مبنية باللبن وجريد النخل على مساحة صغيرة ثم أبدل الجريد بالجدار في عهد عمر بن الخطاب ثم أعاد عمر بن عبد العزيز بناءها بأحجار سوداء.
وقد ذكر الأديب المصري الراحل محمد حسين هيكل في كتابه ( في منزل الوحي) عام 1947م عن رحلة الحج التي قصد بها الأراضي المقدسة، ان الحجرة النبوية ظلت كما هي حتى زمن بني أمية، حين أمر الوليد بن عبد الملك واليه علي المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز أن يضم حجرات أزواج النبي رضي الله عنهن. وبنى عمر بن عبد العزيز الحجرة سنة ثمان وثمانين وقيل سنة إحدى وتسعين للهجرة، وبالتالي فقد ظلت ثمانية وسبعين أو ثمانين سنة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم في مثل بساطتها حين وفاته.ويقول محمد حسين هيكل إن الحجرة قد تجدد بناؤها بعد ذلك اكثر من مرة، فقد شب حريق في القرن السابع الهجري وامتد إلي الحجرة ولكنها لم تحرق، كما امتد إلي المسجد كله، و تعرضت لحريق آخر علي اثر الصاعقة التي نزلت في أواخر القرن التاسع الهجري.وقد بنيت أول قبة في المسجد النبوي فوق الحجرة النبوية في القرن السابع الهجري، بأمر السلطان المملوكي المنصور قلاوون الصالحي سنة 678 هـ وهي التي عرفت مؤخراً بالقبة الخضراء، وكانت مربعة من أسفلها مثمنة من أعلاها، مصنوعة من أخشاب أقيمت على رؤوس السواري المحيطة بالحجرة الشريفة، مكسوة بألواح الرصاص، منعاً لتسرب مياه الأمطار.وفي عام 881 هـ وبعد الانتهاء من بعض الترميمات في المسجد قرر السلطان قايتباي إبدال السقف الخشبي للحجرة بقبة لطيفة، فرفعوا السقف الخشبي، ثم عقدوا قبواً على نحو ثلث الحجرة مما يلي المشرق والأرجل الشريفة، ليتأتى لهم تربيع محل القبة المتخذة على بقية الحجرة من الغرب، ثم عقدوا القبة على جهة الرؤوس الشريفة بأحجار منحوتة من الحجر الأسود والأبيض، ونصبوا بأعلاها هلالاً من نحاس، وبيضوها من الخارج بالجص، فجاءت جميلة بديعة.
وقد سلمت هذه القبة من الحريق الذي شب بالمسجد سنة 886 هـ، بينما احترقت القبة التي فوقها، فأعاد السلطان قايتباي عام 892 هـ بناءها بالآجر، وأسس لها دعائم عظيمة بأرض المسجد، ثم ظهرت بعض الشقوق في أعاليها، فرممت وأصبحت في غاية الإحكام.ثم عمل قبة على المحراب العثماني، وغطى السقف بين القبة الخضراء والحائط الجنوبي بقبة كبيرة حولها ثلاث قباب، كما أقام قبتين أمام باب السلام من الداخل، وقد كسيت هذه القباب بالرخام الأبيض والأسود، وزخرفت بزخارف بديعة.
وفي سنة 1119 هـ أضاف السلطان محمود الأول رواقاً في جهة القبلة، وسقّف ما يليه بعدد من القباب. وفي عام 1228هـ جدد السلطان محمود الثاني العثماني قبة الحجرة النبوية ، ثم دهنها باللون الأخضر، فاشتهرت بالقبة الخضراء، وكانت قبل ذلك تعرف بالبيضاء والزرقاء، وكان بعضهم يطلق عليها: الفيحاء.
ويذكر في ذلك الدبيسي بأن "الملك نور الدين زنكي في عام 557هـ أقام خندقا عميقا حول الحجرة النبوية الشريفة وصبه بالرصاص كي يحول بين الجسد الشريف وبين من يريد الوصول إليه وهو موجود حتى الآن".
وسبب قيام نور الدين بذلك كما ذكره ابن كثير في كتابه البداية والنهاية أنه حلم بالرسول يطلب منه نجدته من رجلين أشقرين أشار إليهما فرآهما، ونهض حينها من نومه فزعا، واستفتى بعدها أهل العلم في المنام فأشاروا إليه بالذهاب إلى المدينة كي يرى بنفسه ما يدور بها، ففعل، وحين وصوله إليها، أراد أن يرى أهلها ليتبين الرجلين اللذين رآهما في منامه فأمر بجمع أهل المدينة لأخذ الصدقة ولم يجدهما بين الوجوه، وحينها سألهم إن كان هناك من لم يأخذ شيئا من الصدقة؟ فأخبروه بوجود رجلين مغربيين غنيين يكثران من الصدقة وأنهما صالحان وقد قدما إلى المدينة حجا.
حينها أمر بهما فعرفهما، وطلب من جنده تفتيش دارهما، فوجدوا بها كتبا باللغة اللاتينية لم يفهموها، وعندما كشفوا عن حصير من على الأرض وجدوا خندقا عميقا موصلا للحجرة النبوية، فتكشفت نيتهما في سرقة جثمانه بأمر من ملوك النصارى، وحينها أمر نور الدين بقطع عنقهما، وحفر خندقا يصل إلى منابع المياه حول الحجرة الشريفة، وصب فيه الرصاص كي يكون مانعا حصينا للجسد الشريف، إلا أن هذه القصة في محاولة سرقة جثمان النبي نفاها الأديب الدكتور محمد عيد الخطراوي وقال عنها "إنها من ابتداع الصوفية كما قيل وقد بحثت هذه المسألة كثيرا ونفيت حقيقتها".
ويذكر الدبيسي أنه "في عام 668هـ أقام الظاهر بيبرس مقصورة خشبية حولها ذات حواجز ولها ثلاثة أبواب، وفي عام 678 هـ بالقرن السابع الهجري أقام السلطان محمد بن قلاوون قبة فوق الحجرة النبوية الشريفة وكانت مربعة في أسفلها مثمنة في أعلاها، مصنوعة من الخشب وقد صفحت بألواح من الرصاص منعا لتسرب الأمطار إلى الحجرة الشريفة" وهذه القبة هي أول قبة تبنى على المسجد النبوي والمعروفة الآن بالقبة الخضراء.
ويتابع الدبيسي سرد تطورات البناء بقوله "أنه في عام 881 هـ جددت هذه القبة من قبل الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، وفي عام 886 هـ تأثرت القبة المبنية على الحجرة النبوية بالحريق الثاني الذي وقع في المسجد النبوي" حيث مرّ في تاريخ المسجد النبوي حريقان كان الأول عام 654 هـ بسبب إهمال خادم لموقد المصابيح الذي سبب الحريق، والثاني كان في عام 886هـ بسبب صاعقة انقضت على مئذنة المسجد الرئيسية فأشعلت حريقا امتد لسقف المسجد الذي التهمه ومن ثم إلى جدرانه والمقصورة وخزانة الكتب والمصاحف التي التهمتها نيران الحريق ولم يسلم حينها في المسجد سوى الحجرة النبوية والقبة التي في الصحن إلا أن القبة التي فوقها قد تأثرت بالحريق.
ويقول الدبيسي "إنه في عام 887 هـ جدد السلطان قايتباي بناء القبة ووضعت لها دعائم قوية ثبتت في أرض المسجد وبنيت بالآجر، كما جعلت للمقصورة الشريفة نوافذ من نحاس من جهة القبلة ونوافذ من حديد في الجهات الأخرى، وأنه في عام 892 هـ تمت إعادة بناء القبة بالجبس الأبيض وزخرفتها".
كما أشار الدبيسي إلى أن للحجرة النبوية الشريفة ستة أبواب منها باب التوبة وباب فاطمة وباب الوفود، أما عن كسوة الحجرة النبوية فيقول الدبيسي "كما ذكر في كتاب مرآة الحرمين أن الخيزران أم هارون الرشيد هي أول من كسا الحجرة الشريفة بالدائر المخمس، ثم كساها ابن أبي الهجاء بالديباج الأبيض والحرير الأحمر وكتب عليه سورة يس، ثم كساها الخليفة الناصر بالديباج الأسود ثم صارت الكسوة ترسل من مصر كل ست سنوات من الديباج الأسود المرقوع بالحرير الأبيض وعليها طراز منسوج بالذهب والفضة ".
ويضيف قائلا "لقد حظي المسجد النبوي باهتمام الملوك خاصة العثمانيين هذا إلى جانب اهتمام الدولة السعودية به اهتماما كبيرا" وعن الهدايا التي أهديت للمسجد النبوي وخاصة الحجرة الشريفة يقول "كما أشار رفعت باشا أن الهدايا التي أهديت للمسجد النبوي والحجرة الشريفة في عهده عام 1325هـ تقدر بسبعة ملايين من الجنيهات و620 قنديلا معلقة ونجف من البلور وقد أهدي إليها أربع شجرات على أعمدة بلور مفرعات بأغصان مائلة عليها تنانير صافية وضعت بالروضة الشريفة وحول الحجرة الشريفة 106 من القناديل كلها بالذهب المرصع بالألماس والياقوت وحول الحجرة كذلك معاليق من الجواهر الثمينة ومن اللؤلؤ الفاخر".
ويذكر الدبيسي أنه «في عام 668هـ أقام الظاهر بيبرس مقصورة خشبية حولها ذات حواجز ولها ثلاثة أبواب، وفي عام 678 هـ بالقرن السابع الهجري أقام السلطان محمد بن قلاوون قبة فوق الحجرة النبوية الشريفة وكانت مربعة في أسفلها مثمنة في أعلاها، مصنوعة من الخشب وقد صفحت بألواح من الرصاص منعا لتسرب الأمطار إلى الحجرة الشريفة» وهذه القبة هي أول قبة تبنى على المسجد النبوي والمعروفة الآن بالقبة الخضراء.
ويتابع الدبيسي سرد تطورات البناء بقوله «أنه في عام 881 هـ جددت هذه القبة من قبل الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، وفي عام 886 هـ تأثرت القبة المبنية على الحجرة النبوية بالحريق الثاني الذي وقع في المسجد النبوي» حيث مرّ في تاريخ المسجد النبوي حريقان كان الأول عام 654 هـ بسبب إهمال خادم لموقد المصابيح الذي سبب الحريق، والثاني كان في عام 886هـ بسبب صاعقة انقضت على مئذنة المسجد الرئيسية فأشعلت حريقا امتد لسقف المسجد الذي التهمه ومن ثم إلى جدرانه والمقصورة وخزانة الكتب والمصاحف التي التهمتها نيران الحريق ولم يسلم حينها في المسجد سوى الحجرة النبوية والقبة التي في الصحن إلا أن القبة التي فوقها قد تأثرت بالحريق.
ويقول الدبيسي «إنه في عام 887 هـ جدد السلطان قايتباي بناء القبة ووضعت لها دعائم قوية ثبتت في أرض المسجد وبنيت بالآجر، كما جعلت للمقصورة الشريفة نوافذ من نحاس من جهة القبلة ونوافذ من حديد في الجهات الأخرى، وأنه في عام 892 هـ تمت إعادة بناء القبة بالجبس الأبيض وزخرفتها».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق