يقول الشيخ الغزالي في كتابه ((هموم داعيه)) فصل السلفيه التي
تعرف وتحب :(طرق بابى شاب وكان فى عينيه بريق يدل على
الذكاء، والحماس معا!قال:قرأت بعض كتبك،ورأيت أن استكمل
معرفتك من أسئلة أوجهها إليك!قلت له :حسبك سؤال واحد فلدى
ما يشغلنى..قال: ما رأيك فى "الفوقية" بالنسبة على الله تعالى؟!
ومع تعودى لقاء شباب كثير من هذا الصنف إلا أن السؤال
فاجآنى..تريثت قليلا قليلا ثم شرعت أتكلم: لاأدرى كيف أجيبك؟أنا
مع أهل الاسلام كلهم أسبح باسم ربى الأعلى! وبين الحين
والحين يطوف بى من إجلال وإعظامه ما أظننى به واحدا من الذين
قيل فيهم" يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون"
(النمل:50)تسألنى عن هذه الفوقية؟ لاأدرى!انا مع العقلاء الذين
يقولون:السماء فوقنا والأرض تحتنا، ثم إنى بعد ما اتسعت مداركى
العلمية عرفت أن الارض التى أسكنها كرة دائرة طائرة،وأنها مع
أخوات لها يتسقن فى نظام مع أمهن الشمس التى تجرى هى
الأخرى مع لدات لها فى مجرة معروفة الأبعاد والمدار.وقد أحصى
علماء الفلك مجرات كثيرة عامرة بالشموس مثل مجرتنا وحسبوا بعد
مطالعات ومتابعات أنهم عرفوا حدود الكون..ثم كشفت لهم المراصد
على مسافة ملايين الملايين من السنين الضوئية ان هناك مجرات
أخرى أسطع ضوءا وأشد تألقا ..فعرفوا أن الكون أرحب مما
يظنون...أنا لم يهلنى أمر هذه الكشوف،وإنما زاد إعظامى لربى
،الذى بنى فأوسع،وذرأ فأبدع ،إنه يهب لهذه الأكوان كلها وجودها
وبقاءها لحظة بعد أخرى..!واذكر أنى رأيت مرة أسرابا من النمل
تحف بقطعة من الحلوى وتسلم فتاتها لأسراب أخرى،رأيت ألوفا
تأخذ من ألوف،فاتجهت إلى السماء وأنا أقول وثم ألوف مؤلفة من
النجوم الثابتة والكواكب الدوارة،ان الدقة التى تحم حياة النمل فى
جحوره هى هى التى تحكم الشموس فى داراتها.. رؤية تامة هنا
وهناك"له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع مالهم من دونه
من ولى ولايشرك فى حكمه أحدا.." (لكهف:26)مادامت السماء
محيطة بنا فهى فوقنا وتحتنا،ونحن على أرضنا قد نكون فوق قوم
يعيششون على الأرض فى انب آخر منها ...وعلى أية حال فالخالق
الأعلى له فوقية تقهر الخلائق جميعا،وتستعلى وتستعلن على
الجن والانس والملائكة وسائر الموجودات ...ذاك ماأعرف،ولاأحب
إفساد النظم القرآنى الكريم بتعاريف ما أنزل الله بها من سلطان.قال
الشاب: ألم تقرأ العقيدة الطحاوية؟ قلت: أوصى المسلمين أن
يقرءوا القرآن ،وألا يعملوا عقولهم فى اكتناه المغيبات التى يستحيل
أدراك كنهها ، كذلك فعل سلفهم الصالح فأفلح..
قال الشاب : وكتابك عقيدة المسلم ؟ قلت قررت فيه ما سمعت
الآن ..!قال : إنه يتجه مع مذهب السلف ولكنك تبعت فى ترتيب
العقائد منهج أبى الحسن الأشعرى وهو مؤول منحرف..
قلت :رحم الله أبا الحسن وابن تيمية!
كلاهما خدم الإسلام جهده،وغفر الله لهما مايمكن أن يكون قد وقع
فى كلامهم من خطأ.اسمع يابنى لماذا تحيون الخصومات العلمية
القدمية؟ كانت هذه لخصومات- ودولة الإسلام ممدودة السلطة –
خفيفة الضرر،إنكم اليوم تجددونها ودولة الإسلام ضعيفة،بل لادولة
له،فلم تعيدونها جذعة،وتسكبون عليها من النفط مايزيدها ضراما؟
وجهوا الأمة اى كتاب ربها وسنة نبيها واشتغلوهم بما اشتغل به
سلفناالأول ،اشتغل بالجهاد فى سبيل الله فاعتز وساد!مع ملاحظة
أنهم كانوا يحررون غيرهم أما نحن فمكلفون بتحرير أنفسنا.قال
الشاب وهو يتململ حسبناك من السلف!! قلت : أن الإنتماء إلى
السلف شرف أتقاصر دونه وفى الوقت نفسه أحرص عليهن لقد
جئت تسألنى عن قضية لة سأل عنها الأصحاب رضى الله عنهم
لسكتوا....وأغلب الظن أنك تود لو تعثرت فى الإجابة حتى تتخذنى
غرضا،أنت ومن وراءك ،فلتعلم أن طهر النفس أرجح عند الله من
إدراك الصواب.......!ليس سلفيا من يجهل دعائم الاصلاح الخلقى
والاجتماعى والسياسى كما جاء بها الاسلام وأعلى رايتها
السلف،ثم يجرى هنا وهناك مذكيا الخلاف فى قضايا تجاوزها العصر
الحاضر،ورأى الخوض فيها مضيعة للوقت فيها....أما كان حسبنا منهج
القرآن العزيز فى تعليم العقائد؟
فى تعريف الناس بربهم نسمع قوله تعالى" الله لاإله إلا هو له
الأسماء الحسنى"( والاستجابة الفطرية لدى سماع هذه الآية أن
نقول: عرفنا ربنا وماينبغى له من نعوت الكمال)ويقول تعالى" فاعلم
أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات..."والاستجابة
الطبيعية لدى تلقى هذا الأمر أن نقول سمعا وطاعة، علمنا أن الله
واحد، ونستغفره من تقصيرنا فى الوفاء بحقوقه..ثم تتجه بعد ذلك
جهود المربين والموجهين إلى تنمية الإيمان النابت فى مغارسه
الصحيحة حتى يتحول من معرفة نظرية إلى خشية وتقوى وحياء
وخشوع ، ولانزال ننميه كما فعل سلفنا الصالح حتى يفعم المؤمن
بمشاعر التمجيد فيقول كما علمه الرسول الكريم:" ياربى لك الحمد
كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم لجلال وجهك وعظيم
سلطانك"!،فاذا واجه الموت فى سلام أو حرب لم يجزع بل قال
"غدا ألقى الأحبة محمد وحزبه" كما هتف بذلك بلال رضى الله
عنه.أما جعل الايمان قضايا جدلية فهذا هو الموت الأدبى والمادى .
ولو أن سلفنا مضى مع تيار الجدل ما فتح الإسلام بلدا ، ولا شرح
بالإيمان صدرا........إن منهج القرآن الكريم فى إنشاء العقائد
وإنضاجها خفيف رقيق أخف من الهواء وأرق من الماء،اما بعض الكتب
التى تعرض العقائد فى كثير من الأعصار والأقطار فعلى نقيض ذلك
، وقد ألفت كتابى "عقيدة المسلم " وأنا متشبع بهذه
الأفكار،وأحسب أن الله نفع به كثيرا....على أن هناك أمورا يقحم
فيها السلف إقحاما ،ولا علاقة لهم بها،فما دخل السلف فى فقه
الفروع واختلاف الأئمة فيه؟ومن الذى يزعم ان ابن حنبل هو ممثل
السلفية فى ذلكم الميدان،وأن أبا حنيفة ومالكا والشافعى ،جاروا
على الطريق ،وأمسوا من الخلف لامن السلف؟إن هذا تفكير
صبيانى..وبعض من سموا بالحنابلة الذين حكى تاريخ بغداد أنهم
كانوا يطاردون الشافعية لحرصهم على صلاة القنوت فى صلاة الفجر
هم فريق من الهمل لا وزن لهم..
وأنا موقن بأن الإمام أحمد نفسه لو رآهم لأنكر عليهم وذم
عملهم....التبعة ليست على رعاع يمزقون شمل الأمة بتعصبهم
،وإنما تقع التبعة على علماء يعرفون أن الرسول صلى الله عليه
وسلم حكم بأن للمجتهد أجرين إذا أصاب، وأجرا إذا أخطأ.
ولو فرضنا جدلا أن الحق مع الحنابلة والأحناف فى أنه لاقنوت فى
الفجر فمن الذى يحرم مالكا والشافعى أجر المجتهد المخطئ.
تعرف وتحب :(طرق بابى شاب وكان فى عينيه بريق يدل على
الذكاء، والحماس معا!قال:قرأت بعض كتبك،ورأيت أن استكمل
معرفتك من أسئلة أوجهها إليك!قلت له :حسبك سؤال واحد فلدى
ما يشغلنى..قال: ما رأيك فى "الفوقية" بالنسبة على الله تعالى؟!
ومع تعودى لقاء شباب كثير من هذا الصنف إلا أن السؤال
فاجآنى..تريثت قليلا قليلا ثم شرعت أتكلم: لاأدرى كيف أجيبك؟أنا
مع أهل الاسلام كلهم أسبح باسم ربى الأعلى! وبين الحين
والحين يطوف بى من إجلال وإعظامه ما أظننى به واحدا من الذين
قيل فيهم" يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون"
(النمل:50)تسألنى عن هذه الفوقية؟ لاأدرى!انا مع العقلاء الذين
يقولون:السماء فوقنا والأرض تحتنا، ثم إنى بعد ما اتسعت مداركى
العلمية عرفت أن الارض التى أسكنها كرة دائرة طائرة،وأنها مع
أخوات لها يتسقن فى نظام مع أمهن الشمس التى تجرى هى
الأخرى مع لدات لها فى مجرة معروفة الأبعاد والمدار.وقد أحصى
علماء الفلك مجرات كثيرة عامرة بالشموس مثل مجرتنا وحسبوا بعد
مطالعات ومتابعات أنهم عرفوا حدود الكون..ثم كشفت لهم المراصد
على مسافة ملايين الملايين من السنين الضوئية ان هناك مجرات
أخرى أسطع ضوءا وأشد تألقا ..فعرفوا أن الكون أرحب مما
يظنون...أنا لم يهلنى أمر هذه الكشوف،وإنما زاد إعظامى لربى
،الذى بنى فأوسع،وذرأ فأبدع ،إنه يهب لهذه الأكوان كلها وجودها
وبقاءها لحظة بعد أخرى..!واذكر أنى رأيت مرة أسرابا من النمل
تحف بقطعة من الحلوى وتسلم فتاتها لأسراب أخرى،رأيت ألوفا
تأخذ من ألوف،فاتجهت إلى السماء وأنا أقول وثم ألوف مؤلفة من
النجوم الثابتة والكواكب الدوارة،ان الدقة التى تحم حياة النمل فى
جحوره هى هى التى تحكم الشموس فى داراتها.. رؤية تامة هنا
وهناك"له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع مالهم من دونه
من ولى ولايشرك فى حكمه أحدا.." (لكهف:26)مادامت السماء
محيطة بنا فهى فوقنا وتحتنا،ونحن على أرضنا قد نكون فوق قوم
يعيششون على الأرض فى انب آخر منها ...وعلى أية حال فالخالق
الأعلى له فوقية تقهر الخلائق جميعا،وتستعلى وتستعلن على
الجن والانس والملائكة وسائر الموجودات ...ذاك ماأعرف،ولاأحب
إفساد النظم القرآنى الكريم بتعاريف ما أنزل الله بها من سلطان.قال
الشاب: ألم تقرأ العقيدة الطحاوية؟ قلت: أوصى المسلمين أن
يقرءوا القرآن ،وألا يعملوا عقولهم فى اكتناه المغيبات التى يستحيل
أدراك كنهها ، كذلك فعل سلفهم الصالح فأفلح..
قال الشاب : وكتابك عقيدة المسلم ؟ قلت قررت فيه ما سمعت
الآن ..!قال : إنه يتجه مع مذهب السلف ولكنك تبعت فى ترتيب
العقائد منهج أبى الحسن الأشعرى وهو مؤول منحرف..
قلت :رحم الله أبا الحسن وابن تيمية!
كلاهما خدم الإسلام جهده،وغفر الله لهما مايمكن أن يكون قد وقع
فى كلامهم من خطأ.اسمع يابنى لماذا تحيون الخصومات العلمية
القدمية؟ كانت هذه لخصومات- ودولة الإسلام ممدودة السلطة –
خفيفة الضرر،إنكم اليوم تجددونها ودولة الإسلام ضعيفة،بل لادولة
له،فلم تعيدونها جذعة،وتسكبون عليها من النفط مايزيدها ضراما؟
وجهوا الأمة اى كتاب ربها وسنة نبيها واشتغلوهم بما اشتغل به
سلفناالأول ،اشتغل بالجهاد فى سبيل الله فاعتز وساد!مع ملاحظة
أنهم كانوا يحررون غيرهم أما نحن فمكلفون بتحرير أنفسنا.قال
الشاب وهو يتململ حسبناك من السلف!! قلت : أن الإنتماء إلى
السلف شرف أتقاصر دونه وفى الوقت نفسه أحرص عليهن لقد
جئت تسألنى عن قضية لة سأل عنها الأصحاب رضى الله عنهم
لسكتوا....وأغلب الظن أنك تود لو تعثرت فى الإجابة حتى تتخذنى
غرضا،أنت ومن وراءك ،فلتعلم أن طهر النفس أرجح عند الله من
إدراك الصواب.......!ليس سلفيا من يجهل دعائم الاصلاح الخلقى
والاجتماعى والسياسى كما جاء بها الاسلام وأعلى رايتها
السلف،ثم يجرى هنا وهناك مذكيا الخلاف فى قضايا تجاوزها العصر
الحاضر،ورأى الخوض فيها مضيعة للوقت فيها....أما كان حسبنا منهج
القرآن العزيز فى تعليم العقائد؟
فى تعريف الناس بربهم نسمع قوله تعالى" الله لاإله إلا هو له
الأسماء الحسنى"( والاستجابة الفطرية لدى سماع هذه الآية أن
نقول: عرفنا ربنا وماينبغى له من نعوت الكمال)ويقول تعالى" فاعلم
أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات..."والاستجابة
الطبيعية لدى تلقى هذا الأمر أن نقول سمعا وطاعة، علمنا أن الله
واحد، ونستغفره من تقصيرنا فى الوفاء بحقوقه..ثم تتجه بعد ذلك
جهود المربين والموجهين إلى تنمية الإيمان النابت فى مغارسه
الصحيحة حتى يتحول من معرفة نظرية إلى خشية وتقوى وحياء
وخشوع ، ولانزال ننميه كما فعل سلفنا الصالح حتى يفعم المؤمن
بمشاعر التمجيد فيقول كما علمه الرسول الكريم:" ياربى لك الحمد
كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم لجلال وجهك وعظيم
سلطانك"!،فاذا واجه الموت فى سلام أو حرب لم يجزع بل قال
"غدا ألقى الأحبة محمد وحزبه" كما هتف بذلك بلال رضى الله
عنه.أما جعل الايمان قضايا جدلية فهذا هو الموت الأدبى والمادى .
ولو أن سلفنا مضى مع تيار الجدل ما فتح الإسلام بلدا ، ولا شرح
بالإيمان صدرا........إن منهج القرآن الكريم فى إنشاء العقائد
وإنضاجها خفيف رقيق أخف من الهواء وأرق من الماء،اما بعض الكتب
التى تعرض العقائد فى كثير من الأعصار والأقطار فعلى نقيض ذلك
، وقد ألفت كتابى "عقيدة المسلم " وأنا متشبع بهذه
الأفكار،وأحسب أن الله نفع به كثيرا....على أن هناك أمورا يقحم
فيها السلف إقحاما ،ولا علاقة لهم بها،فما دخل السلف فى فقه
الفروع واختلاف الأئمة فيه؟ومن الذى يزعم ان ابن حنبل هو ممثل
السلفية فى ذلكم الميدان،وأن أبا حنيفة ومالكا والشافعى ،جاروا
على الطريق ،وأمسوا من الخلف لامن السلف؟إن هذا تفكير
صبيانى..وبعض من سموا بالحنابلة الذين حكى تاريخ بغداد أنهم
كانوا يطاردون الشافعية لحرصهم على صلاة القنوت فى صلاة الفجر
هم فريق من الهمل لا وزن لهم..
وأنا موقن بأن الإمام أحمد نفسه لو رآهم لأنكر عليهم وذم
عملهم....التبعة ليست على رعاع يمزقون شمل الأمة بتعصبهم
،وإنما تقع التبعة على علماء يعرفون أن الرسول صلى الله عليه
وسلم حكم بأن للمجتهد أجرين إذا أصاب، وأجرا إذا أخطأ.
ولو فرضنا جدلا أن الحق مع الحنابلة والأحناف فى أنه لاقنوت فى
الفجر فمن الذى يحرم مالكا والشافعى أجر المجتهد المخطئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق