وفي ص/76 يقولُ الدارميُّ: "وأن لا شىء: لا يدركُ بشىءٍ من الحواسِ في الدنيا ولا في الآخرةِ، فجعلتموه لا شىء".
ـ وفي ص/121 يقولُ المؤلفُ: "لا نسلمُ أن مطلقَ المفعولاتِ مخلوقةٌ وقد أجمعنا واتفقنا على أن الحركة والنزولَ والمشيَ والهرولةَ والغضبَ والحبَ والمُقتَ كلها أفعالٌ في الذاتِ للذاتِ وهي قديمةٌ".
ـ وفي ص/200 يقولُ: "لأن اللهَ يحبُ ويبغضُ ويرضى ويسخطُ حالاً بعد حالٍ في نفسِهِ".
وهذهِ النقولاتِ صريحةٌ في بيانِ أن فظاعةَ الكفرِ التي عندَ اليهود انتقلت إلى الوهابيَّة، فلم يبقَ إلا أن يصرِّحوا بأن معبودَهم على صورةِ إنسانٍ بعدَما وصفوا اللهَ بالجسمِ والصورةِ والكَيْفِ والحركةِ والسكونِ والتكلمِ بالحرْفِ والصوتِ والسكوتِ واليديْنِ الجارحةِ والفمِ والرّجْلِ الجارحة، حتى لم يتركوا من صفاتِ البشرِ إلا اللحيةَ والفرْج.
ينسبون إلى الله على زعمهم جوارح حقيقية والعياذ بالله
- فيما يسمونَه سفر الخروج الإصحاح "15" الرقم "16" يقولُ اليهودُ لعنهم اللهُ:" بعظمةِ ذراعك يصمتون كالحجرِ".
- وفيما يسمونه سفرَ إشعياءَ الإصحاحِ "25" الرقم "10" يقولُ اليهود: "لأن يدَ الربِ تستقرُ على هذا الجبلِ".
- فيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "2" الرقم "8" يقول اليهود: "غرسَ الربُ الإلهُ جنةً في عدنٍ شرقًا".
- وفيما يسمونَه سفرَ الخروجِ الإصحاح "15" الرقم "6و12" يقولُ اليهود: "يمينُك يا ربُ معتزةٌ بالقدرةِ، يمينكَ يا ربُ تحطمُ العدو... تمد يمينك فتبتلعهم الأرض".
- وفيما يسمونه سفر أيوب الإصحاح "36" الرقم "32" يقولُ اليهود عن اللهِ تعالى: "يغطي كفّيهِ بالنورِ ويأمرُهُ على العدو".
- وفيما يسمونه سفرَ مزاميرِ الإصحاحِ "44" الرقم "2-3" يقولُ اليهودُ: "أنتَ بيدك استأصلتَ الأمم وغرستهم لكن يمينك وذراعك".
- وفيما يسمونه سفر حَزِقيال الإصحاح "37" الرقم "1" يقولُ اليهودُ: "كانت عليَّ يدُ الربِ".
هذه بعض المواضع من أشهرِ كتبِ اليهودِ وهو التوراةُ المحرفة التي فيها التصريحُ بنسبةِ اليدِ الجارحةِ والذراعِ والساعدِ إلى اللهِ عز وجلَ المنزه عمَّا يفتريهِ هؤلاءِ الكافرونَ.
وإليكَ الآنَ ما يُذهلُكَ أيها المسلمُ فإن الوهابيةَ تدّعي الإسلامَ ومع ذلكَ تقولُ في معتقدها ما يقوله اليهود فنعوذ بالله من الجرأة على الله:
ـ ففي كتابِ ردِ الدارمي على بشيرٍ المريسي السابقِ ذكرُهُ ص/26 يقولُ الدارميُّ المجسمُ: "فأكدَ اللهُ لآدمَ الفضيلةَ التي كرّمه وشرّفه بها وءاثره على جميعِ عبادِهِ إذ كلُ عبادِهِ خلقهم بغيرِ مسيسِ بيد وخلق ءادمَ بمسيسٍ".
- ص/30 يقولُ هذا المشبهُ: "فلما قالَ خلقتُ ءادمَ بيديَّ علمنا أن ذلكَ تأكيدٌ ليديهِ وأنه خلقهُ بهما".
- ص/35 يقولُ هذا المجسمُ: "عن ميسرة قال: إن اللهَ لم يمسّ شيئًا من خلقهِ غيرَ ثلاثٍ: خلقَ ءادمَ بيده، وكتبَ التوراةَ بيده، وغرس جنةَ عدنٍ بيده".
- ص/36 يقولُ المؤلفُ والعياذُ بالله: "قالَ أبو بكر الصديق: خلق اللهُ الخلقَ فكانوا في قبضته فقالَ لمن في يمينه ادخلوا الجنةَ بسلامٍ، وقالَ لمن في الأخرى ادخلوا النارَ لا أبالي".
- ص/37 يقولُ هذا المشبهُ أن رسولَ اللهِ قالَ: "ثم يُحثي لي بكفِهِ ثلاثَ حيثات". ثم يقول المشبهُ أن رسول اللهِ قال: "فمن فاوضَ الحجرَ الأسودَ فإنما يفاوضُ كفَّ الرحمن".
- ص/40 يقولُ المؤلف: "وقد قلنا يكفينا في مسِّ اللهِ ءادم بيده".
- ص/44 يقولُ: "يعني أن اللهَ له يدٌ يبطشُ بها وله أعينٌ يبصرُ بها".
- وفي ص/154 يقولُ الدارمي المشبه عن الله: "يديه اللتين خلق بهما ءادم" ويقول: "وإن يمين اللهِ معه على العرشِ".
- وفي ص/155 يقولُ: "كلتا يدي الرحمنِ يمينٌ إجلالاً للهِ وتعظمًا أن يوصفَ بالشمالِ".
- وفي كتابِ الردِ على الجهميةِ للدارمي ص/36 يقولُ: "قالَ الضحاكَ بنُ مزاحمٍ: ثم ينزلُ اللهُ في بهائِهِ وجمالِهِ ومعه ما شاءَ من الملائكةِ على مجنّبتِهِ اليسرى جهنمَ".
- وفي ص/49 يقولُ المؤلفُ: "قالَ رسولُ اللهِ: فأرفعُ ثم أقومُ وجبريلُ عن يمينِ الرحمنِ".
- وفي حاشيةِ الكتابِ المسمى "كتابَ التوحيد" لابنِ خزيمةَ يقولُ محمدُ خليل هرَّاس المعلِق على هذا الكتاب ص/63: "فإن القبضَ إنما يكونُ باليدِ الحقيقةِ لا بالنعمةِ، فإن قالوا إن الباء هنا للسببية أي بسببِ إرادتِهِ الإنعامِ، قلنا لهم: بماذا قبضَ؟ فإن القبضَ محتاجٌ إلى ءالةٍ، فلا مَنَاصَّ لهم لو أنصفوا من أنفسهم إلا أن يعترفوا بثبوتِ ما صرَّحَ به الكتابُ والسنةُ".
- وفي ص/64 يقولُ المعلقُ أيضًا: "هذهِ الآية صريحةٌ في إثباتِ اليدِ فإن اللهَ يخبرُ فيها أن يدَهُ تكونُ فوقَ أيدي المبايعين لرسولِهِ ولا شكَّ أن المبايعةَ إنما تكونُ بالأيدي لا بالنِعمِ ولا بالقدرِ".
- وفي الكتابِ المسمى "السنة" المنسوب للإمامِ أحمدَ والذي نشره الوهابية ص/77 يقولونَ فيهِ: "وكلَّم اللهُ موسى تكليمًا من فيهِ - يعني فمه - وناولَهُ التوراةَ من يدهِ إلى يدهِ".
- وفي كتابِ "الأسماء والصفات" - الجزء الأول طبعُ دارِ الكتبِ العلميةِ ص/314 يقولُ ابنُ تيمية: "فيأخذُ ربُك بيده غرفةً من الماءِ فينضحُ بها قبلَكم"، ونسبَهُ للنبي صلى الله عليه وسلم.
- وفي كتابِ "العقيدة" لمحمد بن صالح العثيمين طبع ما يسمى مكتبة السّنة - الطبعة الأولى ص/90 يقولُ هذا التائهُ :"وعلى كلٍ فإن يديهِ سبحانه اثنتانِ بلا شك، وكل واحدةٍ غيرُ الأخرى، وإذا وصفنا اليدَ الأخرى بالشمالِ فليسَ المرادُ أنها نقصٌ من اليدِ اليمنى".
فانظر أيها المطالعُ واحكُم بالعدلِ والحقِ، هل يكونُ من أهلِ الإيمانِ من يصفُ اللهَ باليمين الجارحةِ والشمالِ، ويصرّحُ بغيرِ حياءٍ ولا خجلٍ أن للهِ يدينِ جارحتينِ وأن اليد الشمال ليست بأنقصَ من اليمين على زعمهم، ومع ذلك يدّعون أنهم دعاة للتوحيد وأنهم حراسٌ للعقيدةِ من الشركِ والضلالِ! وما علِمناهُ ورأيناهُ لا يجعلنا نشكُ طرفةَ عين أنهم هم الدعاة للإشراكِ والكفرِ ودينِ اليهودِ، فقد وافقوهم في أصولِ معتقداتهم حتى في نسبةِ الرِّجلِ الجارحةِ العضوِ للهِ. وإليكَ بيانُ ذلكَ:
ـ يقولُ اليهودُ لعنهم اللهُ في نسخةِ التوراةِ المحرفةِ فيما يسمونه سفر الخروج الإصحاح "13" الرقم "20" :"وكانَ الربُ يسيرُ أمامهم".
ـ وفيما يسمونه سفر مزامير الإصحاح "53" الرقم "2" يقولُ اليهودُ: "اللهُ من السماءِ أشرفَ على بني البشرِ لينظر".
ـ وفيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "3" الرقم "8-10" يقولُ اليهودُ: "وسمعا صوتَ الإلهِ ماشيًا في الجنةِ".
ـ وفيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "11" الرقم "5" يقولون: "فنزلَ الربُ لينظرَ المدينة".
وهاكم كلامَ الوهابية:
ففي كتابِ "طبقاتِ الحنابلةِ" - الجزء الأولُ كما مرّ ص/32 وهو كتابُ معتمد عندهم يقولُ أبو يعلى المجسّم: "واللهُ عز وجل على العرشِ والكرسي موضعُ قدميهِ".
ـ وفي الصحيفةِ ذاتها يقولُ: "والسموات والأرض يوم القيامة في كفهِ ويضعُ قدمَهُ في النارِ فتنزوي ويخرجُ قومًا من النارِ بيدهِ".
ـ وفي الكتابِ المسمى "عقيدة أهلِ السنة والجماعة" طبعُ مؤسسةِ قرطبة الأندلس ص/14-15 يقولُ ابنُ عثيمينَ المشبه: "ونؤمنُ بأن للهِ عينين اثنتين حقيقيتين"، ويقول: "وأجمعَ أهل السنةِ على أن العينينِ اثنتانِ".
ـ وفي كتابِ "معارجِ القبولِ" - الجزء الأول تأليف حافظ حكمي ص/36، يقولُ: "ثم ينظرُ في الساعةِ الثانيةِ في جنةِ عدنٍ وهي مسكنُه الذي يسكن" وينسبُ هذا الكفرَ للنبيِّ والعياذُ باللهِ.
ـ وفي كتابِ "فتاوى العقيدة" الذي مرَّ ذكره ص/88 يقولُ محمد بن صالح العثيمين: "لأن اللهَ وَسِعَ كرسيهُ السمواتِ والأرض والسمواتُ والأرضُ كلُها بالنسبةِ للكرسيِّ موضعُ القدمينِ".
ـ وفي الكتابِ المسمى "تفسيرُ ءاية الكرسي" لمحمد بن عثيمين ص/27 يقولُ ما نصُهُ: "والكرسيُ هو موضعُ قدمي اللهِ عز وجلَ".
ـ وفي كتابِ ردِ الدارميِّ على بشر المريسي ص/69 طبع دار الكتب العلمية يقولُ: "يضعُ الجبارُ فيها ـ أي في النار ـ قدمَهُ فإذا كانت جهنم لا تضرُ الخزنةَ الذينَ يدخلونَها ويقومونَ عليها فكيفَ تضرُ الذي سخّرها لهم".
ـ ويقولُ ص/69 زاعمًا أنه من قول الرسول :"قال رسولُ اللهِ: فيدلي فيها ربُّ العالمين قدمَهُ فينزوي بعضُها إلى بعض".
ـ وفي ص/70 يقولُ زاعمًا أنه من كلام الرسول :"قالَ رسولُ اللهِ: إن اللهَ يطوي المظالمَ فيجعلها تحتَ قدميهِ".
ـ وفي الكتابِ المسمى "فتاوى العقيدة" لمحمد بن صالح العثيمين ص/112 يقولُ: "إن اللهَ يأتي إتيانًا حقيقيًّا"، ويقولُ في ص/114: "فإن ظاهره ثبوتُ إتيانِ اللهِ هرولَة وهذا الظاهرُ ليسَ ممتنعًا على اللهِ فيثبتُ للهِ حقيقةً"
فمن أثبتَ للهِ الحدقةَ واليدَ الجارحةَ الآلةَ والصورةَ كيفَ يتورعُ على زعمِهِ عن إثباتِ الرجلِ والعينِ بمعنى العضوِ والآلةِ. ثم
ما هذا التناقضُ في دينِ الوهابيةِ حيثُ إن أسلافهم لا ينسبونَ إلى اللهِ اليدِ الشمال بل يكتفونَ بوصفِهِ بأن له يدين
جارحتين كلاهما يمينٌ وهذا باطلٌ أيضًا، أما وهابيةُ هذا الزمانِ فلا يتحرّجونَ عن إثباتِ اليمينِ والشمالِ له تعالى؛ فبئسَ
سلفهم وبئسَ خلفهم.
كما رأيت أخي القارىء فإن الوهابيةَ يتتبعونَ الأباطيلَ في معتقداتِهم كما يفعلُ اليهود وينسجونَ على منوالها، بل
ويستعملون ألفاظًا مشابهةً لما وردَ في كتبِ اليهودِ مما يؤكدُ لكَ فسادَ اعتقادِهم وكفرهم. فكما أن اليهود لم يستحوا من
اللهِ في وصفِهِ بالجهةِ والمكانِ فكذلكَ الوهابيةُ، وإليكَ بيانُ ذلكَ:
- فيما يسمونه سفر مزامير الإصحاح "2" الرقم "4" يقولُ اليهودُ لعنهم الله عن الله: "الساكنُ في السمواتِ يضحكُ
الربُ".
- وفيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "28" الرقم "16" يقولُ اليهودُ: "حقًا إن الربَ في هذا المكانِ وأنا لم أعلم".
- وفيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "18" الرقم "1" يقول اليهود :"وظهر له الرّب عند بلوطات".
- وفيما يسمونه سفر زكريا الإصحاح "2" الرقم "13" يقولُ اليهودُ: "اسكتوا يا كلَ البشرِ قدّامَ الربِ لأنهُ قد استيقظَ
من مسكنِ قدسِهِ".
وهاكم الآن بعضًا من أقوالِ الوهابيةِ الفاسدةِ مما يتضمنُ وصفَ اللهِ بالمكانِ والجهةِ والحدِ والتحيزِ تعالى اللهُ عن ذلكَ.
- ففي كتاب رد الدارمي على بشرٍ المريسي والذي هو أحد مراجعهم ص/82 يقولُ المؤلف: "بل هو على عرشِهِ فوقَ
جميعِ الخلائقِ في أعلى مكانٍ وأطهرِ مكانٍ".
- وفي ص/96 يقولُ: "لأنا قد أيَّنا لهُ مكانًا واحدًا، أعلى مكان وأطهر مكان وأشرف مكان، عرشُه العظيم المقدسُ المجيدُ
فوقَ السماءِ السابعةِ العليا حيثُ ليسَ معهُ هناكَ إنسٌ ولا جانٌ ولا بجنبِهِ حشّ ولا مرحاضٌ ولا شيطانٌ".
- وفي ص/100 يقولُ والعياذُ باللهِ: "رأسُ الجبلِ أقربُ إلى اللهِ من أسفلِهِ، ورأسُ المنارةِ أقربُ إلى اللهِ من أسفلِها
لأن كل ما كانَ إلى السماءِ أقربُ كانَ إلى اللهِ أقربَ، فحملةُ العرشِ أقربُ إليهِ من جميعِ الملائكةِ".
- وفي ص/79 يقولُ:" إنهُ فوقَ عرشِهِ بفُرجةٍ بيّنة، والسموات السبع فيما بينه وبينَ خلقِهِ في الأرضِ".
- وفي ص/79 يقولَ: "وإلهُ السمواتِ والأرضِ على عرشٍ مخلوقٍ عظيمٍ فوقَ السماءِ السابعةِ دونَ ما سواها من الأماكنِ
من لم يعرِفهُ بذلكَ كانَ كافرًا به وبعرشِهِ".
- وفي ص/80 يقولُ: "لأنهُ وصفَ نفسَهُ بأنهُ في موضعٍ دونَ موضعٍ ومكانٍ دونَ مكانٍ".
- وفي ص/81 يقولُ: "وأنه على العرشِ دونَ ما سواهُ من المواضِعِ"، ثم يقولُ: "فوقَ العرشِ في هواءِ الآخرةِ".
- وفي كتابِ "الردِ على الجهميةِ" للدارمي المجسّم ص/33 يقولُ: "قالَ رسولُ اللهِ: ثم ينزلُ في الساعةِ الثانيةِ إلى جنةِ
عدنٍ التي لم ترها عينٌ ولم تخطر على قلبِ بشرٍ هي مسكنُهُ ولا يَسكنُها معه من بني ءادمَ غير ثلاثةٍ: النبيينَ والصديقينَ
والشهداء".
- وفي ص/43 يقولُ الدارمي: "فلماذا إذن يحفونَ حولَ العرشِ إلا لأن اللهَ فوقَهُ"، ثم يقولُ: "ففي هذا بيانٌ بيّن للحدِ
وأن اللهَ فوقَ العرشِ والملائكةِ حولَهُ حافونَ يسبحونَهُ ويقدسونَه".
- وفي كتابِ "شرح نونية ابن القيم" لمحمد خليل هرّاس ص/249 يقولُ: "وهو صريحٌ في فوقيةِ الذاتِ لأنهُ ذكرَ أن
العرشَ فوقَ السمواتِ وهي فوقية حسيَّة بالمكانِ فتكونُ فوقية اللهِ على العرشِ كذلكَ، ولا يصح أبدًا حملُ الفوقيةِ هنا
على فوقيةِ القهرِ والغلبةِ".
- وفي كتابِ "الفوائد" لابنِ قيم الجوزية بتعليق بشير محمد عيون (مكتبة المؤيد) الطائف الطبعة الثانية 1988
ص/131 يقولُ: "أشهدكَ ملكًا قيومًا فوقَ سمواتِهِ على عرشِهِ", ثم قالَ: "يرى من فوقِ السبعِ ويسمع".
- وفي كتابُ "معارج القبول" - الجزء الأول لحافظ حكمي ص/243 يقول: "يهبطُ الربُ من السماءِ السابعةِ إلى المقامِ
الذي قائِمُهُ"، وينسبُ هذا الكفرَ إلى رسولِ اللهِ.
- وفي الكتابِ المسمى "قرة عيون الموحدين" تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب الطبعة الأولى
مكتبة المؤيد - الطائف سنة 1990 ص/263 ينقلُ ما نصه والعياذ بالله من الكفر :"أجمعَ المسلمونَ من أهلِ السنةِ
على أن اللهَ مستو على عرشِهِ بذاته"، ثم قال: "استوى على عرشه بالحقيقةِ لا بالمجازِ".
وذكره أيضًا في كتابِهِ المسمى فتح المجيد الذي علق عليه ابن باز موافقًا لهذا الاعتقاد المخالفِ للكتابِ والسنة.
- وقالَ ابنُ تيميةَ في كتابِهِ "شرح حديث النزول" طبع دار العاصمة ص/217 ما نصه: "وفي الإنجيلِ أن المسيحَ عليهِ
السلام قال: لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي اللهِ، وقالَ للحواريونَ: إن أنتم غفرتم للناسِ فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم
كلكم، انظروا إلى طيرِ السماءِ فإنهن لا يزرعن ولا يحصدن ولا يجمعن في الأهواء، وأبوكم الذي في السماء هو الذي
يرزقكم أفلستُم أفضلَ منهنَّ؟ ومثل هذا من الشواهد كثيرٌ يطولُ بهِ الكتابُ" اهـ، والذي يستشهد بالكفرِ يكفرُ.
- وفي الكتابِ المسمى "العقيدة الصحيحة وما يَضادُها" للوهابيةِ وردَ فيهِ ص/72 ما نصه: "إن اللهَ بذاتِهِ فوقَ العرشِ" اهـ.
نقولُ : وهذا كلامٌ فاسدٌ مخالفٌ للنقلِ والعقلِ.
- وفي كتابِ ردِ الدارمي السابق ذكره ص/103 يقولُ الدارمي مشنعًا على المريسي المعتزلي: "أنت الجاهلُ باللهِ
وبمكانِهِ".
- ومثلُ هذا الضلالِ يذكرُ عبدُ اللهِ السبت في كتابِهِ المسمى "الرحمن على العرش استوى" ص/39 يقول: "حتى لقد
عرفَ ذلكَ - أي على زعمهِ أن اللهَ في السماءِ - كثيرٌ من الكفارِ والأممِ وفراعنتهم يرومونَ الاطلاعَ إلى اللهِ في السماءِ ...
وقالت بنو إسرائيلَ يا ربُ أنتَ في السماءِ ونحنُ في الأرضِ وأشباهُ هذا كثيرٌ يطولُ إن ذكرناها، وظاهرُ القرءانِ
وباطنُهُ كلُهُ يدلُ على ذلكَ".
عجبًا لهذا الضال الذي يدعي أنه على السنةِ وهو كسلفِهِ الدارمي المجسم يحتجُ بقولِ الكفارِ كنمرودَ وفرعونَ وهامانَ
أسيادِ الوهابيةِ الذينَ أخذوا عقيدتَهم منهم.
ومما يزيدُك تعجبًا ادعاؤهُ أن القرءانَ يُوافقُ على ذلكَ وهو كابنِ تيميةَ ما يُعجبُهُ من كفرِ اليهودِ وزيغهم يجعلُهُ سنةً ويحكي
إجماعَ ملتِهِ على ذلكَ وهو كمن يحاولُ أن يبني على زبدَِ البحرِ فلا يستقيمُ لهُ بناء.
- وفي كتابِ شرحِ العقيدةِ الواسطيةِ لمحمد خليل هراس ص/92 يقولُ: "وإن أُريدَ بها جهةَ العلوِ فهي على حقيقتها".
- وفي كتابِ الرسالة التدمرية لابن تيمية ص/85 يقولُ هذا المجسّم مفتريًا على أهلِ السنة: "فلم ينطق أحدٌ منهم في حقِ
اللهِ بالجسمِ لا نفيًا ولا إثباتًا، ولا بالجوهرِ والتحيزِ ونحو ذلكَ لأنها عباراتٌ مجملةٌ لا تحقُّ حقًا ولا تبطلُ باطلاً".
- وفي كتابِهِ "بيانُ تلبيس الجهمية" ص/427، وكتابُ "منهاج السنة" ص/29-30 الجزء الثاني يقولُ ابنُ تيميةَ نقلاً
عن المجسم عثمان بن سعيد الدارمي موافقًا له ما نصه: "وقد اتفقت الكلمةُ من المسلمينَ والكافرينَ على أن اللهَ في السماءِ
وحدّوهُ بذلكَ".
ـ وفي ص/121 يقولُ المؤلفُ: "لا نسلمُ أن مطلقَ المفعولاتِ مخلوقةٌ وقد أجمعنا واتفقنا على أن الحركة والنزولَ والمشيَ والهرولةَ والغضبَ والحبَ والمُقتَ كلها أفعالٌ في الذاتِ للذاتِ وهي قديمةٌ".
ـ وفي ص/200 يقولُ: "لأن اللهَ يحبُ ويبغضُ ويرضى ويسخطُ حالاً بعد حالٍ في نفسِهِ".
وهذهِ النقولاتِ صريحةٌ في بيانِ أن فظاعةَ الكفرِ التي عندَ اليهود انتقلت إلى الوهابيَّة، فلم يبقَ إلا أن يصرِّحوا بأن معبودَهم على صورةِ إنسانٍ بعدَما وصفوا اللهَ بالجسمِ والصورةِ والكَيْفِ والحركةِ والسكونِ والتكلمِ بالحرْفِ والصوتِ والسكوتِ واليديْنِ الجارحةِ والفمِ والرّجْلِ الجارحة، حتى لم يتركوا من صفاتِ البشرِ إلا اللحيةَ والفرْج.
ينسبون إلى الله على زعمهم جوارح حقيقية والعياذ بالله
- فيما يسمونَه سفر الخروج الإصحاح "15" الرقم "16" يقولُ اليهودُ لعنهم اللهُ:" بعظمةِ ذراعك يصمتون كالحجرِ".
- وفيما يسمونه سفرَ إشعياءَ الإصحاحِ "25" الرقم "10" يقولُ اليهود: "لأن يدَ الربِ تستقرُ على هذا الجبلِ".
- فيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "2" الرقم "8" يقول اليهود: "غرسَ الربُ الإلهُ جنةً في عدنٍ شرقًا".
- وفيما يسمونَه سفرَ الخروجِ الإصحاح "15" الرقم "6و12" يقولُ اليهود: "يمينُك يا ربُ معتزةٌ بالقدرةِ، يمينكَ يا ربُ تحطمُ العدو... تمد يمينك فتبتلعهم الأرض".
- وفيما يسمونه سفر أيوب الإصحاح "36" الرقم "32" يقولُ اليهود عن اللهِ تعالى: "يغطي كفّيهِ بالنورِ ويأمرُهُ على العدو".
- وفيما يسمونه سفرَ مزاميرِ الإصحاحِ "44" الرقم "2-3" يقولُ اليهودُ: "أنتَ بيدك استأصلتَ الأمم وغرستهم لكن يمينك وذراعك".
- وفيما يسمونه سفر حَزِقيال الإصحاح "37" الرقم "1" يقولُ اليهودُ: "كانت عليَّ يدُ الربِ".
هذه بعض المواضع من أشهرِ كتبِ اليهودِ وهو التوراةُ المحرفة التي فيها التصريحُ بنسبةِ اليدِ الجارحةِ والذراعِ والساعدِ إلى اللهِ عز وجلَ المنزه عمَّا يفتريهِ هؤلاءِ الكافرونَ.
وإليكَ الآنَ ما يُذهلُكَ أيها المسلمُ فإن الوهابيةَ تدّعي الإسلامَ ومع ذلكَ تقولُ في معتقدها ما يقوله اليهود فنعوذ بالله من الجرأة على الله:
ـ ففي كتابِ ردِ الدارمي على بشيرٍ المريسي السابقِ ذكرُهُ ص/26 يقولُ الدارميُّ المجسمُ: "فأكدَ اللهُ لآدمَ الفضيلةَ التي كرّمه وشرّفه بها وءاثره على جميعِ عبادِهِ إذ كلُ عبادِهِ خلقهم بغيرِ مسيسِ بيد وخلق ءادمَ بمسيسٍ".
- ص/30 يقولُ هذا المشبهُ: "فلما قالَ خلقتُ ءادمَ بيديَّ علمنا أن ذلكَ تأكيدٌ ليديهِ وأنه خلقهُ بهما".
- ص/35 يقولُ هذا المجسمُ: "عن ميسرة قال: إن اللهَ لم يمسّ شيئًا من خلقهِ غيرَ ثلاثٍ: خلقَ ءادمَ بيده، وكتبَ التوراةَ بيده، وغرس جنةَ عدنٍ بيده".
- ص/36 يقولُ المؤلفُ والعياذُ بالله: "قالَ أبو بكر الصديق: خلق اللهُ الخلقَ فكانوا في قبضته فقالَ لمن في يمينه ادخلوا الجنةَ بسلامٍ، وقالَ لمن في الأخرى ادخلوا النارَ لا أبالي".
- ص/37 يقولُ هذا المشبهُ أن رسولَ اللهِ قالَ: "ثم يُحثي لي بكفِهِ ثلاثَ حيثات". ثم يقول المشبهُ أن رسول اللهِ قال: "فمن فاوضَ الحجرَ الأسودَ فإنما يفاوضُ كفَّ الرحمن".
- ص/40 يقولُ المؤلف: "وقد قلنا يكفينا في مسِّ اللهِ ءادم بيده".
- ص/44 يقولُ: "يعني أن اللهَ له يدٌ يبطشُ بها وله أعينٌ يبصرُ بها".
- وفي ص/154 يقولُ الدارمي المشبه عن الله: "يديه اللتين خلق بهما ءادم" ويقول: "وإن يمين اللهِ معه على العرشِ".
- وفي ص/155 يقولُ: "كلتا يدي الرحمنِ يمينٌ إجلالاً للهِ وتعظمًا أن يوصفَ بالشمالِ".
- وفي كتابِ الردِ على الجهميةِ للدارمي ص/36 يقولُ: "قالَ الضحاكَ بنُ مزاحمٍ: ثم ينزلُ اللهُ في بهائِهِ وجمالِهِ ومعه ما شاءَ من الملائكةِ على مجنّبتِهِ اليسرى جهنمَ".
- وفي ص/49 يقولُ المؤلفُ: "قالَ رسولُ اللهِ: فأرفعُ ثم أقومُ وجبريلُ عن يمينِ الرحمنِ".
- وفي حاشيةِ الكتابِ المسمى "كتابَ التوحيد" لابنِ خزيمةَ يقولُ محمدُ خليل هرَّاس المعلِق على هذا الكتاب ص/63: "فإن القبضَ إنما يكونُ باليدِ الحقيقةِ لا بالنعمةِ، فإن قالوا إن الباء هنا للسببية أي بسببِ إرادتِهِ الإنعامِ، قلنا لهم: بماذا قبضَ؟ فإن القبضَ محتاجٌ إلى ءالةٍ، فلا مَنَاصَّ لهم لو أنصفوا من أنفسهم إلا أن يعترفوا بثبوتِ ما صرَّحَ به الكتابُ والسنةُ".
- وفي ص/64 يقولُ المعلقُ أيضًا: "هذهِ الآية صريحةٌ في إثباتِ اليدِ فإن اللهَ يخبرُ فيها أن يدَهُ تكونُ فوقَ أيدي المبايعين لرسولِهِ ولا شكَّ أن المبايعةَ إنما تكونُ بالأيدي لا بالنِعمِ ولا بالقدرِ".
- وفي الكتابِ المسمى "السنة" المنسوب للإمامِ أحمدَ والذي نشره الوهابية ص/77 يقولونَ فيهِ: "وكلَّم اللهُ موسى تكليمًا من فيهِ - يعني فمه - وناولَهُ التوراةَ من يدهِ إلى يدهِ".
- وفي كتابِ "الأسماء والصفات" - الجزء الأول طبعُ دارِ الكتبِ العلميةِ ص/314 يقولُ ابنُ تيمية: "فيأخذُ ربُك بيده غرفةً من الماءِ فينضحُ بها قبلَكم"، ونسبَهُ للنبي صلى الله عليه وسلم.
- وفي كتابِ "العقيدة" لمحمد بن صالح العثيمين طبع ما يسمى مكتبة السّنة - الطبعة الأولى ص/90 يقولُ هذا التائهُ :"وعلى كلٍ فإن يديهِ سبحانه اثنتانِ بلا شك، وكل واحدةٍ غيرُ الأخرى، وإذا وصفنا اليدَ الأخرى بالشمالِ فليسَ المرادُ أنها نقصٌ من اليدِ اليمنى".
فانظر أيها المطالعُ واحكُم بالعدلِ والحقِ، هل يكونُ من أهلِ الإيمانِ من يصفُ اللهَ باليمين الجارحةِ والشمالِ، ويصرّحُ بغيرِ حياءٍ ولا خجلٍ أن للهِ يدينِ جارحتينِ وأن اليد الشمال ليست بأنقصَ من اليمين على زعمهم، ومع ذلك يدّعون أنهم دعاة للتوحيد وأنهم حراسٌ للعقيدةِ من الشركِ والضلالِ! وما علِمناهُ ورأيناهُ لا يجعلنا نشكُ طرفةَ عين أنهم هم الدعاة للإشراكِ والكفرِ ودينِ اليهودِ، فقد وافقوهم في أصولِ معتقداتهم حتى في نسبةِ الرِّجلِ الجارحةِ العضوِ للهِ. وإليكَ بيانُ ذلكَ:
ـ يقولُ اليهودُ لعنهم اللهُ في نسخةِ التوراةِ المحرفةِ فيما يسمونه سفر الخروج الإصحاح "13" الرقم "20" :"وكانَ الربُ يسيرُ أمامهم".
ـ وفيما يسمونه سفر مزامير الإصحاح "53" الرقم "2" يقولُ اليهودُ: "اللهُ من السماءِ أشرفَ على بني البشرِ لينظر".
ـ وفيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "3" الرقم "8-10" يقولُ اليهودُ: "وسمعا صوتَ الإلهِ ماشيًا في الجنةِ".
ـ وفيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "11" الرقم "5" يقولون: "فنزلَ الربُ لينظرَ المدينة".
وهاكم كلامَ الوهابية:
ففي كتابِ "طبقاتِ الحنابلةِ" - الجزء الأولُ كما مرّ ص/32 وهو كتابُ معتمد عندهم يقولُ أبو يعلى المجسّم: "واللهُ عز وجل على العرشِ والكرسي موضعُ قدميهِ".
ـ وفي الصحيفةِ ذاتها يقولُ: "والسموات والأرض يوم القيامة في كفهِ ويضعُ قدمَهُ في النارِ فتنزوي ويخرجُ قومًا من النارِ بيدهِ".
ـ وفي الكتابِ المسمى "عقيدة أهلِ السنة والجماعة" طبعُ مؤسسةِ قرطبة الأندلس ص/14-15 يقولُ ابنُ عثيمينَ المشبه: "ونؤمنُ بأن للهِ عينين اثنتين حقيقيتين"، ويقول: "وأجمعَ أهل السنةِ على أن العينينِ اثنتانِ".
ـ وفي كتابِ "معارجِ القبولِ" - الجزء الأول تأليف حافظ حكمي ص/36، يقولُ: "ثم ينظرُ في الساعةِ الثانيةِ في جنةِ عدنٍ وهي مسكنُه الذي يسكن" وينسبُ هذا الكفرَ للنبيِّ والعياذُ باللهِ.
ـ وفي كتابِ "فتاوى العقيدة" الذي مرَّ ذكره ص/88 يقولُ محمد بن صالح العثيمين: "لأن اللهَ وَسِعَ كرسيهُ السمواتِ والأرض والسمواتُ والأرضُ كلُها بالنسبةِ للكرسيِّ موضعُ القدمينِ".
ـ وفي الكتابِ المسمى "تفسيرُ ءاية الكرسي" لمحمد بن عثيمين ص/27 يقولُ ما نصُهُ: "والكرسيُ هو موضعُ قدمي اللهِ عز وجلَ".
ـ وفي كتابِ ردِ الدارميِّ على بشر المريسي ص/69 طبع دار الكتب العلمية يقولُ: "يضعُ الجبارُ فيها ـ أي في النار ـ قدمَهُ فإذا كانت جهنم لا تضرُ الخزنةَ الذينَ يدخلونَها ويقومونَ عليها فكيفَ تضرُ الذي سخّرها لهم".
ـ ويقولُ ص/69 زاعمًا أنه من قول الرسول :"قال رسولُ اللهِ: فيدلي فيها ربُّ العالمين قدمَهُ فينزوي بعضُها إلى بعض".
ـ وفي ص/70 يقولُ زاعمًا أنه من كلام الرسول :"قالَ رسولُ اللهِ: إن اللهَ يطوي المظالمَ فيجعلها تحتَ قدميهِ".
ـ وفي الكتابِ المسمى "فتاوى العقيدة" لمحمد بن صالح العثيمين ص/112 يقولُ: "إن اللهَ يأتي إتيانًا حقيقيًّا"، ويقولُ في ص/114: "فإن ظاهره ثبوتُ إتيانِ اللهِ هرولَة وهذا الظاهرُ ليسَ ممتنعًا على اللهِ فيثبتُ للهِ حقيقةً"
فمن أثبتَ للهِ الحدقةَ واليدَ الجارحةَ الآلةَ والصورةَ كيفَ يتورعُ على زعمِهِ عن إثباتِ الرجلِ والعينِ بمعنى العضوِ والآلةِ. ثم
ما هذا التناقضُ في دينِ الوهابيةِ حيثُ إن أسلافهم لا ينسبونَ إلى اللهِ اليدِ الشمال بل يكتفونَ بوصفِهِ بأن له يدين
جارحتين كلاهما يمينٌ وهذا باطلٌ أيضًا، أما وهابيةُ هذا الزمانِ فلا يتحرّجونَ عن إثباتِ اليمينِ والشمالِ له تعالى؛ فبئسَ
سلفهم وبئسَ خلفهم.
كما رأيت أخي القارىء فإن الوهابيةَ يتتبعونَ الأباطيلَ في معتقداتِهم كما يفعلُ اليهود وينسجونَ على منوالها، بل
ويستعملون ألفاظًا مشابهةً لما وردَ في كتبِ اليهودِ مما يؤكدُ لكَ فسادَ اعتقادِهم وكفرهم. فكما أن اليهود لم يستحوا من
اللهِ في وصفِهِ بالجهةِ والمكانِ فكذلكَ الوهابيةُ، وإليكَ بيانُ ذلكَ:
- فيما يسمونه سفر مزامير الإصحاح "2" الرقم "4" يقولُ اليهودُ لعنهم الله عن الله: "الساكنُ في السمواتِ يضحكُ
الربُ".
- وفيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "28" الرقم "16" يقولُ اليهودُ: "حقًا إن الربَ في هذا المكانِ وأنا لم أعلم".
- وفيما يسمونه سفر التكوين الإصحاح "18" الرقم "1" يقول اليهود :"وظهر له الرّب عند بلوطات".
- وفيما يسمونه سفر زكريا الإصحاح "2" الرقم "13" يقولُ اليهودُ: "اسكتوا يا كلَ البشرِ قدّامَ الربِ لأنهُ قد استيقظَ
من مسكنِ قدسِهِ".
وهاكم الآن بعضًا من أقوالِ الوهابيةِ الفاسدةِ مما يتضمنُ وصفَ اللهِ بالمكانِ والجهةِ والحدِ والتحيزِ تعالى اللهُ عن ذلكَ.
- ففي كتاب رد الدارمي على بشرٍ المريسي والذي هو أحد مراجعهم ص/82 يقولُ المؤلف: "بل هو على عرشِهِ فوقَ
جميعِ الخلائقِ في أعلى مكانٍ وأطهرِ مكانٍ".
- وفي ص/96 يقولُ: "لأنا قد أيَّنا لهُ مكانًا واحدًا، أعلى مكان وأطهر مكان وأشرف مكان، عرشُه العظيم المقدسُ المجيدُ
فوقَ السماءِ السابعةِ العليا حيثُ ليسَ معهُ هناكَ إنسٌ ولا جانٌ ولا بجنبِهِ حشّ ولا مرحاضٌ ولا شيطانٌ".
- وفي ص/100 يقولُ والعياذُ باللهِ: "رأسُ الجبلِ أقربُ إلى اللهِ من أسفلِهِ، ورأسُ المنارةِ أقربُ إلى اللهِ من أسفلِها
لأن كل ما كانَ إلى السماءِ أقربُ كانَ إلى اللهِ أقربَ، فحملةُ العرشِ أقربُ إليهِ من جميعِ الملائكةِ".
- وفي ص/79 يقولُ:" إنهُ فوقَ عرشِهِ بفُرجةٍ بيّنة، والسموات السبع فيما بينه وبينَ خلقِهِ في الأرضِ".
- وفي ص/79 يقولَ: "وإلهُ السمواتِ والأرضِ على عرشٍ مخلوقٍ عظيمٍ فوقَ السماءِ السابعةِ دونَ ما سواها من الأماكنِ
من لم يعرِفهُ بذلكَ كانَ كافرًا به وبعرشِهِ".
- وفي ص/80 يقولُ: "لأنهُ وصفَ نفسَهُ بأنهُ في موضعٍ دونَ موضعٍ ومكانٍ دونَ مكانٍ".
- وفي ص/81 يقولُ: "وأنه على العرشِ دونَ ما سواهُ من المواضِعِ"، ثم يقولُ: "فوقَ العرشِ في هواءِ الآخرةِ".
- وفي كتابِ "الردِ على الجهميةِ" للدارمي المجسّم ص/33 يقولُ: "قالَ رسولُ اللهِ: ثم ينزلُ في الساعةِ الثانيةِ إلى جنةِ
عدنٍ التي لم ترها عينٌ ولم تخطر على قلبِ بشرٍ هي مسكنُهُ ولا يَسكنُها معه من بني ءادمَ غير ثلاثةٍ: النبيينَ والصديقينَ
والشهداء".
- وفي ص/43 يقولُ الدارمي: "فلماذا إذن يحفونَ حولَ العرشِ إلا لأن اللهَ فوقَهُ"، ثم يقولُ: "ففي هذا بيانٌ بيّن للحدِ
وأن اللهَ فوقَ العرشِ والملائكةِ حولَهُ حافونَ يسبحونَهُ ويقدسونَه".
- وفي كتابِ "شرح نونية ابن القيم" لمحمد خليل هرّاس ص/249 يقولُ: "وهو صريحٌ في فوقيةِ الذاتِ لأنهُ ذكرَ أن
العرشَ فوقَ السمواتِ وهي فوقية حسيَّة بالمكانِ فتكونُ فوقية اللهِ على العرشِ كذلكَ، ولا يصح أبدًا حملُ الفوقيةِ هنا
على فوقيةِ القهرِ والغلبةِ".
- وفي كتابِ "الفوائد" لابنِ قيم الجوزية بتعليق بشير محمد عيون (مكتبة المؤيد) الطائف الطبعة الثانية 1988
ص/131 يقولُ: "أشهدكَ ملكًا قيومًا فوقَ سمواتِهِ على عرشِهِ", ثم قالَ: "يرى من فوقِ السبعِ ويسمع".
- وفي كتابُ "معارج القبول" - الجزء الأول لحافظ حكمي ص/243 يقول: "يهبطُ الربُ من السماءِ السابعةِ إلى المقامِ
الذي قائِمُهُ"، وينسبُ هذا الكفرَ إلى رسولِ اللهِ.
- وفي الكتابِ المسمى "قرة عيون الموحدين" تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب الطبعة الأولى
مكتبة المؤيد - الطائف سنة 1990 ص/263 ينقلُ ما نصه والعياذ بالله من الكفر :"أجمعَ المسلمونَ من أهلِ السنةِ
على أن اللهَ مستو على عرشِهِ بذاته"، ثم قال: "استوى على عرشه بالحقيقةِ لا بالمجازِ".
وذكره أيضًا في كتابِهِ المسمى فتح المجيد الذي علق عليه ابن باز موافقًا لهذا الاعتقاد المخالفِ للكتابِ والسنة.
- وقالَ ابنُ تيميةَ في كتابِهِ "شرح حديث النزول" طبع دار العاصمة ص/217 ما نصه: "وفي الإنجيلِ أن المسيحَ عليهِ
السلام قال: لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي اللهِ، وقالَ للحواريونَ: إن أنتم غفرتم للناسِ فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم
كلكم، انظروا إلى طيرِ السماءِ فإنهن لا يزرعن ولا يحصدن ولا يجمعن في الأهواء، وأبوكم الذي في السماء هو الذي
يرزقكم أفلستُم أفضلَ منهنَّ؟ ومثل هذا من الشواهد كثيرٌ يطولُ بهِ الكتابُ" اهـ، والذي يستشهد بالكفرِ يكفرُ.
- وفي الكتابِ المسمى "العقيدة الصحيحة وما يَضادُها" للوهابيةِ وردَ فيهِ ص/72 ما نصه: "إن اللهَ بذاتِهِ فوقَ العرشِ" اهـ.
نقولُ : وهذا كلامٌ فاسدٌ مخالفٌ للنقلِ والعقلِ.
- وفي كتابِ ردِ الدارمي السابق ذكره ص/103 يقولُ الدارمي مشنعًا على المريسي المعتزلي: "أنت الجاهلُ باللهِ
وبمكانِهِ".
- ومثلُ هذا الضلالِ يذكرُ عبدُ اللهِ السبت في كتابِهِ المسمى "الرحمن على العرش استوى" ص/39 يقول: "حتى لقد
عرفَ ذلكَ - أي على زعمهِ أن اللهَ في السماءِ - كثيرٌ من الكفارِ والأممِ وفراعنتهم يرومونَ الاطلاعَ إلى اللهِ في السماءِ ...
وقالت بنو إسرائيلَ يا ربُ أنتَ في السماءِ ونحنُ في الأرضِ وأشباهُ هذا كثيرٌ يطولُ إن ذكرناها، وظاهرُ القرءانِ
وباطنُهُ كلُهُ يدلُ على ذلكَ".
عجبًا لهذا الضال الذي يدعي أنه على السنةِ وهو كسلفِهِ الدارمي المجسم يحتجُ بقولِ الكفارِ كنمرودَ وفرعونَ وهامانَ
أسيادِ الوهابيةِ الذينَ أخذوا عقيدتَهم منهم.
ومما يزيدُك تعجبًا ادعاؤهُ أن القرءانَ يُوافقُ على ذلكَ وهو كابنِ تيميةَ ما يُعجبُهُ من كفرِ اليهودِ وزيغهم يجعلُهُ سنةً ويحكي
إجماعَ ملتِهِ على ذلكَ وهو كمن يحاولُ أن يبني على زبدَِ البحرِ فلا يستقيمُ لهُ بناء.
- وفي كتابِ شرحِ العقيدةِ الواسطيةِ لمحمد خليل هراس ص/92 يقولُ: "وإن أُريدَ بها جهةَ العلوِ فهي على حقيقتها".
- وفي كتابِ الرسالة التدمرية لابن تيمية ص/85 يقولُ هذا المجسّم مفتريًا على أهلِ السنة: "فلم ينطق أحدٌ منهم في حقِ
اللهِ بالجسمِ لا نفيًا ولا إثباتًا، ولا بالجوهرِ والتحيزِ ونحو ذلكَ لأنها عباراتٌ مجملةٌ لا تحقُّ حقًا ولا تبطلُ باطلاً".
- وفي كتابِهِ "بيانُ تلبيس الجهمية" ص/427، وكتابُ "منهاج السنة" ص/29-30 الجزء الثاني يقولُ ابنُ تيميةَ نقلاً
عن المجسم عثمان بن سعيد الدارمي موافقًا له ما نصه: "وقد اتفقت الكلمةُ من المسلمينَ والكافرينَ على أن اللهَ في السماءِ
وحدّوهُ بذلكَ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق