بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه وبعد
فإن اجتهادات علمائنا عليهم رحمة الله تعالى عليهم إنما هي اجتهادات ظنية أي قائمة على الظن لا على اليقين.
وسبب ذلك أنهم لمارأوا ما حدث من أهل العراق من مواقف مخزية لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ثم ما حدث فيها من معارك ظنوا أو تيقنوا أن المقصود بنجد هي العراق لأنهم شاهدوا القتل والحوادث التاريخية التي ذكرت وبناء على ذلك بنوا تصورهم .
وخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الفتن من جهة المشرق ( فأخبر صلى الله عليه وسلم عن إقبال الفتن من ناحية المشرق وكذلك أكثر الفتن من المشرق انبعثت ) والعراق ليست في جهة مشرق المدينة المنورة إنما هي في جهة الشمال الشرقي ، والشمس لا تشرق من هناك كما ذكرت سابقا.
وعجبا كل العجب لمن يرفض الأخذ بالعلم الحديث في تحديد الأماكن والبلدان وهو علم يقيني ويعتمد الظنون في تحديد المواقع فهذه الخرائط التي اعتمدتها ليست من تصميمي ولا رسمي إنما هو رسم واقعي وقد ذكرت للقارئ سابقا بالبراهين العلمية اليقينية لكن الذي يرفض العلم اليقيني ويعتمد العلم الظني هذا هو حاله.
ثم أن من رأى من سادتنا العلماء بأن المقصود من نجد العراق هم قلة معدودون ، ولا يزيد على كونه اجتهاد وهل يمكن للاجتهاد أن يرد الحديث الصحيح المتفق على صحته ؟؟؟؟
ثم ننتقل إلى ما استدل به الأوزاعي على ما ذهب إليه من أن مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجد هي العراق بما يلي
قال : ( بعض الأحاديث التي بينت المقصود من "نجد)
روى الإمام المبجل أحمد بن حنبل في مسنده قال حدثنا ابن نمير حدثنا حنظلة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال:
) رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق ها إن الفتنة هاهنا ها إن الفتنة هاهنا ثلاث مرات من حيث يطلع قرن الشيطان (
سبق الرد على هذا الحديث بردود عدة لم يتناولها شيخنا الأزهري ومن أدلى بدلوهم في هذا الحوار الهادف حسبما قرأت ومن تلك الردود :
إن هذا الحديث ورد من أكثر من عشرين طريقا ستة منها عند البخاري وستة منها عند الإمام مسلم وثمانية منها في مسند الإمام أحمد رحمهم الله جميعا وكلها لم يرد فيها يؤم العراق.
فهل يصح أن نرجح رواية واحدة وردت من طريق يتيم على عشرين رواية وأكثر ليس فيها هذا اللفظ الزائد ( يؤم لعراق) ؟؟؟
فماذا تعد هذه الرواية إلا أنها رواية شاذة خالفت أكثر من عشرين رواية وردت كلها من طرق صحاح ، زد على ذلك ما ذكره أبو أحمد بن عدي عن أهل العراق : قال وما ذكر أن في أهل العراق رفع أحاديث وزياد في متون، قال: هذا شئ موجود في البغداديين خاصة، وفي حديث ثقاتهم، وانهم يرفعون الموقوف، ويصلون المرسل، ويزيدون في الاسناد.
قال الذهبي: بئست الخصال هذه، وبمثلها ينحط الثقة عن رتبة الاحتجاج به، فلو وقف المحدث المرفوع، أو أرسل المتصل، لساغ له، كما قيل: أنقص من الحديث ولا تزد فيه. الكامل لابن عدي : 2/338، لسان الميزان : 1/295
فقول ابن عمر رضي الله عنه (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق) إنما هو اجتهاد من ابن عمر في تحديد الموقع ، وليس بالضرورة أن يكون اجتهاده صائبا لو صح الحديث .
وعلى افتراض أن الرواية صحيحة كما رأيت لكن عبارة ( يشير بيده يؤم العراق) ليست صادرة من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نعتبرها حجة، إنما الحجة قول الرسول صلى الله عليه وسلم المسدد من ربه سبحانه وتعالى ، القائل عن نجد هناك الزلازل والفتن حيث يظهر قرن الشيطان!!!
قال العلامة المحدث الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند : إسناده صحيح.
قال الشيخ المحدث شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: إسناده صحيح.
نعم قد يكون الإسناد صحيحا سندا ، لكن لا يعني ذلك بالضرورة أن يكون صحيحا متنا، وذلك لورد نفس الحديث من أكثر من عشرين طريقا ليس فيها تلك الزيادة ( يؤم العراق ).
أما رواية الإمام مسلم الآتية فمن القائل : ( يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة) !!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي نعتمد أن مقصود الصحابة الكرام رضي الله عنهم حينما قالوا ( وفي نجدنا ) العراق بأنهم أهل فتنة وفيه تقع الزلازل ، ومنها يظهر قرن الشيطان!!!!!.
إن قائلها سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين وسالم بن عبد الله تابعي كما هو معلوم.فكيف يصح أن يكون الحديث الصحيح دليل على أن مقصوده الصحابة الكرام العراق وليس نجد الحجاز.
__________
منقول الأزهريين
فإن اجتهادات علمائنا عليهم رحمة الله تعالى عليهم إنما هي اجتهادات ظنية أي قائمة على الظن لا على اليقين.
وسبب ذلك أنهم لمارأوا ما حدث من أهل العراق من مواقف مخزية لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ثم ما حدث فيها من معارك ظنوا أو تيقنوا أن المقصود بنجد هي العراق لأنهم شاهدوا القتل والحوادث التاريخية التي ذكرت وبناء على ذلك بنوا تصورهم .
وخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الفتن من جهة المشرق ( فأخبر صلى الله عليه وسلم عن إقبال الفتن من ناحية المشرق وكذلك أكثر الفتن من المشرق انبعثت ) والعراق ليست في جهة مشرق المدينة المنورة إنما هي في جهة الشمال الشرقي ، والشمس لا تشرق من هناك كما ذكرت سابقا.
وعجبا كل العجب لمن يرفض الأخذ بالعلم الحديث في تحديد الأماكن والبلدان وهو علم يقيني ويعتمد الظنون في تحديد المواقع فهذه الخرائط التي اعتمدتها ليست من تصميمي ولا رسمي إنما هو رسم واقعي وقد ذكرت للقارئ سابقا بالبراهين العلمية اليقينية لكن الذي يرفض العلم اليقيني ويعتمد العلم الظني هذا هو حاله.
ثم أن من رأى من سادتنا العلماء بأن المقصود من نجد العراق هم قلة معدودون ، ولا يزيد على كونه اجتهاد وهل يمكن للاجتهاد أن يرد الحديث الصحيح المتفق على صحته ؟؟؟؟
ثم ننتقل إلى ما استدل به الأوزاعي على ما ذهب إليه من أن مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجد هي العراق بما يلي
قال : ( بعض الأحاديث التي بينت المقصود من "نجد)
روى الإمام المبجل أحمد بن حنبل في مسنده قال حدثنا ابن نمير حدثنا حنظلة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال:
) رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق ها إن الفتنة هاهنا ها إن الفتنة هاهنا ثلاث مرات من حيث يطلع قرن الشيطان (
سبق الرد على هذا الحديث بردود عدة لم يتناولها شيخنا الأزهري ومن أدلى بدلوهم في هذا الحوار الهادف حسبما قرأت ومن تلك الردود :
إن هذا الحديث ورد من أكثر من عشرين طريقا ستة منها عند البخاري وستة منها عند الإمام مسلم وثمانية منها في مسند الإمام أحمد رحمهم الله جميعا وكلها لم يرد فيها يؤم العراق.
فهل يصح أن نرجح رواية واحدة وردت من طريق يتيم على عشرين رواية وأكثر ليس فيها هذا اللفظ الزائد ( يؤم لعراق) ؟؟؟
فماذا تعد هذه الرواية إلا أنها رواية شاذة خالفت أكثر من عشرين رواية وردت كلها من طرق صحاح ، زد على ذلك ما ذكره أبو أحمد بن عدي عن أهل العراق : قال وما ذكر أن في أهل العراق رفع أحاديث وزياد في متون، قال: هذا شئ موجود في البغداديين خاصة، وفي حديث ثقاتهم، وانهم يرفعون الموقوف، ويصلون المرسل، ويزيدون في الاسناد.
قال الذهبي: بئست الخصال هذه، وبمثلها ينحط الثقة عن رتبة الاحتجاج به، فلو وقف المحدث المرفوع، أو أرسل المتصل، لساغ له، كما قيل: أنقص من الحديث ولا تزد فيه. الكامل لابن عدي : 2/338، لسان الميزان : 1/295
فقول ابن عمر رضي الله عنه (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق) إنما هو اجتهاد من ابن عمر في تحديد الموقع ، وليس بالضرورة أن يكون اجتهاده صائبا لو صح الحديث .
وعلى افتراض أن الرواية صحيحة كما رأيت لكن عبارة ( يشير بيده يؤم العراق) ليست صادرة من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نعتبرها حجة، إنما الحجة قول الرسول صلى الله عليه وسلم المسدد من ربه سبحانه وتعالى ، القائل عن نجد هناك الزلازل والفتن حيث يظهر قرن الشيطان!!!
قال العلامة المحدث الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند : إسناده صحيح.
قال الشيخ المحدث شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: إسناده صحيح.
نعم قد يكون الإسناد صحيحا سندا ، لكن لا يعني ذلك بالضرورة أن يكون صحيحا متنا، وذلك لورد نفس الحديث من أكثر من عشرين طريقا ليس فيها تلك الزيادة ( يؤم العراق ).
أما رواية الإمام مسلم الآتية فمن القائل : ( يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة) !!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي نعتمد أن مقصود الصحابة الكرام رضي الله عنهم حينما قالوا ( وفي نجدنا ) العراق بأنهم أهل فتنة وفيه تقع الزلازل ، ومنها يظهر قرن الشيطان!!!!!.
إن قائلها سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين وسالم بن عبد الله تابعي كما هو معلوم.فكيف يصح أن يكون الحديث الصحيح دليل على أن مقصوده الصحابة الكرام العراق وليس نجد الحجاز.
__________
منقول الأزهريين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق