الاثنين، 24 أبريل 2017

السلفية التيمية الوهابيه خالفت أهل السنة والجماعة

الشيخ سعيد فودة
خلافاتنا معهم خلافات أصولية وعقائدية وبعض الاختلافات الفقهية فضلا عما يترتب عليها من تصرفات، ففي الإلهيات نختلف معهم اختلافا جذريا في مجموعة من المسائل وقد ذكرت أهم القضايا في الجواب السابق، وأزيد على ذلك أنهم يثبتون الصفات العينية (صفات الذات أو الأعيان)، فهم يثبتون ما يصدق عليه لفظ الأعضاء والجوارح لله على أنها صفات لله تليق به، كاليد والساق والقدم...
وابن تيمية ومن يتبعه مثل بعض شراح الطحاوية المعاصرين يقول إن نفي الأعضاء والجوارح عن الله تعالى، يستلزم نفي صفات ثبتت لله بالنص! وقولهم هذا غريب، فما هي الصفات التي ننفيها عن الله حينما ننفي الجوارح والأعضاء عن الله؟ وأهل السنة يؤوِّلون ما وردَ من ألفاظ توهم ذلك بما يناسبها من المعاني بحسب  الوارد في لغة العرب؟ نحن في هذا على ما قرره أبو جعفر الطحاوي في عقيدته المشهورة: "وتعالى عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات".
وأود أن أضيف هنا أن كثيرا من السلفيين يستغربون حينما نقول لهم إن ابن تيمية يثبت الحدود لله، ويثبت له الجوارح والأعضاء، وما إلى ذلك من صفات التجسيم والتشبيه، يقولون بأن هذا افتراء على ابن تيمية، ونحن على استعداد لإثبات ذلك من كتب ابن تيمية، ولدينا الأدلة والبراهين على ذلك. وقد تتبعت ذلك كله وأثبته من كلام ابن تيمية في كتابي "الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية" وفي غيره من الكتب كما أثبتُّ أنه قائل بالقدم النوعي للعالم ووجوب دوام كون الله خالقا بالفعل، الخ...
بالإضافة إلى مخالفتنا لهم في أمور أخرى مثل مسارعتهم في التكفير وعدم قبولهم للرأي الآخر، والمجازفة في التبديع والتفسيق، واتهام الناس بالباطل، وخروجهم عن المذاهب الفقهية المعتمدة في بعض المسائل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق