المرحلة الأولى: ويمثلها الإمام أحمد بن حنبل ت 245 هـ، ويكفى في وصف سلفيته ما وصفه به ابن القيم الجوزية إذ قال: "عن الدنيا ما كان أصبره، وللماضين ما كان أشبهه، أتته البدع فنفاها و أتته الدنيا فأباها" . وقد أوضح الحافظ هبة الله اللالكائى ت 418 هـ عقائد ابن حنبل في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة، وهذه العقائد الحنبلية هي التي تشكل أساسا لكثير من عقائد السلفية النصية على اختلاف مراحلها.
المرحلة الثانية: و يمثلها عهد المماليك الذي عرف انتشار كثير من البدع و الضلالات و الظلم والفساد و تغلبت الخرافات على عقيدة السلف مما دفع السلفيين للخروج عن صمتهم و تشكيل معارضة الدولة من خلال الجهر بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و مما عرض بعض أعلام السلفية للسجن و الاضطهاد نذكر منهم على سبيل المثال أحمد بن تيمية ت 728 هـ و ابن القيم الجوزية ت 751 هـ و على يديهما و أمثالهما صحت الحركة السلفية القديمة ر واصلت نضالها طبق ما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل.
المرحلة الثالثة: وتمثلها سلفية العهد العثماني و من أعلامها المجددين الشيخ محمد بن عبد الوهاب ت 1206 هـ، و محمد السنوسي ت1276 هـ وجمال الدين الأفغاني ت 1314هـ و محمد عبده ت 1323 هـ، ورشيد رضا ت 235 1 هـ و عبد الحميد بن باديس ت 1354، و أبو شعيب الدكالى ت 1315 هـ، و محمد بن العربي العلوي ت 1342 هـ و غيرهم. (21)
المرحلة الرابعة: و تمثلها السلفية الحديثة المعاصرة التي صارت على منهاج السلفية الوهابية مع ما تتميز به عنها من مبادئ جديدة.
وهكذا تميزت السلفية النصية الحنبلية:
1. بالتركيز على النصوص إذ كان الأمام أحمد رحمه الله لا يقدم على الحديث الصحيح عملا و لا رأيا و لا قياسا.
2. بالأخذ بفتاوى الصحابة إذا انفردت في موضوع ما.
3. باختيار الأقرب إلى الكتاب والسنة من أقوال الصحابة عند تعددها و اختلافها.
4. باستعمال القياس عند الضرورة و في حالة غياب النص أو قول الصحابي أو الحديث المرسل أو الضعيف.
5. بكراهة الإفتاء. مما ليس فيه أثر من عند السلف.
و تتميز السلفية النصية التيمية:
أ.. بمواصلة منهج السلفية الحنبلية
2.. بمواجهة بعض مقولات الصوفية مع الانخراط في سلك الصوفية السنية (22)
3. برفض التأويل أي رفض صرف النظر عن المعنى الظاهر إلى المعنى المحتمل (23)
4. و بالتناقص بين الالتزام بالمنهج النصي و بين القول بضرورة تغيير الفتوى و اختلافها حسب الزمان و المكان و الأحوال و النيات و العادات. حتى إن السلفيين في هذه الفترة نصوا على أن هذا المبدأ هو مبدأ عظيم جدا إذ أسسوه على مصالح العباد فالشريعة مؤسسة عن الحكم و هي عدل كلها رحمة كلها و حكمة كلها. (24)
5. وبأن العلم الضروري للعالم و المفتى و القاضي هو مؤسس على نوعين من الفقه: فقه الواقع و فقه النصوص الواردة في المشكلات فالمفتي والعالم و القاضي هو من يتوصل من معرفة الواقع والتفقه فيه إلى، معرفة حكم الله، فالواقع يتغير و يتطور و لا بد للفتاوى أن تكون متغيرة متطورة، وتغير الواقع يستلزم تغير المصالح، وعلى المصالح تنبي الشريعة. (23)
فهل تتناقض السلفية المعاصرة مع سلفية ابن تيمية في هذا المبدأ مبدأ التغيير و التطور و مراعاة المصالح؟ فكثيرمنهم يتشددون في مواقفهم مع مستجدات الحياة في كل ما لم يرد به نص من كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و تتميز السلفية الوهابية:
1. بتضييق مفهوم البدعة و إطلاق حديث كل بدعة ضلالة و حديث من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد على كثير من الأمور المستحدثة في الحياة.
2. و بتأويل حديث من سن سنة حسنة الخ إلى معنى من أحيى سنة خلافا لعلماء السلفية الفقهية في هذين المبدأين و خلافا للشاطبى في المبدأ الثاني.
وبهذين المبدأين ظهر من بين الجماعات الإسلامية أو من بين بعض أفرادها من يتسابق إلى التميز بأن هذه الجماعة وحدها هي التى تمثل الإسلام المصفى و الفرقة الناجية و أن غيرها يتخبط دننا البدع و في العلم المعتم و في الفقه الخرافي. و بهذا المنظور السوداوي لبعض أفراد هذه الجماعات افتقد الناس مبدأ التعاون الاسلامى السامي مع الذين يختلفون معهم في الرأي و المنهج و صار من المباح عند هذا البعض أو ذاك التشهير بالمخالفين و التحذير منهم و من فتاواهم و من سلوكهم. و من هذا الباب حملات التشهير و الإنكار على المحتفلين بالمولد النبوي. و لعل توزيع مناشر سرية مكثفة حول هذا الموضوع في السنة الماضية، و حملة تجنيد الألسنة لتغيير المنكر و القضاء على احتفالات المولد النبوى خير مثال لذلك.
3. و بفتح باب الاجتهاد الفردي بعد أن كان مغلقا منذ سقوط بغداد سنة 656 هـ مع التساهل في مراعاة شروطه و قواعده و آدابه.
4. و بتكفير طائفة من رجال التصوف و مواجهة بعض المقولات الصوفية
5. و بتحريم التوسل بالذوات مهما كان نوعها حتى الرسول صلى الله عليه و سلم و تأويل الأدلة الدالة على الجواز التى أوصلها علماء السلفية الفقهية إلى 17 دليلا من الكتاب والسنة. (26)
6. و برفض التمذهب في الأصول و قبوله في الفروع طبقا للبند الأول من معتقدات السلفية الوهابية الذي يقول إنها حركة لا مذهبية في أصولها حنبلية في فروعها. (26 ب)
7. و بالاستنكار على اتباع المذاهب مهما كانت الأدلة التى يستندون إليها.
8. و بترديد حديث كل بدعة ضلالة كما سبقت الإشارة إليه.
9. و بابتداع كثير من الأمور التى كان العمل بها جاريا مثل:
- إغلاق مسجد الرسول بعد العشاء و منع الاعتكاف فيه و التهجد
- منع التدريس في الحرمين على كل من لم يكن سلفيا و لو كان من كبار علماء الحجاز و الأحساء.
- منع أموات المسلمين من خارج مكة و المدينة من الدفن في الحرمين.
- منع النساء من الوصول لمواجهة فبر الرسول.
- فرض استدبار قبر الرسول بالقفا عند الزيارة و الدعاء
- منع إدخال كتاب دلائل الخيرات إلى الديار المقدسة
- منع الناس من القنوت قي الصبح باعتبارها بدعة لم تعرف في الشرع رغم أنما مندوبة عند الإمام الشافعي و الإمام مالك.
- تكفير الصوفية و الأشاعرة و الماتريدية و بعض الإخوان المسلمين... الخ (27)
و تتميز السلفية الوهابية المعاصرة:
1. بالسير على منهج السلفية الوهابية و مبادئها العقدية
2. و بالتسارع إلى التكفير و تعميمه على كثير من شرائح المجتمع الإسلامي
3. و بإلغاء فكرة تقسيم البدعة عند الشافعي و العز و غيرهما و اعتبار ذلك شبهة تؤدي للتضليل بالعلم.
4. و برفض الاختلاف الفقهي و اعتبار دراسة فقه الفروع مضيعة للوقت و عده من الشبهات التي تضلل الناس ر تبعدهم عن الكتاب والسنة.
5. و بوحدة المرجعية تلك التي رفضها الإمام مالك حين اقترح عليه الخليفة العباسي فرض الموطأ على الأمصار توحيدا للعلم فاعتذر بأن الموطأ لم يجمع علم الرسول صلى الله عليه و سلم و بأن الصحابة تفرقوا في الأنصار و لكل بلد فقهه في المسائل الخلافية، فكثير من شبابنا اليوم لا يستفتي إلا من كانت له سمات سلفية فكرية و شكلية. (28)
6. و بجل المواصفات و المميزات التى سبقت!لنا في السلفية الوهابية الأولى.
السلفية الفقهية:
إذا كنا قد لاحظنا بعض أنشطة السلفية الفقهية في اتجاه عمودي حسب فتراتها التاريخية فإننا على العكس من ذلك نلاحظ تطور السلفية الفقهية في اتجاه أفقي. فتراثها الفقهي الضخم تزامنت معالمه مع بعضها و تواكبت سواء في الدراسة أم التأليف والتدوين أم المناقشات و المناظرات والفتاوى. فكان موطأ الإمام مالك ومدونة سحنون و ما تفرع عنهما أول و أهم مصادر المذهب المالكي. و في نفس الوقت كان المبسوط ومدونة محمد بن الحسن الشيباني في مقدمة مراجع المذهب الحنفي. و كانت الأم و مختصر المزني المصدرين الأولين للمذهب الشافعي. وكان المغنى لابن قدامة أساس الفقه الحنبلي.
و هكذا استندت مذاهب السلفية الفقهية إلى بعضها في الفكر و المنهج و المرجعية و إن اختلف كل منه عن أخواته في كثير من الأحكام و الفروع مما جعل عمليات التحليل و التحريم تجد لها متنفسا بهذه السلفية فتوسعت فيها دائرة الفقه الإسلامي حتى استجاب لحاجات الناس و مصالحهم.
ومن هنا يمكن اختزال الفرق بين السلفيتين مرة أخرى في كون السلفية الفقهية كانت ولا تزال دائرة أحكام الشرع فيها تتسع بالرأي و الاجتهاد بشروطه التي حددتها قواعد الأصول.
و يكون السلفية النصية لا تخرج عن النص مما جعلها تدخل في البدع و المنكرات كل ما لم يتناوله نص كالاحتفال بالمولد. و بتعدد مراجع السلفية الفقهية و إمكانات الأخذ من جميع مأئورات المذاهب بينما السلفية النصية تلتزم وحدة المرجعية فما يقوله سلفي في المشرق هو نفس ما يردده سلفي بالمغرب بالعبارة و الحرف و ربما بالتنغيم و التشكيل الصرتيين كذلك. وما الندوات العلمية و المجامع الفقهية و غيرها إلا أمثلة لحيوية السلفية الفقهية و قدراتها على مواجهة الحياة والناس و على الإنتاج و التوالد و التفريع الفقهي.
ومن هنا كان جل علماءنا و فقهاءنا يجيزون الاحتفال بالمولد النبوي لكونه من العادات الحسنة أو لكونه بدعة مستحسنة استنادا إلى الحديث النبوي الشريف "من سن سنة حسنة فله أجرها الخ " و الحديث النبوي الشريف "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه و بعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب الرسول صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن و ما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيئ، قال النور الهيثمي رجاله موثوقون (29).
أيها السادة، من خلال هذه المقدمات يمكن الخروج بنتيجة أولى هي: أن جل علماء السلفية الفقهية في كل بلد عموما و في المغرب خصوصا يجيزون الاحتفال بالمولد النبوى استنادا إلى الحديثين الأخيرين ر إلى أن مفهوم من سن سنة هو من ابتدع و اخترع و جاء بجديد.
المرحلة الثانية: و يمثلها عهد المماليك الذي عرف انتشار كثير من البدع و الضلالات و الظلم والفساد و تغلبت الخرافات على عقيدة السلف مما دفع السلفيين للخروج عن صمتهم و تشكيل معارضة الدولة من خلال الجهر بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و مما عرض بعض أعلام السلفية للسجن و الاضطهاد نذكر منهم على سبيل المثال أحمد بن تيمية ت 728 هـ و ابن القيم الجوزية ت 751 هـ و على يديهما و أمثالهما صحت الحركة السلفية القديمة ر واصلت نضالها طبق ما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل.
المرحلة الثالثة: وتمثلها سلفية العهد العثماني و من أعلامها المجددين الشيخ محمد بن عبد الوهاب ت 1206 هـ، و محمد السنوسي ت1276 هـ وجمال الدين الأفغاني ت 1314هـ و محمد عبده ت 1323 هـ، ورشيد رضا ت 235 1 هـ و عبد الحميد بن باديس ت 1354، و أبو شعيب الدكالى ت 1315 هـ، و محمد بن العربي العلوي ت 1342 هـ و غيرهم. (21)
المرحلة الرابعة: و تمثلها السلفية الحديثة المعاصرة التي صارت على منهاج السلفية الوهابية مع ما تتميز به عنها من مبادئ جديدة.
وهكذا تميزت السلفية النصية الحنبلية:
1. بالتركيز على النصوص إذ كان الأمام أحمد رحمه الله لا يقدم على الحديث الصحيح عملا و لا رأيا و لا قياسا.
2. بالأخذ بفتاوى الصحابة إذا انفردت في موضوع ما.
3. باختيار الأقرب إلى الكتاب والسنة من أقوال الصحابة عند تعددها و اختلافها.
4. باستعمال القياس عند الضرورة و في حالة غياب النص أو قول الصحابي أو الحديث المرسل أو الضعيف.
5. بكراهة الإفتاء. مما ليس فيه أثر من عند السلف.
و تتميز السلفية النصية التيمية:
أ.. بمواصلة منهج السلفية الحنبلية
2.. بمواجهة بعض مقولات الصوفية مع الانخراط في سلك الصوفية السنية (22)
3. برفض التأويل أي رفض صرف النظر عن المعنى الظاهر إلى المعنى المحتمل (23)
4. و بالتناقص بين الالتزام بالمنهج النصي و بين القول بضرورة تغيير الفتوى و اختلافها حسب الزمان و المكان و الأحوال و النيات و العادات. حتى إن السلفيين في هذه الفترة نصوا على أن هذا المبدأ هو مبدأ عظيم جدا إذ أسسوه على مصالح العباد فالشريعة مؤسسة عن الحكم و هي عدل كلها رحمة كلها و حكمة كلها. (24)
5. وبأن العلم الضروري للعالم و المفتى و القاضي هو مؤسس على نوعين من الفقه: فقه الواقع و فقه النصوص الواردة في المشكلات فالمفتي والعالم و القاضي هو من يتوصل من معرفة الواقع والتفقه فيه إلى، معرفة حكم الله، فالواقع يتغير و يتطور و لا بد للفتاوى أن تكون متغيرة متطورة، وتغير الواقع يستلزم تغير المصالح، وعلى المصالح تنبي الشريعة. (23)
فهل تتناقض السلفية المعاصرة مع سلفية ابن تيمية في هذا المبدأ مبدأ التغيير و التطور و مراعاة المصالح؟ فكثيرمنهم يتشددون في مواقفهم مع مستجدات الحياة في كل ما لم يرد به نص من كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و تتميز السلفية الوهابية:
1. بتضييق مفهوم البدعة و إطلاق حديث كل بدعة ضلالة و حديث من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد على كثير من الأمور المستحدثة في الحياة.
2. و بتأويل حديث من سن سنة حسنة الخ إلى معنى من أحيى سنة خلافا لعلماء السلفية الفقهية في هذين المبدأين و خلافا للشاطبى في المبدأ الثاني.
وبهذين المبدأين ظهر من بين الجماعات الإسلامية أو من بين بعض أفرادها من يتسابق إلى التميز بأن هذه الجماعة وحدها هي التى تمثل الإسلام المصفى و الفرقة الناجية و أن غيرها يتخبط دننا البدع و في العلم المعتم و في الفقه الخرافي. و بهذا المنظور السوداوي لبعض أفراد هذه الجماعات افتقد الناس مبدأ التعاون الاسلامى السامي مع الذين يختلفون معهم في الرأي و المنهج و صار من المباح عند هذا البعض أو ذاك التشهير بالمخالفين و التحذير منهم و من فتاواهم و من سلوكهم. و من هذا الباب حملات التشهير و الإنكار على المحتفلين بالمولد النبوي. و لعل توزيع مناشر سرية مكثفة حول هذا الموضوع في السنة الماضية، و حملة تجنيد الألسنة لتغيير المنكر و القضاء على احتفالات المولد النبوى خير مثال لذلك.
3. و بفتح باب الاجتهاد الفردي بعد أن كان مغلقا منذ سقوط بغداد سنة 656 هـ مع التساهل في مراعاة شروطه و قواعده و آدابه.
4. و بتكفير طائفة من رجال التصوف و مواجهة بعض المقولات الصوفية
5. و بتحريم التوسل بالذوات مهما كان نوعها حتى الرسول صلى الله عليه و سلم و تأويل الأدلة الدالة على الجواز التى أوصلها علماء السلفية الفقهية إلى 17 دليلا من الكتاب والسنة. (26)
6. و برفض التمذهب في الأصول و قبوله في الفروع طبقا للبند الأول من معتقدات السلفية الوهابية الذي يقول إنها حركة لا مذهبية في أصولها حنبلية في فروعها. (26 ب)
7. و بالاستنكار على اتباع المذاهب مهما كانت الأدلة التى يستندون إليها.
8. و بترديد حديث كل بدعة ضلالة كما سبقت الإشارة إليه.
9. و بابتداع كثير من الأمور التى كان العمل بها جاريا مثل:
- إغلاق مسجد الرسول بعد العشاء و منع الاعتكاف فيه و التهجد
- منع التدريس في الحرمين على كل من لم يكن سلفيا و لو كان من كبار علماء الحجاز و الأحساء.
- منع أموات المسلمين من خارج مكة و المدينة من الدفن في الحرمين.
- منع النساء من الوصول لمواجهة فبر الرسول.
- فرض استدبار قبر الرسول بالقفا عند الزيارة و الدعاء
- منع إدخال كتاب دلائل الخيرات إلى الديار المقدسة
- منع الناس من القنوت قي الصبح باعتبارها بدعة لم تعرف في الشرع رغم أنما مندوبة عند الإمام الشافعي و الإمام مالك.
- تكفير الصوفية و الأشاعرة و الماتريدية و بعض الإخوان المسلمين... الخ (27)
و تتميز السلفية الوهابية المعاصرة:
1. بالسير على منهج السلفية الوهابية و مبادئها العقدية
2. و بالتسارع إلى التكفير و تعميمه على كثير من شرائح المجتمع الإسلامي
3. و بإلغاء فكرة تقسيم البدعة عند الشافعي و العز و غيرهما و اعتبار ذلك شبهة تؤدي للتضليل بالعلم.
4. و برفض الاختلاف الفقهي و اعتبار دراسة فقه الفروع مضيعة للوقت و عده من الشبهات التي تضلل الناس ر تبعدهم عن الكتاب والسنة.
5. و بوحدة المرجعية تلك التي رفضها الإمام مالك حين اقترح عليه الخليفة العباسي فرض الموطأ على الأمصار توحيدا للعلم فاعتذر بأن الموطأ لم يجمع علم الرسول صلى الله عليه و سلم و بأن الصحابة تفرقوا في الأنصار و لكل بلد فقهه في المسائل الخلافية، فكثير من شبابنا اليوم لا يستفتي إلا من كانت له سمات سلفية فكرية و شكلية. (28)
6. و بجل المواصفات و المميزات التى سبقت!لنا في السلفية الوهابية الأولى.
السلفية الفقهية:
إذا كنا قد لاحظنا بعض أنشطة السلفية الفقهية في اتجاه عمودي حسب فتراتها التاريخية فإننا على العكس من ذلك نلاحظ تطور السلفية الفقهية في اتجاه أفقي. فتراثها الفقهي الضخم تزامنت معالمه مع بعضها و تواكبت سواء في الدراسة أم التأليف والتدوين أم المناقشات و المناظرات والفتاوى. فكان موطأ الإمام مالك ومدونة سحنون و ما تفرع عنهما أول و أهم مصادر المذهب المالكي. و في نفس الوقت كان المبسوط ومدونة محمد بن الحسن الشيباني في مقدمة مراجع المذهب الحنفي. و كانت الأم و مختصر المزني المصدرين الأولين للمذهب الشافعي. وكان المغنى لابن قدامة أساس الفقه الحنبلي.
و هكذا استندت مذاهب السلفية الفقهية إلى بعضها في الفكر و المنهج و المرجعية و إن اختلف كل منه عن أخواته في كثير من الأحكام و الفروع مما جعل عمليات التحليل و التحريم تجد لها متنفسا بهذه السلفية فتوسعت فيها دائرة الفقه الإسلامي حتى استجاب لحاجات الناس و مصالحهم.
ومن هنا يمكن اختزال الفرق بين السلفيتين مرة أخرى في كون السلفية الفقهية كانت ولا تزال دائرة أحكام الشرع فيها تتسع بالرأي و الاجتهاد بشروطه التي حددتها قواعد الأصول.
و يكون السلفية النصية لا تخرج عن النص مما جعلها تدخل في البدع و المنكرات كل ما لم يتناوله نص كالاحتفال بالمولد. و بتعدد مراجع السلفية الفقهية و إمكانات الأخذ من جميع مأئورات المذاهب بينما السلفية النصية تلتزم وحدة المرجعية فما يقوله سلفي في المشرق هو نفس ما يردده سلفي بالمغرب بالعبارة و الحرف و ربما بالتنغيم و التشكيل الصرتيين كذلك. وما الندوات العلمية و المجامع الفقهية و غيرها إلا أمثلة لحيوية السلفية الفقهية و قدراتها على مواجهة الحياة والناس و على الإنتاج و التوالد و التفريع الفقهي.
ومن هنا كان جل علماءنا و فقهاءنا يجيزون الاحتفال بالمولد النبوي لكونه من العادات الحسنة أو لكونه بدعة مستحسنة استنادا إلى الحديث النبوي الشريف "من سن سنة حسنة فله أجرها الخ " و الحديث النبوي الشريف "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه و بعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب الرسول صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن و ما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيئ، قال النور الهيثمي رجاله موثوقون (29).
أيها السادة، من خلال هذه المقدمات يمكن الخروج بنتيجة أولى هي: أن جل علماء السلفية الفقهية في كل بلد عموما و في المغرب خصوصا يجيزون الاحتفال بالمولد النبوى استنادا إلى الحديثين الأخيرين ر إلى أن مفهوم من سن سنة هو من ابتدع و اخترع و جاء بجديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق