نقل بعضهم عن الإمام القرطبي النص التالي
ليثبت من خلاله أن مذهب السلف هو مذهب الحشوية
القائلين بالجهة الحسية ، هذه الجهة العادية التي نراها ،
وذلك العلو الذي نشاهد مثله في النجوم والكواكب والأجرام السماوية ،
نقلوا كلام الإمام القرطبي على صورة ( ولا تقربوا الصلاة ) ( فويل للمصلين ) !!! وكلام الإمام القرطبي يفسره كلامه هو نفسه ،
فهل كان القرطبي حقا يقصد أن السلف كانوا يقولون بالجهة على المعنى الظاهر الحسي الذي يسعى الحشوية لتقريره في أذهان الناس ؟؟
أم أن القرطبي يعني بهذا أن السلف لم يكونوا يتحرجون من إطلاق لفظ فوق والاستواء ونحوها دون حملها على ظاهرها المحسوس ؟؟؟
دعونا نرى ما يقوله القرطبي نفسه في هذا الباب ،
حتى لا يتقول عليه أحد ، نسوق
أولا النص الذي يستشهد به الحشوية وهذا هو :
قال الإمام : (( وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة ، وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته )) اهـ .
الجامع لأحكام القرآن 7/219-220
هذا هو النقل الذي حاول البعض تفسيره على هواه مبتعدا عن مقصود الإمام نفسه ، وإنما قصده الألفاظ الواردة كالفوق والاستواء ونحوها أنها لا يمتنع من إطلاقها ، فقصده الألفاظ، وسماها جهة، فألفاظ الجهات هي هذه: فوق وعلى وبين وعند ونحو هذه الألفاظ إذا كانت واردة ثابتة، فهذه تلطق كما أطلقها النص دون حملها على ظاهرها الحسي، فالجهة المذكورة في كلام القرطبي ونفر سواه من أهل السنة لا يقصد بها غير الألفاظ المستعملة عندنا في الجهة، ولا يقصد أنها شيء آخر غير الألفاظ كفوق وعلى وعند وبين ومع فتنبه.
لهذا ترك هذا الناقل الباتر باقي كلام الإمام القرطبي الهادم لافترائه ،
قال الإمام : (( وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة ، وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته )) اهـ .
الجامع لأحكام القرآن 7/219-220
هذا هو النقل الذي حاول البعض تفسيره على هواه مبتعدا عن مقصود الإمام نفسه ، وإنما قصده الألفاظ الواردة كالفوق والاستواء ونحوها أنها لا يمتنع من إطلاقها ، فقصده الألفاظ، وسماها جهة، فألفاظ الجهات هي هذه: فوق وعلى وبين وعند ونحو هذه الألفاظ إذا كانت واردة ثابتة، فهذه تلطق كما أطلقها النص دون حملها على ظاهرها الحسي، فالجهة المذكورة في كلام القرطبي ونفر سواه من أهل السنة لا يقصد بها غير الألفاظ المستعملة عندنا في الجهة، ولا يقصد أنها شيء آخر غير الألفاظ كفوق وعلى وعند وبين ومع فتنبه.
لهذا ترك هذا الناقل الباتر باقي كلام الإمام القرطبي الهادم لافترائه ،
فالإمام بعد نقل الأقوال ومنها هذا النص المبتور قال :
(( قُلْت : فَعُلُوّ اللَّه تَعَالَى وَارْتِفَاعه عِبَارَة عَنْ عُلُوّ مَجْده وَصِفَاته وَمَلَكُوته . أَيْ لَيْسَ فَوْقه فِيمَا يَجِب لَهُ مِنْ مَعَانِي الْجَلَال أَحَد , وَلَا مَعَهُ مَنْ يَكُون الْعُلُوّ مُشْتَرَكًا بَيْنه وَبَيْنه ; لَكِنَّهُ الْعَلِيّ بِالْإِطْلَاقِ سُبْحَانه )) اهـ
فهذا خلاصة ما حط عليه الإمام القرطبي بعد سرد الأقوال وتفصيلها ،
(( قُلْت : فَعُلُوّ اللَّه تَعَالَى وَارْتِفَاعه عِبَارَة عَنْ عُلُوّ مَجْده وَصِفَاته وَمَلَكُوته . أَيْ لَيْسَ فَوْقه فِيمَا يَجِب لَهُ مِنْ مَعَانِي الْجَلَال أَحَد , وَلَا مَعَهُ مَنْ يَكُون الْعُلُوّ مُشْتَرَكًا بَيْنه وَبَيْنه ; لَكِنَّهُ الْعَلِيّ بِالْإِطْلَاقِ سُبْحَانه )) اهـ
فهذا خلاصة ما حط عليه الإمام القرطبي بعد سرد الأقوال وتفصيلها ،
ودليل ذلك ما قاله في كتابه ( التذكار في أفضل الأذكار )
ط3 ـ العلمية ـ بيروت ص18 :
(( يستحيل على الله أن يكون في السماء أو في الأرض إذ لو كان في شيء لكان محصورا أو محدودا ، ولو كان ذلك لكان محدثا ، وهذا مذهب أهل الحق والتحقيق ، وعلى هذه القاعدة قوله تعالى : ( أأمنتم من في السماء ) وقوله عليه السلام للجارية : ( أين الله ؟ ) قالت : في السماء فلم ينكر عليها ، وما كان مثله ليس على ظاهره بل مؤول تأويلات صحيحة قد أبداها كثير من أهل العلم في كتبهم ، وقد بسطنا القول في هذا بكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى عند قوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) )) اهـ .
كلامه بحروفه من الكتاب المذكور وهو صريح ، وكلامه في شرح الأسماء نحو هذا هنا فبه يفهم مقصوده وهو إطلاق الألفاظ الواردة لكن لا تفهم على الحس والتصور الذهني الذي يدعيه الحشوية .
ويقول الإمام القرطبي في كتابه المذكور ص226 رحمه الله :
(( بسطنا أقوال العلماء في ذلك في كتاب جامع أحكام القرآن في سورة آل عمران ، ثم متبعوا المتشابه لا يخلو أن يتبعوه ويجمعوه طلبا للتشكيك في القرآن وإضلال العوام كما فعلته الزنادقة والقرامطة والطاعنون في القرآن ، أو طلبا لاعتقاد ظواهر المتشابه كما فعلته المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما يوهم ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن الباري تعالى جسم مجسم وصورة مصورة وذات وجه وغير ذلك من يد وعين وجنب وإصبع تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، أو تتبعوه على جهة إبداء تأويلها أو إيضاح معانيها ، أو كما فعل صبيغ حين أكثر على عمر فيه السؤال ، فهذه أربعة أقسام :
الأول : لا شك في كفرهم وأن حكم الله فيهم القتل من غير استتابة .
الثاني : الصحيح القول بتكفيرهم ، إذ لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام والصور ، ويستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا كما يفعل بمن ارتد .
الثالث : اختلف في جواز ذلك بناء على الاختلاف في جواز تأويلاتها ، وقد عرف أن مذهب السلف ترك التعرض لتأويلاتها مع قطعهم باستحالة ظواهرها فيقولون أمروها كما جاءت ، وذهب بعضهم إلى إبداء تأويلاتها ، وحملها على ما يصح حمله في اللسان عليها من غير قطع بتعيين محتمل منها .
الرابع : الحكم فيه الأدب البليغ كما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ )) اهـ إلخ كلامه النفيس .
فهذا هو الإمام القرطبي الأشعري ، و ليس من أصحابكم أيها الحشوية فدعوه لا تقربوه .
(( يستحيل على الله أن يكون في السماء أو في الأرض إذ لو كان في شيء لكان محصورا أو محدودا ، ولو كان ذلك لكان محدثا ، وهذا مذهب أهل الحق والتحقيق ، وعلى هذه القاعدة قوله تعالى : ( أأمنتم من في السماء ) وقوله عليه السلام للجارية : ( أين الله ؟ ) قالت : في السماء فلم ينكر عليها ، وما كان مثله ليس على ظاهره بل مؤول تأويلات صحيحة قد أبداها كثير من أهل العلم في كتبهم ، وقد بسطنا القول في هذا بكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى عند قوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) )) اهـ .
كلامه بحروفه من الكتاب المذكور وهو صريح ، وكلامه في شرح الأسماء نحو هذا هنا فبه يفهم مقصوده وهو إطلاق الألفاظ الواردة لكن لا تفهم على الحس والتصور الذهني الذي يدعيه الحشوية .
ويقول الإمام القرطبي في كتابه المذكور ص226 رحمه الله :
(( بسطنا أقوال العلماء في ذلك في كتاب جامع أحكام القرآن في سورة آل عمران ، ثم متبعوا المتشابه لا يخلو أن يتبعوه ويجمعوه طلبا للتشكيك في القرآن وإضلال العوام كما فعلته الزنادقة والقرامطة والطاعنون في القرآن ، أو طلبا لاعتقاد ظواهر المتشابه كما فعلته المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما يوهم ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن الباري تعالى جسم مجسم وصورة مصورة وذات وجه وغير ذلك من يد وعين وجنب وإصبع تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، أو تتبعوه على جهة إبداء تأويلها أو إيضاح معانيها ، أو كما فعل صبيغ حين أكثر على عمر فيه السؤال ، فهذه أربعة أقسام :
الأول : لا شك في كفرهم وأن حكم الله فيهم القتل من غير استتابة .
الثاني : الصحيح القول بتكفيرهم ، إذ لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام والصور ، ويستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا كما يفعل بمن ارتد .
الثالث : اختلف في جواز ذلك بناء على الاختلاف في جواز تأويلاتها ، وقد عرف أن مذهب السلف ترك التعرض لتأويلاتها مع قطعهم باستحالة ظواهرها فيقولون أمروها كما جاءت ، وذهب بعضهم إلى إبداء تأويلاتها ، وحملها على ما يصح حمله في اللسان عليها من غير قطع بتعيين محتمل منها .
الرابع : الحكم فيه الأدب البليغ كما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ )) اهـ إلخ كلامه النفيس .
فهذا هو الإمام القرطبي الأشعري ، و ليس من أصحابكم أيها الحشوية فدعوه لا تقربوه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق