لقد ثبت أن رسول الله قد دعا للعراق كما ذكرنا في الرسالة رقم 2
لكن ماذا كان حاله صلى الله عليه وسلم مع نجد الحجاز
انتبه أخي المسلم
من البخاري فانظر إلى قوله:
(( اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ
وَأَهْلُ الْمَشْرِقِ يَوْمَئِذٍ مِنْ مُضَرَ مُخَالِفُونَ لَهُ))اهـ.
فهذا الخبر يجعل (أهل المشرق) من مضر، فانتبه جيدا إلى هذا.
وفي البخاري أيضا:
((قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ قَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ))اهـ.
فتدبر أن هؤلاء إنما جاؤوا من البحرين والأحساء والتي لا يمكنك أن تدعي بأنها من العراق أو في جهة أخرى غير جهة نجد، وقد قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ما رأيته بعينيك من أنهم حي من ربيعة وأن بينهم وبين النبي وهو في المدينة كفار مضر، وهذا يدلك على مكان مضر بالتحديد وأنه نجد بكل دقة.
وتمعن إن كنت تتمعن هنا:
فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ:
((أَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ فَقَالَ الْإِيمَانُ يَمَانٍ هَا هُنَا أَلَا إِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ))اهـ
وفي رواية:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( مِنْ هَا هُنَا جَاءَتْ الْفِتَنُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَالْجَفَاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ))اهـ.
فانظر إلى قوله (نحو المشرق) وقوله (حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر) وضم هذا إلى ما قبله لعل الله يهديك ويذهب تعصبك فتقلع عن تكذيب الأخبار بلا موجب، وتفهم أن ما قلته لك هو المتعين من أن ذكر العراق مرة ونجد مرة من أجل أنهما بعض أفراد العام فلا تخصيص.
ثم هب أنك لا ترى دعوة ابن عبد الوهاب فتنة ـ وهو ما نخالفك فيه ـ فلم أنكرت أن يكون القرامطة الذين قلعوا الحجر الأسود وقتلوا الحجاج حتى ملؤوا بهم الطرقات وسدوا بهم الآبار والعيون لم أنكرت أن يكون هؤلاء مقصودين؟؟ ولم أنكرت أن يكون الصفويون الذين أبادوا أهل السنة وقلبوا إيران السنية إلى الرفض والغلو مقصودين؟ ولم أنكرت أن يكون المغول والتتار الذي اكتسحوا العالم قادمين من المشرق الأقصى فابتلعوا نصف العالم من جهة الشرق فدمروا الإنسانية بوحشية لم يسمع بمثلها في تاريخ البشرية، ودخلوا بغداد فقتلوا الخليفة وألفي ألف (مليونان) مسلم حتى تحير المؤرخون ماذا يكتبون عن هذه الفاجعة هل يكتبون نعي الإسلام؟؟ ولم أنكرت أن تكون الشيوعية التي ابتلعت الدول الإسلامية بالمشرق وضمتها إلى حكمها 100 سنة دمرت خلالها دينهم وأخلاقهم؟؟؟ ولم أنكرت أن تكون حملات التنصير في بلاد العرب والتي اتخذت من البحرين قاعدة في القرن الماضي هي المقصودة؟؟ وغيرها وغيرها؟؟ ولم أنكرت أن يكون يأجوج ومأجوج الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليهم السلام والذين يأتون من المشرق بأبشع مما فعل التتار بمراحل أن يكونوا مقصودين؟؟ ولم أنكرت أن يكون الدجال والذي هو أشد فتنة حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم والذي يخرج من المشرق فيتبعه يهود أصبهان لم أنكرت أن يكون هو المقصود؟؟ أين تضع كل هذه الفتن ؟؟ إن كلمة المشرق كما تشمل فتن العراق وحده فهي شاملة لهذه الفتن كلها فافهم ولا تكابر.
__________________هذه الرسالة وما سبقها منقول من منتدى الأزهريين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق