السبت، 13 أبريل 2013

عقائد اليهود والوهابية ( 3 )

من عقائدِ اليهودِ والوهابيةِ


ينسبُ اليهودُ إلى اللهِ تعالى الجلوسَ والقعودَ والاستقرارَ والثِّقَلَ والوزنَ والحجمَ والعياذُ باللهِ من كفرِهم.

ـ ففي نسخةِ التوراةِ المحرفةِ التي هي أساسُ دينِ اليهودِ فيما يسمونه سِفْرَ الملوكِ الإصحاحِ" 22 الرقم "19ـ 20" يقولُ اليهودُ لعنهم اللهُ: "وقالَ فاسمع إذًا كلامَ الربِّ قد رأيتَ الربَّ جالسًا على كرسيهِ وكلُّ جندِ السماءِ وقوفٌ لديهِ عن يمينِهِ وعن يسارِهِ".

ـ وفيما يسمونَهُ سِفرُ مزامير: الإصحاحُ "47" الرقم "8" يقولُ اليهودُ لعنهم اللهُ: "اللهُ جلسَ على كرسيِّ قدسِهِ".

هذهِ بعضُ المواضعِ من أشهرِ كتبِ اليهودِ فيها التصريحُ بالكفرِ بنسبةِ الجلوسِ إلى اللهِ تعالى، وإليكَ طائفةٌ من أقوالِ الوهابيةِ تعتمدُ اللفظَ عينَهُ.

ـ في كتابِ "مجموعِ الفتاوى" ـ المجلدِ الرابعِ ـ ص/374 لابنِ تيميةَ الحرَّاني الذي يعتبرُهُ الوهابيةُ أتباعُ محمدِ بنِ عبدِ الوهابِ إمامَهم يقولُ ما نصُهُ: "إن محمدًا رسولَ اللهِ يجلِسه ربُهُ على العرشِ معهُ".

ـ وفي كتابِ "مجموعِ الفتاوى" ـ المجلدِ الخامسِ ص/527، وكتابِ شرحِ حديثِ النزولِ ـ طبعُ دارِ العاصمةِ ص/400 يقولُ ابنُ تيميةَ: "فما جاءت بهِ الآثارُ عن النبي من لفظِ القعودِ والجلوسِ في حقِ اللهِ كحديثِ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ وحديثِ عمرَ أولى أن لا يماثِلَ صِفاتِ أجسامِ العبادِ"اهـ.

ـ وفي الصحيفةِ ذاتِها يقولُ: "إذا جلسَ تباركَ وتعالى على الكرسيِّ سُمِعَ له أطيطٌ كأطيطِ الرَّحلِ الجديدِ".
وهذا الكتابُ المسمى شرحُ حديثِ النزولِ فيهِ بيانُ شدةِ فسادِ كلامِ ابنِ تيميةَ وبُعدِهِ عنِ الحقِ وهو كتابٌ مطبوعٌ في الرياضِ سنة 1993 قامَ بطبعِهِ دارُ العاصمةِ، وعلَّقَ عليهِ محمدُ الخميسُ الذي يوافقُ ابنَ تيميةَ في التشبيهِ والتجسيمِ.
واعلم أن لفظةَ الجلوسِ لم يرد إطلاقُها على اللهِ لا في القرءانِ ولا الحديثِ، إنما هي من بِدَعِ ابنِ تيميةَ الكفرية وأتباعِهِ الوهابيةِ المشبهةِ ومن وافقَهُم.
ـ وفي كتابِ الأسماء والصفات من مجموعِ الفتاوى الجزءُ الأول ـ طبعُ دارِ الكتبِ العلميةِ تحقيق مصطفى عبدُ القادرِ عطا ص/81 يقولُ المجسّمُ ابنُ تيميةَ: "قالَ ـ أي ابنُ حامدٍ المجسِمُ ـ إذا جاءهم وجلسَ على كرسيهِ أشرقتِ الأرضُ كلُها بأنوارِهِ".
وفي كتابِ الدارِميِّ (عثمان بن سعيد الدارمي وهذا المشبه توفي سنة 282 هجرية، وهو غير الإمام الحافظ السني أبي محمد عبد الله بن بهرام الدرامي رحمه الله صاحب كتاب السنن الذي توفي سنة 225 هجرية، فليتنبه لهذا) على بِشر المريسي ـ طبعُ دارِ الكتبِ العلميةِ ص/74 بتعليقِ محمدِ حامدٍ الفقي يقول المؤلف الدارميُّ: "وإن كرسيَّهُ وَسِعَ السمواتِ والأرضَ، وإنَّه ليقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع، وإن له أطيطاً كأطيطِ الرَحلِ الجديدِ إذا رَكِبَهُ من يُثقِلَهُ"، وينسبُ هذا الكفرَ إلى النبيّ والعياذُ باللهِ وهذا الكتابُ يعتمدُهُ الوهابيةُ.
ـ وفي الكتابِ عينِهِ ص/71 يفتري الدارِميُّ على رسولِ اللهِ أنهُ قالَ: "ءاتي بابَ الجنةِ فيُفتحُ لي فأرى ربي وهو على كرسيّهِ تارةً يكونُ بذاتهِ على العرشِ وتارةً يكونً بذاتِهِ على الكرسيِّ".
ـ وفي ص/73 يقولُ الدارِميُّ:" قالَ رسولُ اللهِ: هبطَ الربُ عن عرشِهِ إلى كرسيّهِ"، ويقولُ: "قالت امرأة: يومَ يجلسُ الملكُ على الكرسيِّ".
وهذا الكتابُ تشمئزُ منهُ نفوسُ الذينَ ءامنوا من بشاعةِ الكفرِ الذي فيهِ. وما تمسُكُهم بهذا الكتابِ مع ما فيهِ من الكفرِ الذي فيهِ.وما تمسُكُهم بهذا الكتابِ مع ما فيهِ من ضلالٍ إلا تعصبٌ لزعيمهِم ابنِ تيميةَ الذي مدحَ هذا الكتاب وحثَّ على مطالعتِهِ ويدّعي كذبًا أنه يشتملُ على عقيدةِ الصحابةِ والسلفِ.
وقد نقلَ هذا المدحَ عن ابنِ تيميةَ تلميذُه ابنُ قيِّمِ الجوزيةِ المُولَعُ باتباعِ مفاسدِهِ في كتابِهِ "اجتماعُ الجيوشِ".
وفي ص/85 منَ الكتابِ المذكورِ سابقًا يقولُ الدارِميُّ والعياذ باللهِ: "وقد بلغنا أنهم حينَ حملوا العرشَ وفوقَهُ الجبارُ في عزتِهِ وبهائِهِ ضعِفوا عن حملِهِ واستكانوا وجثوا على رُكبِهِم حتى لُقِنوا لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ فاستقلوا بهِ بقدرةِ اللهِ وإرادتِهِ، ولولا ذلكَ ما استقلَّ به العرشُ ولا الحملةُ ولا السمواتُ ولا الأرضُ ولا من فيهنَّ، ولو قد شاء ـ يعني الله ـ لاستقرّ على ظهرِ بعوضةٍ فاستقلت بهِ بقدرتِهِ ولُطفِ ربوبيتهِ فكيفَ على عرشٍ عظيمٍ".
ـ وفي كتابِ "شرحِ القصيدةِ النونيةِ" لابنِ قيمِ الجوزيةِ تأليفُ محمد خليل هراس ص/256 يقولُ: "قالَ مجاهدٌ: إن اللهَ يُجْلِسُ رسولَهُ معهُ على العرشِ".
ـ وفي كتابِ "طبقاتِ الحنابلةِ" ـ الجزءُ الأولُ من طبعةِ دارِ الكتبِ العلميةِ ـ الطبعةُ الأولى1997 لمؤلفِهِ أبي يَعْلى المجسّمِ الذي يستشهدُ الوهابيةُ بكلامهِ يقولُ ص/32: "واللهُ عز وجلَّ على العرشِ والكرسيّ موضِعُ قدميهِ".
ـ وفي كتابِ "معارجُ القَبولِ" تأليفُ حافظُ حكمي علَّقَ عليهِ صلاح عويضة وأحمدُ القادري ـ الطبعة الأولى طبعةُ دارِ الكتبِ العلميةِ الجزءُ الأولُ ص/235 ـ يقولُ:" قالَ النبيُّ: إن اللهَ ينزلُ إلى السماءِ الدنيا ولهُ في كلِ سماءٍ كرسيٌ، فإذا نزلَ إلى السماءِ الدنيا جلسَ على كرسيَهِ ثم مدَّ ساعِدَيْهِ، فإذا كانَ عندَ الصبحِ ارتفعَ فجلسَ على كرسيِّهِ".
ـ وفي ص/236 يقولُ والعياذُ باللهِ:" قالَ النبي: ثم ينظرُ - يعني اللهُ - في الساعةِ الثانيةِ في جنةِ عدنٍ وهي مسكنُهُ الذي يسكنُ".
ـ وفي ص/250- 251 يقولُ المؤلفُ والعياذُ باللهِ: " قالَ النبيُ: وينزلُ اللهُ في ظُلَلٍ منَ الغمامِ من العرشِ إلى الكرسيِّ".
ـ وفي ص/257 يقولُ هذا المُجسِّمُ: "فإذا كانَ يومَ الجمعةِ نزلَ ربُنا عزَوجلَّ على كرسيِّهِ أعلى ذلكَ الوادي".
ـ وفي صحيفة/267 ينسبُ للنبي صلى الله عليهِ وسلم أنهُ قالَ: "فآتي ربي وهو على كرسيِّهِ أو على سريرِهِ".
ـ وفي ص/127 يقولُ هذا المُشبّهُ: "قالت امرأةٌ: يومَ يجلسُ المَلِكُ على الكرسيِّ فيؤخذُ للمظلومِ من الظالمِ".
ـ وفي كتابِ بدائعِ الفوائدِ طبعةُ دارِ الكتابِ العربيِّ 4/40 لابنِ قيمِ الجوزيةِ تلميذِ ابنِ تيميةَ يقولُ:
" ولا تنكروا أنهُ قاعدُ ... ولا تنكروا أنه يُقعِدُهُ"
وقد كذبَ على الدارقطني في نسبةِ هذا البيتِ لهُ.
ـ وفي الكتابِ المسمى" فتحُ المجيدِ شرحُ كتابِ التوحيدِ" تأليفُ عبدِ الرحمنِ بنِ حسنِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الوهابِ طبعةُ دارِ الندوةِ الجديدةِ بيروتُ ص/356 يقولُ حفيدُ محمدِ بنِ عبدِ الوهابِ موافقًا لعقيدةِ اليهودِ :"قال الذهبيُّ: حدَّثَ وكيعٌ عن إسرائيلَ بحديثٍ: إذا جلسَ الربُ على الكرسيِّ".
وقد قامَ كبيرُ دعاتِهِم بالأمسِ بمراجعةِ هذا الكتابِ والموافقةِ على طبعِهِ مع مراجعةِ الحواشي التي كتَبَها محمد حامد الفقيّ واستحسنَ ما فيهِ وأثنى عليهِ بعباراتٍ كثيرةٍ.

خاتمةُ هذا الفصل

وفيما ذكرنا ـ وهو قليلٌ من كثير ـ يتبين لك أيها القارىءُ الاتحادُ والاتفاقُ بين عقيدةِ اليهودِ والوهابيينَ في نسبةِ الجلوسِ إلى اللهِ.
وانظر بعينِ المطالعِ المنصفِ إلى استعمالِ الوهابيةِ من رأسِهِم ابنِ تيميةَ إلى أتباعِهِم من أهلِ هذا العصرِ للعباراتِ الكفريةِ عينِها التي وَرَدت في كتبِ اليهودِ فيتبينُ لكَ صحةُ ما قيلَ من أن الوهابيةَ طائفةٌ مشابهةٌ لليهودِ في المعتقدِ، وهم مهما حاولوا أن يَنفوا عن زعمائهِم وصمةَ التشبيهِ فقد أُشرِبوا في قلوبِهم التجسيمَ كما أُشرِبَ اليهودُ حبُّ العِجلِ فانطبعَ ذلكَ في قلوبِهِم.
وإن المغرورينَ والمولعينَ بحبِ ابنِ تيميةَ والمدافعينَ عنهُ جهلاً وهوًى وعصيبة والقائمين على نشرِ كتبِهِ وأباطيلِهِ إذا ذُكِرَ لهم هذا الأمرُ عن ابنِ تيميةَ أي نسبتُهُ الجلوسَ إلى اللهِ تراهُم يتمسكونَ في الدفاعِ عنهُ، ويعمدونَ أحيانًا إلى نفي ذلكَ عنهُ. ونحنُ لم نكتفِ بما نقلَهُ العلماءُ الثقاتُ في مؤلفاتِهِم عنهُ كما ذكرَ أبو حيَّانَ الأندلسيُّ في تفسيرِهِ "النهرُ المادُّ"، والحافظُ السبكيُّ، والفقيهُ تقيُ الدينِ الحُصنِيُّ الشافعيُّ، والقاضي بدرُ الدينِ بنُ جماعة، والحافظُ العلائيُّ، وصلاحُ الدينِ الصَفَديُّ، وغيرُهُم كثيرٌ، ولكننا وجدنا في كتبِ ابنِ تيميةَ مما خطهُ بقلمِهِ الدليلَ على معتقدِهِ، وطبَعَهُ ونشرَهُ أتباعُهُ وأحبابُه فكانَ دليلاً على كفرِهم وفسادِ عقيدتهم المشابهةِ لعقيدةِ اليهودِ في هذا، وفيما سيأتي في الفصلِ التالي وما بعدَهُ مزيدُ بيانٍ لذلكَ.
ليُعلم أن الوهابيةَ لم يُشابهوا اليهودَ فقط في نسبةِ الجلوسِ إلى اللهِ وإنما شابَهوهم أيضًا في وصفِهِ زورًا وبُهتانًا بالجسمِ والصورةِ والشّكلِ وما يتبعُ ذلكَ، وهذا دِلالةٌ واضحةٌ على ما أسلفناهُ من أنهم طائفةٌ تُشابهُ معتقدها معتقدَ اليهودِ.
فإنك تجدُ في نسخةِ التوراةِ المحرفةِ فيما يسمونَهُ سِفرَ التكوين الإصحاح الأوّل الرقم"26-28" أن اليهودَ يقولونَ:" وقالَ اللهُ نعملُ الإنسانَ على صورتِنا على كشبهِنا ... فخلقَ اللهُ الإنسانَ على صورتِهِ على صورةِ اللهِ خلقَهُ ذكرًا وأنثى خلقهم".
ـ وفيما يسمونَه سفرَ تثنيةِ الإصحاحِ "4" الرقم"15-16" يقولُ اليهودُ: "فإنكم إن لم تروا صورةَ ما في يومِ كلَّمكمُ الربُ في حُوريب من وسطِ النارِ لئلا تفسِدوا وتعملوا لأنفسِكم تمثالاً منحوتًا صورةً مثالُ ما شِبْهُ ذَكَرٍ أو أنثى".
وكما تجرأ اليهودُ على وصفِ اللهِ بالصورةِ والشكلِ فإن المرجعَ الأكبرَ للوهابيةِ ابنَ تيميةَ تجرأ أيضًا على هذهِ الكفريةِ.
ـ وفي الكتابِ المسمى كتابَ "التوحيد" لابنِ خزيمةَ طبعُ دارِ الدعوةِ السلفيةِ تعليقُ محمدُ خليل هراس ص/156 يقولُ: "ثم يتبدّى اللهُ لنا في صورةٍ غيرِ صورتِهِ التي رأيناهُ فيها أولَ مرةٍ، وقد عادَ لنا في صورتِهِ التي رأيناهُ فيها أولَ مرةٍ فيقولُ أنا ربُكُم".
ـ وفي ص/39 يقول محمد خليل هرَّاس المعلّقُ على الكتابِ المسمى "التوحيد" لابنِ خزيمةَ: "فالصورةُ لا تُضافُ إلى اللهِ كإضافة خَلقِهِ إليهِ لأنها وصفٌ قائمٌ به".
ـ وفي كتابِ" عقيدةِ أهلِ الإيمانِ في خلقِ ءادمَ على صورة الرحمنِ" تأليف حمود بن عبد الله التويجري، وفيه تقريظٌ كبيرٌ لابنِ باز، طبعُه دارِ اللواءِ الرياضِ ـ الطبعةُ الثانيةُ يقولُ المؤلفُ ص/16: "قالَ ابنُ قتيبةَ: قرأتُ في التوراةِ: إن اللهَ لما خلقَ السماءَ والأرضَ قالَ: نخلقُ بشرًا بصورتِنا".
ـ وفي ص/17 يقولُ: "وفي حديثِ ابنِ عباسٍ: إن موسى ضربَ الحجرَ لبني إسرائيلَ فتفجّّرَ وقالَ: اشربوا يا حمير فأوحى اللهُ إليهِ: عَمَدت إلى خلق من خلقي خلقتُهم على صورتي فشبهتَهم بالحمير، فما بَرَحَ حتى عُوتِبَ".
والعياذُ باللهِ من الكذبِ على اللهِ وعلى أنبيائِهِ.

ـ وفي ص/27: يقول المؤلف: "قالَ رسولُ اللهِ: فإن صورةَ وجهِ الإنسانِ على صورةِ وجهِ الرحمنِ".
ـ وفي ص/40 يقولُ المؤلفُ: "إن اللهَ خلقَ الإنسانَ على صورتِهِ الذي هو صفةٌ من صفاتِ ذاتِهِ".
ـ ومما يدلُ على أن الوهابيةَ يعتقدونَ هذا الكفرَ البشعَ وإن أخفوهُ عن كثيرٍ من العوامِ، ومنهم من خلعَ ثوبَ الحياءِ ورمى إزارَ الخجلِ عن نفسِهِ حتى بدت سوأتهُ وظهرَ عَوَرهُ وبانَ كفرُهُ واتضحَ شرهُ أنهم طبعوا كتابًا سموهُ: "للذي يسألُ أين الله" - طبعةُ دارِ البشائرِـ بيروتَ تحتَ عنوان: ما هو شكلُ اللهِ يقولونَ ص/100: "لا نعرفُ اللهَ شكلاً وهو أمرٌ خارجٌ عن نطاقِ البحثِ الفعليِّ".
فانظر أيها المُطالعُ الفطنُ إلى الوهابيةِ كيفَ أنهم لم يتورَّعوا عن أبشعِ الكفرياتِ وأعظمِ الفرياتِ، فماذا أبقوا بعد هذا التشبيهِ الصريحِ؟!!
ولنتابع ذكر مفاسدِ معتقدِهم وءارائهم لتعرفَ مدى بعدِهِم عن الحقِّ مع الفصلِ الثالثِ.
ومن أبشعِ مشابهةِ الوهابيةِ لليهودِ قولُهم بالوجهِ الجارحةِ في حقِهِ تعالى ولا عجبَ فهُم مولعونَ بالتشبُّهِ بهم حتى في المعتقدِ، وإليكَ بيانُ ذلكَ:
ـ ففي نسخةِ التوراةِ المحرفةِ فيما يسمونه سفر مزاميرِ الإصحاحِ "31" الرقم"16" يقولُ اليهود عن اللهِ: "أضىء بوجهكَ على عبدِك".
ـ وفيما يسمونَهُ سفرَ مزامير الإصحاحِ "44" الرقم "3" يقولُ اليهودُ: "لكن يمينك وذراعك ونور وجهك".
ـ وفيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "33" الرقم "10" يقولُ اليهودُ: "لأني رأيتُ وجهكَ كما يُرى وجهُ الله".
ـ وفيما يسمونَه سفر التكوين الإصحاح "32" الرقم "30" يقولُ اليهودُ: "فدعا يعقوبُ اسمَ المكانِ فنيئيل قائلاً لأني نظرتُ الله وجهًا لوجه".
ـ وفيما يسمونه سفر تثنيةِ الإصحاحِ "5" الرقم "4" يقولُ اليهودُ: "وجهًا لوجهٍ تكلم الربُ معنا في الجبلِ من وسطِ النارِ".
وعلى هذا مشايخُ الوهابيةِ وأسلافهم المشبهة المجسمة كابنِ تيميةَ ومحمدِ بنِ عبدِ الوهابِ وابنِ بازٍ والعثيمين، وإليكَ نصُ عباراتِهم:
ففي كتابِ ردِّ الدارميِّ على بشرٍ المريسيِّ السابقِ ذكرُهُ ص/159 يقولُ المؤلفُ: "كلُ شىءٍ هالكٌ إلا وجه نفسِهِ الذي هو أحسن الوجوهِ وأجملُ الوجوهِ وأنورُ الوجوهِ وإن الوجهَ منهُ غيرُ اليدينِ، واليدينِ منهُ غيرُ الوجهِ".
ـ وفي ص/161 يقولُ:" فصعد (أي جبريل) بهنَّ (أي بكلماتِ الذّكر) حتى يُحَيَّ بهنَّ وجهَ الرحمنِ".
ـ وفي ص/167 يقولُ الدارمي: "نورُ السمواتِ والأرضِ من نورِ وجهِهِ".
ـ وفي ص/190 يقولُ الدارميُّ: "والنورُ لا يخلو من أن يكونَ له إضاءةٌ واستنارةٌ ومنظرٌ ورواءٌ، وإنه يُدركُ يومئذٍ بحاسةِ النظرِ إذا كُشِفَ عنهُ الحجابُ كما يدركُ الشمسُ والقمرُ في الدنيا".
ـ وفي الكتابِ المسمى "قرةُ عيونِ الموحدين" تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب تحقيقُ بشير محمد عيون ـ طبع مكتبة المؤيد الطائف ـ سنة 1990 ـ يقولُ المؤلفُ ص/187: "روى ابنُ جريرٍ عن وهبِ بنِ منبهٍ: فيأتونَ إلى الرحمنِ الرحيمِ فيُسفِرُ لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليهِ ثم يقولونَ فَأْذَنْ لنا بالسجودِ قُدامِكَ".
فإذا كانَ هذا كلامُ زعيمٍ من زعماءِ الوهابيةِ وحفيدِ من ينتسبونَ إليهِ ويسمونَهُ زورًا وبهتانًا مجدد القرنِ الثاني عشر! ويتنافسونَ في شرحِ كتبِهِ وطبعِها وتوزيعِها مجانًا لزيادةِ الضلالِ والإفسادِ في الأرضِ! فماذا نقولُ عن التائهينَ من الوهابيينَ من أهلِ هذا العصرِ وشُذاذِ هذا الزمانِ فما أبقوا في الكفرِ من بقيَّةٍ؟؟!
يدينُ اليهود بالتجسيم ويقرّون بالتشبيه، ويدّعون الهدى ويتبعون الردى، ويخوضون في الغي والعمى، وأُشربوا في قلوبهم حب الهوى، وقد تبعهم في ذلك جماعة ابن تيمية الوهابية الذين ينسبون كاليهودِ الصوتَ إلى الله سبحانه وتعالى.
ـ ففي نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه سفر التثنية الإصحاح "5" الرقم"26" يقولُ اليهود: "من جميع البشر الذي سمع صوت الله".
ـ وفيما يسمونه سفر التثنية الإصحاح "5" الرقم "24" يقول اليهود: "إن عدنا نسمع صوت الرب إلهنا".
ـ وفيما يسمونه سفر التثنية الإصحاح "4" الرقم "12" يقول اليهود: "فكلّمكم الرب من وسط النار وأنتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتًا".
ـ وفيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "3" الرقم "8-10" يقول اليهود: "وسمعا صوت الإله ماشيًا في الجنة فقال سمعت صوتك في الجنة".
ـ وفيما يسمونه سفر خروج الإصحاح "19" الرقم "19" يقول اليهود: "وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت".
ـ وفيما يسمونه سفر أيوب الإصحاح "37" الرقم "2-6" يقول اليهود: "الله يرعد بصوته عجبًا".
ـ وفيما يسمونه سفر خروج الإصحاح "19" الرقم "3-6" يقول اليهود: "فناداه الربّ من الجبل... فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي".
ـ وفيما يسمونه سفر تثنية الإصحاح "4" الرقم "35-36" يقول اليهود: "لتعلم أن الربّ هو الإله ليس ءاخر سواه من السماء أسمعك صوته".
وبعد أن استعرضنا كلام اليهود لعنهم الله نذكر كلام الوهابية الذي فيه نسبة الصوت إلى الله:
ـ ففي كتاب "مجموع الفتاوى" - المجلد الخامس ص/ 556 يقولُ ابن تيمية والعياذ بالله :"وجمهور المسلمين يقولون إن القرءان العربي كلام الله، وقد تكلم به بحرف وصوت".
ـ وفي كتاب "شرح حديث النزول" - طبعة دار العاصمة ـ الرياض ـ علق عليه محمد الخميس ص/220 يقول ابن تيمية مفتريًا على سيدنا موسى: "إن موسى لما نودي من الشجرة {فاخلع نعليك} [سورة طه/12] أسرع الإجابة وتابع التلبية وما كان ذلك منه إلا استئناسًا منه بالصوت وسكونًا إليه وقال: إني أسمع صوتك وأحسّ حسّك".
ـ وفي حاشية الكتاب المسمى "كتاب التوحيد" لابن خزيمة طبع دار الدعوة السلفية ص/137 يقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب إن معنى {من وراء حجاب} [سورة الأحزاب/53]: "يعني تكليمًا بلا واسطة لكن من وراء حجاب فيسمع كلامه ولا يرى شخصه".
ـ وفي ص/138 يقولُ المعلقُ أيضًا: "وإن كلامه حروف وأصوات يسمعها من يشاء من خلقه".
ـ وفي ص/ 146 يقول المعلّق أيضًا:" يسمعون صوته عز وجل بالوحي قويًا له رنين وصلصلة ولكنهم لا يميزونه، فإذا سمعوه صعقوا من عظمة الصوت وشدته".
ـ وفي كتاب "الأسماء والصفات" لابن تيمية الجزء الأول دراسة وتعليق مصطفى عبد القادر عطا طبع دار الكتب العلمية بيروت 1988 يقول ابن تيمية في معرض ردّه على الجهمية ص/73: "وحديث الزهري قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له صف لنا كلام ربك، قال: سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها؟ فكأنه مثله".
ـ وفي كتاب "شرح نونية ابن القيم" لمحمد خليل هرّاس ص/545 يقولُ المؤلف: "ولكنه ـ أي القرءان ـ قول الله الذي تكلم به بحروفه وألفاظه بصوت نفسه".
ـ وفي ص/788 من المرجع السابق يقول: "بل قد ورد أنه سبحانه يقرأ القرءان لأهل الجنة بصوت نفسه يسمعهم لذيذ خطابه".
ـ وفي الكتاب المسمى "فتاوى العقيدة" لمحمد بن صالح العثيمين، طبع ما يسمى مكتبة السّنة الطبعة الأولى 1992 بمصر يقول ص/72: "في هذا إثبات القول لله وأنه بحرف وصوت، لأن أصل القول لا بد أن يكون بصوت فإذا أطلق القول فلا بد أن يكون بصوت".
ـ وفي كتاب "معارج القبول" تأليف حافظ حكمي الجزء الثاني - طبعة دار الكتب العلمية ـ بيروت ص/191 يقول: "فيضع الله كرسيه حيث يشاء من أرضه ثم يهتف بصوته" وينسب هذا للنبي والعياذ بالله.
بعد ذكر هذه الجمل من كفريات اليهود والوهابية يتبين لك أيها القارىء أن فكر هؤلاء الوهابيينَ جماعة نجد ومن وافقهم على عقيدتهم هو مشابه لفكر اليهود، وأن ما عجز اليهود عن نشره بين المسلمين مباشرة من عقائد كفرية تقوم الوهابية بنشره خدمة للصهيونية تحت أسماء إسلامية.
ومهما حاولوا أن يبرئوا ساحة زعيمهم ابن تيمية عن هذا الضلال المبين فها هي كتبهم ومؤلفاتهم طافحة بما سطرته أيديهم الأثيمة من كلام الدارمي إلى ابن تيمية وابن القيم إلى محمد بن عبد الوهاب وحفيده عبد الرحمن إلى العثيمين إلى محمد هرّاس وحافظ حكمي وأبي بكر الجزائري وعبد الرحمن دمشقية وعبد الله السبت وغيرهم من المشبهة المجسمة ممن يروّجون وينتصرون لعقيدتهم المشابهة لعقيدة اليهود ويدافعون عنها كما ثبت لك أيها القارىء.
فائدة هامة: اعلم أن الحافظ البيهقي قال: "لم يصح من أحاديث الصوت شىء"، وألف الحافظ المقدسي جزءًا في إبطال أحاديث الصوت تتبعها حديثًا حديثًا وبيّن وجه ضعفها.
في نسخةِ التوراةِ المحرفةِ فيما يسمونَهُ سفرَ أيوب الإصحاح "37" الرقم "2-6" يقولُ اليهودُ لعنهم الله تعالى: "اسمعوا سماعًا رعد صوتِهِ والرمذمةَ الخارجةَ من فيهِ تحت كلِ السمواتِ"، وقولهم: "من فيه" أي فمه -على زعمهم. وعلى هذا المنوال نسج الوهابية من زعيمهم ابن تيمية وأسلافِهم المشبهةِ إلى المعاصرينَ لنا في هذه الأيامِ.
ـ ففي كتاب "الأسماء والصفات" لابن تيمية الجزء الأول ص/73 يقولُ ابنُ تيميةَ في معرضِ ردِهِ على الجهميةِ: "وحديثُ الزهريُّ قال: لما سمعَ موسى كلامَ ربهِ قال: يا ربِ هذا الذي سمعتُه هو كلامُكَ؟ قالَ: نعم يا موسى هو كلامي وإنما كلمتُك بقوة عشرةِ ءالافِ لسانٍ".
ـ وفي كتابِ ردِ الدارمي على بشرٍ المريسي السابق ذكرُه وهو مَخبأةٌ لكفرِهِم يقولُ الدارميُّ ص/112 عنِ اللهِ تعالى: "إن الكلامَ لا يقومُ بنفسِهِ شيئًا يُرى ويُحسُّ إلا بلسانٍ متكلمٍ به".
ـ وفي كتابِ "الردِ على الجهميةِ" لأبي سعيدٍ الدارمي السابق ذكرُهُ ص/81 من مطبوعةِ السويدِ سنة 1960 يقولُ الدارميُ: "قالَ كعبٌ الأخبارِ: لما كلمَ اللهُ موسى بالألسنةِ كلِها قبلَ لسانِهِ طَفِقَ موسى يقول: أي ربِّ ما أفقهَ هذا حتى كلّمه ءاخرُ الألسنةِ بلسانِهِ بمثلِ صوتِهِ يعني بمثلِ لسانِ موسى وبمثلِ صوتِ موسى".
ثم يقولُ بعدَ هذا الكلامِ القبيحِ: "فهذهِ الأحاديثُ قد رُويت وأكثر منها ما يشبهها كلها موافقةٌ لكتابِ اللهِ في الإيمانِ بكلامِ اللهِ". والعياذُ باللهِ من هذا الضلالِ المبينِ والكفرِ العظيمِ.
ـ وفي كتابِ طبقاتِ الحنابلةِ لأبي يعلى المجسّم الجزء الأول طبعةِ دارِ الكتبِ العلميةِ ص/32-33 يقولُ: "وكلَّم اللهُ موسى تكليمًا من فيهِ ـ يعني فمه ـ وناولَهُ التوراةَ من يدِهِ إلى يدِهِ".
ـ وفي الكتابِ المسمى "السنة" المنسوب للإمام أحمد الذي طبعَهُ الوهابية ص/77 يقولُ المؤلفُ: "وكلمَ اللهُ موسى تكليمًا من فيهِ".
ـ وفي كتابِ ردِ الدارمي على المريسي ص/123 يقولُ المؤلف: "وهو يعلمُ الألسنةَ كلها ويتكلمُ بما شاءَ منها، إن شاءَ تكلمَ بالعربيةِ وإن شاءَ بالعبريةِ وإن شاءَ بالسُريانية".

ومما يدلُ على فسادِ معتقدِ الوهابيةِ كلامُ أحدِ زعمائهم البارزينَ عندهم وهو العثيمين، فقد قالَ ما نصه: "المتكلم باللغةِ يتكلمُ بلسانٍ أما الربُ عز وجلَّ فلا يجوزُ أن نثبتَ له اللسانَ ولا أن ننفيهِ عنهُ لأنه لا علم لنا بذلكَ" انتهى بحروفه ( اللقاء الشهري، رقم3، ص/47 طبع دارِ الوطنِ ـ الرياضِ). وهذا دليلٌ على تخبُطِهِم في أمورِ العقيدةِ وكأنهم لم يفهموا قولَه تعالى:{ليس كمثله شىء} [سورة الشورى/ . 11 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق