ازدواجية الوهّابية أدعياء السلفيّة بين نفاق الحكّام وتكفير عامّة المسلمين هل ينجحون في تونس:
إنّ ازدواجية الخطاب الدّيني من المتمشيخين المدّعين أتباع السّلف، والسّلف منهم براء،هي نابعة في حقيقة الأمر من انفصام في شخصيتهم،فتراهم عندنا في تونس يُحرّمون ويبدعون ويكفرون من يجعل يوم مولده صلى الله عليه وسلم يوما يشكرون الله تعالى فيه على ما منّ به علينا من ظهوره في عالم الوجود صلى الله عليه وسلم،
وقد قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]،بينما نراهم في وضع آخر يجعلون يوم الثورة التونسيّة يوما وطنيّا يستحبّ أن نجتمع فيه ونشكر الله تعالى على هذه النّعمة،وهو كذلك وبه نقول،لكن أليس نعمة بعثة الرّسول صلى الله عليه وسلم إلينا،وهو الذي أخرجنا من الظلمات إلى النّور بإذن الله تعالى أولى أن نشكر الله تعالى عليها،وأن نجعلها مناسبة لتجديد العهد مع شرعه وسنّته بإظهار محبّته بمدحه صلى الله عليه وسلم كما كان يفعل الصحابة رضي الله عنهم وكما جرى عليه العمل عند عامّة المسلمين في العالم الاسلامي لعدّة قرون بإشراف علماء الأمة الكبار وهم الزيتونيون بتونس والأزهريون بمصر والفاسيون بالمغرب والأمويون بالشام، ثم تفكرت مليّا من أين ورثوا هذه الازدواجية في المفاهيم الدينيّة،والشذوذ على الأمّة الاسلاميّة،فكما يقول المثل:إذا رأيت العطب فبحثت عن السبب بطل العجب،كيف لا يكون الوهابية في تونس لهم شخصية انفصامية ،وشيوخهم في السّعوديّة ومراجعهم الكبرى ومفتي الوهّابية الأعظم يقول: الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلّم شرك،والاحتفال باليوم الوطني السعوديّ هو شكر لله تعالى، ومن شابه أباه فما ظلم.فهل سينجح وهابية تونس من تصدير فكر أبائهم بالتّبنيّ وهابية السعوديّة إلى تونس المحروسة؟ وهو الفكر الذي تصدّى له علماء الزّيتونة منذ قرنين لمنعه من الدخول إلى تونس المحروسة،الجواب تونس عصيّة على كل شذوذ فكريّ، وعلى كلّ عقيدة مريضة،والتّاريخ قد أثبت ذلك، أين الفاطميون الرّوافض الذين احتلوا تونس لأكثر من قرن؟وأين عقيدتهم؟وأين الجبابرة الذي تجبروا على شعبها المسالم ؟وأين إيديولجياتهم الشاذة؟ قد زالوا وزالت معهم عقائدهم وأفكارهم العقيمة،وبقي الشعب التّونسي المسالم السنيّ المعتدل شامخا لا يتزعزع، إنها الحقيقة المرّة التي عسرت على الوهابية في تونس أن يستسيغوها، إنّها دعوة سيدنا عقبة بن نافع ذاك التّابعيّ الجليل رضي الله عنه المعروف باستجابة دعائه لما دخل لبناء القيروان رفع يديه وقال: «اللَّهُمَّ امْلأْهَا عِلْمًا وَفِقْهًا، وَاعْمُرْهَا بِالْمُطِيعِينَ، وَالْعَابِدِينَ، وَاجْعَلْهَا عِزًّا لِدِينِكَ، وَذُلا لِمَنْ كَفَرَ بِكَ، وَأَعِزَّ بِهَا الإِسْلامَ، وَامْنَعْهَا مِنْ جَبَابِرَةِ الأَرْضِ» ، قَالَ: «فَتِلْكَ مَعْصُومَةٌ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ» . ذكر ذلك أبو العرب التميمي التونسي في كتابه: طبقات علماء إفريقية (ص: 8)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق