الثلاثاء، 23 أبريل 2013

اقتران اسم الله تعالى باسم رسوله صل الله عليه وسلم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ومن تبع هداه وبعد:
فقد رأيت بعض المعاصرين ممن ينتسب للعلم يشمئز ويَنْفُر عندما يقرن اسم الله تعالى باسم رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم, حتى وصل الحال ببعضهم إلى أن ينهي أن يكتب اسم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بجوار اسم الله تعالى, بحجة المحافظة على جناب التوحيد, وكأنهم أحرص على التوحيد من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم, فقد قرن الله سبحانه وتعالى اسمه باسم رسوله الكريم فيما لا يحصى من آيات القرآن الكريم, وقرن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اسمه باسم الله تعالى فيما لا يحصى من الأحاديث, وكذا فعل الصحابة والسلف رضي الله عنهم, وسيأتي ذكر طائفة من تلك الآيات والأحاديث والآثار إن شاء الله, وبالتأمل في ذلك نعلم المكانة العظيمة التي أولاها الله لهذا النبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم
وقد قال الله تعالى عن نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (ورفعنا لك ذكرك) قال أهل التفسير: أي لا يذكر الله تعالى إلا ذكر معه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم, قال ابن جرير الطبري في تفسيره (24/494): ( قوله:( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) يقول: ورفعنا لك ذكرك، فلا أُذْكَرُ إلا ذُكِرْتَ معي، وذلك قول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.)اه
ثم روى ابن جرير: (عن أبي سعيد الخدريّ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: "أتانِي جِبْرِيلُ فَقالَ إنَّ رَبِّي وَرَبكَ يَقُولُ: كَيْفَ رَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ ؟ قال: الله أعْلَمُ، قال: إذَا ذُكِرْتُ ذُكرتَ مَعِي")اه 
وروى الحديث البغويتفسيره (8/ 463) وأبو يعلى في المسند 2/131، وابن حبان كما في (موارد الظمآن) ص (439) 
ثم قال ابن جرير بعدها: 
- (حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "ابْدَءُوا بالعُبُودَةِ، وَثَنُّوا بالرسالة" فقلت لمعمر، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده، فهو العبودة، ورسوله أن تقول: عبده ورسوله.
- حدثنا أبو كُرَيب وعمرو بن مالك، قالا ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) قال: لا أُذْكَرُ إلا ذُكْرِتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.)اه
وفي الدر المنثور (10/290):
- (أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن قتادة { ورفعنا لك ذكرك } قال : رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة ، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .
- وأخرج سعيد بن منصور وابن عساكر وابن المنذر عن محمد بن كعب في الآية قال : إذا ذكر الله ذكر معه أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .
- وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك { ورفعنا لك ذكرك } قال : إذا ذكرت ذكرت معي ولا تجوز خطبة ولا نكاح إلا بذكرك معي .
- وأخرج ابن عساكر عن الحسن في قوله : { ورفعنا لك ذكرك } قال : ألا ترى أن الله لا يذكر في موضع إلا ذكر معه نبيه .
- وأخرج البيهقي في سننه عن الحسن { ورفعنا لك ذكرك } قال : إذا ذكر الله ذكر رسوله.
- وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « أتاني جبريل فقال: إن ربك يقول : تدري كيف رفعت ذكرك؟ قلت : الله أعلم . قال : إذا ذكرت ذكرت معي » .
- وأخرج ابن أبي حاتم عن عدي بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « سألت ربي مسألة وددت أني لم أكن سألته. قلت: أي رب اتخذت إبراهيم خليلاً ، وكلمت موسى تكليماً. قال : يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويت ، وضالاً فهديت، وعائلاً فأغنيت، وشرحت لك صدرك، وحططت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك فلا أذكر إلا ذكرت معي واتخذتك خليلاً؟ » 
- وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لما فرغت من أمر السموات والأرض قلت يا رب : إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كرّمته ، اتخذت إبراهيم خليلاً ، وموسى كليماً ، وسخرت لداود الجبال ولسليمان الريح والشياطين ، وأحييت لعيسى الموتى ، فما جعلت لي؟ قال : أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله؟ أن لا أذكر إلا ذكرت معي، وجعلت صدور أمتك أناجيل يقرؤون القرآن ظاهراً، ولم أعطها أمة ، وأعطيتك كنزاً من كنوز عرشي : لا حول ولا قوّة إلا بالله » .
- وأخرج ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس (ورفعنا لك ذكرك) قال: لا يذكر الله إلا ذكرت معه )اه
وقال البغوي في تفسير قوله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك) (8 / 464): ( وفيه يقول حسان بن ثابت: 
ألم تر أن الله أرسلَ عبدَه ... ببرهانه، والله أَعْلى وأمجد
أَغَرُّ عليه للنبوة خاتمٌ ... من الله مشهودٌ يَلوُحُ ويشهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسم النبي مع اسمه ... إذا قال في الخمس المؤذنُ: أشهدُ
وشقٌ له من اسمه لِيُجِلّه ... فذو العَرْشِ محمودٌ وهذا محمدُ)اه

وقد جعلت الموضوع في أربعة مباحث:
المبحث الأول: في ذكر طائفة من آيات القرآن التي قرن الله فيها اسمه باسم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
المبحث الثاني: في ذكر طائفة من الأحاديث التي قرن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيها اسمه باسم الله تعالى
المبحث الثالث: في ذكر طائفة من الآثار التي قُرن فيها اسم الله تعالى باسم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 
المبحث الرابع: في مسائل متممة في مسألة اقتران اسم الله تعالى باسم رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
المبحث الأول:
في ذكر طائفة من آيات القرآن التي قرن الله فيها اسمه باسم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
*حرب من الله ورسوله
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) [البقرة/279، 280]

*من يطع الله ورسوله
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) [النساء/13]

*يعصي الله ورسوله
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) [النساء/14]

*مهاجرا إلى الله ورسوله:
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) [النساء/100، 101]

*يحاربون الله ورسوله
إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) [المائدة/33]

*وليكم الله ورسوله
ومن يتولى الله ورسوله:
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) [المائدة/55، 56]

*شاقوا الله ورسوله
ومن يشاقق الله ورسوله
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) [الأنفال/13]

*استجيبوا لله وللرسول
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) [الأنفال/24]

*لا تخونوا الله والرسول
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) [الأنفال/27]

*براءة من الله ورسوله
بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) [التوبة/1]

*وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ [التوبة/3]

*أحب إليكم من الله ورسوله:
قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) [التوبة/24]

*ما حرم الله ورسوله:
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) [التوبة/29]

*ما آتاهم الله ورسوله
سيؤتينا الله من فضله ورسوله
وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) [التوبة/59]

*الله ورسوله أحق أن يرضوه
يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) [التوبة/62]

*من يحادد الله ورسوله
يحادون الله ورسوله
أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63) [التوبة/63، 64]
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) [المجادلة/5، 6]

*أغناهم الله ورسوله:
وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74) [التوبة/74، 75]

*من حارب الله ورسوله:
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) [التوبة/107، 108]

*دُعوا إلى الله ورسوله:
وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) [النور/48]
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) [النور/51]

*وعدنا الله ورسوله:
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) [الأحزاب/22]

*تُردن الله ورسوله:
وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) [الأحزاب/29، 30]

*قضى الله ورسوله:
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) [الأحزاب/36]

*يُؤذُُون الله ورسوله:
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) [الأحزاب/57]

*بين يدي الله ورسوله:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) [الحجرات/1]

*ينصرون الله ورسوله
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) [الحشر/8]

*نصحو لله ورسوله
لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) [التوبة : 91]
*يقنت لله ورسوله
وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) [الأحزاب : 31]

المبحث الثاني:
في ذكر طائفة من الأحاديث التي قرن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيها اسمه باسم الله تعالى أو حصل الاقتران في حضرته
*يقاتل عن الله و رسوله:
في الموطأ (2/454): (...ثم قال: من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه, قال: فقمت ثم قلت من يشهد لي؟ ثم جلست ثم قال: ذلك الثالثة, فقمت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مالك يا أبا قتادة؟ قال: فاقتصصت عليه القصة فقال رجل من القوم: صدق يا رسول الله وسلب ذلك القتيل عندي فأرضه عنه يا رسول الله, فقال أبو بكر: لا هاء الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سلبه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم صدق فأعطه إياه فأعطانيه)اه
*الله ورسوله أرحم بنا
في الموطأ (2 / 982): (عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نسوة بايعنه على الإسلام فقلن: يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما استطعتن وأطقتن قالت: فقلن الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله)اه

*الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
في صحيح البخاري (ج 1 / ص 26): (عن أنس بن مالك رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)اه

*عصى الله ورسوله
في الموطأ (2 / 546): (عن أبي موسى الأشعري : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله)اه

*الله ورسوله أعلم (في حياته)
في الموطأ (1 / 167): (عن النعمان بن مرة : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ما ترون في الشارب والسارق والزاني؟ وذلك قبل أن ينزل فيهم, قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: هن فواحش وفيهن عقوبة وأسوأ السرقة الذي يسرق صلاته, قالوا: وكيف يسرق صلاته يا رسول الله؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها)اه

*الله ورسوله أعلم (لما في الضمائر)
في صحيح البخاري [4 / 1603 ] في قصة كعب بن مالك: (فقلت: يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله؟ فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته فقال: الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي)اه فقد قال أبو قتادة: الله ورسوله أعلم, لما في قلب كعب بن مالك 
وفي صحيح البخاري أيضا [5 /2063 ] في قصة عتبان بن مالك: (فقال بعضهم [عن مالك بن الدخشن]: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله, قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا تقل ذلك ألا تراه قال: لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟ قال: الله ورسوله أعلم) اه فقد قال الصحابي: الله ورسوله أعلم, لما في قلب مالك بن الدخشم 

*الله ورسوله أعلم (في الأمور الكونية)
في سنن الترمذي [5 / 403 ] : (عن أبي هريرة قال : بينما نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم هل تدرون ما هذا ؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم قال هذا العنان هذه زوايا الأرض يسوقه الله تبارك وتعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه قال هل تدرون ما فوقكم ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف ثم قال هل تدرون كم بينكم وبينها ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال بينكم وبينها مسيرة خمسمائة سنة ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك سماءين ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع سموات ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مثل ما بين السماءين...) اه
وفي صحيح البخاري أيضا [3 / 1170 ]: ( عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: (تدري أين تذهب)؟. قلت: الله ورسوله أعلم قال: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها)اه فقد قال أبو ذر: الله ورسوله أعلم, لمكان ذهاب الشمس عند الغروب وهو من الأمور الكونية
وفي المعجم الأوسط للطبراني [9 / 52 ]: (فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «أتدرون ما قال هذا الجمل ؟» قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال: هذا جمل جاءني يستعيذني على سيده) اه
وفي دلائل النبوة للأصبهاني [1 / 47 ]: (عن أبي ذر رضي الله عنه أنه ذكر عثمان فقال: لا أقول أبدا إلا خيرا ثلاث مرات لشيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خلوات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم منه فمر بي فتابعته حتى انتهى إلى موضع قد سماه فجلس فقال يا أبا ذر ما جاء بك قلت: الله ورسوله أعلم... ) اه
وللفقير بحث بعنوان: (حكم قول (الله ورسوله أعلم) بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم منشور على النت
*هجرته إلى الله ورسوله
في صحيح البخاري (ج 1 / ص 94): (عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: الأعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)اه

*أغناه الله ورسوله
في صحيح البخاري (ج 5 / ص 316): (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالصدقة فقيل منع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله ورسوله...)اه

*الله ورسوله حرم
في صحيح البخاري (ج 7 / ص 484): (عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة: إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام)اه

*آذى الله ورسوله
في صحيح البخاري (ج 8 / ص 427): (عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم)اه

*حتى تلقوا الله ورسوله
في صحيح البخاري (ج 10 / ص 400): (قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا فقال: لهم إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم على الحوض)اه

*خان الله ورسوله
في صحيح البخاري (ج 12 / ص 378): (فقال عمر: يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني فلأضرب عنقه)اه

*الله ورسوله أمن
في صحيح البخاري - (ج 13 / ص 224): (فقال: يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟ كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن)اه

*صدقة إلى الله ورسوله
في صحيح البخاري (ج 20 / ص 389) في حديث كعب بن مالك الطويل: (فقال في آخر حديثه: إن من توبتي أني أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله, فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)اه
وفي مسند أحمد (ج 31 / ص 378): (أن الحسين بن السائب بن أبي لبابة أخبر أن أبا لبابة بن عبد المنذر لما تاب الله عليه قال: يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي وأساكنك وإني أنخلع من مالي صدقة لله ولرسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يجزئ عنك الثلث)اه
المستدرك على الصحيحين للحاكم (ج 18 / ص 395): (عن أبي بكر بن حزم ، أن عبد الله بن زيد بن عبد ربه جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله ، إن حائطي هذا صدقة وهو لله ولرسوله ، فجاء أبواه فقالا : يا رسول الله كان قوام عيشنا ، « فرده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهما ، ثم ماتا فورثه ابنهما بعدهما » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين)اه

*من ينتدب لله ولرسوله
في المعجم الكبير للطبراني - (ج 2 / ص 452): (عن جرير ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لم يبق من طواغيت الجاهلية ، إلا بيت ذي الخلصة ، فمن ينتدب لله ولرسوله ؟ " فقال جرير : أنا فانتدب معه سبع مائة كلهم من أحمس)اه
*الأرض لله ولرسوله
في صحيح البخاري (4 / 99): (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن في المسجد خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال انطلقوا إلى يهود فخرجنا حتى جئنا بيت المدراس فقال أسلموا تسلموا واعلموا أن الأرض لله ورسوله وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن يجد منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله)اه

*لا حمى إلا لله ورسوله
في مسند أحمد (33 / 499): (عن الصعب بن جثامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا حمى إلا لله ورسوله)اه

*فهو لله ورسوله
في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني (8 / 387): (عن زهير بن صرد الجشمي يقول : لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن ذهب يفرق السبي والشاء ، أنشدته هذا الشعر: امنن علينا رسول الله في كرم فإنك المرء نرجوه وننتظر...
فلما سمع هذا الشعر قال : « ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم » ، وقالت قريش : ما كان لنا فهو لله ورسوله ، وقالت الأنصار : ما كان لنا فهو لله ورسوله...)اه
*قتلته لله ورسوله
في تخريج أحاديث الكشاف (4 / 7): ( روى الثعلبي عن صهيب قال كان رجل يوم بدر قد آذى المسلمين ونكاهم فقتله صهيب فقال رجل يا رسول الله قتلت فلانا ففرح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر وعبد الرحمن لصهيب أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنك قتلته فإن فلانا ينتحله فقال صهيب إنما قتلته لله ورسوله فقال عمر وعبد الرحمن يا رسول الله إنما قتله صهيب قال كذلك يا أبا يحيى قال نعم يا رسول الله فأنزل الله تعالى يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون)اه

*راغبا لله ورسوله
في المستدرك على الصحيحين للحاكم (1 / 216): (عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أتاني آت من ربي يخيرني بين أن يدخل شطر أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة » فقال معاذ بن جبل : يا رسول الله ، قد عرفت قوائي فاجعلني منهم ، قال : « أنت منهم » ، قال عوف بن مالك : يا رسول الله قد عرفت أنا تركنا قومنا وأموالنا راغبا لله ورسوله فاجعلنا منهم ، قال : « أنت منهم » ، فانتهينا إلى القوم وقد ثاروا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « اقعدوا » فقعدوا ، كأنه لم يقم أحد منهم ، قال : « أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل شطر أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة » فقالوا : يا رسول الله ، اجعلنا منهم فقال : « هي لمن مات لا يشرك بالله شيئا)اه
*الله ورسوله يصدقانكم
في صحيح مسلم (ج 9 / ص 249): (..يا معشر الأنصار, قالوا: لبيك يا رسول الله, قال قلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته؟ قالوا: قد كان ذاك, قال: كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم والمحيا محياكم والممات مماتكم فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم)اه

*أبقيت لهم الله ورسوله
في سنن أبي داود (ج 4 / ص 494): (عن عمر: ..وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله, قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا)اه
وفي سنن الترمذي (ج 12 / ص 134): (وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله, قلت: والله لا أسبقه إلى شيء أبدا) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح

*أعوذُ بالله من غضب الله وغضب رسوله
في سنن الترمذي (ج 12 / ص 188): ( عن البراء قال: بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم جيشين وأمر على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد وقال: إذا كان القتال فعلي, قال: فافتتح علي حصنا فأخذ منه جارية, فكتب معي خالد كتابا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَشِي به, قال: فقدمت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقرأ الكتاب فتغير لونه ثم قال: ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله؟ قال قلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وإنما أنا رسول فسكت)اه قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب
وفي معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني (ج 15 / ص 220): (عن نصر بن عاصم ، عن أبيه قال: دخلت مسجد المدينة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولون : نعوذ بالله من غضب الله ورسوله ، قال : قلت : مم ذاك ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يخطب آنفا ، فقام رجل فأخذ بيد أبيه ، ثم خرجا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لعن الله القائد والمقود)اه
وفي مسند إسحاق بن راهويه (ج 4 / ص 256): (عن أم سلمة قالت : « قدم عليه وفد بني المصطلق ، وكان قد بعث إليهم الوليد بن عقبة فأخذ صدقات أموالهم بعد الوقعة ، فلما سمعوا بذلك خرج منهم قوم ركوبا يفخم رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويهديه في البلاد ويحدثه ، فلما سمع بهم رجع ، فقال : يا رسول الله ، إن وفد بني المصطلق منعوا صدقاتهم ، فلما سمعوا بمرجعه أقبلوا على أثره حتى قدموا المدينة فصفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصف الأول في صلاة الأولى، فقالوا: نعوذ بالله وبرسوله من غضب الله وغضب رسوله ، ذكر لنا أنك بعثت رجلا تصدق أموالنا فسررنا بذلك ، وقرت به أعيننا فذكر لنا أنه رجع فخشينا أن يكون رده غضب من الله ورسوله نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، قالت : فما زالوا يعتذرون إليه حتى جاء المؤذن)اه

*لتتب إلى الله ورسوله
في سنن أبي داود والنسائي (ج 15 / ص 57): (عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن امرأة كانت تستعير الحلي للناس ثم تمسكه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لتتب هذه المرأة إلى الله ورسوله وترد ما تأخذ على القوم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قم يا بلال فخذ بيدها فاقطعها)اه
*تبنا إلى الله ورسوله:
أتوب إلى الله ورسوله:
في المعجم الكبير للطبراني (ج 2 / ص 114): (فنهضوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حاسرين أذرعهم ترعد أكفهم ، وأذرعهم ، فقالوا : تبنا إلى الله ورسوله)اه
وفي الفوائد الشهير بالغيلانيات لأبي بكر الشافعي (ج 2 / ص 144): (عن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية ، وقلت : يا رسول الله أتوب إلى الله ورسوله، ماذا أتيت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ما هذه النمرقة »)اه

*مال الله ورسوله
في سنن الترمذي (ج 8 / ص 379): (عن خولة بنت قيس وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن هذا المال خضرة حلوة من أصابه بحقه بورك له فيه ورب متخوض فيما شاءت به نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار)اه قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح

*الله ورسوله مولى من لا مولى له:
في مسند أحمد (ج 1 / ص 188): (...فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر رضي الله عنه فكتب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الله ورسوله مولى من لا مولى له)اه

*رضيت عن الله ورسوله:
في مسند أحمد (ج 3 / ص 250): (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها: ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم إذا أويت إلى فراشك سبحي ثلاثا وثلاثين واحمدي ثلاثا وثلاثين وكبري أربعا وثلاثين, قال: فأخرجت رأسها فقالت: رضيت عن الله ورسوله مرتين)اه

*ينصرون الله ورسوله:
في مسند أحمد (ج 6 / ص 451): (عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم)اه

*برئت إلى الله ورسوله
في مسند أحمد (ج 24 / ص 491): (عن أنس بن مالك أنه قال: أتى رجل من بني تميم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل وولد وحاضرة فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك وتصل أقرباءك وتعرف حق السائل والجار والمسكين, فقال: يا رسول الله أقلل لي, قال: فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا, فقال: حسبي يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله ورسوله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نعم إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها فلك أجرها وإثمها على من بدلها)اه

*برئت منه ذمة الله ورسوله:
في مسند أحمد (ج 55 / ص 369): (عن أم أيمن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله)اه
*أبرأ إلى الله ورسوله:
في مصنف ابن أبي شيبة (ج 7 / ص 531): (عن عطية قال : جاء رجل يقال له عبادة بن الصامت فقال : يا رسول الله إن لي موالي من اليهود كثير عددهم حاصر بصرهم وأنا أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود)اه

*أعوذُ بالله ورسوله:
في مسند أحمد (ج 32 / ص 146): (عن الحارث بن يزيد البكري قال: خرجت أشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمررت بالربذة فإذا عجوز من بني تميم منقطع بها فقالت: لي يا عبد الله إن لي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاجة فهل أنت مبلغي إليه؟ قال: فحملتها فأتيت المدينة فاستأذنت على رسول الله فأذن لي فدخلت فسلمت فقال: هل كان بينكم وبين بني تميم شيء؟ قال فقلت: نعم قال: وكانت لنا الدبرة عليهم ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها فسألتني أن أحملها إليك وها هي بالباب فأذن لها فدخلت فقلت: يا رسول الله إن رأيت أن تجعل بيننا وبين بني تميم حاجزا فاجعل الدهناء فحميت العجوز واستوفزت قالت: يا رسول الله فإلى أين تضطر مضرك قال قلت: إنما مثلي ما قال الأول: معزاء حملت حتفها حملت هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصما أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد, قال: هيه وما وافد عاد؟ ...)اه
وفي المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني (ج 10 / ص 440): (قال إسحاق : أنا روح - هو ابن عبادة - ، ثنا موسى بن عبيدة الربذي ، أخبرني ثابت ، مولى أم سلمة ، عن أم سلمة ، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم « يصلي ركعتين قبل العصر ، فقدم عليه وفد بني المصطلق ، وكان بعث إليهم الوليد بن عقبة يأخذ صدقات أموالهم بعد الوقعة ، فلما سمعوا بذلك خرج منهم قوم ركوبا ، فقالوا : نفخم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونهديه في البلاد ، ونحرسه فلما سمع بهم رجع ، فقال : يا رسول الله ، إن بني المصطلق منعوا صدقاتهم فلما سمعوا به رجع أقبلوا على إثره (1) حتى قدموا المدينة ، فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصف الأول من صلاة الأولى ، فلما سلم قالوا : نعوذ بالله ورسوله من غضبه وغضب رسوله)اه
وفي المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني (ج 11 / ص 60): (قال عبد بن حميد : ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا أبو جعفر الرازي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : كان « رجل من المهاجرين ضعيفا ، وكانت له حاجة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما استوى على راحلته ، عرض له الرجل ، فأخذ بخطام ناقته ، فقال : يا رسول الله ، إن لي إليك حاجة فقال : إنك ستدرك حاجتك فأبى ، فلما خشي أن يحبسه ، خفقه بالسوط خفقة ، ثم مضى ، فصلى بهم صلاة الغداة ، فلما انفتل أقبل بوجهه على القوم - وكان إذا فعل ذلك عرفوا أنه حدث أمر - فاجتمع القوم حوله ، فقال : أين الذي خفقت آنفا ؟ فأعادها : إن كان في القوم فليقم قال : فجعل الرجل يقول : أعوذ بالله وبرسوله وجعل رسول الله يقول : ادنه ادنه حتى دنا منه ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين يديه ، وناوله السوط ، فقال : خذ لمجلدك ، فاقتص فقال : أعوذ بالله أن أجلد نبيه ، قال : خذ بمجلدك ، فما بأس عليك قال : أعوذ بالله أن أجلد نبيه قال : لا ، إلا أن تعفو قال : فألقى السوط ، وقال : قد عفوت يا رسول الله)اه

*كساك الله ورسوله:
في مسند أحمد (ج 38 / ص 48): (فقال البراء بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين يديه غنيمة يقسمها سبي وخرثي قال فقسمها حتى بقي هذا الخاتم فرفع طرفه فنظر إلى أصحابه ثم خفض ثم رفع طرفه فنظر إليهم ثم خفض ثم رفع طرفه فنظر إليهم ثم قال: أي براء فجئته حتى قعدت بين يديه فأخذ الخاتم فقبض على كرسوعي ثم قال: خذ البس ما كساك الله ورسوله, قال: وكان البراء يقول: كيف تأمروني أن أضع ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البس ما كساك الله ورسوله؟)اه

*فر من الله ورسوله:
في مسند أحمد (ج 39 / ص 375): (عن عدي بن حاتم قال: جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو قال رسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا بعقرب فأخذوا عمتي وناسا قال: فلما أتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: فصفوا له قالت: يا رسول الله نأى الوافد وانقطع الولد وأنا عجوز كبيرة ما بي من خدمة فمن علي من الله عليك قال: من وافدك قالت: عدي بن حاتم قال: الذي فر من الله ورسوله )اه

*العيال إلى الله ورسوله
في مسند أحمد (ج 54 / ص 65): (أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: فلما وضعت زينب جاءني النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخطبني فقلت: ما مثلي نكح أما أنا فلا ولد في وأنا غيور وذات عيال, فقال: أنا أكبر منك وأما الغيرة فيذهبها الله عز وجل وأما العيال فإلى الله ورسوله فتزوجها)اه

*ما خار الله لي ورسوله:
في المستدرك على الصحيحين للحاكم (ج 6 / ص 273): (عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا أبا ذر ، كيف أنت وموت يصيب الناس حتى يكون البيت بالوصيف ؟ - يعني القبر - قلت : ما خار الله لي ورسوله)اه

*جوار الله ورسوله:
في صحيح ابن حبان (ج 28 / ص 279): (قال أبو بكر : فإني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم . ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ بمكة)اه

*مفزعكم إلى الله ورسوله:
في صحيح ابن حبان (ج 29 / ص 221): (سمعت عمرو بن العاص ، يقول : فزع الناس بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتفرقوا ، فرأيت سالما مولى أبي حذيفة احتبى بسيفه ، وجلس في المسجد ، فلما رأيت ذلك ، فعلت مثل الذي فعل ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرآني وسالما ، وأتى الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا أيها الناس ، ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله؟ ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان)اه

*أتقرب به إلى الله ورسوله
في صحيح ابن خزيمة (ج 9 / ص 73) والإيمان لابن منده (ج 2 / ص 276): (عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انصرف من الصبح يوما ، فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن ، فقال : يا معشر النساء ما رأيت من نواقص عقول قط ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن ، وإني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار يوم القيامة ، فتقربن إلى الله بما استطعتن ، وكان في النساء امرأة عبد الله بن مسعود فانقلبت إلى عبد الله بن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخذت حليها قال ابن مسعود: أين تذهبين بهذا الحلي ؟ قالت : أتقرب به إلى الله ورسوله لعل الله أن لا يجعلني من أهل النار)اه

*حزب الله ورسوله:
في مصنف ابن أبي شيبة (ج 8 / ص 588): (عن أبي الطفيل قال : كان بين حذيفة وبين رجل منهم من أهل العقبة بعض ما يكون بين الناس ، فقال : أنشدك بالله ، كم كان أصحاب العقبة ؟ فقال القوم : فأخبره فقد سألك ، فقال أبو موسى الأشعري : قد كنا نخبر أنهم أربعة عشر ، فقال حذيفة ، وإن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر ، أشهد بالله أن اثني عشر منهم حزب الله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
في فوائد تمام (ج 1 / ص 178): (وكتب لنا كتابا نسخته : « بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله لزمل بن عمرو ومن أسلم معه خاصة ، إني بعثته إلى قومه عامة ، فمن أسلم ففي حزب الله ورسوله)اه

*معذرة إلى الله ورسوله:
في السنن الكبرى للنسائي (ج 6 / ص 383): (قال أبو هريرة: فرأيت الشيوخ يبكون حتى بل الدموع لحاهم ثم قالوا: معذرة إلى الله ورسوله, والله ما قلنا الذي قلنا إلا ضنا بالله وبرسوله قال: فإن الله قد صدقكم ورسوله)اه

*أمان الله ورسوله
في السنن الكبرى للبيهقي (ج 7 / ص 58): (من محمد رسول الله إلى بني زهير بن أقيش أنكم إن شهدتم أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم الخمس من المغنم وسهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسهم الصفي انتم آمنون بأمان الله ورسوله)اه

*افتتحها الله ورسوله
فهي لله ولرسوله
في السنن الكبرى للبيهقي (ج 9 / ص 139): (عن أبى سلمة عن قتادة عن أبى رافع عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أيما قرية افتتحها الله ورسوله فهي لله ولرسوله)اه

*يدعوهم إلى الله ورسوله:
في المعجم الكبير للطبراني (ج 4 / ص 438): (بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد إني بعثته إلى قومه عامة ، ومن دخل فيهم ، يدعوهم إلى الله وإلى رسوله ، فمن أقبل ففي حزب الله ورسوله)اه

*الله ورسوله أولى بنا من أنفسنا:
في المعجم الكبير للطبراني (ج 5 / ص 149): (عن أنيسة بنت زيد بن أرقم ، عن أبيها ، قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالشجرات فقم ما تحتها ورش ، ثم خطبنا ، فوالله ما من شيء يكون إلى أن تقوم الساعة إلا وقد أخبرنا به يومئذ ، ثم قال : يا أيها الناس ، من أولى بكم من أنفسكم ؟ قلنا : الله ورسوله أولى بنا من أنفسنا)اه

*جاء بي الله ورسوله:
في مسند البزار (ج 5 / ص 377) ومسند الشاميين للطبراني (ج 9 / ص 100): (قال أبو ذر : لا تقل في عثمان إلا خيرا ، فإني أشهد لقد رأيت منه مظهرا ، وشهدت منه مشهدا لا أنساه حتى أموت ، كنت رجلا ألتمس خلوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأسمع منه ، ولآخذ عنه ، فهجرت يوما من الأيام ، فإذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج من بيته ، فسألت عنه الخادم ، فأخبرني أنه في بيت ، فأتيته وهو جالس ، ليس عنده أحد من الناس ، وكأني حينئذ أرى أنه في وحي ، فسلمت عليه فرد السلام ، ثم قال : « ما جاء بك ؟ » قلت : جاء بي الله ورسوله ، فأمرني أن أجلس ، فجلست إلى جنبه ، لا أسأله عن شيء ، ولا يذكر لي ، فمكثت غير كثير ، ثم جاء أبو بكر مسرعا ، فسلم فرد السلام ، ثم قال : « ما جاء بك ؟ » قال : جاء بي الله ورسوله ، فأشار إليه أن اجلس ، فجلس إلى ربوة مقابل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الطريق بينه وبينها ، حتى إذا استوى أبو بكر جالسا ، أشار بيده فجلس إلى جنبي عن يميني ، ثم جاء عمر ، ففعل مثل ذلك [ وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل ذلك ، وجلس إلى جنب أبي بكر على تلك الربوة ] ، ثم جاء عثمان فسلم فرد السلام ، فقال : « ما جاء بك ؟ » فقال : جاء بي الله ورسوله ، فأشار إليه بيده ، فقعد على الربوة، ثم أشار بيده فجلس إلى [ جنب ] عمر)اه

*يرزق اللهُ ورسولُه:
في مسند البزار - (4 / 217): (عن بلال قال: ... فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت : إن المشرك الذي تداينت منه قد جاء فتوعدني ، وليس عندك ما تقضي وليس عندي ، وهو موافى ، فائذن لي أن أصير إلى بعض هؤلاء الأحياء الذي قد أسلموا حتى يرزقَ اللهُ ورسولُه ما يقضي عني)اه

*أنتم إلى الله ورسوله:
في سنن أبي داود (2 / 359) عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال : أتينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمت من نحن ومن أين نحن فإلى من نحن ؟ قال " إلى الله وإلى رسوله "...)اه
*أعزكم الله ورسوله
أغناكم الله ورسوله
في شرح السنة للبغوي (ج 1 / ص 951): (عن أبي سعيد الخدري قال : اجتمع ناس من الأنصار ، فقالوا : يؤثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علينا غيرنا ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخطبهم ثم قال : يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله ورسوله ، قال : ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله ، قالوا : صدق الله ورسوله، قال : ألم تكونوا فقراء ، فأغناكم الله ورسوله ، قالوا : صدق الله ورسوله)اه

*ما علمَنَا الله ورسوله:
في أمالي ابن بشران (ج 2 / ص 476): (عن زيد بن خالد الجهني ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عام الحديبية ، فأصابنا مطر ذات ليلة ، فلما انصرف من الصبح فأقبل علينا فقال : « هل سمعتم ما قال ربكم تعالى ؟ » قلنا : لا علم لنا إلا ما علمنا الله ورسوله )اه

*يفر بدينه إلى الله ورسوله:
في الأموال للقاسم بن سلام (ج 1 / ص 498): (عن عطاء ، قال : زرت عائشة مع عبيد بن عمير، فسألتها عن الهجرة ، فقالت : ولا هجرة اليوم ، كان المؤمن يفر بدينه إلى الله ورسوله مخافة أن يفتن عنه)اه

*أضره الله ورسوله
في السنن الصغير للبيهقي (ج 4 / ص 460): (عن أبي صرمة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «من ضار أضره الله ورسوله ، ومن شاق شق الله عليه»)اه
*يحبكم لله ولرسوله:
في مسند أحمد (1/207) : (عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله، إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها؟ قال: فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم غضبا شديدا، وقال: "والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله )اه

*غضبا لله ولرسوله
في سنن أبي داود (ج 7 / ص 72) : (عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن عمرو بن أقيش كان له رب في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه فجاء يوم أحد فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأحد, قال: أين فلان؟ قالوا: بأحد, قال: فأين فلان؟ قالوا: بأحد, فلبس لأمته وركب فرسه ثم توجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عمرو, قال: إني قد آمنت, فقاتل حتى جرح فحمل إلى أهله جريحا فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخته: سليه حمية لقومك أو غضبا لهم أم غضبا لله؟ فقال: بل غضبا لله ولرسوله, فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة)اه
*ترضي الله ورسوله
في المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني (ج 8 / ص 6): (قال الطيالسي : حدثنا أبو الصباح الشامي ، عن عبد العزيز الشامي ، عن أبيه ، عن أبي أيوب رضي الله عنه ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له : « يا أبا أيوب ، ألا أدلك على صدقة ترضي الله ورسوله بوضعها؟...)اه

*تهاب الله ورسوله
في المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني (ج 11 / ص 220): (قال الحارث : ثنا هوذة ، ثنا عوف ، عن عبد الله بن عمرو ابن هند الجملي ، قال : لما كانت ليلة أهديت فاطمة إلى علي، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لا تحدث شيئا حتى آتيك » قال : فلم يلبث رسول الله أن اتبعهما فقام على الباب فاستأذن ، فدخل فإذا علي معتزل عنها ، فقال : « إني قد علمت أنك تهاب الله ورسوله » فدعا بماء فمضمض ، ثم أعاده في الإناء ، ثم نضح به صدرها وصدره وسمت عليهما، ثم خرج من عندها)اه

*ما خار الله ورسوله:
في تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة لأبي نعيم الأصبهاني (ج 1/ ص 165): (عن عبد الله بن حوالة الأزدي ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو جالس في ظل دومة وعنده كاتب يملي عليه ، مم قال : « يا ابن حوالة كيف أنت إذ نشأت فتنة ؟ » فذكرها. قلت : لا أدري ما خار الله ورسوله)اه

*لولا الله ورسوله
في كنز العمال (3 / 1322): (عن عبد الله بن عمرو قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن فلانا شتمني وضربني ولولا الله ورسوله ما كان أطول مني لسانا ولا يدا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف قلت ؟ فأعاد عليه فقال : من شتم أو ضرب ثم صبر زاده الله لذلك عزا فاعفوا يعف الله عنكم ) رواه ابن النجار
المبحث الثالث:
في ذكر طائفة من الآثار التي قُرن فيها اسم الله تعالى باسم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
*الله ورسوله أعلم (بعد وفاته)
في مستدرك الحاكم [3 / 625 ] : (عن ابن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلا هذه الآية (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات) فسأل عنها القوم، وقال: « فيما ترون أنزلت: (أيود أحدكم أن تكون له جنة..)؟» فقالوا: الله ورسوله أعلم، فغضب عمر وقال: «قولوا: نعلم أو لا نعلم»)اه قال الحاكم عقبه: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين). 
فقد قالوا: الله ورسوله أعلم, وإنكار عمر ليس هو لأجل ذكرهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما هو ظاهر, وإنما يريد منهم أن يجيبوا إن كان عندهم جواب أو يقولوا: لا نعلم الجواب, إن لم يكن عندهم الجواب, فلو قالوا: الله أعلم, فحسب لأنكر عليهم أيضا كما ورد في رواية البخاري أنهم قالوا: الله أعلم, وهذا رأي لعمر رضي الله عنه قد خالفه عمل الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعده وعمل الأمة جميعا فإنهم يقولون جميعا: الله أعلم أو الله ورسوله أعلم
وفي سنن الترمذي (ج 8 / ص 51): (عن عبد الواحد بن سليم قال قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح فقلت له يا أبا محمد إن أهل البصرة يقولون في القدر قال يا بني أتقرأ القرآن قلت نعم قال فاقرأ الزخرف قال فقرأت { حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم }, فقال: أتدري ما أم الكتاب؟ قلت: الله ورسوله أعلم, قال: فإنه كتاب كتبه الله قبل أن يخلق السماوات وقبل أن يخلق الأرض)اه
وفي المعجم الأوسط للطبراني (ج 9 / ص 284) : (عن عمرو بن الحمق ...فلما وقعت الفتنة، ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ففررت من آية النار إلى آية الجنة، وترى بني أمية قاتلي بعد هذا؟ قلت : الله ورسوله أعلم, قال : والله لو كنت في جحر في جوف جحر لاستخرجني بنو أمية حتى يقتلوني حدثني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)اه
وفي السنة لمحمد بن نصر المروزي (ج 1 / ص 48): (حدثني زاذان أبو عمر ، قال : قال علي : يا أبا عمر أتدري على كم افترقت اليهود ؟ قال : قلت الله ورسوله أعلم ، فقال : افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية والنصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة هي الناجية ، يا أبا عمر أتدري على كم تفترق هذه الأمة ؟ قلت : الله ورسوله أعلم)اه
وفي القضاء والقدر للبيهقي (ج1/ ص482) : (نا عبد الواحد بن سليم ، قال : سألت عطاء بن أبي رباح فقلت : إن أناسا من أهل البصرة يقولون في القدر قال : تقرأ القرآن ؟ قلت نعم ، قال: اقرأ الزخرف فقرأت حم والكتاب المبين قال : أتدري ما القرآن العربي ؟ قلت: نعم والحمد لله ، قال : وما هو ؟ قلت : الفرقان الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : صدقت ثم قرأت : وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم قال : أتدري ما أم الكتاب؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : (هو الكتاب الذي كتبه قبل أن يخلق السموات وقبل أن يخلق الأرض)اه
وللفقير بحث مفرد في المسألة بعنوان: (حكم قول: (الله ورسوله أعلم) بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم, منشور على النت

*قمت لله ولرسوله:
في الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي (ج3/ص 178): (سمعت محمد بن أحمد الملاحمي بالري، يقول : سمعت محمود بن إسحاق القواس يقول : قام إسماعيل بن أحمد والي خراسان ، لصالح جزرة فقيل له : تقوم لرجل من الغرباء ؟ فقال لقائله : يا كلب ، إنما قمت لله ولرسوله ، فإنه عالم بأيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخباره)اه

*عملت لله ورسوله
في السنن الكبرى للبيهقي (7 / 15): (عن بسر بن سعيد عن ابن السعدى المالكى انه قال استعملني عمر ابن الخطاب رضى الله عنه على الصدقة فلما فرغت منها واديتها إليه امر لى بعمالة فقلت انما عملت لله ورسوله واجري على الله فقال خذ ما اعطيت فانى قد عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (فعملني فقلت مثل قولك فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق)اه

*دعا قومه إلى الله ورسوله:
في مصنف ابن أبي شيبة (ج 6 / ص 380): (عن قتادة أن عروة بن مسعود الثقفي دعا قومه إلى الله ورسوله فرماه رجل منهم بسهم ، فمات فعفا عنه ، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأجاز عفوه وقال : (هو كصاحب ياسين)اه

*ملائكة الله ورسوله:
في مصنف ابن أبي شيبة (ج 7 / ص 88): (عن إبراهيم النخعي قال : كانوا إذا رأى أحدكم في منامه ما يكره قال : أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسوله من شر ما رأيت في منامي أن صيبني منه شئ أكرهه في الدنيا والآخرة.)اه
*وجبت لي الجنة من الله ورسوله:
في مصنف ابن أبي شيبة (ج 8 / ص 683): (عن ليث عن عبد العزيز بن رفيع قال : لما سار علي إلى صفين استخلف أبا مسعود على الناس فخطبهم في يوم جمعة فرأى فيهم قلة ، فقال : أيها الناس ! اخرجوا فمن خرج فهو آمن ، إنا والله ما نعلم أن منكم الكاره لهذا الوجه والمتثاقل عنه فأخرجوا ، فمن خرج فهو آمن ، أنا والله ما نعد عافية أن يلتقي هذان الغارن يتقي أحدهما صاحبه ، ولكننا نعدها عافية أن يصلح الله أمة محمد ويجمع ألفتها ، ألا أخبركم عن عثمان وما نقم الناس عليه ، إنهم لن يدعوه وذنبه حتى يكون الله هو يعذبه أو يعفو عنه ، ولم يدركوا الذي طلبوه ، إذ حسدوه ما آتاه الله إياه ، فلما قدم علي قال : له : أنت القائل ما بلغني عنك يا فروج ، إنك شيخ قد ذهب عقلك ، قال لقد سمتني أمي باسم هو أحسن من هذا ، أذهب عقلي وقد وجبت لي الجنة من الله ورسوله)اه
*حَرْم الله ورسوله:
في المعجم الكبير للطبراني (ج 3 / ص 199): (قال ابن عباس : استأذنني حسين في الخروج، فقلت: لولا أن يزري ذلك بي أو بك لشبكت بيدي في رأسك ، قال : فكان الذي رد علي، أن قال : لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن يستحل بي حرم الله ورسوله، قال : فذلك الذي سلى بنفسي عنه)اه
*الله ورسوله هم الغالبون
في التفسير من سنن سعيد بن منصور (ج 4 / ص 143): (عن الضحاك ، قال: أو لم يروا أنا نفتح، لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم الأرض بعد الأرض، أفهم الغالبون ؟ بل الله ورسوله هم الغالبون)اه

*لغير الله ورسوله:
في السنن الكبرى للبيهقي (ج 9 / ص 314): (عن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لا عقر في الإسلام - قال أبو زكريا: العقر يعنى الأعراب عند الماء يعقر هذا ويعقر هذا فيأكلون لغير الله ورسوله)اه
المبحث الرابع:
مسائل متممة
في مسألة اقتران اسم الله تعالى باسم رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
المسألة الأولى
مسألة اقتران الضميرين (ومن يعصهما)
إن قيل: قد ورد النهي عن اقتران الضمير العائد إلى الله تعالى بالضمير العائد إلى رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ففي صحيح مسلم (ج 4 / ص 362): (عن عدي بن حاتم أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى, فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بئس الخطيب أنت, قل: ومن يعص الله ورسوله)اه
وفي مصنف ابن أبي شيبة (ج 7 / ص 93): (حدثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال: خطب رجل عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، قال : فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكره ذلك ، فقال إبراهيم : فكانوا يكرهون أن يقول: ومن يعصهما ، ولكن يقول : من يعص الله ورسوله.)اه
فالجواب عن ذلك من وجوه:
الوجه الأول: 
أنه في نفس الحديث قد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ولكن قل: ومن يعص الله ورسوله) فقرن صلى الله عليه وآله وسلم اسمه باسم الله تعالى, فمسألة اقتران الاسمين غير مسألة اقتران الضميرين كما هو ظاهر
الوجه الثاني:
على فرض أن الحديث في النهي عن اقتران الاسمين لا الضميرين, ولم نستطع مع ذلك أن نوفق بينه وبين المتواتر من القرآن والحديث في جواز اقتران الاسمين فإننا بلا شك سنرجح المتواتر من القرآن والحديث على هذا الحديث الفرد كما هو ظاهر أيضا
الوجه الثالث: 
أنه قد ورد اقتران الضميرين في أحاديث أخرى من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم, ففي سنن أبي داود (ج 6 / ص 15): (عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا تشهد قال بعد قوله (..ورسوله): أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا)اه
قال النووي في شرحه على مسلم (3 / 250) : ( ثبت في سنن أبي داود بإسناد صحيحعن ابن مسعود...)اه وقال العلائي في كتابه (الفصول المفيدة في الواو المزيدة) ص 91: (روى أبو داود في سننه بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه...)اه
وفي المعجم الأوسط للطبراني (ج 6 / ص 84): (عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن عبد الله بن مسعود كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الخطبة : «الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنما يضر نفسه، ولن يضر الله شيئا)اه
وفي سنن البيهقي الكبرى (3 / 215): (عن يونس أنه سأل بن شهاب عن تشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة فقال بن شهاب: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى)اه
وفي بعض خطب سيدنا الصديق رضي الله عنه اقتران الضمير فعن موسى بن عقبة أن أبا بكر الصديق كان يخطب فيقول : (الحمد لله رب العالمين أحمده وأستعينه ونسأله الكرامة فيما بعد الموت فإنه قد دنا أجلي وأجلكم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد ضل ضلالا مبينا..)اه رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الحذر ورواه ابن عساكر كما في كنز العمال (16 / 181)
ومن الأحاديث في ذلك أيضا:
- حديث: (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) متفق عليه
- حديث: (إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية) متفق عليه
- حديث: ( إن الله ورسوله حرما بيع الخمر والميتة ) رواه ابن مردويه وأصله في الصحيح
قال ابن رجب فتح الباري (1/ 29): (قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) يدل على أنه يجوز الجمع بين اسم الله واسم غيره من المخلوقين في كلمة واحدة. وقال ابن مسعود لما قضي في بروع: إن يكون صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان من الخطأ)اه.
بل قد ورد القرآن بما هو أعظم من هذا فقد قال الله تعالى: (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه) فافرد الضمير العائد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم, دون الضمير العائد إلى اسم الله تعالى, مع أن السياق يقتضي التشريك في الضمير, ذلك لأن في الجملة تقدير وهو: والله أحق أن يرضوه ، ورسوله أحق أن يرضوه, كقول الشاعر :
نحن بما عندنا وأنت بما عنـ ـدك راض والرأي مختلف
وفي القرآن أيضا قوله تعالى في كتابه الكريم: (إن الله وملائكته يصلون على النبي) فجمع تعالى بين ضمير اسم الله وملائكته قال السيوطي في حاشيته على سنن النسائي (5/10): (ويعارضه أيضا قوله تعالى " إن الله وملائكته يصلون على النبي " فجمع بين ضمير اسم الله وملائكته)اه
فإن قيل: كيف يمكن الجمع بين حديث عدي بن حاتم والأحاديث السابقة؟ ففي حديث عدي النهي عن اقتران الضميرين وفي بقية الأحاديث إثبات ذلك
فالجواب أن لأهل العلم في الجمع بين تلك الأحاديث وحديث عدي أقوالا:
القول الأول: 
أن الخطب شأنها البسط وليس الإيجاز وقرن الضميرين فيه إيجاز, قال النووي في شرحه على مسلم (3/250) : (قال القاضي وجماعة من العلماء: إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية، وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال صلى الله عليه وآله وسلم ) في الحديث الآخر: (لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل: ما شاء الله ثم شاء فلان) قال النووي: والصواب أن سبب النهي أن الخُطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز، ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا ليفهم، وأما قول الأوليين فيضعف بأشياء منها أن مثل هذا الضمير قد تكرر في الأحاديث الصحيحة من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " وغيره من الأحاديث وإنما ثنى الضمير هاهنا لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم، فكلما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظه وإنما يراد الاتعاظ بها)اه
القول الثاني:
أن الخطيب كان قد وقف على قولها: (ومن يعصهما) فيوهم أن من يعص الله ورسوله فقد رشد وفيه نظر, قال القرطبي في المفهم شرح صحيح مسلم (7 / 141): (ولهذه المعارضة صرف بعض القُرَّاء هذا الذّم إلى أن ذلك الخطيب وقف على : "ومن يعصهما " ، وهذا تأويل لم تساعده الرواية ؛ فإن الرواية الصحيحة أنه أتى باللفظين في مساق واحد ، وأن آخر كلامه إنما هو: " فقد غوى ". ثم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ردّ عليه وعلّمه صواب ما أخلّ به، فقال: (قل : ومن يعص الله ورسوله فقد غوى) فظهر أن ذمّه له إنما كان على الجمع بين الاسمين في الضمير ، وحينئذ يتوجه الإشكال
القول الثالث:
أن جواز اقتران الضمير من خصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون غيره, قال السيوطي في حاشيته على النسائي (5 / 10): (قال الشيخ عز الدين: من خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يجوز له الجمع في الضمير بينه وبين ربه تعالى وذلك ممتنع على غيره قال وإنما يمتنع من غيره دونه لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقه التسوية بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك)اه.
القول الرابع :
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهم من الخطيب اعتقاد التسوية فنبهه, قال العظيم آبادي في عون المعبود (3 / 56): (ويمكن أن يقال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما أنكر على ذلك الخطيب التشريك لأنه فهم منه اعتقاد التسوية فنبهه على خلاف معتقده وأمره بتقديم اسم الله تعالى على اسم رسوله ليعلم بذلك فساد ما اعتقده)اه
وقال العراق في طرح التثريب (1 / 408): (أن ترك جمعهما في ضمير واحد على وجه الأدب، وأنه إنما أنكر على الخطيب ذلك تنبيها على دقائق الكلام ولأنه قد لا يكون عنده من المعرفة بتعظيم الله تعالى ما يعلمه صلى الله عليه وآله وسلم من عظمته وجلاله والله أعلم )اه.
القول الخامس:
أنه كان في الحاضرين بين يدي الخطيب من يتوهم التسوية قال السندي في شرح سنن النسائي (5/10): (قالوا أنكر عليه التشريك في الضمير المقتضى لتوهم التسوية ورد بأنه ورد مثله في كلامه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فالوجه أن التشريك في الضمير يخل بالتعظيم الواجب ويوهم التشريك بالنظر إلى بعض المتكلمين وبعض السامعين فيختلف حكمه بالنظر إلى المتكلمين والسامعين )اه
القول السادس:
أن السبب في نهي الخطيب هو عدم مراعاة الجناب النبوي فإن التشريك يوهم أن طاعة الرسول ليست مستقلة فأراد أن ينبهه إلى الإفراد ليعلم أن طاعة الرسول مستقلة أيضا, قال الشيخ أنور شاه الكمشميري في فيض الباري بشرح صحيح البخاري (7/341): (قوله: (أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولي الأَمْرِ مِنْكُمْ)، أَرَادَ به الإِعلانَ باستقلال إطاعة الله وإطاعة رسوله، وهذا الذي قد كان تَرَكَهُ رجلٌ في خُطْبَتِهِ، فقال: ومن يَعْصِهما، حيث جَمَعَ بينهما من غير فصلٍ، فقال له النبيُّ : (بِئْسَ الخطيبُ أنت). حيث ما راعيتَ ما كان ينبغي للخطيب أن يُرَاعِيَهُ، فتركتَ التنبيه على الاستقلال، وسلكتَ سبيل الإِدراج، مع أن المُنَاسِبَ للخطيب أن يُنَبِّهَ على أن إطاعةَ الرسول، ومعصيتَهُ أيضاً مستقلٌّ، لئلاَّ يَظُنُّ ظانٌّ أن ليس للرسول حقٌّ، فَيَسْتَخِفُّ أوامرَه ونواهيه. ومن ههنا تبيَّن أن إصلاحَ النبيِّ إيَّاه كان من باب الآداب، لا من باب الحلال والحرام.)اه

مجموعة الأقوال من كلام القرطبي وابن حجر والعلائي:
قال القرطبي في المفهم شرح صحيح مسلم (7 / 141): ( ونتخلّص عن الإشكال من أوجه : 
- أحدها: أن المتكلم لا يدخل تحت خطاب نفسه إذا وجّهه لغيره، فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (بئس الخطيب أنت) منصرف لغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفظًا ومعنى.
- وثانيها: أن إنكاره صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك الخطيب يحتمل أن يكون كأن هنالك من يتوهم التسوية من جمعهما في الضمير الواحد ، فمنع ذلك لأجله ، وحيث عُدِمَ ذلك جاز الإطلاق .
- وثالثها: أن ذلك الجمع تشريف، ولله تعالى أن يُشرف من شاء بما شاء ، ويمنع من مثل ذلك للغير ؛ كما قد أقسم بكثير من المخلوقات ، ومنعنا من القسم بها ، فقال سبحانه وتعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي}، وكذلك أذن لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في إطلاق مثل ذلك ، ومنع منه الغير على لسان نبيه .
- ورابعها : أن العمل بخبر المنع أولى لأوجه ؛ لأنه تقعيد قاعدة والخبر الآخر يحتمل الخصوص، كما قررناه ؛ ولأن لهذا الخبر ناقل ، والآخر مُبقىٍ على الأصل ؛ فكان الأول أولى ؛ ولأنه قول والثاني فعل ؛ فكان أولى)اه
وقال الحافظ في فتح الباري (1/61): (لأن المراد في الخطب الإيضاح، وأما هنا فالمراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ، ويدل عليه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قاله في موضع آخر قال: "ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه". واعترض بأن هذا الحديث إنما ورد أيضا في حديث خطبة النكاح. وأجيب: بأن المقصود في خطبة النكاح أيضا الإيجاز فلا نقض. 
- وثم أجوبة أخرى، منها: دعوى الترجيح، فيكون حيز المنع أولى لأنه عام. والآخر يحتمل الخصوصية، ولأنه ناقل والآخر مبني على الأصل، ولأنه قول والآخر فعل. ورد بأن احتمال التخصيص في القول أيضا حاصل بكل قول ليس فيه صيغة عموم أصلا، ومنها دعوى أنه من الخصائص، فيمتنع من غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يمتنع منه، لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقه التسوية، بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك. وإلى هذا مال ابن عبد السلام. 
- ومنها دعوى التفرقة بوجه آخر، وهو أن كلامه صلى الله عليه وآله وسلم هنا جملة واحدة فلا يحسن إقامة الظاهر فيها مقام المضمر، وكلام الذي خطب جملتان لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر. وتعقب هذا بأنه لا يلزم من كونه لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر أن يكره إقامة المضمر فيها مقام الظاهر، فما وجه الرد على الخطيب مع أنه هو صلى الله عليه وآله وسلم جمع كما تقدم؟ 
- ويجاب: بأن قصة الخطيب - كما قلنا - ليس فيها صيغة عموم، بل هي واقعة عين، فيحتمل أن يكون في ذلك المجلس من يخشى عليه توهم التسوية كما تقدم.)انتهى كلام الحافظ
وقال الإمام العلائي في كتابه الفصول المفيدة في الواو المزيدة ( ص90): (وأجاب عنه جماعة من أئمة الأصول وغيرهم بأنه إنما أنكر عليه لإتيانه بالضمير المقتضي للتسوية فأمره بالعطف وإفراد اسم الله تعالى تعظيما له بتقديم اسمه بدليل أن معصية الله معصية رسوله وكذلك العكس فلا ترتيب بينهما بل كل منهما مستلزمة للأخرى
وهذا الجواب يرد عليهم شيئان:
- أحدهما: قولهم إن معصيتهما لا ترتيب فيها فإن كان المراد الترتيب الزماني فمسلم ولا يلزم منه عدم الترتيب مطلقا فإن الترتيب تارة يكون بالزمان وتارة يكون بالرتبة, وإن كان المراد به عدم الترتيب مطلقا فليس ذلك بصحيح لأن فيها الترتيب بالرتبة إذ لا شك أن معصية الرسول مرتبة على معصية الله تعالى وإن كان كل واحد منهما يستلزم الأخرى
- الثاني: ما روى أبو داود في سننه بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ( علمنا رسول الله خطبة الحاجة ) فذكرها وفيها ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا ) وكذلك في حديث أنس رضي الله عنه أيضا ( ومن يعصهما فقد غوى ) من قول النبي
وقيل في الجمع بين هذه الأحاديث وجوه:
- أحدها: أن هذا خاص بالنبي فإنه يعطي مقام الربوبية حقه ولا يتوهم فيه تسويته له بما عداه أصلا بخلاف غيره من الأئمة فإنه مظنة التسوية عند الإطلاق والجمع في الضمائر بين ما يعود إلى اسم الله تعالى وغيره فلهذا جاء بالإتيان بالجمع بين الاسمين بضمير واحد من كلام النبي في الحديثين المشار إليهما وفي قوله أيضا ( من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) وغير ذلك, وأمر ذلك الخطيب بالإفراد لئلا يوهم كلامه التسوية وهو مثل الحديث المتقدم من قوله ( لا تقولوا ما شاء الله وشئت قولوا ما شاء الله ثم شئت ), وهذا يرد عليه أن حديث ابن مسعود المتقدم فيه تعليم النبي أمته تلك الخطبة ليقولوها عند الحاجة وفيه (ومن يعصهما) فيدل على عدم الخصوصية به إلا أن يقال يؤخذ من مجموع الحديثين أن يقولوا في خطبة الحاجة (ومن يعص الله ورسوله) كم علم النبي ذلك الخطيب ويكون حديث ابن مسعود فيه تعليم أصل خطبة الحاجة لا بجميع ألفاظها وفيه نظر
- وثانيها: أن النبي حيث أنكر على ذلك الخطيب كان هناك من يتوهم منه التسوية بين المقامين عند الجمع بين الاسمين بضمير واحد فمنع من ذلك وحيث لم يكن هناك من يلبس عليه أتى بضمير الجمع وهذا لعله أقرب من الذي قبله
- وثالثها: أن ذلك المنع لم يكن على وجه التحتم بدليل الأحاديث الآخر بل على وجه الندب والإرشاد إلى الأولوية في إفراد اسم الله تعالى بالذكر من التعظيم اللائق بجلاله, وهذا يرجع في الحقيقة إلى ما قاله أئمة الأصول أولا لكن بزيادة أن ذلك ليس حتما وحينئذ فلا تكون الواو مقتضية للترتيب
- ورابعها: أن ذلك الإنكار كان مختصا بذلك الخطيب وكأن النبي فهم عنه أنه لم يجمع بينهما في الضمير إلا لتسويته بينهما في المقام فقال له ( بئس الخطيب أنت ) فيكون ذلك مختصا بمن حاله كذلك, ولعل هذا الجواب هو الأقوى لأن هذه القصة واقعة عين وما ذكرناه محتمل ويؤثر هذا الاحتمال فيها أن يحمل على العموم في حق كل أحد, فإذا انضم إلى ذلك حديث أبي داود الذي علم فيه النبي أمته كيفية خطبة الحاجة وفيها ( ومن يعصهما ) بضمير التثنية قوي ذلك الاحتمال)انتهى كلام العلائي

المسألة الأولى
مسألة: (ما شاء الله وشئت)
إن قيل: قد ورد النهي عن قول: (ما شاء الله وشئت) وما ذلك إلا لأجل الاقتران, فقد روى أحمد في مسنده 1/214 والبُخَاريّ في (الأدب المفرد) ص783 وابن ماجة برقم 2117 والنَّسَائي في عمل اليوم والليلة ص988 : (عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكلمه في بعض الأمر فقال: ما شاء الله وشئت فقال: أجعلتني لله عدلا قل ما شاء الله وحده)اه
لكن قال البوصيري في إتحاف الخيرة (5/343): (هذا إسناد فيه مقال، الأجلح بن عبد اللّه مختلف فيه، ضعفه أحمد بن حنبل و أبو حاتم والنسائي وأبو داود وغيرهم، ووثقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان، وباقي رجال الإسناد ثقات)اه.
وروى الحكيم 4/142 عن ابن جريج بلاغا مرفوعا: (يا أبا بكر الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل إن من الشرك أن يقول الرجل ما شاء الله وشئت ومن الند أن يقول الرجل لولا فلان لقتلنى فلان)اه لكنه بلاغ كما ترى بلا إسناد
وروى الطبراني في الكبير: (عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: نعم الأمة أمتك لولا أنهم يعدلون. فقال: "كيف يعدلون؟". قال: يقولون: ما شاء الله وشئت. قال: "قولوا: ثم شئت". وقال أيضا: نعم الأمة أمتك لولا أنهم يشركون. قال: يقولون بحق فلان وبحياة فلان. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله")اه.
لكن قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/208): (فيه عبيد بن القاسم وهو كذاب متروك)اه
وروى أحمد في مسنده 6/371 والنَّسائي في سننه 7/6: (عن قتيلة امرأة من جهينة أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال Y انكم تنددون وإنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة ويقولون ما شاء الله ثم شئت.)اه
ولكن قد حصل الاختلاف في متنه فقد أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (987) بلفظ: (قالت: دخلت يهودية على عائشة فقالت : إنكم تشركون.وساق الحديث)اه
وقال البخاري في صحيحه : (باب لَا يَقُول مَا شَاءَ الله وشئت : وَهل يَقُول أَنا بِاللَّه وَبِك).. ثم روى حديث أَبَي هُرَيْرَة مرفوعاَ يَقُول: (إِن ثَلَاثَة فِي بني إِسْرَائِيل أَرَادَ الله أَن يبتليهم فَبعث ملكا فَأَتَى الأبرص فَقَالَ انْقَطَعت بِي الحبال فَلَا بَلَاغ إِلَّا بِاللَّه ثمَّ بك.. فَذكر الحَدِيث)اه
وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجه: (عن حذيفة: أن رجلا من المسلمين رأى رجلا من أهل الكتاب في المنام فقال: نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشاء محمد، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد")اه
ولكن في الحديث اضطراب في إسناده قال الحافظ في الفتح (11 / 540): (وفي رواية النسائي أن الراوي لذلك هو حذيفة الراوي، هذه رواية ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة. وقال أبو عوانة عن عبد الملك عن ربعي عن الطفيل بن سخيرة أخي عائشة بنحوه أخرجه ابن ماجه أيضا،وهكذا قال حماد بن سلمة عند أحمد وشعبة وعبد الله بن إدريس عن عبد الملك، وهو الذي رجحه الحفاظ وقالوا: إن ابن عيينة وهم في قوله عن حذيفة والله أعلم)اه
وروى عبدالرزاق كما في فتح الباري (11 / 541 ) : (عن مغيرة قال: كان ابراهيم يكره أن يقول الرجل أعوذ بالله وبك ويرخص أن يقول أعوذ بالله ثم بك ويكره أن يقول لولا الله وفلان ويرخص أن يقول لولا الله ثم فلان)اه 
وروى ابن أبي حاتم: (عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ( فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا ) قال: الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة أي حجرة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول والله وحياتك يا فلانة وحياتي وتقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان لا تجعل فيها فلان هذا كله به شرك)اه
فالجواب عن ذلك من وجوه:
الوجه الأول: 
أنه قد تقدم أن أكثر تلك الأحاديث فيها مقال في أسانيدها: ففي بعضها راو ضعيف, وفي بعضها راو متروك, وبعضها بلاغات بدون إسناد, وفي بعضها اضطراب في الإسناد, وفي بعضها اضطراب في المتن.
الوجه الثاني:
على فرض أن الأحاديث في ذلك صحيحة, أو بعضها صحيح ولم نستطع مع ذلك أن نوفق بينها وبين المتواتر ما سبق من القرآن والحديث في جواز اقتران الاسمين فإننا بلا شك سنرجح المتواتر من القرآن والحديث على هذه الأحاديث كما هو ظاهر قال ابن حجر في فتح الباري (11/540) (عن أبي جعفر الداودي قال: ليس في الحديث الذي ذكره البخاري نهى عن القول المذكور في الترجمة وقد قال الله تعالى: (وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) وقال تعالى: (وإذ تقول للذي انعم الله عليه وأنعمت عليه) وغير ذلك)اه 
الوجه الثالث: 
أنه يمكن الجمع بين هذه الأحاديث على فرض صحتها وبين ما سبق من متواتر القرآن والحديث والآثار, ولأهل العلم في الجمع بينها أقوال:
القول الأول: 
أن النهي الوارد في الأحاديث ليس هو في مطلق الاقتران بل في الاقتران بالمشيئة ونحوها لأن مشيئة الله سابقة على مشيئة غيره, والواو تفيد التساوي بخلاف ثم فهي تفيد الترتيب, ومع هذا فإن النهي الوارد في الأحاديث إنما هو على سبيل الأدب يعني أنه حتى الاقتران في المشيئة إنما هو مكروه فقط وليس بحرام فضلا عن أن يكون شرك, ومن أطلق عليه كلمة شرك فيعني أنه من شرك الألفاظ وليس من شرك العبودية 
قال الشافعي في كتابه (الأم) (1/232): (ومن قال: (ومن يعصهما) كرهت ذلك القول له حتى يفرد اسم الله عز وجل ثم يذكر بعده اسم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لا يذكره إلا منفردا, (قال الشافعي): وقال رجل يا رسول الله: ما شاء الله وشئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أمثلان قل ما شاء الله ثم شئت" 
(قال الشافعي) وابتداء المشيئة مخالفة للمعصية لان طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعصيته تبع لطاعة الله تبارك وتعالى ومعصيته لان الطاعة والمعصية منصوصتان بفرض الطاعة من الله عز وجل فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاز أن يقال فيه من يطع الله ورسوله ومن يعص الله ورسوله لما وصفت والمشيئة إرادة الله تعالى 
(قال الشافعي) قال الله عز وجل " وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين " فأعلم خلقه أن المشيئة له دون خلقه وأن مشيئتهم لا تكون إلا أن يشاء الله عز وجل فيقال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما شاء الله ثم شئت، ويقال من يطع الله ورسوله على ما وصفت من أن الله تبارك وتعالى تعبد الخلق بأن فرض طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا أطيع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد أطيع الله بطاعة رسوله)اه
وقال ابن حجر فتح الباري (11/540): (حكى بن التين عن أبي جعفر الداودي قال: ليس في الحديث الذي ذكره نهى عن القول المذكور في الترجمة وقد قال الله تعالى: (وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) وقال تعالى: (وإذ تقول للذي انعم الله عليه وأنعمت عليه) وغير ذلك, وتعقبه بأن الذي قاله أبو جعفر ليس بظاهر لان قوله: (ما شاء الله وشئت) تشريك في مشيئة الله تعالى وأما الآية فإنما أخبر الله تعالى انه أغناهم وان رسوله أغناهم وهو من الله حقيقة لأنه الذي قدر ذلك ومن الرسول حقيقة باعتبار تعاطي الفعل وكذا الإنعام انعم الله على زيد بالإسلام وانعم عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعتق وهذا بخلاف المشاركة في المشيئة فإنها منصرفة لله تعالى في الحقيقة وإذا نسبت لغيره فبطريق المجاز)اه 
وفي شرح ابن بطال على البخاري (11 / 113): (قال المهلب: (وإنما أجاز دخول « ثم » مكان الواو؛ لأن مشيئة الله متقدمة على مشيئة خلقه، قال تعالى: (ما تشاءون إلا أن يشاء الله) فهذا من الأدب)اه.
وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري (33 / 489): (قال الكرماني: يعني لا يجمع بينهما يعني بين قوله ما شاء الله وقوله وشئت لجواز كل واحد منهما مفردا وقال غيره: لأن الواو يشرك بين المعنيين وليس هذا من الأدب)اه 
وقال الإمام النووي في رياض الصالحين (2 / 270): (باب كراهة قول : ما شاء اللهُ وشاء فلان) ثم أورد حديث حُذَيْفَةَ بنِ اليمانِ: ( لاَ تَقُولُوا : مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ فُلاَنٌ ؛ وَلكِنْ قُولُوا : مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ )
القول الثاني:
أن أحاديث النهي عن الاقتران ناسخة للآيات والأحاديث التي فيها جواز ذلك, قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار (1/220): (قال قائل: فإن في كتاب الله تعالى ما قد دل على إباحة هذا المحظور في هذه الأحاديث , ثم ذكر قوله تعالى: (أن اشكر لي ولوالديك) ولم يقل, ثم لوالديك فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله أن هذا مما كان مباحا قبل نهي رسول الله عليه السلام عن مثله في هذه الأحاديث ثم نهى عن ما نهى عنه في هذه الأحاديث فكان ذلك نسخا لما قد كان مباحا مما قد تلوته قبل ذلك ومذهبنا أن السنة قد تنسخ القرآن ; لأن كل واحد منهما من عند الله ينسخ ما شاء منهما بما شاء منهما)اه
ولكن دعوى النسخ لا دليل عليها ولو قيل العكس لكان أقرب, والسنة لا تنسخ القرآن عند جماهير أهل العلم كم هو معلوم من كتب الأصول
القول الثالث:
أن الأمور الشرعية يجوز فيها الاقتران والأمور الكونية لا يجوز فيها الاقتران قال الشيخ العثيمين في الشرح المختصر على بلوغ المرام (2 / 34): (والآيات في هذا كثيرة تدل على أن إشراك الله ورسوله في الواو في المسائل الشرعية لا بأس به أما في الأمور الكونية فلا لا يمكن أن يشترك الله ورسوله بالواو)اه وقال في شرح رياض الصالحين (1/ 68): (فالمسائل الشرعية يجوز أن تقول الله ورسوله بدون ( ثم ) أما المسائل الكونية كالمشيئة وما أشبهها فلا تقال الله ورسوله بل الله ثم رسوله)اه 
ولكن يرد على ذلك أن في الآيات والأحاديث والآثار السابقة ما هو في الأمور الكونية, ومع ذلك حصل فيها الاقتران
لفت نظر:
من الآيات في الاقتران بالواو غير ما ذُكر سابقا:
- قول الله تعالى: (وإذ تقول للذي انعم الله عليه وأنعمت عليه) 
- وقوله تعالى: (أن اشكر لي ولوالديك)
- وقول تعالى: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين)
- وقوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ)
المسألة الثالثة
إضافة الشيء إلى سببه بدون الاقتران
أو مقترنا بالواو دون (ثم)
هل يجوز أن يضاف الشيء إلى سببه بدون أن يذكر اسم الله تعالى, أو مقترنا بالواو دون (ثم)؟ مثل أن يقال: لولا فلان لهلكتُ أو لولا الله وفلان لهلكت أو لولا الطبيب لمتُ أو لولا الله والطبيب لمتُ ونحو ذلك؟ الجواب: أنه قد ورد استعمال قول (لولا) منفردا أو مقترنا بالواو دون (ثم) في الأحاديث والآثار:
فمن الأحاديث:
- ما في صحيح البخاري (4/133): (عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه يعني لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها)اه
- وما في الآحاد والمثاني (4/346): (عن نصر بن دهر الأسلمي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لعامر بن الأكوع في مسيره إلى خيبر انزل بنا يا بن الأكوع فاحدوا لنا من هناتك, قال: فاقتحم يرتجز برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: لولا رسول الله ما اهتدينا)اه 
- وفي كنز العمال (3 / 1322): (عن عبد الله بن عمرو قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن فلانا شتمني وضربني ولولا الله ورسوله ما كان أطول مني لسانا ولا يدا..) رواه ابن النجار
- وفي أسد الغابة (3 / 465): (عن جدته أم نبيط قالت: أهدينا جارية لنا من بني النجار، ومعي دف أضرب به وأنا أقول: أتيناكم أتيناكم فحيونا نُحييكم لولا الذهبُ الأحمرُ ما حَلّت بواديكم قلت: فوقف علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فقال: " ما هذا يا أم نبيط؟ " فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، جارية منا من بني النجار، نُهديها إلى زوجها. قال: " فتقولين ماذا؟ " قالت: فأعدت عليه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: لولا الحِنطة السمراء ما سَمُتْنَ عَذاريكم)اه أخرجه ابن منده، وأبو نعيم
ومن الآثار :
- ما في صحيح مسلم (4 / 188) عن عمر رضي الله عنه في قصة يمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم بألا يقرب نساءه شهرا (قال عمر: فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- والله لقد علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يحبك. ولولا أنا لطلقك رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فبكت أشد البكاء...)اه
- وما في مصنف ابن أبي شيبة (10/ 88): (عن أبي سفيان ، عن أشياخه ؛ أن امرأة غاب عنها زوجها ، ثم جاء وهي حامل ، فرفعها إلى عمر ، فأمر برجمها ، فقال معاذ : إن يكن لك عليها سبيل ، فلا سبيل لك على ما في بطنها ، فقال عمر : احبسوها حتى تضع ، فوضعت غلاما له ثنيتان ، فلما رآه أبوه ، قال : ابني ، ابني ، فبلغ ذلك عمر ، فقال: عجزت النساء أن تلدن مثل معاذ ، لولا معاذ هلك عمر.)اه
- وفي الإستيعاب في معرفة الأصحاب (1 / 339): (عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن. وقال في المجنونة التي أمر برجمها وفي التي وضعت لستة أشهر، فأراد عمر رجمها فقال له علي: إن الله تعالى يقول: " وحمله وفصاله ثلاثون شهراً. " لحديث. وقال له: إن الله رفع القلم عن المجنون. الحديث، فكان عمر يقول: لولا علي لهلك عمر)اه
- وفي حياة الصحابة (3 / 361): (أخرج ابن عساكر عن أبي رجاء العُطاردي قال: أتيت المدينة فإذا الناس مجتمعون، وإذا في وسطهم رجل يقبل رأس رجل ويقول: أنا فداك لولا أنت هلكنا، فقلت: من المقبِّل؟ قال: ذاك عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبِّل رأس أبي بكر رضي الله عنه في قتال أهل الردَّة الذين منعوا الزكاة. كذا في المنتخب)اه
- الرياض النضرة في مناقب العشرة (1 / 68): (وعن ابن مسعود أنه قال كرهنا ذلك ثم حمدناه في الانتهاء ورأيناه رشيداً لولا ما فعل أبو بكر لألحد الناس في الزكاة إلى يوم القيامة خرجه القلعي)اه
- وما في مصنف ابن أبي شيبة (7 / 41): (عن هشام ، قال : سئل الحسن عن كسب الكساح ، فقال : ما تريدون إليهم ؟ دعوهم ، فلولاهم لسيل بكم)اه
- وفي تاريخ بغداد (4 / 162): (أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه قال: سمعت أبا رجاء قتيبة يقول: لولا الثوري لمات الورع)اه
- وفي تاريخ بغداد (4 / 169): (أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز)اه
- وفي تاريخ بغداد (5 / 454): (حدثنا الصوري أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي أخبرنا الحسن بن يوسف بن صالح بن مليح الطرائفي قال سمعت الربيع بن سليمان يقول قال بن وهب: لولا مالك والليث لضل الناس.
- أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا دعلج بن أحمد حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا أبو طاهر عن بن وهب قال: لولا مالك بن أنس والليث بن سعد هلكت كنت أظن أن كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفعل به)اه
- وفي تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي (1/90) : (قال الشافعي: لولا الزهري لذهبت السنن من المدينة)اه, 
بل هناك ممن يمنع من الاقتران بالواو من أجاز ذلك, قال الشيخ العثيمين كما في مجموع فتاويه ورسائله (3/130): (يجوز أن تضيف الشيء إلى سببه بدون قرن مع الله فتقول : " لولا فلان لغرقت " إذا كان السبب صحيحًا وواقعًا ولهذا « قال الرسول، عليه الصلاة والسلام ، في أبي طالب حين أخبر أن عليه نعلين يغلي منهما دماغه قال : "ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار »([1]) فلم يقل : لولا الله ثم أنا مع أنه ما كان في هذه الحال من العذاب إلا بمشيئة الله، فإضافة الِشيء إلى سببه المعلوم شرعًا أو حسًّا جائز وإن لم يذكر معه الله - جل وعلا - وإضافته إلى الله وإلى سببه المعلوم شرعًا أو حسًّا جائز بشرط أن يكون بحرف لا يقتضي التسوية كـ " ثم " وإضافته إلى الله وإلى سببه المعلوم شرعًا أو حسًّا بحرف يقتضي التسوية كـ " الواو " حرام ونوع من الشرك)اه
ولكن قد تقدم معنا أن ابن عباس كان ينهى أن يقال: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص, ويعده من الأنداد, فيكون الجمع بين قول ابن عباس وما سبق من الحديث والأثر بأن يقال: هذا رأي لابن عباس خالف في الحديث وخالفه غيره من السلف, أو يقال: إن النهي عن ذلك إنما هو من قبيل الأدب
هذا آخر المطاف والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن – صنعاء
10/رجب/1430هـ
[1]) الحديث رواه مسلم في صحيحه 1/134 عن العباس رضي الله عنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق