السبت، 13 أبريل 2013

عقائد الوهابية وعقائد اليهود ( 6 )

- وفي كتابِ "شرحِ حديث النزول" - طبع دار العاصمة ص/182 يقولُ ابنُ تيميةَ مفتريًا على الأشعري وأصحابهِ ما
نصه: "إن اللهَ فوقَ السمواتِ بذاتِهِ".
- وفي كتابِ "تفسير ءاية الكرسي" للعثيمين ص/33 يقولُ هذا المشبه: "فأما علو الذات فهو أن اللهَ عالٍ بذاتهِ فوقَ
كلِ شىءٍ وكلُ الأشياءِ تحتهُ واللهُ عز وجلَ فوقَها بذاته".
فلا يخفى على ذي لُبٍ وفهمٍ أن عقيدةَ أهلِ السنةِ على خلافِ ما عليهِ هؤلاءِ المدعونَ النجديونَ التيميونَ حيثُ يجبُ
بإجماعِ أهلِ الإسلامِ تنزيهُ اللهِ عنِ المكانِ والجهةِ والتحيزِ.
وأما مسئلةُ العلو التي خاض فيها ابن تيمية وأتباعه حتى غرقوا في الوحولِ إلى ءاذانهم وعميت قلوبهم عن قبولِ الحقِ،
وصمّت ءاذانهم عن سماع الهدى، فاعتقدوا ما أوصلهم إلى الردى فتعسًا لهم، فقد قالَ أئمةُ أهلِ السنةِ بأن من وصفَ
اللهَ بالعلوِ الحسي المكاني، وفسّر الفوقيةَ في حقِ اللهِ بالجهةِ والحيزِ ما عرفَ ربهُ ولا ءامنَ بهِ، لأن العلو الذي يليقُ باللهِ
هو علوُ القدرِ لا علو المكانِ والمسافةِ، ولكن القلوبَ التي عَميت وأقفلت لم تقبل هذا المعنى المراد بل اتجهت إلى ما عندَ
اليهودِ، واستزلهم الشيطانُ فزيَّنَ لهم سوءَ المعتقدِ فقاموا - وخسئوا - يدافعونَ عنهُ ويعتبرونَ من خالفهم عدوًا للقرءانِ
فاستباحوا دمه من غيرِ مبالاة لما يعتقده من الهدى.
بعد بيان ما سبق من عقائد الوهابية ومشابهتهم لليهود في عقائدهم وأقوالهم، نذكر لكم بعض ما تقوله الوهابية من ألفاظ
لم نجدها في كتب اليهودِ، وإليكَ التفصيل:
- ففي كتابِ "فتاوى العقيدة" للعثيمين طبعُ ما يسمى مكتبة السنة ص/50 يقولُ: "لا يوصفُ اللهُ بالمَكرِ إلا مقيدًا، فإن
قيلَ كيفَ يوصفُ اللهُ بالمكرِ مع أن ظاهرَهُ أنه مذموم قيل إن المَكرَ في محلِهِ محمودٌ".
- وفي صحيفة/51 يقولُ: "إن الله لهُ مَلَلٌ وأما مللُ اللهِ فإنهُ مللٌ يليقُ بهِ عزَّ وجلَّ".
- وفي ص/52 يقولُ: "وأما الخداعُ فهو كالمكرِ يوصفُ اللهُ بهِ حينَ يكونُ مدحًا".
- وفي ص/75 يقولُ: "أولئكَ الذينَ يتعمقونَ في الصفاتِ ويحاولونَ أن يسألوا حتى عن الأظافر" (هذا في حقِ الله).
- وفي ص/120 يقولُ: "قالَ ابنُ تيمية: والذينَ يثبتونَ تقريبَه العباد إلى ذاتِهِ هو القول المعروف للسلف والأئمة"، وأقرّه
على ذلكَ بسكوته عن هذا النقل، وهذا يلزمُ منهُ أن اللهَ يُمسُ ويُحسُ ويُجسُ، تعالى اللهُ عن ذلكَ علوًّا كبيرًا.
- وفي ص/49 يقولُ: "إن نفي التمثيلَ هو الذي وردَ في القرءانِ الكريمِ ولم يرد في القرءانِ نفيُ التشبيهِ".
- وفي كتابِ "شرحِ حديثِ النزولِ" - طبعُ دارِ العاصمة ص/198 نسبَ ابن تيمية إلى الرسولِ أنهُ قالَ: "إن الربَّ
يتدلى في جوفِ الليلِ إلى السماءِ الدنيا".
- وفي صحيفة/238 يسمي اللهَ جسمًا فيقولُ:"قد يرادُ بلفظِ الجسمِ والمتحيزِ: ما يشارُ إليهِ، بمعنى أن الأيدي ترفعُ إليهِ
في الدعاءِ".
- وفي صحيفة/258 يقولُ ابنُ تيمية: "وأما الشرعُ فمعلومٌ أنهُ لم يُنقل عن أحدٍ من الأنبياءِ ولا الصحابةِ ولا التابعينَ ولا

سلفِ الأمةِ أن اللهَ جسمٌ أو أن اللهَ ليسَ بجسمٍ بل النفي والإثبات بدعةٌ في الشرع".
- وفي الكتاب المسمى "قرة عيون الموحدين" لحفيد محمد بن عبد الوهاب ص/176 يقولُ: "وضحكُ اللهِ أصلٌ وحقيقةٌ
للضحكِ كما يشاء".
وفي صحيفة/178 منه يقولُ: "ولكنا نقولُ هو نفسُ الضَحك".
يُعلم مما تقدمَ أن الوهابيةَ يعبدونَ جسمًا يزعمونَ أنه الله، ويسمونه شخصًا ويقولونَ له وجهٌ حقيقيٌ وفمٌ ولسانٌ، وأنه
يضحكُ حقيقةً ويتأذى، وله مللٌ، ويوصفُ بالمكرِ والخداعِ، وله يمينٌ وشمالٌ عندَ بعضِهم، وعلى قولِ بعضهم له يمينٌ دونَ
الشمالِ.
ويصفونَهُ بالجَنبِ الواحدِ والأعينِ المتعددة، وعلى قولٍ عندهم عينٌ واحدةٌ فقط، وينعتونه بالمشي والمجيء والهرولة حسًّا
وحقيقةً، والنزولِ حقيقةً من الأعلى والصعودِ والارتفاعِ من الأسفلِ إلى الأعلى، والقعودِ والجلوسِ على العرشِ، والحلولِ

في هواءِ الآخرةِ، وأن له قدمينِ يحتاجُ على زعمهم للكرسي ليضعهما عليه.
وبعضُهم يقولُ لهُ قدمٌ واحدةٌ يعني جارحةً ويضعُها في جهنمَ فلا تحترقُ كما أن ملائكةَ العذابِ في النارِ لا يتأذونَ بها.
وكذلكَ يصفونَ اللهَ بالجوارحِ كالكفِ والأصابعِ المتعددةِ والذراعِ والساعدِ، ويعتبرونَهُ ساكنًا ومتحركًا هابطًا وصاعدًا،
وأنهُ لو شاءَ لاستقرَّ على ظهرِ بعوضةٍ، وأنهُ ينزلُ بذاتِهِ حقيقةً من العرشِ إلى السماءِ، ويقولونَ إنهُ يضعُ يدَهُ ورجلَهُ في
جهنمَ ولا تُحرقُهُ وأنهُ يأخذُ بقبضةِ يدهِ العُصاةَ فيخرجهم من النارِ، وينزلُ مع الغمامِ وجبريلُ عن يمينِهِ وجهنم عن يسارِهِ.
والحقيقةُ أن الوهابيةَ يعبدونَ جسمًا تخيلوهُ قاعدًا فوقَ العرشِ وهو لا وجودَ لهُ، فهم عبدةُ الصورِ والأجسامِ والوهمِ
والخيالِ ومعَ ذلكَ يُطلقونَ على أهلِ السنةِ والجماعةِ أنهم مشركون وثنيونَ قبوريون، في حين أنهم أي أهلُ السنةِ
والجماعةِ هم الموحدون لربهم العارفونَ بهِ المنزهونَ له عن كلّ ما نسبت الوهابيةُ المجسّمةُ إلى اللهِ من صفاتِ النقص. وأنتم
أيها الوهابيَّة البنجدية التيمية: مشبّهة مجسّمة جهوية صوتية.

ذكرِ الحافظُ أبو سعيدٍ العلائيُ شيخُ الحافظِ العراقي فيما رواهُ الحافظُ المحدثُ المؤرخُ شمسُ الدينِ بنُ طولونَ في كتابِهِ
ذخائرِ القصرِ ص/96 وهو مخطوطٌ عن ابنِ تيميةَ أنهُ قالَ:
"إن التوراة لم تبدّل ألفاظُها بل هي باقيةٌ على ما أنزلت وإنما وقعَ التحريفُ في تأويلِها، ولهُ فيهِ مصنّف" أي لابنِ تيميةَ.
ويقولُ الشيخُ محمدُ زاهدٍ الكوثريُ في كتابِهِ "الإشفاقُ على أحكامِ الطلاق" طبعةُ دارِ ابنِ زيدون ص/72: "ولو قلنا لم

يُبْلَ الإسلامُ في الأدوارِ الأخيرةِ بمن هو أضرُّ من ابنِ تيميةَ في تفريقِ كلمةِ المسلمينَ لما كنَّا مبالغين في ذلكَ، وهو سهلٌ
متسامحٌ مع اليهودِ يقولُ عن كتبهم إنها لم تحرّف تحريفًا لفظيَّاً".
ابن باز واليهود
لقد أجازَ زعيمُ الوهابيةِ ابنُ بازٍ الصلحَ الدائمَ مع اليهود بلا قيدٍ ولا شرطٍ وزعمَ أن هذا يوافقُ الكتابَ والسنةَ، كما
نشرت ذلكَ عنه الصحفُ والمجلاتُ ووسائلُ الإعلامِ المرئيةِ والمسموعةِ والمقروءةِ بعدَ صدورِ نصِ الفتوى الباطلةِ عن
مكتبِهِ الخاص. وممن ذكرَ نصَ كلامهِ جريدةُ "نداء الوطن" اللبنانية العدد 644 وجريدة "الديار" اللبنانية العدد 2276
بتاريخ الخميس 22/12/94 والجريدة المسماة "المسلمون"، ولقد فرحَ جدًا بهذهِ الفتوى أخوهُ وزيرُ خارجيةِ اليهودِ
شمعون بيريز حين ذاكَ وطالبَ العرب والمسلمينَ بأن يحذوا حذوه!!!! وذكرت ذلكَ الصحف ومنها جريدة "السفير"
اللبنانية بتاريخ 23/12/94 وكذلكَ جريدةُ "التليغراف" الأسترالية العدد2754.
ومما يدلُ على فساد اعتقادِ زعيمهِم وموافقتهِ لعقيدةِ التجسيمِ التي يعتقدُها اليهودُ أنهُ وافقَ على كلامِ عبدِ الرحمنِ بنِ حسنٍ
- حفيدِ ابنِ عبدِ الوهابِ - حيثُ قالَ في كتابِهِ فتحِ المجيدِ ص/461:
"وتأمل ما في هذه الأحاديثِ الصحيحةِ من تعظيمِ النبي ربَهُ بذكرِ صفاتِ كمالِهِ على ما يليقُ بعظمتِهِ وجلالِهِ وتصديقِهِ
اليهودَ فيما أخبروا بهِ عن اللهِ من الصفاتِ التي تدلُ على عظمتِهِ، وتأمل ما فيها من إثباتِ علوِ اللهِ على عرشِهِ".
فكما أن عادةَ اليهودِ الكذبُ على اللهِ وعلى أنبيائِهِ فكذلكَ زعيمُهُم يفتري على اللهِ كذبًا وعلى رسولِ الله، وليسَ هذا
بالغريبِ عنهُ فإنهُ لإثباتِ صحةِ معتقدِهِ يكذبُ على رسولِ اللهِ وينسبُ للرسولِ أنهُ وافقَ اليهودَ على كفرِهم، وهذا فيهِ
تكفيرٌ للنبيّ المعصومِ وتضليلٌ لأشرفِ الخلقِ، والعياذُ باللهِ من ذلكَ البهتانِ العظيمِ الذي تكادُ الجبالُ تندكُ منهُ.
لماذا قال الألباني: كل من بقي في فلسطين فهو كافر؟
ومما قامَ بهِ أحدُ أركانِ الوهابيةِ المدعو محمدُ ناصر الدين الألباني رأسُ الوهابيةِ في الأردنِ مما يرضي اليهودَ ويفرحُهُم، ولا
شكَّ أنهم استحسنوا ذلكَ منهُ، أنهُ دعا إلى تفريغِ فلسطينَ من أهلها وأوجبَ عليهم الهجرةَ منها والخروجَ منها وزعمَ أن
شهداءَ الانتفاضةِ منتحرون وأن شعبَ الانتفاضةِ خاسرونَ ويزعمُ أن هذهِ هي السنة، أنظر جريدة "اللواء" اللبنانية
7/7/93 ص/16، وكتابَ "فتاوى الألباني" جمعُ عُكاشة عبدُ المنانِ - طبع مكتبة التراث - ص/18، وكذلكَ شريطٌ
مسجَّلٌ بصوتِ الألباني في بيتِهِ بتاريخِ 22/4/93.
وإليكَ أيها القارىء ما نشرته الصحف بتاريخ 1/9/93 ونصهُ:
لماذا قالَ الألبانيُ: كلُ من بقيَ في فلسطينَ هو كافر؟
إن قضيةَ فتوى المدعو محمد ناصر الدين الألباني التي قالَ فيها: "إن على الفلسطينيينَ أن يغادروا بلادهم ويخرجوا إلى
بلادٍ أخرى، وإن كلَ من بقيَ في فلسطينَ منهم فهو كافر"، هذه الفتوى الغريبة العجيبةِ لا تزالُ تثيرُ ردودَ أفعالٍ عديدةٍ،
ولم يقتصر أثرُها على الأردن حيثُ يعيشُ هذا الوهابيُ بل امتدَ إلى بقيةِ أنحاءِ العالمِ العربي الأخرى.
فتوى غريبةٌ بالطبعِ، لم تمرّ دونَ التصدي لها من عشراتِ الشخصياتِ الدينيةِ ورجال الفكرِ. وممن ردَّ على هذهِ الفتوى
الدكتورُ صلاحَ الخالدي حيثُ قالَ: إنَ الشيخَ الألبانيَ في فتواهُ خالفَ السنة، وأنهُ قد يكونُ وصلَ إلى مرحلةِ الخرفِ،
وطلبَ الدكتور الخالدي من أتباعِ الشيخِ ومريديهِ ألا يسيروا وراءهُ دونَ تفكيرٍ.
وعلَّقَ الدكتور علي الفقيرِ عضوُ مجلسِ النوابِ الأردني على فتوى الشيخِ الألباني قائلاً: "إن هذهِ الفتوى صادرةٌ عن
شيطان"، واستغربَ الدكتور الفقير أن يطلبَ من سكانِ فلسطينَ تركَ وطنهِم بحجةِ أن اليهودَ يحتلونَها.
وقد تصدّت للمسألة قطعًا للجدلِ هيئةَ التدريسِ في كليةِ الشريعةِ في الجامعةِ الأردنية، وأصدرت بيانًا نددت فيهِ بفتوى
الألباني، وبيّنت المغالطة التي وقعَ فيها في فتواهُ، ففلسطين من ديارِ الإسلامِ، والواجبُ يقضي بتضافر جميعِ الجهودِ
لاستعادةِ الحقِ السليبِ لا تركَ هذا الحقِ لمغتصبيهِ.
وقالَ الدكتور علي الفقير:"إن منطلق هذا الشيخ منطقٌ يهوديٌ وصِرفٌ". والنتيجةُ نفسُها توصّل إليها مراقبونَ
سياسيونَ، ولم يُبرئوا الفتوى من غايةٍ مدسوسةٍ قد يكونُ هذا الشيخ على درايةٍ بها اهـ.
يقولُ حمودُ التويجري المذكورُ مادحًا ومؤيدًا لعقيدةِ إخوانِهِ اليهود والتي هي نفسِ الوقتِ عقيدتُهُ في كتابِهِ الذي سماهُ "
عقيدةُ أهلِ الإيمانِ في خلقِ ءادمَ على صورةِ الرحمن" وقرّظهُ ابنُ بازٍ مفتيهم طبعُ دارِ اللواءِ الرياضِ الطبعة الثانية
ص/76: "وأيضًا فهذا المعنى عندَ أهلِ الكتابِ من الكتبِ المأثورةِ عن الأنبياءِ كالتوراةِ فإن في السفرِ الأولِ منها (سنخلقُ بشرًا على صورتنا يشبهها).
وفي ص/77 يقولُ: "وأيضًا فمن المعلومِ أن هذهِ النسخ الموجودة اليوم بالتوراة ونحوِها قد كانت موجودة على عهدِ النبي
صلى اللهُ عليهِ وسلم فلو كانَ ما فيها من الصفاتِ كذبًا وافتراءً ووصفًا للهِ بما يجبُ تنزيهه عنهُ كالشركاءِ والأولادِ لكانَ

إنكارُ ذلكَ عليهم موجودًا في كلامِ النبي أو الصحابة أو التابعينَ كما أنكروا عليهم ما دونَ ذلكَ، وقد عابَهم اللهُ في القرءانِ
بما هو دونَ ذلكَ فلو كانَ هذا عيبًا لكانَ عيبُ اللهِ لهم بهِ وأعظمُ وذمهم عليهِ أشد".
فقد اتضحَ جليًّا مشابهةُ الوهابيةِ في عقيدتها ودينها لعقيدةِ وكتبِ اليهودِ التي كتبوها بأيديهم ولُعنوا بذلكَ، ولكن خسىءَ
ابنُ تيمية وأتباعُهُ الوهابيةُ الذينَ ينكرونَ هذا ويعتبرونَ أن الرسولَ لم يعترضْ على كذبِهِم على اللهِ ولم ينكر عليهم كفرهم
وإشراكهم ونسبتهم الشكلَ والصورةَ الحقيقيةَ إلى اللهِ، وبذلكَ يكونونَ قد كفّروا الرسولَ ونسبوا إليهِ الضلالَ ليموهوا على

الناسِ اعتقادَهم الكفريَّ مع نسبةِ ذلكَ إلى النبي، وبذلكَ يكونونَ قد أعظموا الفرية على اللهِ وعلى رسولِهِ، واللهُ ورسولُهُ
والمؤمنونَ براءٌ منهم ومن دينهم الكفريّ.
واعلم أن نشر الوهابية لهذه العقيدة الكفرية على أنها من عقيدة أهل السنة قول باطل وزور عاطل، والأدلة الدوافع
شهود ناطقة على هؤلاء المتقولين في تعمدهم الكذب والبهتان لحاجة في أنفسهم (لأنهم على عقيدة ابن تيمية وتلميذه ابن
القيم اللذين قالا بتحيز الله فوق العرش وإنه جالس عليه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا) ولكن الخيبة والخجل

قرينة المفترين. أما يخشون الله ربَّهم الذي إليه منقلبهم، هذا عجيب والأعجب منه من يصدقهم على ذلك بغير برهان أتوا به.
فهل بعد ذلك يقال إن الوهابية يحافظون على عقيدة أهل السنة أم ينشرون ضد عقيدة أهل الحق؟!!
ثم إن علماء أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية الذين انتشروا في أنحاء الأرض لتعليم الناس عقيدة أهل الحق منذ ألف
ومائة سنة تقريبًا لا يعلم عددهم على الحقيقة إلا الله تبارك وتعالى، وإذا أردنا أن نجمع أسماءهم فقط مع تعدد فنونهم إن
كان في العقيدة أو الحديث أو الفقه أو التفسير أو غير ذلك لجاء ذلك في مجلدات كثيرة. ولو عُمل بقول الوهابية بتضليل
كل ماتريدي وأشعري في عقيدته لانقطع سند العدالة بيننا وبين السلف الصالح الذي يزعم الوهابية أنهم ينتسبون إليه.
ثم إن من صدّق الوهابية فيما أتت به من الكفر فقد كفر هو نفسه لذلك فنصيحتنا أن يرجع عن ذلك فيتشهد بنية الرجوع
إلى الإسلام، ومن أراد زيادة التأكد فليطالع كتاب روضة الطالبين للإمام النووي وشرح العزيز للرافعي وكتاب
الفتاوى الهندية التي وسّعت التفصيل في أنواع الكلمات الكفرية والاعتقادات الكفرية. وليس لنا غرض ببيان هذه الأمور
إلا أداء النصيحة التي أوجبها الله تعالى .
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق