معاني, الصمد, كلمة
"القولُ الأَسَدُّ في تفسير الصمد"
هذا مقال بديع وإن طال بعض الشيء أخذناه كما هو من أطروحة دكتوراة قيمة للغاية بعنوان "التجسيم في الفكر
الإسلامي" للباحث صهيب الصقار، حقق فيه القول في تفسير "الصمد" ورد على استدلال المجسمة بالآية ومن مال
إلى قولهم كابن تيمية حيث تكلم بكلام يندى له الجبين، ففنده المؤلف، وإليك هذا المبحث كاملا:
’’’’’’’الاستدلال بقوله تعالى: (الله الصمد)
الصمد في اللغة من (صمد) قال ابن فارس: (وهو أصلان أحدهما القصد والآخر الصلابة في الشيء. فالأول الصمْد:
القصد يقال: صمدته صمْدا. وفلان مُصمَد إذا كان سيداً يقصد إليه في الأمور، وصَمَد أيضاً، والله جل ثناؤه الصمد لأنه
يصمِد إليه عباده بالطلب والدعاء.
وقيل في الصمد:
علوته بحسام ثم قلت له****** خذهاحذيف فأنت السيد الصمد (1)
والأصل الآخر الصَمد وهو كل مكان صلب (2) قال الزمخشري: (صَمَدٌ:هوالسيد المصمود
(فَعَل) بمعنى مفعول كالحَسَب والقَبَض) (3) وقال ابن منظور: (..صَمَده يصْمِد صمداً، وصمد إليه كلاهما قصده..
والصمد بالتحريك السيد المطاع الذي لا يُقضى دونه أمر، وقيل الذي يُصمد إليه في الحوائج، أي يُقصد، قال:
ألا بكرالناعي بخيري بني أسد****** بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد (4)
... و المصمد الصلب الذي ليس فيه خور) (5)
__________
(1) البيت في العين للخليل 7/104واللسان (صمد) 3/259 وليس فيهما نسبته لأحد الشعراء
(2) مقاييس اللغة 3/310
(3) الفائق 2/315 وانظر أساس البلاغة (صمد) 3611
(4) أنشده في الأغاني لنادبة من بني أسد تندب عمرو بن مسعود وخالد بن المفضل وكانا نديمي المنذر بن ماء السماء قتلهما حال سكره. انظر الأغاني للأصفهاني 22/96
(5) لسان العرب (صمد) 3/258-259 وانظر إصلاح المنطق لابن السكيت 1/49 والمعرب في بيان المغرب (صمد) 1/482 والقاموس المحيط للفيروزابادي (صمد) 1/375
************************************
وأما الصمد في أسماءه تعالى فقد قال فيه ابن منظور:(والصمد من صفاته تعالى وتقدس لأنه أصمدت إليه الأمور فلم
يقض فيها غيره. وقيل المصمت الذي لا جوف له، وهذا لا يجوز على الله عز وجل
والمُصْمَد لغة في المُصْمَت وهو الذي لا جوف له..) (1)
و قد نقل بعض المحديثن والمفسرين كثيراً من التعاريف التي يمكن إرجاعها إلى الأصلين الذين ذكرهما ابن فارس.
قال الآلوسي بعد حكاية هذه التعاريف: (والمعول عليه تفسيره بالسيد الذي يصمد إليه الخلق في المطالب والحوائج
وتفسيره بالذي لا جوف له، وما عداهما فإما راجع إليهما أوهو مما لا تساعد عليه اللغة) (2) .
وهذان التفسيران يتعلق بهما البحث فالأول يستدل به على التنزيه الله عن الجسمية ولوازمها كالحيز والجارجة والعضو
والجهة. والثاني قد يدل على ذلك وإن كان في ظاهره يحتمل إفادة التجسيم ولهذا استدل به المجسمة، وافتتن
باستدلالهم بعض أهل السنة.
دلالة التفسير الأول على التنزيه فمن وجوه:
__________
(1) اللسان (صمد) 358
(2) روح المعاني 30/273 وسوف نأتي على ما نحتاج اليه من نقل هذه التعاريف في موضعه بعد قليل*******************
الأول: أنه لما وصف الله سبحانه نفسه بأنه المصمود إليه في الحوائج دل على كمال هذا الوصف فهو الذي يستغني
عن غيره مطلقاً، وكل ماعداه محتاج إليه، وروى الطبري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر الصمد فقال:
(السيد الذي كمُل في سؤدده، والشريف الذي كمل في شرفه..والغني الذي كمل في غناه) (1) فهذا الوصف
يقتضي الاستغناء المطلق عما سواه. والجسم لا يثبت له الغنى بل هو مفتقر إلى جزئه لأن كل جسم مركب وكل
مركب محتاج إلى كل واحد من أجزائه ضرورة وكل واحد من أجزائه غيره
فكل مركب محتاج إلى غيره والمحتاج إلى الغير لا يكون غنياً ولا صمداً مطلقاً (2)
الثاني: لو كان مركباً من الجوارح والأعضاء لاحتاج في الإبصار إلى العين وفي الفعل إلى اليد
وفي المشي إلى الرجل وذلك ينافي كونه صمداً مطلقاً (3)
وأما بيان دلالته على أنه تعالى منزه عن الحيز والجهة فهو أنه تعالى لو كان مختصاً بالحيز والجهة لكان محتاجاً في
وجوده إلى الحيز والجهة فلم يكن غنياً صمداً على الاطلاق (4)
التفسير الثاني ووجه دلالته على التنزيه:
__________
(1) انظر تفسيره 30/347 وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات 78 وأبو الشيخ في العظمة 1/303 جميعاً من طريق عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح بن أبي طلحة عنه. وعبد الله ترجمه النسائي في الضعفاء 1/63 وقال الذهبي في الميزان /121(له مناكير) وعلي بن أبي طلحة روايته عن ابن عباس مرسلة: انظر الميزان للذهبي 5/163 وجامع التحصيل للعلائي 1/240
(2) انظر تأسيس التقديس 19-20وسيأتي بسط الكلام عل هذا الدليل في الأدلة العقلية، وإنما دعت الحاجةإلى ذكره هنا لأن مقدمة هذا الدليل وهي وصفه (بالغنى المطلق) نقليته عقليته
(3) انظر تأسيس التقديس للرازي 19-20
(4) انظر تأسيس التقديس للرازي 19-20 وسيأتي بسط الكلام في هذا الدليل عند الكلام على الأدلة العقلية159
*******************************
لما ثبت أن العرب لا تستعمل لفظ (الصمد) مفسراً بما لاجوف له إلا في الأجسام كما أشار إلى ذلك ابن منظور (1)
وأشار إليه ابن تيمية ونص على أن الأجسام نوعان منها أجوف ومنها مصمت دل ذلك على أن التجويف والإصمات من المعاني المتناقضة في الجسم، فلا يمكن نفيها معاً عن معين من الأجسام ولا يمكن وصفه بهما معاً فنفي أحدهما يستلزم ثبوت الآخر, كالوجود والعدم فإذا نفينا العدم عن شيء ما ثبت أنه موجود, وكذلك القول في الجسم إذا نفينا تجويفه ثبت أنه مصمت. هذا في حق الأجسام التي تقبل التجويف والإصمات, أما غير الأجسام مما لا يقبل التجويف والإصمات كالعرَض مثلاً فلا يدل نفي وصفه بالأجوف على أنه عرض مصمت لأنه لا يقبل الإصمات ولا التجويف أصلاً. يوضح ذلك أن الذكورة والأنوثه من المعاني المتناقضة في الأزواج فإذا نفيت الأنوثة عن أحد الأزواج ثبت أنه ذكر، أما ما لا يقبل الزوجية كالملائكة فلا يدل نفي الأنوثه عنهم على وصفهم بالذكورة، بل دل نفي الأنوثه عنهم في القرآن الكريم على نفي الذكورة أيضاً وعلى براءتهم من أوصاف المخلوقات التي اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون بقاء نوعها بالتزاوج بين ذكورها وإناثها. قال تعالى: (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً) (2) وقال تعالى:(أم خلقنا الملائكة إناثاً وهم شاهدون) (3) فكذلك القول في تفسيرالصمد بأنه ليس بأجوف يكون دالاً على أنه لايقبل الاتصاف بصفات الأجسام التي تقبل التجويف والإصمات ولابد من اتصافها بأحد الوصفين.
__________
(1) قال في اللسان (صمد) 3/259: (قيل الصمد هو المصمت الذي لا جوف له وهذا لايجوز على الله عز وجل).
(2) الآية (19) من سورة الزخرف.
(3) الآية (150) من سورة الصافات.
*******************************
نعم يُحتاج معه إلى نفي الجسم عنه وعدم قبوله لما قبلته الأجسام، فإما أن يكون الخصم مسلِّماً بنفي الجسم فيلزمه قبول الاستدلال بتفسير الصمد المذكور على نفي الجسمية، وإما أن ينكر فنحتج عليه بالأدله القاطعة من العقل والنقل بنفي التجسيم.
التفسير الثاني واستدلال المجسمة به:
سبق أن من المجسمة من أرجع لفظ الصمد في وصف الباري به إلى معنى الصلب المصمت الذي لا جوف له، وتأولَّه ليدل على إثبات التجسيم. كما سبق نقله عن داود الجواربي ومقاتل بن سليمان (1) . ولابن تيمية رحمه الله موقف ورأي من هذا التفسير يجب التنبيه على ما فيه.
موقف ابن تيمية من تفسير المجسمة ورأيه في (الصمدية) الواجبة للباري سبحانه:
ذكر ابن تيمية في تفسير الصمدية التي تجب للباري سبحانه كثيرا العبارات والقرائن التي تجعل المسترشد في حيرة من التصريح بما تدل عليه هذه العبارت والقرائن، وأنا أشير إلى هذه العبارت والقرائن في هذا الموضع مع بعض المناقشة التي يتعين الجواب عنها.
أولاً: حكى ابن تيمية رحمه الله استدلال المجسمة به ولم يبذل أي جهد في إنكاره. ثم حكى استدلال المنزهين فسال قلمة معترضاً من كل وجه. قال رحمه الله: (وقد احتج بسورة الاخلاص من أهل الكلام المحدث من يقول الرب جسم كبعض الذين وافقوا هشام بن الحكم ومحمد بن كرام وغيرهما...قالوا: هو صمد والصمد لا جوف له، وهذا إنما يكون في الأجسام المصمتة فإنها لا جوف لها كما في الجبال و الصخور...وقالوا: أصل الصْمد الاجتماع ومنه تصميد المال، وهذا إنما يعقل في الجسم المجتمع، وأما النفاة فقالوا: الصمد الذي لا يجوز عليه التفريق والانقسام ... ) (2)
__________
(1) مقالات الإسلاميين 209 وانظر ص (57 و67) من الرسالة
(2) مجموعة رسائله وكتبه في التفسير 17/269
**********************
ثانياً: حكى عين شبهة المجسمة عن الصحابة والتابعين وعامة السلف وزعم أن نسبتها إلى المجسمة من صنيع أهل الكلام قال: (قد أخبر الله تعالى في كتابه أنه الصمد وقد قال عامة السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم إن الصمد هو الذي لا جوف له. وقالوا أمثال هذه العبارات التي تدل على أن معناه لا يتفرق، واللغة تدل على ذلك فإن هذا اللفظ وهو لفظ (صمد) يقتضي الجمع والضم، كما يقال: صمدت المال إذا جمعته وقد قال من قال من حذاق أهل الكلام وغيرهم إن هذا تفسير المجسمة لأن الأجسام نوعان أجوف ومصمت، قالوا هذا يقتضي أنه جسم مصمت لا جوف له) (1) . وقال أيضا:(ولفظ الصمد يدل على أنه لا جوف له وعلى أنه السيد، ليس كما تقول طائفة من الناس إن الصمد في اللغة إنما هو السيد ويتعجبون مما نقل عن الصحابة والتابعين من أن الصمد هو الذي لا جوف له فإن أكثر الصحابة والتابعين فسروه بهذا وهم أعلم باللغة وتفسير القرآن، ودلالة اللفظ عليه أظهر من دلالتها على السؤدد وذلك أن لفظ (صمد) يدل على الاجتماع و الانضمام المنافي للتفرق والخلو والتجويف، كما يقال: صمد المال إذا جمعه و ضم بعضه إلى بعض ... وهو جمعٌ وضم ينافي الانفتاح والتفريج. ولهذا يقال للعظام ونحوها من الأجسام منها أجوف ومنها مصمت) (2)
ثالثاً: زعم أن استدلال المنزهين بالآية على نفي التجسيم فيه قلب لدلالتها قال: (وأما استدلال هولاء المتأخرين بذلك على نفي التجسيم والحد فباطل أيضاً وهو قلب الدلالة، فإن كون الموصوف مصمتاً لا يمنع أن يكون جسماً أو محدوداً كسائر ما وصف بأنه مصمد) (3)
فتأمل هذا القلب، وتأمل بعده ذلك التعليل.
__________
(1) مجموعة رسائله في التفسير 17/296 وانظر نحوه في الصواعق المرسلة لابن القيم 3/1025
(2) تلبيس الجهمية 2/59-60 وانظر نحوه في الجواب الصحيح 4/407 والمحاضرات السنية لابن عثيمين 1/45
(3) المصدر السابق 1/512
**********************************
رابعاً: أنه يكتفي بالاعتراض على إثبات ما يقابل لوازم الجسم المصمت دون الاعتراض على مطلق التجسيم فمن ذلك أنه لا يعترض على استدلال المجسمة بالآية لإثبات مطلق التجسيم، بل على زعمهم أنه لحم وعظم. يقول: (وأما استدلال المجسمة الذين يقولون إن الله لحم و نحو ذلك والذين يجعلون الباري من جنس شيء من الأجسام المخلوقة بهذا الاسم فباطل لوجوه أحدها أن هذا اللفظ (دل) (1) على ذلك من تفاسيره. الثاني: أن الملائكة موصوفة بأنها صمد والأجسام المصمتة موصوفة بأنها صمد وليست لحماً ودماً) (2) ويلاحظ أن هذا الجواب لايرد على استدلال المجسمة الذين قالوا إنه جسم لا كالأجسام.
ومن ذلك أيضاً أنه يعد من النقائص التي أثبتها اليهود والمجسمة وصفه تعالى بأنه أجوف. يقول ابن تيمية: (.. حكى عن بعض اليهود والرافضة والمجسمة أنهم يصفونه بالنقائص التي تعالى عنها كوصفه أنه أجوف وأنه بكى حتى رمدت عيناه..) (3) والحق أن وصفهم الذي تعالى الله عنه هو التجسيم لافرق فيه بين جسم أجوف وجسم مصمت.
ثم يزيد ابن تيمية في تفسير الصمدية باستعمال ألفاظ لاتستعمل إلا في وصف الأجسام كالاجتماع والقوة التي تنافي التفرق والانقسام والتمزق والانفصال والانحلال، والانضمام المنافي للخلو والتجويف والانفتاح والتفريج.
__________
(1) زيادة مني لتستقيم العبارة ولعلها ساقطة من الأصل والله اعلم
(2) تلبيس الجهمية 1/512
(3) مجموعة رسائله في العقيدة 5/435
********************
خامساً: يلاحظ أن الفخر الرازي يلزم من أثبت التحيز على العرش بعدد من اللوازم، منها لزوم إثبات الجوانب التي يحاذي بها يمين العرش وتغاير الجوانب التي يحاذي بها يسار العرش، ومنها لزوم إثبات الأجزاء التي تستلزم قبول الانقسام، وابن تيمية رحمه الله لا ينازع في هذا اللزوم، بل يسلم بلزومه للمخلوق، ثم يعدل في حق الخالق إلى مقابلتها بإثبات الاجتماع والقوة والانضمام! ألم يكن نفي الوازم التي ذكرها الرازي أولى من الزيادة في إيهام التجسيم بإثبات ما يقابلها من لوازم الجسم؟
الاعتراض على صحة ما نسبه إلى أكثر الصحابة والتابعين:
يبالغ ابن تيمية في عزو ما يرتضيه إلى السلف وموافقته للعقل والنقل والفطرة فإذا سمع بذلك غير المطلع على مذهب السلف تهيب مخالفة هذا الحشر واستوحش من فطرته إن أنكرت ما ألفوه، فيعود على نفسه متهماً لها بقلة الفهم وقصر النظر وفساد الفطرة. وفي مسألتنا لا يصح عن صحابي واحد نسبة تفسير الصمد بما ذكره. وإنما أخرجه بعض المحدثين والمفسرين عن بضعة نفر من التابعين لا يصح من تلك الآثار إلا ما روي عن مجاهد والحسن البصري رحمهما الله. ولنا كلام بعد سياقة هذه المرويات في فهم كلامهما وتفسيره بما يخالف فهم ابن تيمية له.
المرويات عن السلف في تفسير(الصمد):
******************
أولاً أخرج أبوالشيخ بسنده عن أنس رضي الله عنه حديثاً طويلاً و فيه أنه قال:(أتت يهود خيبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا أبا القاسم أخبرنا عن ربك عز وجل؟ فلم يجبهم النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه جبريل فقال: يا محمد (قل هو الله أحد) ليس له عروق فتتشعب إليه(الله الصمد) ليس بالأجوف) (1) . وهو منكر المتن سقيم السند (2)
ثانياً: أخرج الطبري في تفسيره بسنده عن صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال لا أعلمه إلا قد رفعه قال: الصمد الذي لا جوف له (3) . وهو ضعيف أيضاً (4)
__________
(1) العظمة 1/370 وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/410
(2) فيه يحيى بن عبد الله وهو ضعيف انظر لسان الميزان 7/434 وله ترجمة في الكشف الحثيث 280 يرويه عن أبان عن ابن عباس وهو متروك انظر ترجمته في ضعفاء العقيلي 1/38 والمجروحين لابن حيان 1/96
(3) تفسيره 30/345 وأخرجه الروياني في مسنده 1/80 والطبراني في المعجم الكبير 2/22 وأبو الشيخ في العظمة 1/378.
(4) في سنده محمد بن رومي وهو لين الحديث انظر ترجمته في الجرح والتعديل 8/21وتهذيب التهذيب لابن حجر 9/230 وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش انظر ترجمته في ضعفاء العقيلي 3/121وتقريب التهذيب 371 وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف كما في التقريب 271 وانظر ترجمته في الميزان 3/401 وانظر تضعيف الحديث في الكامل لابن عدي 4/54 ومجمع الزوائد للهيثمي 7/144
********************
ثالثاً:أخرج ابن أبي عاصم بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصمد الذي لا جوف له (1) .وهو ضعيف أيضاً (2)
رابعاً: أخرج الطبري بسنده عن سعيد ابن المسيب قال الصمد الذي ليس له حشوة (3) . وهو ضعيف أيضاً (4)
خامساً: أخرج ابن أبي عاصم بسنده عن ميسرة بن يعقوب الطهوي أنه قال الصمد: المصمت (5)
سادساً: أخرج الطبري بسنده عن الضحاك بن مزاحم أنه قال الصمد الذي لا جوف له (6)
__________
(1) السنة1/229
(2) في سنده عبد الله بن ميسرة انظر ترجمته في ضعفاء للنسائي 1/65 وتقريب التهذيب 326وأخرجه الطبري في تفسيره بسند فيه محمد بن ربيعة الكلابي له ترجمة في الميزان 6/144 انظر تقريب التهذيب478 يروي عن سلمة بن سابور وهو ضعيف انظر المغني للذهبي 1/175 ولسان الميزان 3/68 يرويه عن عطية بن سعد عن ابن عباس وعطية ضعيف أيضا انظر المجروحين لابن حبان 2/273 والمغني في الضعفاء 5/369
(3) تفسير الطبري 30/344وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/301 وأبو الشيخ في العظمة 1/383
(4) لأنه من رواية المستقيم عثمان بن عبد الملك. انظر ترجمته في ضعفاء ابن الجوزي 2/170 والمغني في الضعفاء 2/427 وتهذيب التهذيب 7/124
(5) السنة 1/303 وميسرة هو صاحب راية علي رضي الله عنه قال الحافظ في ترجمته في التقريب255 (مقبول) وانظر ترجمته في تهذيب الكمال 14/388 و يرويه عنه عطاء بن السائب قال الذهبي في ترجمته: (تغير بأخره وساء حفظه) انظر من تكلم فيه وهو موثق134 و الميزان 5/90.
(6) انظر تفسيره 30/344 و أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/303 من طريقين عنه بإسناد جوده الألباني، ولم أجد قدحاً في رجاله إلا أن الضحاك نفسه قال فيه ابن حجر في التقريب 280 صدوق كثير الإرسال. وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال للذهبي 3/446.
**************************
وأخرج ابن أبي عاصم وغيره بأسانيد صحيحة عن مجاهد بن جبر رحمه الله أنه قال: الصمدالمصمت الذي لا جوف له (1)
وأيضاً أخرج هو وغيره بسند صحيح عن الحسن البصري أنه قال:الصمد الذي لا جوف له (2)
وبعد فلا يخفى مافي نسبته هذا التفسير إلى أكثر الصحابة والتابعين وعامة السلف من المبالغة، إذ لم يصح عن صحابي واحد وإنما صح عن اثنين من التابعين وأمام ذلك جمع من الأقوال التي يفسر فيها السلف لفظ (الصمد) بغير هذا التفسير (3) فكيف يعد الأول مذهباً لهم؟ ولم لا يعد الآخر؟ وما صح عن بعض التابعين في تفسيره فليس فيه الولوج في شرحه بالخلو من التجويف والانضمام المنافي للانفتاح والتفريج ونحوها من صفات الأجسام، فلا يزيد ما نقل فيه عن التابعين على كونه تفسيراً لغوياً لأصل لفظ (الصمد) قبل وصف الباري به، ويعد تفسيراً لما يوصف به من الأجسام’’’’’’’.
__________
(1) السنة 1/301 وانظر تفسير الصنعاني 3/407 وتفسيرالطبري 30/344 وتفسير مجاهد 2/794
(2) السنة 1/302 وانظر تفسير الطبري 30/344 وأخرجه كلاهما من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا الربيع بن مسلم عن الحسن
(3) انظر ما نقل عن التابعن من أقوال أخرى في تفسير الصمد في تفسير الصنعاني 3/407 والسنة لابن أبي عاصم 1/299-303 وتفسير الطبري 30/344 -347 وأبوالشيخ في العظمة 1/370 وانظر حكاية هذه الأقوال في تفسير البغوي 4/445 و تفسير ابن كثير 4/571
المصدر: منتديات دلع مصر - من قسم: منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق